أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - فيلم وتأثير راشمون














المزيد.....

فيلم وتأثير راشمون


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 17:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فيلم وتأثير مابعد راشومون
راشومون هو فيلم ياباني للمخرج اكيرا كوروساوا، وأتى الأسم من موقع قديم يفصل بين الحديث والقديم في اليابان. واستغربت من أنه لم يكن أي مراجعات لهذا الفيلم المشهور باللغة العربية.
أخذ المخرج فكرة الفيلم من قصة للكاتب الياباني (ريونوسوكي اكوتاغاو) التي كانت بعنوان (في البستان). وعرض عام 1950 وحصل على عدد كبير من الجوائز، إضافة إلى ذلك، التقط كل من علماء النفس والإجتماع والفلسفة وحتى التاريخ هذا الفيلم ودمجوه في مجالاتهم تحت مسمى (تأثير راشومون). كما أتبع الكثير من المخرجين طريقة الحبكة التي سار عليها الفيلم في الفلاش باك من وإلى الجريمة . واعتبروا أن الفيلم لايطرح فقط كتلة فنية من الأحداث، بل يتناول ما يسمى بالحقيقة الغائبة. القصة باختصار هي حول جريمة وقعت في الغابة وفيها مجرم واحد مجهول وأربعة شهود كل منهم يدلى بشهادة متناقضة عن الآخر. ليقف القاضي حائراً حول من المجرم الحقيقي الذي ارتكب الجريمة. وفي النهاية يترك المخرج نهاية مفتوحة ليحير المشاهد حول الفاعل. لايمكن أن تشعر بالملل بمشاهدة الفيلم، فقد ألم المخرج وابدع في الموسيقى التصويرية والمشاهد والفلاش باك من خلال الإبتعاد عن الحدث نحو الماضي والاقتراب منه.
ذكرني هذا الفيلم ب (المواطن كين) وهو فيلم امريكي شاع صيته على أنه من أفضل ما ناتجته السينما الامريكية الكلاسيكية، إذ أنه أيضا يسوق المشاهد نحو نهاية مفتوحة.
فيلم راشومون يطرح سوالا علينا وهو كيف باستطاعة أي منا أن يستنتج الحقيقة من موارد متعددة ومتناقضة. بمعنى آخر، أن الواقعة واحدة لكن التفسيرات مختلفة. أي تأتي هذه التفسيرات حسب الأهواء الشخصية المتأثرة في الموقع الإجتماعي والنفسي. يبدأ الفيلم في مسيرة الحطاب في الغابة وهو ذاهب إلى عمله بقطع الأشجار، فيجد رجلا مقتولا في طريقه ويجد قبعة نسائية. فيرتعب ويفر هاربأ كي يبلغ الشرطة عن الجريمة. ومنذ تلك اللحظة نتابع أربغ قصص حول جريمة واحدة وشهادات مختلفة. المتهم الأول في الجريمة هو اللص الذي يرى الساموراي مع زوجته على حصان، والساموراي لمن لايعرف، هو رجل مقاتل وفارس، وهي رتبة عسكرية قديمة لها وضع اجتماعي رفيع وتتبع اخلاقيات معروفة في المجتمع الياباني الاقطاعي. يقوم اللص بخداع الساموراي بان يخبره بأنه قد وجد سيوف قديمه في موقع كذا وكذا وسوف يبعهم له بسعر بخس. فيوافق الساموراي على الذهاب معه ويترك زوجته مع الحصان. وهناك يهجم اللص على الرجل من الخلف ويقيده بالحبال، ثم يهرع إلى زوجته يطلب منها أن تأتي معه إلى زوجها لأنه في ورطة ويريدها أن تحضر، فتذهب المرأة لتجد أن زوجها مقيد، وتعرف بأنها قد خدعت. وهنا تتعدد الروايات. فرواية اللص وهو المتهم الأول بالقتل، يقول بأنه بعد أن أحضر