النمري والحوار المتمدن وحقائق أخرى


محمود يوسف بكير
الحوار المتمدن - العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 23:10
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن     

اطلعت على مقال أ. النمري ‏والذي عبر فيه عن استيائه من الاستاذ رزكار عقراوي وإدارة الموقع ككل بسبب رفضهم لاقتراح تقدم به الأول. ‏وفيما يلي بعض الملاحظات السريعة والهامة على المقال بالإضافة إلى اقتراح مني لإدارة الحوار:
١ من ‏حق أ. النمري أن يقترح ما يشاء ومن حق ادارة الحوار المتمدن أن يقبلوا او يرفضوا أي اقتراح بحسب الظروف والإمكانيات المتاحة لهم وهذا هو العرف في عالم النشر في العالم كله.
٢ سبق لي ‏أن ارسلت ببعض المقترحات للاستاذ عقراوي قبل بعضها وتم الاعتذار عن بعضها الآخر ولم أشعر بأي نوع من الغضب لأنه ليس من حقي أن أملي إرادتي على موقع يستضيفنا ونستمتع بزيارته وقتما نشاء بدون أي تكلفة علينا، وكلنا يعلم حجم الجهد المطلوب لإدارة موقع بضخامة الحوار المتمدن، ومن ثم فإنه لا يصح أن ‏نوجه الإهانات والاتهامات لفريق الادارة لمجرد رفض اقتراح وأن ننسى تضحياتهم وخدماتهم لنا.
٣ بالنسبة ‏لاقتراح أ. النمري بأن يتم تحويل ملف الحوار مع الكاتب ليكون حوارا حول موضوع معين بحد ذاته، فإن هذا الاقتراح مطبق بالفعل حيث يقوم الموقع بإجراء نوعين من الحوار الأول يترك فيه للكاتب حرية اختيار الموضوع الذي يرغب في التحاور فيه مع القراء وقد شاركت عدة مرات في هذا القسم ‏وكانت تجربة مفيدة وممتعة. اما الثاني وهو الجديد فيتم فيه استضافة كاتب معين للتحدث عن سيرته الذاتية وتجاربه الشخصية ويجيب على أسئلة محددة من مستضيفة الحوار، فما هي مشكلة النمري والبدائل كلها متوفر؟
٤ قام ‏النمري بتحدي كل كتاب الموقع بأن يجيبوا على السؤال الذي يرغب في طرح حوار حوله وهو نوع النظام الدولي السائد حاليا وكالعادة لم ينتظر الرجل حيث أصدر حكما مسبقا وقاطعا بأن ‏لا أحد من الكتاب وهم بالآلاف يعرف الإجابة وأن السياسيين أنفسهم لا يعرفون الإجابة واتهمنا جميعا بأن كل خطاباتنا جوفاء ولا معنى لها! وأنا انقل عنه حرفيا. ‏ومعنى أن يقوم النمري بهذا التحدي وبهذه الثقة انه الوحيد في العالم الذي يعرف الإجابة وإلا لما قام بهذا التحدي، ولو أنه ادعى بغير ذلك لكان تحديه نوعا من العبث.
٥ وبناءا عليه ‏فإنني أقترح عليه أن ينفذ اقتراحه لإدارة الحوار والذي أهاننا جميعا بسببه بأن يأخذ المبادرة بإجراء حوار معنا جميعا حول هذا الموضوع بحيث يقوم هو كالمعتاد بعمل المقدمة اللازمة وتقديم تعريفه لهذا النظام ويطرح ما يشاء من أسئلة، وأعده بأن أكون من المشاركين في هذا الحوار وأن أجيب على سؤاله العويص. ‏وأتمنى عليه الا يتهرب من الموضوع كما فعلا مرارا معي وأن يرقى إلى مستوى الحوار في هذه المرة بعقلية الكبار وبأسلوب متحضر وبدون وابل من الشتائم والاتهامات كالعادة والذي دعا أحد الكتاب منذ فترة إلى كتابة مقال بعنوان "قاموس شتائم النمري"
