-في التناقض- تعليقات وحواش-القسم الثاني


نايف سلوم
الحوار المتمدن - العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 18:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات     

التناقض العام أو عمومية التناقض
يقول ماو: بعد اكتشاف النظرة الديالكتيكية المادية (الديالكتيك المادي) إلى العالم بواسطة مؤسسي الماركسية الكبيرين ماركس وانجلز، فقد طُبق الديالكتيك المادي بنجاح عظيم في تحليل جوانب عديدة من التاريخ البشري والتاريخ الطبيعي"
أقول عندما يتم اكتشاف الديالكتيك كمنطق جديد، تغدو مبادئه موضوعاً للدراسة والتعلّم. التناقض العام كمبادئ عامة أصبح مادة لتعليم التلاميذ والكوادر والمريدين لهذا العلم المكتشف. وأول من اكتشفه بشكل واع في الفلسفة الحديثة هو الفيلسوف الألماني فيلهلم هيغل (1770-1831).
يكتب ماركس في تعقيبه على الطبعة الألمانية الثانية من "رأس المال" (1873): "وعلى الرغم من أن الديالكتيك قد عانى على يد هيغل من الصوفية، فإن ذلك لم يمنع هيغل من أن يكون أول من عرض الاشكال العامة لحركة الديالكتيك بأسلوب شامل وواع" (رأس المال: 38)
بعد هذا الاكتشاف للديالكتيك وتكريسه كطريقة فعالة، بات الديالكتيك علماً له قوانينه العامة التي يمكن دراستها وتعلّمها، والتي بواسطتها سنكتشف عمل الديالكتيك في المستويات الخاصة. هذا العلم المطلق المكتشف من قبل هيغل سيغدو من الان فصاعدا أداة للكشف والانارة لديالكتيك المستويات الخاصة ولدراسة الظواهر الجديدة، المنهج مطلق والعلم تاريخي ونسبي مشروط بظروف خاصة يجب دراستها في وقتها. هذا المنطق (الديالكتيك) أو الفلسفة النظرية الخالصة "يعلم التفكير" (دفاتر: 125) هذه المقولات (التجريدات الخالصة) تخدم في الممارسة (وفي انتاج العلم بالظواهر الجديدة) (دفاتر: 128). لكن هذه التجريدات ليست فارغة، بل مليئة بالمحتوى". "المنطق هو علم، لا الاشكال الخارجية للفكر (المنطق الصوري)، بل قوانين تطور كل الأشياء المادية والطبيعية والروحية؛ أي تطور كل المحتوى العياني للكون ومعرفته. أي حاصل جمع، حصيلة تاريخ معرفة العالم (إنه عقل فَعاّل)" (دفتر: 130)
يجب أن نستنتج المقولات، لا أن نأخذها ميكانيكياً، تعسفياً، لا أن نروي (ضد عقلية النقل)، بل أن ندلل، أن نبرهن. (دفاتر 131) هذا الكلام للينين يناهض العقلية التي تعتمد النقل، ويركز على الاستدلال العقلي والبرهان.
الطريقة أو المنهج هي وعي شكل حركة محتواها الداخلية (حركة المحتوى الداخلي لها شكل ما أن يتم وعيه حتى نحصل على المنهج، وهذا جهد بشري تراكمي؛ "ثروة تمثيل العالم. ليس فقط الكلي المجرد، بل الكلي الذي يتضمن في ذاته ثروة الخاص " [136] (عقل فَعّال)) (دفاتر 134) "ليس مجردا، ميتاً، ساكناً، بل عياني" هذا روح وجوهر الديالكتيك" 137
يقول هيغل: "إن منظومة المنطق هي مملكة الظلال" الحرة من كل العياني الحسي". هذه المنظومة تفيد في التعلّم، وهي أداة أو طريقة لإنتاج العلم الاجتماعي التاريخي.
التناقض هو السلبي في تعيينه الجوهري، مبدأ كل حركة داخلية، التي لا تفعل سوى إظهار هذا التناقض" 171
"إن نتيجة هذا التحول الديالكتيكي (وحدة التناقضات التي هي حركة وفاعلية في توسّط مع الذات) إلى حد ثالث، إلى تركيب، هي مقدمة جديدة (وحدة جديدة) تأكيد جديد يصير من جديد منبع تحليل لاحق. ولكن في هذه الدرجة "الثالثة" دخل "محتوى" المعرفة، إن محتوى المعرفة بوصفه كذلك يدخل في ميدان التحليل " (تتحول منتوجات العلم إلى منهج للتحليل اللاحق) هذا المحتوى المتراكم في المنهج هو العقل الفعّال. وهذا ما يؤكد الطابع التاريخي للديالكتيك
الطريقة الديالكتيكية تتوسع [فتتحول] إلى نسق أو منظومة (نسق العلم). دفاتر 247 وهذا ما نسميه ديالكتيك العام أو عمومية التناقض أو العقل الفعّال الذي ينير الطريق لإنتاج علم من جديد.
