أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل الشيخة - الحج هتلر














المزيد.....

الحج هتلر


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 19:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كنت أسمع من كبار السن هذه العبارة "الحج هتلر". أحياناً من باب السخرية وأخرى من باب الإعجاب. فقد روت لي إحدى العجائز أن هذه العبارة راجت أثناء الحرب العالمية الثانية نكاية بفرنسا التي كانت تنتدب سوريا في تلك الفترة. والسبب الآخر هو احتفاء "الحج هتلر" بالحاج " أمين الحسيني" أثناء الحرب العالمية الثانية حين شجعه على تكوين جيش من مسلمي البوسنة مكوّن من 100 ألف جندي لمحاربة الحلفاءالمتمثلة بحلف الإستعمار والصهوينية في تلك الآونة على حد زعمه. ولو نجح الحج هتلر بتلك الفترة لاستعمر الدول العربية بدل فرنسا وبريطانيا. ولايخفى على أحد أن هتلر هذا قد وضع العرب في أسفل الحضارة الانسانية، فقد صنف العالم إلى شعوب منتجة للحضارة مثل الشعب الجرماني وشعوب مستفيدة من الحضارة مثل الشعوب الأسيوية والأروبية الشرقية والشعوب العربية الغير منتجة للحضارة بل هي ناقلة لها. ويقصد هنا الترجمات للفلسفة والعلوم الاغريقية في العصر العباسي. أي مجرد مكتبة دون تطوير هذا العلم.
أذكر عندما كنت في الثانوية، أشريت كتاب " كفاحي" ومعه كتاب للعقاد "هتلر في الميزان" من رجل كان يببع الكتب في وسط السوق، حيث يأتي في كل صباح من قريته ويرتب الكتب على جدار الحديقة ثم يقف ناظراً بالأرض مثل خشبة ولايفاصل في الأسعار. كان الرجل يبيع الكتب المستعملة والممنوعة، فقد تجد عنده كتب مثل " مائة برهان علمي على وجود الله" أو " نقد الفكر الديني " لجلال صادق العظم أو " الشيوعية كفر والحاد" وكتب ماركسية كثيرة كان قد أرسلها الاتحاد السوفيتي لخالد بكداش في تلك الفترة ومن ثم قام جماعته ببيعها لهذا الرجل الخشبة أو " الكتاب الأسود" للغادري عن تجربة عبد الناصر في الوحدة مع سوريا.
اشتريت الكتابين من الرجل الخشبة وقرأتهما في ليلتين فقط، وأعجبت بكفاحي كثيراً لسهولة الأسلوب وعدم اللف والدوران فيه. كان يعرف الرجل مايريد منذ بداية حياته السياسية. والذي لم يعجبني بكتاب العقاد رغم الأسلوب الأدبي الرفيع أنه يفتقر للمصادر: فهو يصنف ضمن الأدب أكثر من تصنيفه في السياسة. وهتلر هذا كان معجب بالفنون لدرجة أنه سجل في كلية الفنون الجميلة إلا أن استاذه نصحه بالتوجه إلى الهدسة المدنية عوضاً عن الفنون لسبب أن الخطوط التي كان يرسمها. حادة وليس فيها حياة.
وبعد الحرب العالمية وهزيمة هتلر، قوي عص فرنسا في سوريا، وكانت تهدد بالسجن كل من يعجب "بالحج هتلر" وخرج لقب آخر للسخرية والتنذرمن هتلر المهزوم هو " هتلر ابو فتيلة". ولكي نفهم سلوك هتلر، يتوجب علينا فهمه على الصعيد النفسي الذي شكلته طفولة مولمة وحزينة. فقد كان له أب شبه عسكري يعمل في الجمارك حيث تزوج ثلاثة مرات وكان عنيفاً مع الأسرة، فقد كان ينهال عليه وعلى أمه بالضرب بطريقة جنونية، بشكل أنه ذكر ذلك لأحد أعوانه قائلاً: عقدت مرة العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي في الاختبار. أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال على مؤخرتي." هذا العنف شكل فيما بعد شخصية هذا الرجل الذي يعده البشر مجرم حرب. أما الشخصية السياسية فقد شكلتها الهزيمة المذلة لألمانيا في الحرب العالمية الأولى. فأندمج النفسي مع السياسي في الحالة الألمانية التي كان فيها الشعب الألماني مستعد للإصطفاف وراء الشيطان من أجل الإنتقام لهزيمته. وفي الواقع، فإن الشعب الألماني له خصوصية ضمن الغرب، فهو عاش متمرداً على الإمبرطورية الروماني وحاربها، وشكلت القبائل الجرمانية أكبر تهديد للامبرطورية مع شعوب الفايكن. وظلت هذه الشخصية متمردة حتى حين دخلت في المسيحية. فقد حاربت مركزية الكنيسة من خلال مارتن لوثر الذي شكلت حركته ثورة عارمة، ليس في المانيا فقط، بل في أروبا كلها. فقد كان النواة للحركات القومية الأوروبية وانقسام الكنيسة. ولاننسى أنه ظهر منذ فترة قريبة أسم لويس برونرالمعاون لهتلر الذي توفي في دمشق حيث حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات سابقاً.
وبهذا، نرى أن التاريخ غالباً ماينتج شخصيات معبرة عن الحالة التاريخية، فالعنف في التاريخ رغم أنه قد يُرى في شخص، لكن هو حالة جماعية يعبر عنها الفرد. فقد سبقه مجرم أخر هو جنكيز خان وتيمورلنك... ولاننسى أن تاريخنا الحديث مليء بمثل هذه الشخصيات.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا الإمبريالية
- العلمانية إلحاد وكفر بواح
- في أم كلثوم وإسرائيل
- في الأرض المسطحة والتسطيح
- في الشرق والغرب
- رواية الصمت اليابانية
- في ترامب وهتلر
- في الكفر والكفار
- الحمار والعصفور
- المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي
- عفاش..من الرئاسة إلى البطانية
- استعدوا لأحداث جلل
- روبنسون كروزو والتوحش
- أزمة الخليج وترامب
- يا إسلام ... يا مسيحية
- ديموشراسية
- شتاء في الدم
- أستاذ الحساب
- ليوناردو بيلتير وحكايات مفقودة
- موغابي وسرقة الدجاج


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل الشيخة - الحج هتلر