أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس عشر)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس عشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 01:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هؤلاء الشباب كانوا في طريقهم لقيادة الاحتجاجات. لم يتم التسامح مع هذه الحركات فحسب، بل تم تشجيعها ودعمها. عن ذلك كتب العروي يقول: "طالبت الإدارة بنوع معين من الشريك، بل لنقل من الخصم".
دحض المؤلف هذه الأطروحة وأظهر أن الحركة السلفية سابقة على 1912. الوعي والشعور بالانتماء إلى وطن جاء من بعيد وتم تشخيصه بالفعل ضد الإسبان والبرتغاليين والعثمانيين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. أما بخصوص الجيل الجديد من المغاربة المكونين (اسم مفعول) في باريس، فقد أظهر العروي انقسام 1937 في حركة الشباب المغربي لاستقطاب الجماهير الشعبية لصالح قضيتهم. لم يكن القادة العائدون من باريس هم الذين فازوا وأطيعوا، لكنهم خريجو جامعة القرويين التقليدية هم الذين سيفوزون. من ابرز هؤلاء علال الفاسي ومن أبرز أولئك حسن الوزاني. المعارضة لم تكن بين شخصيتين فقط، لكنها كانت تجسد معارضة أكثر عمقا وتجذرا في تاريخ المغرب. كانت معارضة بين تصورين للمستقبل.
في ختام هذا المطلب، دعونا نقول إن الكتابة الكولونيالية حطمت الحس الوطني وحولته إلى مسألة أشخاص وربطته بالحماية. وكلما أصرت الإسطوغرافيا الكولونيالية على أنها حركة من جماعات متراكبة أو موضوعة بسلاسة جنبا إلى جنب، كلما أصر العروي على التطور التاريخي، على منطق وعلة وجود أمة، أوشعب. هذا المنطق متجذر في المصفوفة التاريخية التي تجسد الوعي الوطني الذي سوف نتطرق إليه في السطور التالية.
يبدأ العروي تحليله للمسألة من فرضية بسيطة استعارها من آدم سميث مفادها أن أي ثقافة، أي مجتمع، أي طبقة اجتماعية ... تجد نفسها فجأة أمام تحد خارجي إلا وتعبر عن ردة فعلها بأحد المواقف الثلاثة التالية ؛ إما الرفض العنيف أو التقليد الذليل أو الإصلاح؛ أي التغيير في ظل الاستمرارية.
استطاعت الحركة الوطنية المغربية كإيديولوجيا أن تنتصر على إيديولوجيا الحماية التي قامت على أساس السيادة المشتركة. هذه الحركة المغربية مكنت المغرب في وقت قصير من استعادة استقلاله. سرعة العملية أثارت لدى العروي سؤالا كله تلميح صاغه هكذا: "إذا كانت الوطنية، كأيديولوجيا، قوية بما فيه الكفاية للتغلب على فكرة السيادة المشتركة، وكحركة سياسية، لجعل جيش الحماية عديم الفائدة، كيف تفككت كقوة معبئة وموحدة؟"
أولئك الذين يدرسون الوطنية المغربية يتبنون وجهات نظر مختلفة. بعضهم يتناولونها كحركة وطنية، بينما يضعها آخرون ضمن المجال الديني ويربطونها بالأمة، ثم أخيراً الأدب الكولونيالي الذي سعى لاستعادة الحركة.
إلى جانب هذه التمشيات، أشار العروي إلى أن دراسة القومية تصطدم بصعوبة الأرشيفات التي تظل غير متوفرة.
يميز العروي بين النزعة القومية السياسية والنزعة القومية التاريخية. الأولى نشأت وتطورت خلال فترة الحماية. يضعها على مستوى بنود معاهدة فاس. بالنسبة للعروي، كانت هذه الحركة عمل نخبة: "هذه النتيجة - كما يقول - الرائعة من نواح كثيرة كانت عمل حفنة من الرجال الذين تحددوا بأنهم ضمير الأمة و قادة طليعتها".
في حديثه عن هذه النزعة القومية السياسية، صاغ العروي ملاحظات سوف يستخدمها ليوضح الفارق والتقاطع بين هذه الحركة والوعي الطبيعي. هذه النخبة صغيرة من حيث العدد وغير متجانسة سواء في انتمائها الاجتماعي أوفي تشكيلها. بعض أعضائها أتوا من نظام التعليم المغربي التقليدي، والبعض الآخر تكون وفق النظام الفرنسي.
في هذا الشأن يقول العروي: "السبب الأساسي هو العدد المحدود للغاية للنخبة السياسية والمسافة الكبيرة التي تفصلها عن الجماهير ".
أبدى الكاتب هذه الملاحظات أثتاء لقاءاته ومناقشاته مع قادة حزب الاستقلال في ذلك الوقت. خرج بخيبة أمل من حواراته مع الفاعلين السياسيين الذين كانوا على علم بتداعيات تحقيقه عليهم وعلى عائلاتهم. ثم أجابوا - كما يقول العروي - في إطار رؤاهم وخياراتهم السياسية. لم يكن لهم أن ينفصلوا عن سياقهم السياسي و تفوهوا بخطابات لا تزعج مستقبلهم السياسي. بالإضافة إلى ذلك ولأسباب منهجية، أفضت دائما إجابات هؤلاء القادة إلى الوضع الحالي. وبين العروي أن هذه الحركة الوطنية السياسية كانت حركة توافقية بين الملكية والأحزاب في عهد الحماية لان المشروع كان هو الاستقلال.
بعد عام 1956، تغير الرهان. تكسر الإجماع. أصيب القوميون بخيبة أمل. تولت الوطنية السلطانية زمام الأمور، ودفعت بالفاعلين الآخرين بعيدا. كانت تلك نهاية التعاون والتشاور. دشن السياق الجديد تركيز الجميع السلط في يد الملك بتواطؤ ودعم من نظام الحماية السابق.
لقاء الكاتب عبد الرحيم بوعبيد وعلال الفاسي جعله يدرك أنه من الصعب القيام بدراسة علمية وموضوعية حول الوطنية السياسية نظرا لكونها ترتبط بعلاقات مرئية أو غير مرئية مع اللحظة الراهنة.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهات نظر اشتراكية حول الحرب الروسية على أوكرانيا
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/2,)
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/1)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثالث عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)
- ارتسامات كاتب وجدلية الماقبلي والمابعدي
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/3)
- نبيلة منيب: يسعون إلى تدمير كل ما هو جميل وتونس لا تزن شيئا ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الحادي عشر)
- الطيب الباكوش يدعو إلى عقد خلوة خماسية بحضوره لأجل حل المشاك ...
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/2)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)


المزيد.....




- من داخل غزة.. وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لتوقع القيام بتحر ...
- حرب غزة: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد هجوم على جنودها. ...
- في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكا ...
- السعودية - انطلاق تمرين بمشاركة قوات دول مطلة على البحر الأح ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة لأول مرة تعلق إمدادات الأسلحة إلى ...
- بعد جدل واسع.. القضاء الفرنسي يتخذ إجراءات هامة في قضية مقتل ...
- مسؤول في حماس يؤكد انتهاء مباحثات الهدنة واستعداد وفد الحركة ...
- الرئيس الصيني يقوم بجولة أوروبية لإعادة تنشيط العلاقات التجا ...
- خبير مصري: إسرائيل لا تفكر ولن تدخل رفح ونتنياهو يلعب بهذه ا ...
- العسكريون الروس يحتفلون بعيد الفصح


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس عشر)