الحزب الديمقراطي جزء من المشكل و ليس الحلّ – حملة - طرد الآيباك من الحزب الديمقراطي - منعرج طريق مسدود يمكن أن تشكّل كارثيّة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 19:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الحزب الديمقراطي جزء من المشكل و ليس الحلّ – حملة " طرد الآيباك من الحزب الديمقراطي " منعرج طريق مسدود يمكن أن تشكّل كارثيّة
آنى داي – جريدة " الثورة " عدد 845 ، 18 مارس 2024
www.revcom.us
خلال هذا الأسبوع ، أطلق إئتلاف مجموعات كانت تصدح بصوتها و تنظّم تحرّكات ضد المذابح الإسرائيليّة المدعومة )أي لجنة العمل AIPACمن الولايات المتّحدة في حقّ الشعب الفلسطيني في غزّة ، أطلق حملة " طرد الآيباك " (
السياسيّة الأمريكيّة الإسرائيليّة . وهي لوبي موالي لإسرائيل يموّل مرشّحين يدعمون إسرائيل ، أحيانا في تعارض مباشر مع المترشّحين الناقدين ( و لو قليلا ) لإسرائيل .
طوال الأشهر الأخيرة ، إستخدمت إسرائيل تجهيزات عسكريّة أمريكيّة و تمويل أمريكي لقتل أكثر من ثلاثينألف فلسطيني و فلسطينيّة . و إستخدمت إسرائيل الدعم السياسي الأمريكي لتجويع أكثر من مليوني فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة . و تستخدم إسرائيل الغطاء الدبلوماسي الأمريكي للتهديد بغزو مدينة رفح ، في جنوب غزّة أين يكتظّ الآن أكثر من نصف سكّان غزّة .
في مثل هذا الوقت ، حملة " طرد الآيباك " هذه طريق رهيب و مسدود . و هذه الحملة ستوجّهكم خلفا إلى المعانقة القاتلة للقوى السياسيّة و النظام المسؤولين عن المجازر في غزّة . سيقع تدجين و تقييد غضبكم و سخطكم في إطار " تحسين " الحزب الديمقراطي ، حزب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة . و تكتيكيّا ، سيكون ذلك عملا إنشقاقيّا يدفع بكم بعيدا عن الإعتراف بالعدوّ الحقيقيّ ، النظام الرأسمالي – الإمبريالي للولايات المتّحدة .
ما الذى يحرّك حقّا دعم الولايات المتّحدة اللامشروط لإسرائيل ؟
تذكر حملة طرد الآيباك ،
" لعقود ، كانت الآيباك قوّة متشدّدة و محرّضة على الحرب و ضاغطة في سياسات الولايات المتّحدة . فالآيباك تدافع عن سياسة خارجيّة للولايات المتّحدة في تعارض مباشر مع حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني و دعّمت تدفّق لا مشروط من تمويل الجيش الأمريكي و تسليحه للحكومة الإسرائيليّة ، تمّ إستخدامهما لدعم الخروقات في حقوق الإنسان ضد الفلسطينيّين ".
و في حين وُجد " تدفّق لا مشروط من تمويل الجيش الأمريكي و تسليحه للحكومة الإسرائيليّة ، تمّ إستخدامهما لدعم الخروقات في حقوق الإنسان ضد الفلسطينيّين " ، فإنّه لا يُعزى إلى الآيباك . فقد كان خيارا إستراتيجيّا من الطبقة الحاكمة لهه البلاد حفاظا على هيمنتها على المنطقة الإستراتيجيّة للشرق الأوسط ، مستخدمة إسرائيل كسلاحها الرئيسي في ذلك . و ليست الآيباك وى مظهر ثانويّ في ذلك السبب الأساسي .