إن بداية كل المحاكمات، كل تحليل، المقدمة الأولى، تبدو الان غير معينة، ناقصة تظهر حاجة للبرهان عليها " عبر المرور في حقل الخصوصية والاستدلال على العام من جديد. (عام-خاص-عام جديد أغنى محتوى). "هكذا تتقدم المعرفة من محتوى إلى محتوى أغنى" (دفاتر: 248 )
"في الطريقة المطلقة، المفهوم يحفظ نفسه في وجوده الاخر، الكلي في تجزّئه (العام يحفظ نفسه في خصوصيته) في كل درجة للتعين التالي."
الطريقة هي المفهوم الخالص الذي لا ينتسب إلا إلى نفسه، العلاقة البسيطة مع الذات التي هي الوجود، ولكنه أيضاً الوجود في امتلائه، المفهوم الذي يفهم نفسه، الوجود بوصفه كلية جامعة عيانية، وأيضاً متوترة بالتمام " 249-250
إن الاعتراف بعمومية التناقض يعني الاعتراف بالديالكتيك والمنطق الديالكتيكي، بالطريقة الديالكتكية منهجاً مكرساً للتحليل العلمي الاجتماعي التاريخي.
يكتب لينين: " الحاصل والخلاصة، الكلمة الأخيرة والجوهر في منطق هيغل هو الطريقة الديالكتيكية" 251 "إن الموضوع الجوهري للفصل الذي يتحدث عن الفكرة المطلقة في الموسوعة (موسوعة العلوم الفلسفية) هو الطريقة الديالكتيكية".
يقول ماو: "أصبحت عمومية التناقض شيئاً معترفا به لدى كثير من الناس" (في التناقض)
الطريقة لا يتم اكتسابها عبر التعلُّم فحسب، بل تجري محاولة إعادة انتاج العام الموسع عبر الخصوصية والخاص.
تتلخص عمومية التناقض في أمرين: أولا، توجد التناقضات في عملية تطور جميع الأشياء، وثانيا، توجد حركة التناقض في عملية تطور كل شيء منذ البداية حتى النهاية"
إن الفكرة التي كانت تقول أن المجتمع السوفياتي خال من التناقضات، هو كلام أيديولوجية البيروقراطية السوفياتية، وليس كلام علم المنطق هذا.
إن عمومية التناقض تعني صفته المطلقة، بمعنى آخر لا يوجد شيء في السماء وعلى الأرض وفي باطنها وفي المجتمع يخلو من التناقض. "ليس ثمة شيء ليس فيه تناقض، ولولا التناقض لما وجد شيء" إن التناقض في قلب الأشياء هو الأساس لكل حركة مهما كان نوعها.
هذا الاطلاق يعطي الديالكتيك صفة الطريقة او المنهج أو الدليل المرشد لحركة العلم التاريخي الاجتماعي.
إن عبارة انجلز المقتبسة من قبل ماو، والتي مفادها: "إن الشيء الحي هو في كل لحظة ذاته، ولكنه في نفس الوقت شيء آخر" تماثل عبارة هيراقليطس التي تقول: "لا يمكن النزول في النهر مرتين" وإذا أسيء استعمال العبارة ودفعت إلى حدود متطرفة، أدت إلى اللاعرفانية (اللاغنوصية)، ومثال ذلك ما حصل لتلامذة هيراقليطس خاصة كراتيل الذي انتقده أرسطو بشدة. إن كلام انجلز وقبله كلام هيراقليطس يقصد أن هناك في الشيء الذي يبدو ثابتاً تغيرات كمية دائبة، تنقلب إلى تحول كيفي عند نقطة معينة، وعندها لا يبقى الشيء ذاته بل يتحول إلى شيء آخر.
لقد دفع كراتيل فكرة معلمه هيراقليطس إلى حدود غير معقولة، معلناً نتيجة فهمه الخاطئ لمقولة "كل شيء يجري"، مستنتجاً أن الصواب خطأ هكذا على الاطلاق. وقد وصل كراتيل الأمين لهذه الفكرة في النهاية إلى القول: يجب ألا ينبس المرء ببنت شفة، وذلك على ما يبدو لكي يفهم الآخرون، أن ما يسأل عنه قد تغير. أي يكون قد توصل إلى اللاعرفانية (اللاغنوصية).