الزوجة حاول أن يغتصبها، لكنها رفضت في البداية، ثم استسلمت بعد ذلك له وطلبت أن يقتل زوجها صيانة لعرضها وهي مستعدة أن تذهب معه. وتأتي قصة المرأة مختلفة. فتقول بأنها ضعيفة، اغتصبها اللص وحاولت قتله بالخنجر الذي معها ولم تستطع، ومن ثم تركهم اللص، فطلبت من زوجها أن يقتلها ليتخلص من العار وأعطته الخنجر، لكن كان الزوج ينظر إليها باحتقار. لكن السامواري كان مقتول بنفس الخنجر الذي كان مع الزوجة. ثم يأتي بالرجل الوسيط الذي يحضر الأرواح، فيأتي بشبح الساموراي ليشهد بشهادة المقتول فيقول بأن المراة أمرت من كليهما أن يتبارزا أمامها ومن يقتل الآخر سوف يفوز بها. ومن خلال المبارزة، قتل اللص الساموراي الفارس فدانت المرأة له. ثم تأتي شهادة الحطاب، فيقول أن المرأة تكذب وأنها هي قتل الرجل بالتعاون مع اللص.
هناك الكاهن البوذي الذي يستنكر الجريمة ويفقد أمله بالانسان بشكل عام. فيتحدث مع الحطاب ورجل من عامة الشعب يأوي إلى البيت في منتصف الغابة. فيتناقشون حول الجريمة وكل يعطي رأيه فيها ويتهم شخصاً من أولئك الأشخاص.
يجد الكاهن طفلاً في الكوخ ملقى هناك، فيحزن أكثر على ماوصلت الناس إليه من آثام وخطايا. لكن في النهاية يطلب الحطاب من الكاهن أن يأخذ الطفل ويتبناه، فترجع ثقة الكاهن مرة أخرى بأن الخير مازال في البشر. كما قلت الفيلم له نهاية مفتوحة، والهدف ليس ايجاد المجرم الذي قتل الساموراي، بل القول بأن الحقيقة واحدة أو الجرم واحد، لكن لانستطيع أحيانا أن نتعرف عليه بسهولة.
القصة مروية من القرن الثاني عشر عندما كانت اليابان محكومة بتقاليد الساموراي والنظام الإقطاعي المستبد، الذي نجد فيه متشابهات للنظام الاقطاعي في اوروبا، خاصة من ناحية القيم الاجتماعية والفروسية، وموقع المرأة الذي كان في الأسفل، لأنها لاتتنتج وهي ضعيفة، فقيمة القوة والرجولة بارزة في ذلك المجتمع الياباني القديم.
وإذا بحث أحدنا عن مايسمى تأثير راشمون على النت، سيجد فيديوهات وكتابات ليس حول الفيلم فقط، بل حول النتائج المؤخوذه في التدليل على الحقيقة الضائعة. إذا كيف ستبحث عن حقيقة في التاريخ مثلا ضمن مرويات مختلفة ومتناقضة مع بعضها. ماهي الطريقة التي سنتعرف عن الحقيقة الموزعة بين مرويات مختلفة. كل هذا وضع أساس لما يسمى (تأثير راشومون). Nov,4, 2021



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد هلوين في الولايات المتحدة
- السودان وعصا العسكر
- داروين انسان دجّال
- الحج هتلر
- كورونا الإمبريالية
- العلمانية إلحاد وكفر بواح
- في أم كلثوم وإسرائيل
- في الأرض المسطحة والتسطيح
- في الشرق والغرب
- رواية الصمت اليابانية
- في ترامب وهتلر
- في الكفر والكفار
- الحمار والعصفور
- المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي
- عفاش..من الرئاسة إلى البطانية
- استعدوا لأحداث جلل
- روبنسون كروزو والتوحش
- أزمة الخليج وترامب
- يا إسلام ... يا مسيحية
- ديموشراسية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - فيلم وتأثير راشمون