أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - الصهيوني إفراهام ستيرن















المزيد.....

الصهيوني إفراهام ستيرن


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 18:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بينما كنت أتسوق مرة في تارغت تعثرت بكتاب من بين كومة كبيرة وضعت في الواجهة، ثم وضعوا لائحة كبيرة (أي كتاب جيد أو غير جيد بدولار واحد)، فقلت لنفسي يابلاش (لأن أي كتاب في العادة يباع ب 30 دولار دون الشحن). وقفت أقلب في كومة البلاش هذه، فوجدت كتاباً للكاتب البريطاني المعروف باتريك بيشاب بعنوان (تصفية حساب في أرض الميعاد- موت ومؤامرت) ثم بعنوان أصغر (قصة بوليسية حقيقية) ونحن العرب عندما نرى كلمات أرض الميعاد يستولي علينا الغضب والتوتر والنكريز، ودليلي على ذلك، أنه مرة كنت داخلاّ إلى كافتيريا الجامعة عندما كنت طالباً، فوجدت زميلاً أمريكياً محترماً يجلس يطالع مادة التاريخ، فنظرت إلى الصفحة التي كان يقرأ، فوجدت إسرائيل الأولى ثم تحتها إسرائيل الثانية. ونحن العرب كما تعرفون حشريين وندس أنوفنا في كل شاردة وواردة. فقلت للزميل الأمريكي المحترم ماهذا الهراء الذي تقرأ ؟ فأجاب بكل أدب هذا هو المنهاج والتاريخ يقول ذلك. فغضبت وتبرأت في تلك اللحظة من صداقته وقلت هذا كلام الصهاينة وهم أكبر مزور للتاريخ. ودافع الشاب الذي كان زميلي منذ قليل عن تاريخ إسرائيل، فتوترت وارتفع صوتي وكادت أن تحصل طوشة على أرض الكافتيريا المحترمة.
وعودة للكتاب. اشتريته بدولار وقلت عسى وعل أجد ماينفع الأمة العربية والإسلامية بفقرة تعاطف أو إدانة من الكاتب. وضعته على الرف لفترة طويلة، وعندما شعرت بأني أملك الوقت بدأت قراءته. وعودة إلى كومة الكتب، قد يسأل سائل لماذا بدولار فقط. والسبب يا أحباب أن دور النشر عندما تجد أن الطلب على الكتاب قليل وتفشل في تسويقه، تعرضه بأبخس الأثمان كي تتخلص منه. ويبدو أن هذا الكتاب الذي يناقش نشاطات الصهوني أفراهام ستيرن (أو ابراهام شتيرن) لم يجد قراءً كفاية، فباعوه بالكيلو لتارغت عسى وعل يشتريه يهودي معجب بإفراهام أو عربي يكره إفراهام.
يقدم الكاتب في الأجزاء الأولى الوضع في فلسطين، فيقول أن عدد اليهود قبل وعد بلفور البريطاني لروتشيلد 60 الفاً وعدد العرب 720 ألف ( هو يقول العرب ولايقول الفلسطينين العرب) أي النسبة 12 لواحد. وفي عام 1935 نط عدد اليهود إلى 430 الف جراء الهجرة، وهذا ماسبب ثورة القسام عام 1936 كما تعرفون. وبريطانيا بعد أن أعطت فلسطين لروتشلد، احتارت في أمرها خاصة بعد الحروب المستمرة بين اليهود والعرب الفلسطينين (إسرائيل والغرب يقول العرب فقط لطمس الهوية الفلسطينة). وبعد ثورة القسام ممكن أن نقول أن الصراع قد تعمم بين المنظمات الصهيوينة والعرب، لأن القسام كان سوري من جبلة. وعلى سيرة أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، سبق رئيس الوزراء البريطاني آرثر بلفور في إعطاء فلسطين لليهود (وكأنها من أملاك أبوه)، يهوى رب اليهود أو رب الجنود، الذي منح الأرض في التوراة لحبيبه إبراهام. (والله عاملين فلسطين شيء شوال طحين كل واحد يعطيها لليهود أو العبرانين على كيفه).
ولد إفراهام ستيرن في عام 1907 وقتل بطلق ناري في عام 1942 أي كان عمره 35 في عائلة فقيرة، فقد باع السجائر وباع الماء – أي السقا. تابع دراسته وتعلم على البيانو وتحلق حول الشيوعين في بلدته. لكن عندما حميت الطاسة في أوروبا، وأصبح اليهود عرضه للمجازر، قويت شوكة المنظمات الصهونية لأن اليهود أصبحوا يبحثون عن حل لوجودهم في أوروبا.
