بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 02:14
المحور:
الادب والفن
منظومة العربي التائه
كان اليهودي التائه متلازمة القرن السابع عشر والثامن عشر حتي حلت مشكلة اليهود وتهود العالم ثم جاء الدور علي العربي ليحتل صفة التائه ويمارس ادبيات التوهة ولعل لفظة التوهة جاءت من الضياع تيها حيث كل من تاه بنفسه تاه واصبحنا جزرا متوازية فصرنا أشباح تفتقد جذورها مع الواقع .
في هذا الاتجاه جاءت رواية عراقي في باريس في طبعتها الثالثة لمؤلفها صموئيل شمعون وهو يهودي عراقي قادته احلام السينما الي باريس .
تأتي الرواية في بعدها الايديولوجي في طرح عدة أبعاد معرفية من خلال فكرة طرح النماذج الأدبية من خلال استعراض قصص عدد من الأشخاص الذين قابلهم في باريس وهم نماذج مختصرة واشارات لنتائج أحداث اجتماعية في بلاد بعيد وكأنها متوالية قصصية يجمعها وعي الراوي الرئيسي وكأن الغربة قدر.
يأتي المكان بطلا حيث فكرة الحرية القادرة علي فرض فكرة من التسامح والتعددية وكأن التعدد وامتداحه نوع من الادانة الكاملة لمساحة القهر تلك الثقافة السائدة في رقعة جغرافية اسمها الوطن العربي ، حيث يرصد السارد المعاناة الأصلية لذلك المواطن المفترض انه يهودي اسما اشوري ادعاءا الإنسان حلما ،ويأتي ذلك من خلال المقابلة ببن الواقع الباريسي ،والواقع العربي الذي لايعرف للأخر حقا وذلك من خلال كم مرات السجن والتعذيب في رحلته عبر سوريا ولبنان ،ليقدم لنا معادلة حرية مع فقر خيرا مع غني ان وجد مع قتل للحريات.
التركيز علي فكرة المشترك الإنساني مابين اليهودي والفلسطيني والاشوري وكأن فكرة الاقلية جريمة وكأن عرفنا القبلي قد ساد في الإدارة الحالية للدولة الوطنية ، يتبدى ذلك من خلال توافق البطل مع تركيبة وقادة الفلسطينيين، وهم من ساعدوه علي الذهاب لباريس ،حيث الحرية التي تحولت لزاد رغم البؤس .
تركيب الزمن داخل الرواية في خط تنازلي ٢٠٠٤ ١٩٧٩ الطفولة .
وهنا الإطار الزمني للأحداث والبناء النفسي للبطل ومع تباين ذلك علي المراحل الزمنية المتتالية تأتي النتيجة الحتمية وهي تشرزم الواقع العربي لافتقاده فكرة الحرية لان فكر المؤامرة قد قتل اي إمكانية للإبداع.
تبقي الرواية إضافة نوعية للواقع الروائي العربي في تشخيصه لواقع العربي التائه .ومن هنا تكون الرواية وثيقة اجتماعية تاريخية.
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