يكمن خطأ كراتيل في تجاهل السكون النسبي للأشياء، وأن هناك جواهر ثابتة لفترات طويلة وأخرى متغيرة أسرع كعقارب الساعات والدقائق، كما أن تفكيرا كهذا لا يراعي مبدأ التراكمات الكمية وما ينتج عنها من تغير كيفي. وكما قال أرسطو: كان تلاميذ هيراقليطس يجهلون الفرق بين التحولات الكمية والتحولات الكيفية. (جذور الديالكتيك) يكتب تروتسكي: " للوهلة الأولى قد يبدو أن تلك الأشياء الدقيقة عديمة الفائدة. في الواقع هي ذات أهمية بالغة. البديهية "أ" تساوي "أ" تبدو من جهة نقطة انطلاق لكل معارفنا. ومن جهة أخرى كنقطة انطلاق لكل الأخطاء في معارفنا. لكي نحقق استفادة من البديهية "أ" تساوي "أ" بدون الوقوع في الخطأ سيكون هذا ممكنا فقط داخل حدود معينة. عندما تكون التغيرات الكمية في "أ" من الممكن إهمالها بالنسبة للمهمة المؤداة عندئذ يكون من الممكن التسليم افتراضيا بأن "أ" تساوي "أ"، هذه على سبيل المثال هي الطريقة التي يأخذ بها كل من البائع والمشتري رطل من السكر بعين الاعتبار. لكن التغيرات الكمية لما بعد حدود معينة تتحول إلى تغيرات كيفية (نوعية)." (مبادئ الديالكتيك)
وأقول لكم
يبقى الشيء مساوياً لذاته
(هو هو)
حتى فترة معينية
وحدود معينة
أي حتى اللحظة
التي لا تصل فيها التغيرات الكمية
إلى درجة تستثير تغييراً نوعياً
تجري حركة التناقض خلال عملية تطور الأشياء من البداية حتى النهاية، وقد التزم لينين في جميع كتاباته بهذا المبدأ وأضاف مستطرداً: "هكذا ينبغي ان تكون طريقة العرض، والبحث (الدراسة) للديالكتيك بصورة عامة" (في التناقض) بكلام آخر، يجب مراعاة هذا المبدأ الديالكتيكي خلال عملية البحث وتحليل الظاهرات، وخلال عملية العرض، عرض الأفكار بعد إنضاج البحث وتمامه، أي أثناء صياغة النتائج العلمية للبحث. لقد اكتشف ماركس حقيقة السلعة وتناقضاتها بين القيمة الاستعمالية والقيمة التبادلية في نهاية بحثه في "رأس المال"، وعندما أراد عرض نتائج ابحاثه للجمهور في الكتاب المذكور، وضع مفهوم السلعة في بداية الكتاب، فما كان آخراً غدا أولاً. وقد جرى نفس الامر في مصحف عثمان: فسورة البقرة التي جاءت آخراً وضعت في بداية سور القرآن، وسورة العلق التي يفترض أن تكون هي وسورة الإخلاص في البداية أصبحت آخراً وفي ترتيب مختلف.
التناقض الخاص (خصوصية التناقض أو خاصيته)
يوجد التناقض في عملية تطور جميع الأشياء، وهو يتخلل عملية تطور كل شيء من البداية حتى النهاية: هذان هما عمومية التناقض وصفته المطلقة" (في التناقض). إن العمومية تعني المنهج أو الطريقة الديالكتيكية التي اكتشفها هيغل تحت مسمى علم الديالكتيك.
أما خصوصية التناقض فإنها تدرس الظاهرة ضمن شروط وتاريخ محددين، فهي بالتالي منشغلة بتحليل الظاهرة وفق الطريقة الديالكتيكية لإنتاج العلم التاريخي بهذه الظاهرة سواء أكانت اجتماعية أم طبيعية.
إن دراسة ظاهرة بعينها ضمن ظروف تاريخية محددة، تعني الكشف عن الديالكتيك الخاص بالظاهرة في تاريخيتها ونسبيتها، أي الكشف عن تناقضاتها الباطنية في هذه الظروف المحددة وفي هذه الظاهرة بعينها. هذه الدراسة العينية الخاصة، المحصورة ينتج عنها محتوى علمي تاريخي يضاف إلى محتويات المنهج الديالكتيكي المتراكمة، ويغدو الجميع أداة تحليل علمي لاحق.