٦ ‏تمادي النمري في إهاناته لنا جميعا ولإدارة الحوار بالادعاء بهبوط المستوى الفكري لكافة كتاب الحوار، كما ندد بمستوى التحرير الهابط لإدارة الحوار. ونسى الرجل أن عدد مرات زيارة الموقع من جانب القراء تجاوز ٢ بليون زائر وهذا الرقم الضخم يعني بالتأكيد أننا أمام منصة ناجحة وليست هابطة كما يدعي، والسؤال ‏المنطقي هنا أنه إذا كان موقع الحوار بهذا السوء كما يرى فلماذا يصر على الاستمرار في الكتابة فيه!
٧ ‏ما أحزنني حقيقة ليس ما قام به النمري لأننا جميعا نعرفه، ولكن ما أحزنني هو ما لاحظته من التدليل الزائد للرجل من جانب إدارة الحوار في توسلهم له وكأنهم أخطأوا في حقه، بالإضافة إلى مشاركة بعض الكتاب البارزين في مسرحيته الطفولية رغم سوابقه معهم ودون أن يطالب أحد منهم خاصة إدارة الحوار الرجل بالكف عن هذه الاهانات للجميع. لقد تعلمت منذ صغري أن الشر يسود وينتشر بسسب صمت الرجال الطيبون عما يرونه من شرور، وأود هنا أن أحيي كل الكتاب والقراء الشجعان ‏الذين كتبوا للرجل على صفحته ما معناه "عيب عليك".
‏لقد توقفت عن القراءة للنمري للمغالطات الفاضحة التي ترد في مقالاته ولا تمت بصلة لعلم الاقتصاد الذي يدرس في كل جامعات العالم، وكذلك لاكتشافي انه عنصري وهو يتذكر هذا جيدا، كما انه رأسمالي متخف لا يقبل بأن تطبق الماركسية عليه بينما يدعي إيمانه بها، وهل هناك دليل على أنه رأسمالي أكثر من قيامه بمعايرة أحد الكتاب بأنه يعيش في شقة صغيرة وهو يعيش في فيلا فاخرة!
والمدهش أيضا أنه يقول في مقاله المذكور أنه يستكمل في أبحاثه ال 700ما قام به ماركس! من أنت يا رجل حتى تضع نفسك في قامة ماركس؟ وما الذي أتيت به لاستكمال أعماله الكبيرة؟ لقد ضيعت الكثير من وقتي لمساعدة النمري على احترام نفسه حتى نحترمه جميعا وأن يكف عن غروره دون فائدة وأنا نادم على أنني لم استمع لنصيحة الزملاء عبد الحسين سلمان وعامر سليم. وكل ما أطلبه منه الان ألا يكتب كلمة واحدة على صفحتي وله أن يشتمني كما يشاء على صفحته لأنني لم أعد أقرأها.
٥ أما عن اقتراحي فهو أن بإمكان إدارة الحوار إذا أرادت أن تقلل من حجم الشتائم المنتشرة والمتزايدة في الموقع بإجراء بسيط وهو عدم التسرع في نشر التعليقات البذيئة والمهينة للكتاب والقراء وترك مهمة التحكم بالكامل للكاتب فإذا كان من هواة تبادل الشتائم والاهانات فإنه سوف ينشر الشتائم ويستمتع بها مع قرائه وهذا حقه. ولكن إذا لم يكن كذلك مثل العبد لله فمن حقنا حذف الشتائم وألا نفاجأ بنشر التعليقات البذيئة من قبل الحوار بسرعة غريبة وقبل أن نطلع عليها ويتحول الحوار إلى مشتملة رغم أنفنا. أتمنى على الأستاذ عقراوي والأخوة منسقي التعليقات تبني هذا الاقتراح البسيط والذي سيسعد الجميع. لقد تعبنا من شتائم وعدوانية عدد لا بأس به من الماركسيين لمجرد إبداء رأينا.

مستشار اقتصادي