الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) : الإعدام جريمة ضد الإنسانيّة !


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 00:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 838 ، 29 جانفي 2024
https://revcom.us/en/execution-crime-against-humanity

ملاحظة الناشر : المقال أدناه نُشر باللغة الفارسيّة بالعدد 147 من مجلّة آتاش / شعلة ، فيفري 2024 على موقع أنترنت cpimlm.org. و ترجمه إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع أنترنت revcom.usوالكلمات / الجمل بين معقّفين و كذا الهامش أضافهم المترجمون من أجل مزيد الوضوح .
-----------------------------
هذه المرّة ، سرقت جمهوريّة إيران للجريمة و الإعدام حياة كلّ من محمّد غوبدلو و فرهاد سليمي . و قد كان لزلزال التمرّد الشعبيّ [ سنة 2022] تأثيرا واضحا و مديدا على الجمهوريّة الإسلاميّة إلى درجة أنّها وجدت نفسها مجبرة على اللجوء إلى قتل شعبنا – للثأر و لبثّ الرعب و السلوك السلبيّ .
إنّ الجمهوريّة تقتلنا لتكمّم أفواهنا و تجعلنا ننسى عشقنا للحرّية و فرحتنا في النضال . و الجمهوريّة الإسلاميّة مصمّمة على إخضاعنا أو القضاء علينا . إنّهم يضعون المشانق حول أعناق مقاتلينا من أجل الحرّية ليجبرونا على القبول بالبؤس و العبوديّة و الإستعباد . أبدا ! سنأخذ أماكن أبطالنا الذين يقتلونهم شنقا . غضبنا أعظم من إرادة الجمهوريّة الإسلاميّة . نعلم أنّ طريقنا معبّد بالدماء لكنّنا نناضل في سبيل إجتثاث الجمهوريّة الإسلاميّة و من ثمّة إجتثاث مشانقها أيضا .
و بقدر ما تصبح الجمهوريّةالإسلاميّة أكثر إفلاسا ، بقدر ما تحتاج إلى القتل . لم تعد لهم شرعيّة يعوّلون عليها ، على أمل التحكّم في الوضع السياسي من خلال لعبة الانتخابات . إصبعهم على الزناد و هم مضطرّون بصفة متنامية لتخفيض الفاصل الزمنيّ بين جرائمهم . و تنمّى هذه الظروف من شدة جرائم الجمهوريّة الإسلاميّة و مداها . و لا يُعزى هذا الوضع إلى قوّة سلطتهم بل بالأحرى إلى الضرورة التي يواجهونها كمخلوق متعثّر و منهار يغرز مخالبه في أيّ شيء يطاله .رسالة النظام هي : ثمن الجرأة و المقاومة هو الموت " . و رسالتنا هي : " لا للجمهوريّة الإسلاميّة ، لا للإعدامات ، لا للنظام الذى ولّد الجمهوريّة الإسلاميّة " .
معارضة الإعدام ليست [ مجرّد ] موقف أخلاقيّ . إنّها نضال ضد سياسة و إيديولوجيا منحطّين . في كلمة ، إنّها معارضة لوجود مثل هذا النظام العالمي الذى يفسد و يحطّ من قيمة البشر و الكائنات الحيّة . يجب أن نتّحد ضد الإعدام ، إعدام أيّ كان . و " أيّ كان " تشمل آلاف الناس من الفئات الإجتماعيّة المفقّرة ، الذين نتيجة للسير الإجرامي لهذا النظام ، ينخرطون في " التهريب " و " السرقة " و القتل كي يتمكّنوا و أسرهم من البقاء على قيد الحياة ، بينما المهرّبون و السرقة و المجرمون الحقيقيّون هم الحكّام الذين يترأّسون المحاكم و القضاء و يحتلّون مواقع القيادة في هذا النظام ." أيّ كان " تشمل أيضا أولئك الذين يقفون إلى جانب و يصبحون مأجورين لفرق إسلاميّة متنوّعة في الحروب الرجعيّة فيما بينها ، أو في النزاعات بين الإسلاميّين و الإمبرياليّين ، و أيضا أولئك الذين شكّلتهم القوات الحاكمة . ينحدر بعضهم من الفئات الأكثر تفقيرا في المجتمع و هم غاضبون على الوضع – لكن نتيجة الغضب و اليأس إرتأوا اللجوء إلى قسم آخر من النظام و نفسه ، مثل الشباب الذين أضحوا أنصار النظام الملكي أو جيش العدل للقتال ضد الجمهوريّة الإسلاميّة (1) إلخ – من جهة هذا النظام يدفع الناس إلى [ أشكال ] معارضة رجعيّة – للثأر و الجهاد و الإنتحار – و من الجهة الأخرى ، يعدمهم دون سيرورة محاكمة قانونيّة لازمة ، و دون حقّ الدفاع عن النفس و توكيل محامي .