إن عمومية التناقض تعني رصد ما هو مشترك بين أشكال التناقض المختلفة، أما العلم التاريخي فيرصد الاختلاف في أشكال التناقض، ويلتقط الفروقات الدقيقة بين هذه الاشكال. يقول ماو: "لكن ما له أهمية أعظم هو وجوب ملاحظة السمة الخاصة للشكل المعين من أشكال حركة المادة، وملاحظة هذه السمة الخاصة هي التي تشكل أساس معرفتنا (العلمية بالأشياء)، أي ملاحظة الاختلاف الجوهري (الباطني) الذي بينه وبين الاشكال الأخرى. إن كل شكل من أشكال الحركة يحتوي في ذاته على تناقضه الخاص. وهذا ينطبق كذلك على ظواهر المجتمع والتفكير. كل شكل من أشكال المجتمع، وكل أسلوب من أساليب التفكير له تناقضه الخاص وجوهره الخاص " (في التناقض)
وفيما يتعلق بديالكتيك العام والخاص، أو ديالكتيك المنهج (الطريقة الديالكتيكية وإنتاج العلم التاريخ) يقول ماو: "فيما يتعلق بالتسلسل في حركة المعرفة البشرية فهناك دائماً نمو تدريجي من معرفة أشياء مفردة وخاصة إلى معرفة أشياء عامة. ولا يستطيع الانسان أن يتوصل إلى التعميم، وأن يعرف الجوهر المشترك بين أشياء مختلفة عديدة إلا بعد إلمامه بالجوهر الخاص لكل شيء منها. وبعد أن يلم الانسان بهذا الجوهر المشترك، فإنه يستعمل معرفته كدليل له ويقدم عندئذٍ على دراسة أشياء محددة مختلفة لم تدرس بعد أو درست دراسة سطحية، فيستخرج الجوهر الخاص لكل منها، وبهذه الطريقة وحدها يستطيع أن يكمل معرفته بالجوهر المشترك للأشياء ويغنيها ويطورها، ويحول دون أن تصبح هذه المعرفة جافة ومتحجرة "
ويضيف ماو: هناك عمليتان في المعرفة: احداهما (صاعدة) من الخاص إلى العام، والأخرى (هابطة) من العام إلى الخاص. وتعاد هاتين العمليتين بشكل دوري. (خاص-عام-خاص). لكن بعد اكتشاف هيغل للديالكتيك وصياغته بشكل واع، وبعد اسهام ماركس في تطوير الديالكتيك المادي، وتضمينه في رأس المال كطريقة مُنْدَسّة. حسب قول لينين: لم يترك لنا ماركس منطقاً، لكنه ترك لنا منطق الرأسمال" أي المنطق الديالكتيكي متضمناً في "رأس المال". بعد هذا بات من الوارد البدء تعليمياً بالعام، أي قراءة الطريقة الديالكتيكية ثم الانتقال إلى الخاص وإنتاج العلم التاريخي، من ثم التعميم من جديد مع إضافة المحتوى العلمي الجديد إلى الطريقة الديالكتيكية أو المنهج. هكذا نحصل على المعادلة الجديدة: (عام-خاص-عام).
الفكر البيروقراطي فكر كسول يكتفي بدراسة التعميمات الجاهزة، يرفض القيام بأية دراسات شاقة للأشياء المحددة الخاصة. إن أصحاب الجمود العقائدي (البيروقراطيين) يعتبرون الحقائق العامة كشيء هبط من السماء فيجعلونها صيغاً مجردة صرفاً لا يمكن أن يدركها الناس" (في التناقض) وهذه الصيغ العامة ميتة وخاوية من المعنى ومحافظة ورجعية ومثالية لأنها لا تتعاطى مع المعطيات الجديدة الملقاة أمام الانسان. إن التعاطي مع العبارات العامة وصيغها المنطقية على أنها هي كامل العلم ونهايته، تجعل من هذه العبارات باطلة. يقول لينين معلقاً على علم المنطق لهيغل بهذا المعنى:"ملاحظة نافذة عن المنطق: إنه "حكم مسبق وباطل" (دفاتر: 125) إنه باطل حتى يغدو طريقة لإنتاج العلم بالأشكال الخاصة والتاريخية.
إن معاناة الحزب الشيوعي الصيني من الجمود العقائدي فترة بين الحربين العالميتين جعل فصل "خصوصية التناقض" أطول الفصول في بحث ماو "في التناقض"
إن ما استشعره ماو بحس المناضل المرهف والزعيم المخلص لقضية الشعب الصيني هو أن الجمود العقائدي الذي يعاني منه الحزب ليس سوى صدى لأزمة أعم تشمل الاتحاد السوفياتي، حيث سجنت البيروقراطية السوفياتية دينامية الديالكتيك في سجن المقولات الجاهزة المجردة العامة (قوانين الديالكتيك الثلاثة: وحدة وصراع الاضداد، تحول الكم إلى كيف، ونفي النفي)، بحيث يكفي حفظ المقولات الثلاث حتى تعفي صاحبها من عناء البحث في الوضع السوفياتي المستجد وتناقضات الوضع الجديد. وكون البيروقراطية السوفياتية نظام محافظ يعمل بالوكالة بدلا عن سلطة البروليتاريا فهو حريص على سجن الديالكتيك وتجميده في وعاء المقولات العامة المجردة. لقد امتدحت البيروقراطية السوفياتية "عمومية التناقض"، وتهيبت من خصوصيته، لهذا فقد قمعت كل جهد لتطوير الأبحاث الخاصة بالوضع السوفياتي الجديد. وقد امتد القمع ليشمل الابداع الادبي والنقدي (ميخائيل بولغاكوف، وميخائيل باختين كأمثلة)، ودخول علوم جديدة إلى الاتحاد السوفياتي بحجة أنها علوم بورجوازية. وهل أنجز ماركس ابتكاراته الهائلة إلا عبر دراسته للعلوم البورجوازية في كافة الميادين، خاصة الاقتصاد السياسي البورجوازي. وأخيراً وضعت "قانون إيمان" تحت مسمى "الماركسية-اللينينية" لتكفير الخصوم، خاصة أصحاب الاجتهادات الفكرية الجديدة، ولاتهامهم بالهرطقة والخروج عن الأُرثوذكسية الستالينية القويمة.
