|
الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس من باب التحامل والاستعداء ، بل من منطلق رؤية الواقع كما هو ، نقول : ان أحزابنا الكردية السورية التي بلغت مايقارب المائة ، فقدت احترامها ، وصدقيتها بين الأوساط الوطنية ، والشعبية ، لانها لم تتمكن من بناء الذات ، وتقديم النموذج التنظيمي الحي بقيادة جماعية ترضخ للمساءلة ، وتقدم الأفضل في الفكر والثقافة ، والموقف السياسي ، بحسب المواصفات النضالية المعروفة ، وبالرغم من العدد الهائل الزائد عن حاجات الشعب الكردي ، فانها لاتتميز بالتعددية الفكرية ، والسياسية ، والصراع التنافسي الخلاق ، بل تجدها متشابهة في البنية ، والوسائل ، والخطاب ، والتعامل مع الاخر ، وقياداتها غارقة حتى الاذنين بالثقافة الاستبدادية ، والفساد ، والاتكالية ، والتبعية لمن يدفع ، ويرعى . في خضم التناول النقدي الفكري – الثقافي – السياسي للحالة الكردية السورية العامة ، واحيانا سرد بعض التفاصيل الخاصة في تقييم التعبيرات الحزبية التي تتصدر المشهد ، وذلك من منطلق الإصلاح ، والتطوير ، وإيجاد حلول للازمة العاصفة المتفاقمة ، التي تتجاوز ( القيل والقال ) بين المسؤولين الحزبيين ، لتمس الكرد السوريين وجودا ، وحقوقا ، والحركة القومية - الوطنية السياسية بالصميم ، ترتفع أصوات بين الحين والآخر من أنصار طرفي الاستقطاب ، وتطالب بعدم التساوي بينهما ، ووضعهما في كفة واحدة ، ولكل من هذه الأصوات أسباب ، وحجج ، وشواهد ، وجيهة ، او هزيلة . اعتقد ان أصحاب تلك الأصوات يشكلون جزء من الازمة ، وليس من الحل للسببين التاليين : أولا – الذين يتصدون للازمة الكردية الراهنة ، وضعوا نصب اعينهم الابعاد التاريخية ، والظروف الموضوعية ، ومكامن الخلل ، وهيؤوا الخيار الأمثل ، وأدوات المعالجة من مشاريع برنامجية طويلة المدى – استراتيجية – وخطوات مرحلية من مبادرات انقاذية سريعة استنادا الى مشتركات رئيسية ، وفي كل هذه العملية يتم النظر الى الأحزاب كجزء وليس ككل ، من الحركة الوطنية الكردية الواسعة الشاملة لكل الطبقات الاجتماعية ، والفئات ، والاطياف وفي الوقت ذاته كظاهرة وقتية لن تستمر الى الابد من حيث العدد ، والمواقف ، والسياسات . في حين ان أصحاب الأصوات – المنحازة – ينطلقون من مفهوم الحفاظ على الامر الواقع الحزبي دون تغيير في النهج، والتمسك بمبدأ التفاضل ، وليس تبديل ماهو قائم الا واحيانا التركيز على القشور ، مثل ملاحظات على هذا الشخص او ذاك . ثانيا – لم يعد التصدي النقدي ، والتجديدي الجذري ، للحالة الكردية السورية حكرا على افراد ، أو نخب معينة ، بل تحول الى مطلب شعبي واسع ، عفوي ، يحاول المتصدون لمهام التغيير نقل الارادة الوطنية الصادقة من التمنيات ، والمشاعر النبيلة ، الى وقائع ، وصياغتها في برامج ، ثم استنباط الآليات المناسبة لمواصلة النضال من اجل تحقيق الهدف الرئيسي ، وبدلا من تمترس أصحاب الأصوات – التفاضلية – هنا وهناك ، او التمسك بالقديم ،عليهم المشاركة الفعلية في عملية التجديد من خلال الفكر ، والثقافة ، والابداع النظري ، والأبحاث ، والمقالات النقدية الخلاقة . ثالثا – وفي هذا السياق لااخفي تفاؤلي بما اقرؤه من مقالات ، وبوستات ، او مبادرات ومقترحات ، تدعو او تقترب من الدعوة الى حل ازمة الحركة الكردية ، ولاشك ان النقاش ، والحوار من الضرورات الملحة في هذه المرحلة وذلك من اجل التوصل الى مشتركات ، والانتقال الى صياغة المشاريع البرنامجية لاعادة بناء حركتنا ، وكل ذلك من وظائف النخب الوطنية المناضلة ، والثقافية . عوامل التشابه والاختلاف ، بين أحزاب طرفي الاستقطاب أولا – تتشابه أحزاب الطرفين في الأمور التالية : ١ – الطبيعة اللاديموقراطية داخل التنظيم . ٢ – ادعاء التمثيل الشرعي واحيانا الوحيد للكرد . ٣ – اعتبار الحزب هدفا وليس وسيلة . ٤ – عدم قبول وجود الوطنيين المستقلين الكرد كقوة عددية غالبة . ٥ – التبعية للخارج ، والافتقار الى القرار المستقل . ٦ – اعتبار اتفاق احزاب الطرفين وحدة