النضال ضد عقوبة الإعدام كأداة للقمع المنهجيّ تستخدمها الدولة و النضال من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيّين فورا و دون قيد أو شرط نضالان مترابطان .
السجين السياسي / السجينة السياسيّة رمز لتمرّد المجتمع ضد الدولة و جرائمها التي تنهض بدور خاص في إستراتيجيا النظام الحاكم للتقدّم بقمع الدولة . و بسجن المناضلين و المناضلات ، تحاول الجمهوريّة الإسلاميّة تجنّب كلّ من الخطر المباشر للتمرّد و الإنتفاضة و تبعاتهما ؛ إنّها تمسك بأسرى لتستخدمهم كرقائق مساومة و لتضغط على المجتمع و تفادى أخطار مستقبليّة ممكنة ؛ غنّهم مرشّحون لعقوبات سجنيّة ثقيلة و إعدامات لسحق جراة المجتمع على التمرّد .
و هجوم النظام هذا يجب أن يُجابه بهجوم مضاد قويّ جدّا من كافة الحركات الإجتماعيّة و أن يغدو بؤرة تركيز لنضال واسع . و الإعدامات تسرق أيضا الحياة شأنها في ذلك شأن [ مساعدة النظام في فرض الحرما الاقتصادي و العلاقات و الهياكل السياسيّة [ الإضطهاديّة ] ، و غياب الحقوق و الظلاميّة الدينيّة و معاداة النساء و إضطهاد التوجّهات الجنسيّة و الجندريّة و الحروب الرجعيّة الإقليميّة ، و الإضطهاد القوميّ و تدمير البيئة إلخ .
و دائرة الإضطهاد و الإستغلال هذه و غياب إعطاء قيمة لحياة الإنسان يبيّنان ضرورة وضع نهاية لهذا الواقع الذى هو أكثر رعبا من أيّ كابوس . و لئن كنّا لنُغيّر توجّه المجتمع ، الإطاحة الثوريّة بالجمهوريّة الإسلاميّة ضرورة ملحّة . و من الممكن و من اللازم إنشاء بشر و مجتمع و عالم مختلفين . إلاّ أنّ هذه الغاية و هذه الضرورة و هذه الإمكانيّة لا يمكن بلوغها عفويّا ، أو حتّى بمجرّد نضال الناس الذين سئموا هذه الظروف ، و جسارتهم و تضحياتهم .
و هذه الظروف ستتواصل و تزداد سوءا بطرق خطيرة و غير متوقّعة . و لا مجال لأمل المستقبل ما لم يصبح هدف الثورة الشيوعيّة ، بفضل تغيير جرّاء نضال و جهود القوى الشيوعيّة الطليعيّة ، التطلّع الواعي لعدد متنامى من الناس في المجتمع. و الذين عاشوا فترات متكرّرة من النضال و الفشل دون معرفة لماذا حصل هذا أو كيف يتمّ تجاوز هذه الأوضاع ، لا زالوا بعدُ ينوون المخاطرة و التضحية بحياتهم كي ينتهي وجود الجمهوريّة الإسلاميّة ، لا يستحقّون هذا الخلط و الإحباط و الأثمان .أملهم الحقيقيّ فى الثورة و فى نجاح النضالات القائمة يجب بواسطة نضال شديد و حيويّ أن يغيّروا طريقة تفكير الناس ، أن يصبحوا أساس النضال ضد الجمهوريّة الإسلاميّة .
هامش المقال : 1- جيش العدل مجموعة بالوش إسلاميّة سُنّية في إيران ، على مقربة من الحدود مع الباكستان .