لقد كانت البيروقراطية السوفياتية كحاكم بالوكالة وكنظام محافظ، حساسة تجاه أدنى نقد، ومستبدة وقمعية بشكل شديد، وقد انعكس ذلك على "خصوصية التناقض" في الاتحاد السوفياتي، وتم تصدير هذا العيب النظري والسياسي إلى كافة الأحزاب الشيوعية في العالم والتي كانت تدور في فلك الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي عبر اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.
نقرأ في المقالة: "إن التناقضات المختلفة من حيث طبيعتها لا يمكن ان تحل إلا بطرق مختلفة طبعاً. وطبقاً لذلك تختلف طرق حل التناقضات. فثمة فرق أساسي بين التناقض الذي حلته ثورة شباط (البورجوازية الديمقراطية) وبين الذي حلته ثورة أكتوبر (الاشتراكية) في روسيا. وكذلك بين الطرق التي استخدمت لحل تلك التناقضات. أما أصحاب الجمود العقائدي " فلا يراعون هذا المبدأ، إذ أنهم لا يفهمون الفوارق بين الحالات الثورية المختلفة (والمراحل المختلفة للثورة الاشتراكية). وبنتيجة ذلك لا يفهمون أنه ينبغي اللجوء إلى طرق مختلفة في سبيل حل التناقضات المختلفة. بل يعتنقون بانتظام صيغة واحدة (عامة) يتخيلون أنها غير قابلة للتبدل، ويطبقونها بصورة آلية على كل شيء، الامر الذي لا يؤدي سوى إلى جلب النكسات على الثورة أو إفساد قضية كانت تسير على ما يرام حتى ذلك الحين" (في التناقض)
لهذه السبب كانت البيروقراطية السوفياتية المحافظة تريد ابعاد الفكر السوفياتي عن دراسة التناقض بين العمال والفلاحين في مرحلة الانتقال إلى الاشتراكية، والتناقض بين سلطة االبروليتاريا الحقيقية في نظام اشتراكي، وسلطة البيروقراطية السوفياتية الوكيلة نتيجة الظروف التاريخية التي مرت بها الثورة الروسية، خاصة عزلة الثورة بعد هزيمة الثورات الاشتراكية في إيطاليا وألمانيا والمجر ولا حقاً اسبانيا. ولو أصغى ماو إلى "عمومية التناقض" البيروقراطية لكان مصير الثورة الصينية كمصير أخواتها في الغرب الأوربي.
لقد تم الإعلان عند الحديث عن عمومية التناقض عن "تماثل الاضداد" أو "وحدة الاضداد" كمبدأ أساسي عام من أسس الديالكتيك. لكن ما أن ننتقل من "الإقرار والكشف عن المبدأ العام "إلى دراسة تناقض بعينه (خاص) ، حتى يغدو القول بـ "تماثل الاضداد " خاطئاً ، يقول ماو: "لكي نكشف اللثام عن خاصية التناقضات (خصوصيتها) في مجموعها وترابطها معاً داخل عملية تطور الشيء، أي لكي نكشف اللثام عن جوهر عملية تطور الشيء ، ينبغي لنا أن نكشف اللثام عن خاصية طرفي كل تناقض من التناقضات في هذه العملية ، وإلا أصبح من المستحيل الكشف عن جوهر العملية ، وهذه قضية علينا أن نعيرها أيضاً كل الانتباه في دراستنا" (في التناقض) عند دراسة تناقض خاص يتوجب الاخذ بالحساب اختلاف النقيضين لا تماثلهما كما جاء في الإقرار العام. وعلينا دراسة طبيعة كل نقيض وخصائصه التاريخية.