و منذ ستّينات القرن العشرين ، عوّلت الولايات المتّحدة على " علاقة خاصة " مع إسرائيل . و قد شجّعت الولايات المتحدة القوّة العسكريّة و الإقتصاديّة لإسرائيل بمليارات الدولارات كدعم إقتصادي و تجهيز عسكري و غطاء سياسي . و بالمقابل، وفّرت إسرائيل حصنا عسكريّا للولايات المتّحدة في المنطقة الغنيّة بالمواد الأوّليّة ، بينما تنهض بدور كبير في التدريب العسكريّ وتنفيذ جرائم حرب في أنحاء أخرى من العالم ما ساعد على الحفاظ على سيطرة إمبرياليّة الولايات المتّحدة ( من غواتيمالا إلى جنوب أفريقيا ) . ( لمزيد التعمّق في التاريخ ، أنظروا على revcom.usالعدد الخاص " حصن للتنوير ... أم فارضة للإمبرياليّة : حالة إسرائيل " )
و الكثير من هذا سابق على وجود الآيباك التي أضحت قوّة سياسيّة أواسط إلى أواخر سبعينات القرن الماضي . و لم تكتسب الآيباك النفوذ الذى لديها لفعاليّتها كلوبي خاص و لميزانيّتها الكبيرة ، أو بسبب الفكرة المساومة أنّ " اللوبي اليهودي له نوع من القبضة على السياسة الأمريكيّة . إنّها " فعّالة " لأنّ مهمّتها تتطابق مع مصالح إمبراطوريّة الولايات المتّحدة .
و ثانويّا ، تخدم الطبقة الحاكمة لهذا النظام في رؤية مساعدتها لإسرائيل على أنها نتيجة " قاعدة " حركة اللوبي هذه ، في جزء منه لإصباغ الشرعيّة على هذا الدعم . (1) هذه لعبة خفّة يد أو خدعة منظّمو حملة طرد الآيباك يساهمون في تعزيزها.
ما هو حقّا الحزب الديمقراطي ؟
عند إطلاق هذه الحملة ، نشرت المنظّمة اليهوديّة الموالية للفلسطينيّين – If Not Now- إن لم يكن الآن – على الأنستاغرام أنّ " ألايباك و مانحين كبار في GOP لا مكان لهم في حزبنا ، يتسبّبون في صرف الملايين في الانتخابات الأوّليّة للديمقراطيّين و يتحرّكون كلوبي ضد حياة الفلسطينيّين ".
حقّا ؟! " حزبنا " تقولون ؟
هل كان " حزبكم " حينما أسرع الرئيس ترومان ، أوّل قائد عالمي ، إلى الإعتراف رسميّا بإسرائيل على أنّها " دولة شرعيّة " سنة 1948؟ جدّ ذلك في خضمّ النكبة ( " الكارثة " بالعربيّة ) لمّا إضطرّ 750 ألف أو أكثر من الفلسطينيّين و الفلسطينيّات، تحت تهديد بالعنف و ممارسة العنف ضدّهم ، إلى مغادرة ديارهم و أراضيهم مع تدمير أكثر من 530 قرية فلسطينيّة ؟
هل كان " حزبكم " عندما وفّر الرئيس الديمقراطي لندن جنسن غطاء دبلوماسيّا لإسرائيل سنة 1967 في حربها الإستباقيّة ضد عدد من الدول العربيّة بما فيها مصر و الأردن و سوريا ( سُمّيت بحرب الأيّام الستّة ) ، ما أدّى إلى توسّع إسرائيل و إلى تهجير جماعي للفلسطينيّين ؟
هل كان " حزبكم " سنة 2010 عندما ساند أوباما إسرائيل في فرض حصار حال دون وصول المواد الأساسيّة للطبّ و البناء و الغذاء إلى إزّة أشهرا فقط بعد خوض إسرائيل لهجوم شديد خلّف وفاة أكثر من ألف إنسان و تدمير أجزاء كبيرة من غزّة .(2)
هل كان " حزبكم " حينما دعّم أوباما الحرب على اليمن التي تسبّبت في قتل 150 ألف إنسان و وفاة عشرات آلاف الأطفال جوعا ؟
و بالمناسبة ، هل كان الحزب الديمقراطي " حزبكم " لمّا أرسل ترومان أكثر من 300 ألف جندي أمريكي إلى كوريا لخوض حرب تسبّبت في قتل أكثر من مليوني مدني من كوريا الشماليّة و قتل أو جرح أكثر من مليون جندي من الجانبين؟
و هل كان " حزبكم " عندما قصفوا بقنابل نوويّة هيروشيما و نغازاكي ؟ أم هل كان " حزبكم " عندما خاضوا الحرب في الفيتنام ، قاتلين أكثر من ثلاثة ملايين إنسان و سمّموا الأرض لأجيال ؟ هل كان " حزبكم " عندما نظّموا إنقلابات و غزوات من إيران إلى هايتي إلى السلفادور ؟
لا ! الحزب الديمقراطي حزب الطبقة الحاكمة . وهي طبقة حاكمة لنظام عالمي للإستغلال و الإضطهاد القائمين على حساب مليارات البشر بمن فيهم أكثر من 150 مليون طفل ، و إستعبادهم في معامل هشّة و مناجم و مزارع خدمة لحاجيات الإمبرياطوريّة الأمريكيّة . يتطلّب الحفاظ على هذه الإمبرياطوريّة مئات القواعد العسكريّة و الإرهاب و التعذيب و الحروب.