ولد ستيرن في بولندا عندما كانت جزء من الأمبرطورية الروسية، ولكن عندما بدأت الحرب العالمية الأولى أنتقلت به أمه مع اخيه إلى روسيا. رجع إلى بولندا عندما بلغ 18 من عمره، ومنها إلى فلسطين. درس في جامعة القدس اليهودية واختص باللغات والأداب. بدأ نشاطه بأن انتسب إلى مجموعة هيلدا التي كانت شعاراتها إنشاء وطن قومي في فلسطين. انضم إلى منظمة ومليشيا الهاجاناة التي تحولت فيما بعد إلى جيش الدفاع الإسرائيلي. والهاجاناة هذه، بدأت كمنظمة يسارية تنشط بين العمال والنقابات العمالية. عندما انشق صديقه إفراهام تيهومي التحق به حيث انشأ منظمة جديدة أسمها الأرغون أو ( منظمة الجيش القومية) وألف لها نشيداً قومياً بعنوان الجندي المجهول، لأنه كان يتقن الشعر والموسيقى، يقول النشيد " أنت مخطوبتي (أي فلسطين) وأرضي.. وهذا ما أقره موسى وإسرائيل... وعند موتي، سأقبر رأسي في حضنك لأنك ستعيشين في دمي للأبد". كان من أنشط الأعضاء في الأرغون، ومن شدة حماسه سافر إلى أوروبا الشرقية لتدريب اليهود على السلاح وجلبهم إلى فلسطين. أقنع الحكومة البولندية بتدريب اليهود ومدهم بالسلاح حيث استطاع تجميع مالايقل عن 40 ألف في تلك الآونة. وظلت تلك الحكومة أمينة لعهدها حتى دخل هتلر بجيشه واحتلها. هرب من بولندا متجهاّ إلى فلسطين، وعندما وصوله أعتقلته السلطات البريطانية لنشاطاته الإرهابية وأودعته السجن مع رفاقه، ومن ذلك السجن كون منظمة (لاهي) السرية في عام 1940 بعد أن انشق عن الأرغون أو (الأرجون). وكان شعار (لاهي) " الحرية لإسرائيل". سبب الإنشقاق هو انضمام منظمة الهاجاناه مع بريطانية في حربها ضد ألمانيا النازية. وشدة نشاطاته الإرهابية، تنكرت له الأرغون والهاجاناه كي لاتصطدما مع الحكومة البريطانية. لكن كان من أنصاره إسحاق شامير الذي أصبح فيما بعد رئيساّ للوزراء.كي يأمن المال لمنظمته أتخذ هو وأنصاره سياسة السطو على البنوك والإغتيالات. فأصبح إعتقاله مطلباً ملحاً، خاصة بعد أن حاول التعاون مع إيطاليا الفاشية والمانيا النازية ضد الإنكليز.
نهايته:
أصبح في أيامه الأخيرة يتنقل من بيت لآخر سراً كي لايقبض عليه البريطانيين، لكن البوليس السري تتبعه وعرف مكانه وقتله وهو في مخبأه. يقال أن الذي قتله هو الضابط البريطاني كوفيري مورتن. لكن إسرائيل تعتبره بطلاً قومياً ونبياً من أنبياء الصهيونية.
وأخيراً، يكتب الناس كتب كهذه من أجل الربح والتسلية وليس بغية الحقائق والحقوق المشروعة وغير المشروعة. فمن أراد أن يتعرف على شخصية صهيونية لعبت دوراً في قيام إسرائيل ممكن أن يشتري الكتاب ومن لايريد وجع الرأس وإنهاك النفس أحجم وأرتاح.
شباط 5- 2023
- Reckoning : death and intrigue in the promised land , Patrick Bishop 2014



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب
- اللغة واللهجة: مدينة حمص نموذجاً
- يوحنا الدمشقي بين الجبرية والحرية
- مجزرة 1860 وتأثيرها على الحاضر
- إمامة المرأة في الإسلام
- نصارى ومحمديين
- فيلم وتأثير راشمون
- عيد هلوين في الولايات المتحدة
- السودان وعصا العسكر
- داروين انسان دجّال
- الحج هتلر
- كورونا الإمبريالية
- العلمانية إلحاد وكفر بواح


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - الصهيوني إفراهام ستيرن