يضيف: ينبغي لنا أن ندرس طرفي كل تناقض من التناقضات الخاصة، ونقصد بدراسة طرفي كل تناقض فهم المركز الخاص (الموقع) الذي يحتله كل طرف، والشكل المحدد الذي به يعتمد كل طرف على الاخر في البقاء ويتناقض معه في آن واحد، والوسائل المحددة التي يناضل بها ضد نقيضه عندما يكون كل منهما معتمداً على الاخر في البقاء ويكون متناقضاً معه في الوقت ذاته أو عندما ينفصم هذا الاعتماد المتبادل." وقد عبر لينين عن هذه الفكرة بالضبط حين قال: إن التحليل المحدد(الملموس) للظروف المحددة (الملموسة) هو الشيء الجوهري الأول في الماركسية، وهو روحها الحية" (في التناقض) لكن أصحاب الجمود العقائدي بيننا، خلافاً لتعاليم لينين، لا يستعملون أدمغتهم البتة في سبيل تحليل أي شيء بصورة محددة، بل يستخدمون دائماً أسلوب القوالب الجامدة في كتاباتهم وخطاباتهم، ويخرجونها عقيمة جوفاء خالية من كل مضمون" (في التناقض)
يقول ماو: "إذا لم يعر الناس انتباهاً لوجود مراحل مختلفة في عملية تطور شيء ما فإنهم لن يستطيعوا معالجة تناقضاته كما يجب. إن الوضع في كل مرحلة من مراحل عملية التطور الطويلة للشيء كثيراً ما يختلف عن وضع مرحلة أخرى. " (في التناقض)
إن ما يختلف في كل مرحلة هو تبدل العنصر المسيطر في البنية المعينة، ما يعني إعادة ترتيب جديدة مختلفة لجميع عناصرها ومعها تبدل قيمة وفعالية كل عنصر جرى ترتيبه من جديد، وأخذ موقعه الجديد. إن تبدل العنصر المسيطر في البنية يحول البنية ويعيد ترتيب عناصرها بشكل مختلف، يحصل هذا في الطبيعة (العناصر الكيميائية) وفي (الشِعْر) حيث يتغير العنصر المسيطر تاريخياً في القصيدة، وفي المجتمع أيضاً عندما تصيبه تحولات تاريخية كالثورة الديمقراطية البورجوازية.
يضرب ماو مثالاً على ذلك: "إذا نظرنا إلى عملية الثورة الديمقراطية البورجوازية في الصين، التي بدأت بثورة 1911 (بقيادة صُون يات صن)، وجدنا لها أيضاً مراحل خاصة متعددة. فالثورة في فترة قيادة البورجوازية لها والثورة في فترة قيادة البروليتاريا لها تتمايزان على الأخص، كمرحلتين تاريخيتين مختلفتين اختلافاً كبيراً. ذلك أن القيادة التي مارستها البروليتاريا غيرت وجه الثورة بصورة جذرية، وأدت إلى ترتيب جديد في العلاقات الطبقية، وإلى انطلاق عظيم في ثورة الفلاحين، ومنحت الثورة الموجهة ضد الامبريالية والاقطاعية صفة الحزم الذي لا يعرف المهادنة، وجعلت من الممكن الانتقال من الثورة الديمقراطية إلى الثورة الاشتراكية. وما كان يمكن أن تحدث هذه الأشياء كلها عندما كانت الثورة (الديمقراطية) بقيادة البورجوازية." (في التناقض)
يقول ماو: لا يمكن أن يكون ثمة معرفة بخصائص أي تناقض بدون التحليل المحدد (الملموس)
إن الاشتراط يحول عمومية تناقض إلى خصوصية، والعكس صحيح حيث تتحول الخصوصية إلى عمومية تناقض. فإذا أخذنا التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في الشرط الرأسمالي، أي في شروط وجود العلاقات الرأسمالية كان التناقض عاما، بحيث يقال: أن هذا التناقض موجود في عموم المجتمعات الرأسمالية. لكن الرأسمالية مرحلة تاريخية معينة وخاصة من تطور المجتمع الطبقي عموماً. فإذا طرحنا التناقض المذكور لجهة تطور المجتمع الطبقي عموماً كان التناقض السالف الذكر خاصاً بالمرحلة الرأسمالية حسب قول ماو وهذه الفكرة الأخيرة من كلام ماو لا تصمد للنقد.
لكن ماو يعود لينفي خصوصية التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج في المجتمع الرأسمالي وليعود ليعمم هذا القانون بحيث يشمل جميع المجتمعات الطبقية، وهذا تناقض في قوله. يقول: "لكن حين كشف ماركس اللثام عن خاصية كل تناقض في المجتمع الرأسمالي (بما في ذلك التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الانتاج) فقد أوضح، بصورة أعمق وأوفى وأكمل، عمومية التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في المجتمعات الطبقية عموماً" (في التناقض) خاصة بعد أن درس ماركس أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية.
هكذا يغدو قول ماو: "لكن هذا التناقض (بين القوى المنتجة وعلاقات الانتاج) في الرأسمالية شيء خاص بمرحلة تاريخية معينة من تطور المجتمع الطبقي عموماً، فهو بالنسبة إلى التناقض بين قوى القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في المجتمع الطبقي عموماً، يشكل خاصية التناقض" (في التناقض) قولاً يحمل مفارقة، لأن سمة كل مجتمع طبقي هو التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج (شكل الملكية الخاصة).
