أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - نصارى ومحمديين














المزيد.....

نصارى ومحمديين


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 01:43
المحور: حقوق الانسان
    


في أيام الجامعة كنا بين المحاضرات نجلس في مطعم مقابل الجامعة اسمه برغركنغ. نأكل ومنثرثر في أمور الدنيا. كان معنا طالب أسمه جورج يجلس معنا ويثرثر مثلنا. مرة قال صديقي له متودداً: أنا ياجورج لي أصدقاء في البلاد نصارى وهم من أعز أصدقائي. فنظر إليه جورج بدهشة قائلاً: أنا لست نصرانياً، أنا مسيحي. ودار جدل بين الأثنين، يحاول صديقي إقناعه أن النصارى هم نفسهم المسحيين.
بالمقابل، كنت أعمل أيام الجامعة في سوبرماركت، فكان رجل امريكي خمسيني يأتي يشتري بنزين وأشياء أخرى بشكل يومي. سألني عن ديني فأجبته. فقال لا أنت لست مسلماً بل محمدياً. قلت يارجل الله يخلك ويحسن إليك ويطول عمرك ليس هناك معتقد أسمه محمدي. قال: لا أنت محمدي: فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، يارجل الله يطوّلك، الله يقصّرك. لكن مافي خواص. ركب الرجل رأسه وغادر وهو يبربر أنت محمدي.
في الواقع، أتى أسم محمدي ومحمدين منذ العصور الوسطى أو قل منذ الحروب الصليبية. فكانت أدبيات تلك الفترة تدون في الكتب ... فعل كذا المحمدين وقال كذا المحمدين. وهذه التسمية والأدبيات تأتي من أن الانسان يجعل أحياناً الآخرين مرآة لنفسه. فجماعة بوذ أسمهم بوذيون، وجماعة زاردشت أسمهم زاردشتين وجماعة المسيح أسمهم مسيحين وجماعة بهاء الله أسمهم بهائيين فلا شك أن هؤلاء أسمهم محمديين. لكن شذّ عن هذه القاعدة اليهود والمسلمين. فاليهود ينسبون لمملكة يهوذا القديمة في فلسطين مقابل مملكة إسرائيل. للتذكير أن اليهودية نشأت كقومية وليس دينا، وفيما بعد جرى أسم اليهود على هذه الجماعة التي من المفروض أن يكون أسمهم إبراهيميين أو موسويين. وهذه أحدى الأسباب أنه في إسرائيل يقال عن شخص ما غير متدين ولا يؤمن بيهوا بأنه يهودي ملحد. وبعضنا يرى تناقض في ذلك، لكن إن فهمنا أصل التسمية ذهبت الدهشة. وبالرجوع إلى تسمية محمديين. ليس أدبيات العصور الوسطى هي فقط التي تطلق على المسلمين هذا الأسم، بل هناك دكتور أزهري منفي في أمريكا كما أذكر أسمه محمد صبحي منصور أنشأ فرقة أسماها القرآنيين يطلق على المسلمين السنة أيضاً بأسم المحمديين. وباعتقاده أن السنة والجماعة يتبعون أحاديث مسلم وبخاري أكثر مما يتبعون القرآن ويقدسون النبي أكثر مما يقدسون الله.
وبالعودة إلى تسمية نصارى. نرى أنها ترجع إلى العصور الأولى من نشأت المسيحية. فقد نشأت تيارات كثيرة ومدعين نبوة كثر يبلغ عددهم بالعشرات وهذا يرجع إلى العقيدة اليهودية التي تقول أن مسيحاً أتيا ليخلص اليهود من الاحتلال الروماني الذي كان مستعمراً لفلسطين في تلك الفترة. والمسيح نسبة إلى المسح بالزيت المقدس ( اي المقروء عليه من التوراة) والذي مسح فيه داود ملكاً وأقام مملكة إسرائيل. وفسر كهنة اليهود أن المسيح المنتظر يجب أن يكون حصراً من نسل داود النبي والملك. وهنا يقع المسيحيون في إشكال كبير. إذ أنهم يقولون أن يسوع هو المسيح توكيداً لكلام اليهود أي بأنه من نسل داود وفي الوقت ذاته يقولون أن ابوه هو الله أو يهوة وليس يوسف النجار. فإذا