كولين كابرنيك و لبرون جامس و الحقيقة كاملة [ بشأن إحترام أو عدم إحترام علم البلاد ]


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 15:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 651 ، 8 جوان 2020
https://revcom.us/a/651/bob-avakian-colin-kaepernick-lebron-james-and-the-whole-truth-en.html

( ملاحظة : جزء العنوان الوارد بين معقّفين من وضع المترجم )

في هذه الأيّام الأخيرة ، مع حركة الإحتجاجات الجماهيريّة عقب قتل جورج فلويد ، يقول عدد من الناس إنّ كولين كابرنيك كان على صواب عندما ركع على ركبتيه في ملعب كرة القدم أثناء النشيد الوطني في إحتجاج منه على عنف الشرطة و جرائم قتلها . طبعا ، هناك العنصريّون المتشدّدون و الفاشيّون صراحة الذين يواصلون تكرار رجع صدى هجوم دونالد ترامب على كابرنيك ( وغيره من اللاعبين المحترفين الآخرين لكرة القدم الذين شاركوا هم كذلك في مثل هذه الإحتجاجات). و ردّا على هذه الهجمات ، تحدّث الكثيرون – بمن فيهم شخصيّات بارزة – ليدافعوا عن كابرنيك ، و هذا بطبيعة الحال ، شيء جيّد و هام للغاية . لكن ، في الوقت نفسه ، بعض التعبيرات الرامية لمساندة كابرنيك قد إنطوت على أشياء دفاعيّة بشكل خاطئ و هي عمليّا تنكر أو تشوّه جوانب حيويّة من موقف الرجل .
و على سبيل المثال ، قد إستخدم ببراعة ليبرون جامس سمعته لتقديم المساندة لكابرنيك ( و قد عبّر جامس عن إستيائه من قتل جورج فلويد و دعمه للإحتجاجات التي إنطلقت ردّا على تلك الجريمة )، لكن و الآن نفسه ، شدّ> جامس على أنّ كابرنيك لم يكن يسيء الإحترام للعلم أو لجيش الولايات المتّحدة . حسنا ، لنلقى نظرة على ما قاله فعلا كابرنيك زمنها وهو يشرح ما قام به : " لست مستعدّا للوقوف لإظهار الإعتزاز بعلم بلد يضطهد السود و ذوى البشرة الملوّنة ".
جلي إذن أنّ كابرنيك يسيء عن عمد الإحترام للعلم – وهو على حقّ في ذلك ! و مثلما وضع الأمر بنفسه لماذا ينبغي عليه أن يحترم ( " إظهار الإعتزاز " ) بعلم بلد يضطهد السود و ذوى البشرة الملوّنة ؟ لماذا يجب ذلك على أيّ إنسان يقف ضد الإضطهاد ؟! العلم رمز لما يقوم عليه حقيقة البلد – و إضطهاد السود و ذوى البشرة الملوّنة ، و كافة الإضطهاد الوحشيّ الآخر الذى يقترفه ، هنا و عبر العالم .
أمّا بالنسبة لجيش هذه البلاد ، فإليكم الحقيقة : ليس الأمر كما يزعملبرون جامس ( و آخرون ) أنّ هذا الجيش يحمى الحرّيات التي يتمتّع بها الناس في هذه البلاد. عن أيّ حرّيات تتحدّثون ؟ حرّية التعرّض للعنف و الإرهاب و القتل على يد الشرطة ؟ أم حرّية الزجّ بالسجن الجماعي ؟ أم حرّية التعرّض للميز العنصري في كلّ مجال من مجالات الحياة الإجتماعيّة؟ أم حرّية إيصاد الأبواب دونك في معسكرات حشد على الحدود ؟ أم حرّية التعرّض إلى إضطهاد عنصريّ و جندريّ منهجي؟ أم حرّية تحطيم بيئتك ؟
الواقع هو أنّ هذا الجيش ، إلى جانب الشرطة ، هو الفارض المسلّح لكلّ هذا – كلّ الإضطهاد و الإستغلال و النهب المبنيّ في أساس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، الذى تخضع له الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و مليارات البشر عب العالم – فارضا ذلك بالعنف الأكثر لؤما و التدمير الأكثر خساسة .
و مثلما أشرت إلى ذلك قبلا ، جيش الولايات المتّحدة :
دون أدنى مبالغة – هذ الجيش آلة ضخمة لإقتراف الجرائم الحربيّة و الجرائم ضد الإنسانيّة التي لا توصف ، و ما فعله في الفتنام تمثّل تكثيفا منهجيّا لذلك ، بمستوى تدمير و سفالة أخلاق تقريبا أعمق من أن يسبر غورهما :
- قتل ملايين المدنيّين الفتناميين ، بالقذف المستمرّ بالقنابل و الرشق بالمدافع ، حتّى للمدارس و المستشفيات و السدود و بنية تحتيّة حيويّة أخرى و الإستعمال الواسع النطاق لقنابل النابلم [ الحارقة للبشر و للشجر ] و الفسفور الأبيض و المكوّن البرتقالي ، و ملايين الأسلحة المضادة للأشخاص ، و الحرق حدّ الموت و التسبّب في إعاقة عدد ضخم من الأطفال و غيرهم ؛
- تدمير حياة ملايين الفتناميين الآخرين – بتحطيم أجزاء كبيرة من الأرض و الحيوانات الضروريّة للغاية لحياة الناس في الفتنام الريفيّة ؛
- تعذيب المساجين – بمن فيهم أعداد كبيرة من المدنيّين ، ذكورا و إناثا و شيوخا و شبّانا و حتّى أطفالا ؛
- إحداث عاهات في الأجساد و حمل أعضاء الجثث الفتناميّة المقطوعة ك " غنائم نصر " ؛
- الإغتصاب الجماعي للنساء و البنات الفتناميّات . ( 1)

و إن لم تصدّقوا ( أو لا تريدون تصديق ) أنّ هذه هي الحقيقة عينها ، تناولوا كتاب نيك تورس ، " أقتل كلّ ما يتحرّك ، الحرب الأمريكيّة الحقيقيّة في الفتنام " و طالعوه بإمعان .
و كذلك مثلما شدّدت أيضا ، ما قام به جيش الولايات المتّحدة في الفتنام ليس نوعا من الإستثناء أو الإنحراف – إنّه يمثّل الطبيعة و الدور الحقيقيّين لهذا الجيش و لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يفرضه هذا الجيش . ( و من أجل المزيد عن الحقيقة التامة ول هذا الشأن ، توجّهوا إلى موقع أنترنت revcom.us
وإقرأوا سلسلة مقالات " الجرائم الأمريكيّة " ).
كلّ إمرء ، و خاصة كلّ من يعيش في هذه البلاد ،و بإسمه ترتكب جرائم لا حصر لها و لا عدّ ضد الإنسانيّة و ترتكب بإسمه و بإستمرار جرائم حرب ، مسؤول عن معرفة هذه الحقيقة و العمل على أساسها – كامل الحقيقة عن هذه البلاد و ما تقوم به عبر العالم – مسؤول ، أي نعم ، عن عدم إحترام و بعمق عن إزدراء ، و أكثر من ذلك عن مقاومة كلّ هذا مقاومة نشيطة .
------------
هوامش المقال :
1. Bob Avakian, On Impeachment, Crimes Against Humanity, Liberals and Lies, Provocative and Profound Truths, available at revcom.us