لكن يمكننا القول إنه طالما توجد أشكال للملكية الخاصة، خاصة بكل مجتمع طبقي معين، يمكننا القول إن التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في الرأسمالية تأخذ طابعاً مميزاً في اتساعه وحدته عن المجتمعات السابقة للرأسمالية، خاصة لوضوح التناقض وانكشافه واتساعه في المجتمع البورجوازي الحديث، وهذا الحضور القوي للتناقض كان مفتاحاً لدى ماركس لفهم أشكال هذا التناقض في الأنماط السابقة للرأسمالية.
إن قول ما: إن جميع الصفات الفردية (الخاصة) موجودة بصورة مشروطة ومؤقتة، فهي لذلك نسبية" يعني أن كل خصوصية لها طابع تاريخي مشروط، بحيث تزول الظاهرة وتندثر بزوال شروطها التاريخية. وهذا ينطبق على الرأسمالية كظاهرة تاريخية، ومرحلة خاصة في التاريخ البشري، وهي ظاهرة مشروطة ومؤقتة. وهذا القول يدحض فكرة فوكوياما عن أبدية النمط الرأسمالي ونهاية التاريخ والانسان الأخير، والتي طرحها إثر تفكك الاتحاد السوفياتي 1991. وصعود نجم العولمة والليبرالية الجديدة في بريطانيا وأمريكا.
يقول ماو: بقي من قضية خاصية التناقض جانبان آخران ينبغي أن يفردا للتحليل هما: التناقض الرئيسي والطرف الرئيسي للتناقض"
توجد في كل عملية تطور معقدة تناقضات عديدة، ولا بد أن يكون أحدها هو التناقض الرئيسي الذي يقرر وجوده وتطوره وجود وتطور التناقضات الأخرى أو يؤثر في وجودها وتطورها"
تناقض رئيسي يلعب الدور القيادي الحاسم. أما بقية التناقضات فإنها تحتل مركزاً ثانوياً تابعاً"
فإذا أمسكنا بزمام هذا التناقض الرئيسي، استطعنا حل سائر التناقضات بسرعة"
"لا يجوز لنا أن نعامل جميع التناقضات الموجودة في عملية ما على قدم المساواة"
ففي أي تناقض، رئيسي كان ام ثانوي، طرفا التناقض مختلفان، لهذا السبب لا يجوز أن نعامل الطرفين المتناقضين على قدم المساواة. إن تطور كل طرف من الطرفين المتناقضين، في أي تناقض كان، متفاوت ومختلف عن تطور الطرف الآخر.
يتراءى أحياناً أن ثمة توازناً في القوى بين طرفي التناقض، لكن تلك ليست سوى حالة مؤقتة ونسبية، فالتفاوت هو الحالة الأساسية. فلا بد أن يكون أحد الطرفين المتناقضين رئيسياً والآخر ثانوياً. فالطرف الرئيسي هو الذي يلعب الدور القيادي (المهيمن) في التناقض. وإن طبيعة الشيء يقررها في الدرجة الأولى الطرف الرئيسي للتناقض" (في التناقض)
ففي روسيا وبين ثورتي شباط وأكتوبر سيطرت الحكومة المؤقتة البورجوازية، وبعد أكتوبر سيطر البلاشفة كحزب للبروليتاريا على السلطة، وكانت ازدواجية السلطة فترة مؤقتة فحسب امتدت بين (31 أغسطس إلى 26 أكتوبر 1917).
الوضع غير ثابت وفي حالة تطور وحركة دائمة، إذ أن طرفي التناقض (الرئيسي والهامشي) يتحول أحدهما إلى الآخر، فتتبدل طبيعة الشيء تبعاً لذلك " ومثال ذلك قيادة البورجوازية ومن ثم البروليتاريا للثورة الديمقراطية البورجوازية السابقة الذكر.
"الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ" [مزمور 22:118]
فما هو هامشي ومنبوذ صار هو المهيمن.
نخرج بنتيجة تقول: إن القانون الأساسي للديالكتيك هو وحدة الاضداد وتحول موقع كل منها إلى موقع الآخر بما يخص الهيمنة. ويمكن أن ندعو هذ بديالكتيك الرئيسي والهامشي.
ففي مرحلة أخرى من التطور أو في عملية أخرى يتبادل الطرفان النقيضان موقعهما، فما كان هامشي ومنبوذ صار أساسياً وهو المهيمن.
هنا يتوجب دراسة تزايد أو نقصان كل طرف من طرفي التناقض، ودراسة طبيعة الظروف المحيطة بهذا الصراع. إن الانتقال والتحول من سيطرة وهيمنة طرف من طرفي التناقض إلى هيمنة الآخر وسيطرته يجري بقفزة (قطع للاستمرارية والتواصل)، أي بتحول نوعي يشمل عملية التطور والوحدة (وحدة النقيضين). إن طبيعة هذه الوحدة يقررها الطرف المسيطر فيها، أي التناقض الرئيسي.