الكرد . ٧ – رفض إعادة بناء الحركة الكردية السورية بالطريقة المدنية الديموقراطية عبر المؤتمر الكردي السوري . ٨ – عدم الاعتراض على عسكرة المجتمع الكردي السوري . ٩ – قبول الطرفين لسلطة الامر الواقع ، والتفاوض على المحاصصة في ظلها عسكريا ، وماليا ، والاعتراف بالبعض الاخر حسب اتفاقيات أربيل ، ودهوك ، ومبادرة مظلوم عبدي . ثانيا – عوامل الاختلاف : ١ - أحزاب – الانكسي – مع أحزاب أخرى موزعة هنا وهناك تشكل جزء من الحركة الكردية السورية من حيث المنشأ التاريخي وهذا لايعني انها تنتهج الطريق الصحيح الان ، في حين – ب ي د – يشكل فرعا ل – ب ك ك – كحزب من كردستان تركيا . ٢ – ب ي د – كحزب حاكم لسلطة الامر الواقع مسؤول عن الكثير من الممارسات منها جرمية ، حقوقية ، مالية . ٣ – ب ي د يتحمل مسؤولية التعاقد مع النظام منذ بداية الثورة السورية المغدورة في مواجهة الثورة والمعارضة ، واستخدام العنف تجاه المخالفين . ٤ – ب ي د يتحمل مسؤولية مواجهة سياسة شعب إقليم كردستان العراق وقيادته الشرعية المنتخبة ، وتهديد إنجازاته . وأخيرا المقارنة بين هذا الطرف الحزبي وذاك ليست من مهامنا الأساسية ، والمقياس الوحيد لوطنية ، وصدق ، وافضال ، أي كان حزبا او جماعة او فردا هو مدى المساهمة في انقاذ الحركة الكردية السورية ، وتعميق الجانب الفكري الثقافي في نضالها ، والتجاوب مع نداءات الجمهور الكردي من اجل الإنقاذ ، والمصالحة ، وإعادة البناء ، وتوحيد الحركة الكردية ، وانتخاب من يمثلها لانجاز المكاسب القومية ، والوطنية ، واعادة الاعتبار للدور الكردي في المجال الوطني ، والمساهمة الفاعلة في البناء ، والنضال ، وصولا الى سوريا جديدة تعددية ، تشاركية ، ديموقراطية ، وتجديد العلاقات الكردستانية على أسس سليمة ، وقاعدة متينة ، مبنية على مبدأ التنسيق ، والتضامن ، وعدم التدخل في شؤون البعض الاخر .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو إعادة النظر بالعلاقات الكردستانية
-
المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
-
الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
-
تبدلات في طبيعة الصراع الدولي .. تداعيات ، ونتائج
-
قراءة في نظرية - التوريط -
-
في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
-
بحثا عن نظام عالمي عادل
-
التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
-
مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
-
فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
-
التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
-
قراءة أولية في ندوة الدوحة
-
عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
-
مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
-
المصير السوري في ميزان الخارج
-
جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
-
هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
-
توضيح للراي العام
-
فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
-
سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
المزيد.....
-
الرئيس الجزائري: البشرية فقدت أمام معاناة الفلسطينيين في غزة
...
-
شاهد: الاحتفال بمراسم -النار المقدسة- في سبت النور بكنيسة ال
...
-
مجهولون يعتدون على برلماني من حزب شولتس في شرق ألمانيا
-
تصاعد الخلافات في جورجيا بعد طرح مشروع قانون مثير للجدل يرفض
...
-
هاليفي يوجه رسالة للجيش الإسرائيلي من وسط غزة
-
الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثق غارة جوية استهدفت بلدة طير
...
-
مسؤول إسرائيلي: التقارير عن صفقة سيتم الكشف عنها يوم السبت س
...
-
جنرال فرنسي: باريس ليست مستعدة الآن للمشاركة في النزاع الأوك
...
-
تقرير عبري: البرغوثي قد يطلق سراحه إلى غزة ضمن المرحلة الأول
...
-
نشطاء يرشقون بالبيض القيادي اليميني المتطرف الفرنسي إريك زمو
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|