النساء في مقدّمة النضال من أجل التحرير! 8 مارس اليوم العالمي للمرأة ، يوم تضامن النساء و وحدتهنّ ضد النظام البرطرياركي الحاكم للعالم !

النساء في مقدّمة النضال من أجل التحرير! 8 مارس اليوم العالمي للمرأة ، يوم تضامن النساء و وحدتهنّ ضد النظام البرطرياركي الحاكم للعالم !

في الوقت الذى نظّمت فيه النساء الكينيّات أكبر تظاهرة في 28 جانفي 2024 ، في الجانب الآخر من العالم ، وقع تنظيم أكبر مسيرات بقيادة نساء إحتجاجا على الإبادة الجماعيّة لشعب البالوش على يد جمهوريّة باكستان الإسلاميّة . و في الوقت الذى نزل إلى شوارع روما نصف مليون إنسان ، معظمهم من النساء في 25 نوفمبر 2023 ، مندّدين بالعنف و القتل اللذان تتعرّض لهما أعداد كبيرة من النساء في إيطاليا و بوجه خاص معبّرني عن غضبهم و غضبهنّ ضد قتل جوليا تشيتشاتي ، طالبة عمرها 22 سنة ، على يد خليلها ؛ في إيران ، واصلت النساء القتال ضد إجباريّة الحجاب في معارك يوميّة مع نظام الصعاليك و المرتزقة ، و ليس في الشوارع فحسب و إنّما أيضا في السجون . و في الوقت الذى دخلت فيه عشرات آلاف النساء في إيسلندا في إضراب و أوقفن العمل في أكتوبر 2023 إحتجاجا على التمييز القائم على الجندر و البون الشاسع في الأجور التي يحصل عليها الرجال و النساء ، إحتجّت النساء الأفغانيّات بأشكال متنوّعة على إجباريّة إرتداء النقاب و القوانين المعادية للنساء التي أصدرتها طالبان ؛ في فرنسا ، في نوفمبر 2023 ، إحتلّت النساء الشوارع في باريس و غيرها من المدن مردّدات شعار " إغتصاب في فرنسا كلّ ستّ دقائق " ...
هذا هو الصوت المدوّى المعبّر عن النساء من إيران إلى أفغانستان والمكسيك وأمريكا ، و من بالوشستان إلى كينيا و فرنسا؛ و من الباكستانو بولونيا إلى إيطاليا و الهند ؛ و من غواتيمالا و أنجلترا إلى هولندا و تركيا و ألمانيا ؛ و من كردستان سوريا إلى غزّة ، هذا صوت النساء المعبّر عن تصميمهنّ على تغيير وضعهنّ المهين و على الوقوف ضد الإبادة الجماعيّة و الهرسلة الجنسيّة و الإغتصاب على يد العنصريّين الفاشيّين ... و صدى هذا الصوت يتردّد عبر العالم .
إنّ الدور الطليعي للنساء في تمرّد جينا ( مهسا ) في إيران ضد إجباريّة الحجاب الذى كان أداة أساسيّة في إضطهاد النساء و حرقهنّ للحجاب أشعلا نيران التمرّد حتّى أكثر و ألهم النساء ليس في الشرق الأوسط و حسب بل أيضا على الصعيد العالمي . فقد أوجد تمرّد جينا وضعا نضاليّا ضد إضطهاد الأقليّات الجنسيّة و الجندريّة تحت شعار " مثليّين ، متحوّلين ، تحرير " مكّن من الخروج من رماد الصمت إلى المسرح الحقيقيّ للنضال . و نضال النساء في أفغانستان ضد طالبان كارهة النساء تعبير قويّ عن هذه الرسالة و مفادها " لن نخضع ، لن نستسلم ، سنقاتل من أجل التحرير ".
وتخوض النساء نضالاتهنّ بأشكال مختلفة في المنزل و في المجتمع ، ضد إجباريّة الحجاب و النقاب ، و ضد إضطهاد المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و ضد القوانين المعادية للنساء المستندة إلى الشريعة الإسلاميّة ، و ضد الأصوليّين المسيحيّين الفاشيّين و منعهم للإجهاض ، و ضد الإغتصاب و ضد قتل النساء باسم " الشرف أو الحبّ أو الغيرة " ، و ضد الزواج القسريّ ، و ضد " ختان " أو بتر العضو الجنسيّ الأنثويّ ، و ضد البرنوغرافيا و تجارة الجنس ... لوضع نهاية لكافة أشكال الإخضاع و الدونيّة . و المظاهر المشتركة لجميع نضالات النساء سواء في البلدان التي تهيمن عليها الإمبرياليّة أو البلدان المتقدّمة نضال ضد العنف المستشرى الناجم عن إهانة النساء .
منبع حماس كافة النساء للنضال هو كره و غضب مليارات النساء للإضطهاد و التفاليد البطرياركيّة التي فُرضت فرضا على النساء عبر التاريخ و تعزّزت و تعمّقت اليوم بفعل الرأسماليّة المهيمنة عالميّا .
من وجهة النظر هذه نؤكّد على واقع أنّ النساء بوسعهنّ الشعور بالعنف و الإهانات في لحمها و جلدها ، و على هذا الأساس تملكن إمكانيّات و قدرات عالية على التنظيم و كسب الوعي الثوريّ خدمة للتغييرات الراديكاليّة في المجتمع و بلوغ تحريرهنّ من الإضطهاد الجندريّ .
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران - أفغانستان )