مع تطور القوى المنتجة تتحول البورجوازية من طبقة جديدة تلعب دوراً تقدميا (في التاريخ) إلى طبقة قديمة تلعب دوراً رجعياً" (في التناقض) خاصة في المرحلة الامبريالية والاستعمار القديم والجديد. وبعد التحرر من الاستعمار المباشر القديم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية تتقدم ظاهرة جديدة في التاريخ هي ظاهرة تخلف البلدان الهامشية في النظام الرأسمالي العالمي، حيث تلعب سيطرة البورجوازية الرثة في هذه البلدان دوراً معيقاً ومحبطاً لأي تقدم في القوى المنتجة. وتغدو إزاحة هذه السيطرة البورجوازية ضرورة تاريخية لشق الطريق أمام التقدم الاجتماعي والتطور الصناعي.
يقول ماو: صحيح أن القوى المنتجة والممارسة العملية، والقاعدة الاقتصادية (التنظيم الاقتصادي للمجتمع) تلعب عادة (في الفترة بين الثورات) الدور الرئيسي الحاسم. لكن يجب أن نعترف كذلك بأن علاقات الإنتاج والنظرية والبناء الفوقي تلعب بدورها، في ظل ظروف معينة، الدور الرئيسي الحاسم" (في التناقض)
هكذا في بلد متخلف تلعب علاقات الإنتاج هذا الدور الرئيسي، وتكون مهمة تحويل هذه العلاقات من علاقات بورجوازية قائمة على التملك الخاص لوسائل الإنتاج إلى علاقات اشتراكية تلغى خلالها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، هي المهمة الملكية لشق الطريق أمام تنمية القوى المنتجة. وفي ظروف تنمية في بلد متخلف تلعب البنية الفوقية السياسية (الدولة) والأيديولوجية دوراً رئيسياً لإنجاز التنمية القومية وتطوير القوى المنتجة. ففي ظروف بلد متخلف، ومع سيطرة بورجوازية رثة، "حيث يتعذر تطور القوى المنتجة بدون تبدل علاقات الإنتاج، فإن تبديل علاقات الإنتاج يلعب الدور الرئيسي الحاسم" (في التناقض)
في أوقات معينة وفي مجرى النضال الثوري، تطغى المصاعب على الظروف المواتية، وحينئذ تشكل المصاعب الطرف الرئيسي للتناقض، أما الظروف المواتية فإنها تشكل الطرف الثانوي. إلا أن الثوريين بفضل جهودهم (وصوابية خطهم السياسي وتكتيكاتهم) يستطيعون التغلب على الصعوبات خطوة فخطوة وينشأ من ذلك وضع موات جديد، وعلى العكس يمكن للظروف المواتية أن تتحول إلى مصاعب إذا ارتكب الثوريون أخطاء تحولت الانتصارات إلى هزائم. " هكذا تتحول الأخطاء التي يرتكبها الحزب الثوري إلى عقبات موضوعية وظروف صعبة وغير مواتية أمام تقدم الثورة العالمية، وهذا ما حصل للأخطاء التي ارتكبها الحزب الشيوعي السوفياتي بعد انفراد ستالين بقيادة الحزب كأمين عام، والسياسات الزراعية المأساوية بداية الثلاثينيات، ومحاكمات البلاشفة القدامى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومعها اعدام العديد من ضباط الجيش الأحمر.
أما عن دور النظرية والممارسة كدور رئيسي فنضرب مثال عمل ماركس بعد فشل ثورة 1848 الديمقراطية في فرنسا وألمانيا، فقد قرر بعد ذلك التفرغ للبحث النظري، وقد توج هذا البحث بعد عقدين، بالكتاب العظيم "رأس المال". إن فشل ثورات 1848 الديمقراطية جعلت النظرية هي الطرف المسيطر في التناقض بين النظرية والممارسة لدى الحركة البروليتارية في أوربا. إن فشل ثورات 1848 الديمقراطية طرح مقولة "فمن دون نظرية ثورية لا يمكن أن تكون هناك حركة ثورية"، من هنا تقدمت المهمة النظرية على العملية ولعب الدور المسيطر في مثل هذه الظروف. وهنا يظهر الشرط والشروط ودراستها كقضية حاسمة في الماركسية، فمن دون دراسة الشروط لا نستطيع تحديد الطرف الرئيسي في التناقض والطرف الهامشي.
مراجع القسم الثاني
1--مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة، المجلد الأول، في التناقض، ص 453 بكين 1968
2--لينين: دفاتر عن الديالكتيك 1، ترجمه وقدم له الياس مرقص، دار الحقيقة ط1 1971
3-كارل ماركس: رأس المال، المجلد الأول، ترجمة د. فالح عبد الجبار، دار الفارابي، الطبعة الأولى 2013
4- ثيوكاريس كيسيديس: جذور المادية الديالكتيكية-هيراقليطس، دار الفارابي، الطبعة الأولى 1987
5-ليون تروتسكي: مبادئ الديالكتيك (مقالة)
6-الكتاب المقدس