كان يوسف النجار من نسل داود فما علاقته به. هو كان مجرد مربي ليسوع وليس أب. بل هو مجرد خطيب أمه مريم. والخطيب ليس بزوج أو أب . وهذه اللفة كلها من أجل القول واثبات أن المسيح الاسرائيلي (نسبة لإسرائيل أي يعقوب) المنتظر من قبل اليهود هو نفسه يسوع الناصري. وهذه الجدل مازال قائماً حتى يومنا هذا بين اليهود والسيحيين إذ أن اليهود مازالوا يقولون أن يسوع نبي كاذب أو مسيح كاذب، وهذه أحد الأسباب التي طلبوا من الحاكم الروماني اعدامه بالصلب لأنه قد ادعى زوراً بأنه المسيح المنتظر.
لكن الأمور لاتقف في التاريخ كما هو معروف، بل شاءت الظروف أن يتنصر (مجازاً هنا) شاؤول أي يصبح مسيحياً من أتباع يسوع الناصري بعد الصلب وينشر المسيحية في الدولة الرومانية ويحذف الشريعة اليهودية ويحذف معها أيضاً طريقة الدخول في المسيخية إذ كانت من قبل بأنه يجب عليك أن تصبح يهودياً قبل أن تصبح مسيحياً. وكما هو معروف أستمر الوضع على هذا الشكل في تعذيب المسيحيين الأوائل حتى مجيء الامبرطور قسطنطين. في تلك الفترة نشأت فرق يهودية كثيرة كل منها تدعى أن معلمها هو المسيح المنتظر. من هذه الفرق نشأة الفرقة النصرانية التي تقول بنبوة المسيح وتنكر الوهيته وتتنكر للصلب أيضاً. وهذه الفرقة أقرب لليهودية لأنها كانت تتبع الشريعة اليهودية وربما طقوسها. لكن بعد أن تنصر(مجازاً) قسطنطين وقرارات مجمع نوقية أصبحت معظم هذه الفرق مهرطقة وأخذت الدولة الرومانية تضطهدها فلاذت كما يروي المؤرخون إلى أطراف الحجاز وخاصة في مكة حيث كانت الحرية الدينية متاحة لسبب أن قريش كانت قبيلة تجارية. وعقلية التاجر تتطلب التساهل مع الناس. ويقال أن ورقة بن نوفل كان واحد منهم وكما يقال أن الأحناف فرقة يهودية نصرانية مهرطقة. بعد كل هذا نريد أن نقول أن النصارى يا أعزائي غير المسيحيين ولهذا السبب يعتبر المسيحي كلمة نصراني شتيمة له، تماما كما يعتبر أن عيسى هو نبي النصارى ولاعلاقة له به. وزيادة في المعرفة كما يروي المؤرخون بأن فرقة الصابئة قد نشأوا في تلك الفترة على يد يوحنا المعمدان الذي كان يعمد اتباعه اليهود في نهر الأردن ويصرخ كما نرى بالأفلام الأمريكية: توبوا (أي اليهود) إلى يهوه....توبوا. وربما كان أكثر ثورية من يسوع الناصري بأنه مال إلى القتال ضد الرومان ولهذا السبب أعدموه بقطع رأسه. وهذا خلافا للروايات الضعيفة الني تقول بأن هيرودس أعدمه لسبب معارضته لزاوجه من إمرة أخيه. ويوحنا له تعاليم أشبه بتعاليم يسوع الناصري وكتاب يحتفظ به الصابئة في العراق إلى يومنا هذا.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم وتأثير راشمون
- عيد هلوين في الولايات المتحدة
- السودان وعصا العسكر
- داروين انسان دجّال
- الحج هتلر
- كورونا الإمبريالية
- العلمانية إلحاد وكفر بواح
- في أم كلثوم وإسرائيل
- في الأرض المسطحة والتسطيح
- في الشرق والغرب
- رواية الصمت اليابانية
- في ترامب وهتلر
- في الكفر والكفار
- الحمار والعصفور
- المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي
- عفاش..من الرئاسة إلى البطانية
- استعدوا لأحداث جلل
- روبنسون كروزو والتوحش
- أزمة الخليج وترامب
- يا إسلام ... يا مسيحية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - نصارى ومحمديين