و نتوجّه بسؤال و تحدّى إلى منظّمة " إن لم يكن الآن " ، صوت اليهود من أجل السلام ، و كافة المجموعات الأخرى التي أمضت على هذه الحملة لنبذ الآيباك : هل تريدون حقّا إعلان أنّ هذا " حزبكم " ؟ ! ؟
إنتبهوا ! لقد قام الكثير منكم بعمل جيّ!د و هام لكن كما قال القائد الثوري ، بوب أفاكيان : " إذا حاولتم جعل الديمقراطيّين ما ليسوا عليه و لن يكونوا عليه أبدا ، ستنتهون إلى أن تكونوا أكثر ما عليه الديمقراطيّون عمليّا . "
إلى ماذا نحتاج الآن بصفة ملحّة و ما الذى يجب طرده بصفة ملحّة :
في زمن تُعرّى فيه الطبيعة الفعليّة للحزب الديمقراطي كحزب جرائم حرب خبيثة فيما صار الملايين يرون " جو بايدن الإبادي الجماعي " على أنّه غير شرعي بعمق ، حملة طرد الآيباك هذه طريقة ل" إنقاذ " الحزب الديمقراطي و ترك النظام الذى يفرضه بعيدا عن الإستهداف .
لا تسمحوا لأنفسكم بالإنجرار إلى هذا ! الطريق المسدود ل " طرد الآيباك " يجب هو نفسه و بلا تردّد أن يُنبذ .
و هناك الآن شيئان الحاجة إليهما ملحّة .
أوّلا : تصعيد في حركة الإحتجاج القويّة – لتصبح أكثر تصميما و أوسع نطاقا و لا تقبل المساومة . هدفها هو إيقاف السير العادي لكلّ ركن من أركان المجتمع للمطالبة [ان تتوقّف المجازر الإباديّة الجماعيّة الإسرائيليّة المدعومة من الولايات المتّحدة في حقّ الفلسطينيّين الآن !!
ثانيا ، فهم أكثر علميّة بكثير لما نقف ضدّه و ما نحتاج إليه لإنزال الهزيمة به . فهذا نظام رأسمالي – إمبريالي . وهو نظام لا يمكن إصلاحه بل تجب الإطاحة به بواسطة ثورة فعليّة .
و أتوجّه بتحدّى إلى جميع الذين يرغبون في رؤية نهاية الكابوس في غزّة و يرغبون في أن يكون الشعب الفلسطيني حرّا : إستمعوا إلى [ أو إقرأوا – المرتجم ] ما نشره بوب أفاكيان على وسائل التواصل الاجتماعي ( توجّهوا إلى @BobAvakianOfficial ) فهو يتعمّق جدّيا و علميّا في هذه المسائل : لماذا يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة إسرائيل في تنفيذ إبادة جماعيّة ضد الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم قاطبة ؟ و ما هو الحلّ العادل لكلّ ذلك ؟
و إذا لم تستطيعوا إنكار الحقائق الأساسيّة التي يتقدّم بها بوب أفاكيان ، تعمّقوا أكثر في ما يقوله حول الحاجة إلى ثورة و كيف أنّ هذه الثورة ممكنة في هذا الزمن . و كونوا من المشاركين و المشاركات الآن الفاعلين الآن في النضال على أساس هذه الحقائق .
هوامش المقال :
1- وهو كذلك وسيلة لإسقاط هراوة أو مطرقة على رأس أيّ سياسي من المستوى الأدنى من الحزب الديمقراطي يغرّد خارج سرب خطّ الدعم السياسي الذى لا يتزعزع لإسرائيل .
2- أنظروا " الجرائم الأمريكيّة الحالة عدد 30 : المجزرة الإسرائيليّة المسلّحة و المدعومة من الولايات المتّحدة ، في غزّة ( 2008-2009 ) ".

---------------------------------------------------