أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - هرولة النقابات نحو طاولة النظام..















المزيد.....

هرولة النقابات نحو طاولة النظام..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 22:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


كم هي طيعة ولطيفة نقاباتنا!! تصمت عندما تُهمش ويتم تجاهلها/إقصاؤها، وتُهرول فرحة عندما يُشار اليها من أجل تأثيث جولات ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي".
المشكل ليس في تلبيتها الدعوة الى "حوار" يوم الخميس المقبل 24 فبراير 2022، بل في قبول الدعوة بدون شروط أو حتى مجرد "عتاب". حصل ذلك مؤخرا مع النقابات القطاعية بحقل التعليم التي لم تلو على شيء يستحق الذكر، غير الوعود والكلام المعسول؛ وها هي المركزيات النقابية تسير على نفس المنوال. الكل يتحدث عن "المأسسة"، وعن توضيح منهجية "الحوار".
فبالنسبة للميلودي موخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، يُسجل أن "الجلسة الأولى من عمر الحكومة ستكون تأسيسية، تُوضح المنهجية وتفاصيل المواعيد اللاحقة"، مُردفا أن النقابة "تذهب بنية صادقة لحوار يفرز تعاقدات".
نلاحظ هنا أن السيد موخاريق ليس في عجلة من أمره، يهمه فقط و"بنية صادقة" عقد صفقاته كما دائما. لتستعر نار الأسعار أو ليشرد العمال أو لتحترق البلاد، "ما دام جلدي سالما، مالي ومال الآخرين"...؟ فمتى كانت "نية" النظام صادقة من خلال مُمثليه، من حكومات أو مؤسسات أخرى، حتى تكون "نية" النقابات صادقة؟
وبدوره يونس فراشين، عضو المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، يُسجل أن "مأسسة الحوار الاجتماعي مسألة ضرورية" وكذلك "الخروج من المزاجية والظرفية وتوفير قانون إطار منظم".
بدون شك، ستُطرح بعض القضايا، مثل "ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية والأجور والضريبة على الدخل..."، إلا أنها لن تكون سوى درا للرماد في العيون. أما الحديث عن المعتقلين السياسيين، فمن "سابع" المستحيلات.. و"البركة" في الجفاف (رب ضارة نافعة) كمشجب لتبرير كل المآسي الراهنة وكستار إضافي لإخفاء النهب الفادح السري والعلني للثروات الوطنية البرية والبحرية والجوية..
إننا مرة أخرى أمام قيادات نقابية بيروقراطية متواطئة ومتخاذلة، قبل "الحوار" وبعده؛ قيادات تبحث كما النظام عن ربح الوقت، قيادات تتوخى الاستفادة من الفتات مقابل خداع الشغيلة ولجمها والزج بها في متاهات لا تنتهي من الشعارات وأشكال الفعل التقليدية والمتجاوزة. والخطير أنها تخلق بقوة الواقع وبمكر عوامل التشرذم النقابي الذي يتجلى في الفئوية القاتلة..
والعيب بالدرجة الأولى فيمن يثق في هذه "الكائنات" المتعاونة طبقيا الى جانب الأحزاب السياسية ويُنفذ أوامرها بحماس، علما أنها تُنافس رموز الباطرونا من خلال مشاريعها وممتلكاتها المكشوفة التي لم يُطرح عليها بعد سُؤال "من أين لك هذا"..
إن العيب فيمن يسكت عن ذبح الديمقراطية الداخلية والجرائم المالية وإجهاض المعارك وتكسيرها..
إن تصريحات القيادات البيروقراطية تتقاطع ببشاعة مع كلمة أخنوش بمناسبة افتتاح أشغال "المنتدى البرلماني الدولي السادس للعدالة الاجتماعية" التي جاء فيها: "وعيا بكل الرهانات، أدعو كرئيس للحكومة المركزيات النقابية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى عقد أول جلسة للحوار الاجتماعي يوم الخميس المقبل، للشروع في التفكير الجدي والمسؤول في كيفية مأسسة الحوار الاجتماعي ليكون عقده ملزما ومنتظما، والاتفاق على ميثاق وطني للحوار الاجتماعي يحدد حقوق وواجبات مختلف الفاعلين ويضع قواعد للهياكل ومؤسسات الحوار وينظم أساليب الاشتغال والتعاون بين مختلف الشركاء الاجتماعيين".
ولكي لا يترك أخنوش أي تأويل مغرض لدعوته/منحته/هبته "الكريمة"، أضاف: "ستنعقد هاته الجلسة للتداول بشأن الأولويات الاجتماعية التي تحظى باهتمام ممثلي الطبقة الشغيلة على مستوى القطاعين الخاص والعام وكذا ممثلي رجال الأعمال سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد".
فكيف ستنسجم اهتمامات "ممثلي الطبقة الشغيلة" واهتمامات "ممثلي رجال الأعمال"؟ الجواب اليقين عند النظام وحواري النظام..
وأكثر من ذلك، فأخنوش يُسقف "طاولته" الذهبية ويؤطرها أمام الملأ ولا يدع مجالا لشعبوية القيادات النقابية الحربائية، عندما عبر عن "يقينه التام بالروح والمرجعية الوطنية الصادقة التي تحكم كل مكونات هذا الحوار، وهي الروح التي تجعل من المصلحة العليا لبلدنا فوق كل اعتبار سيما ونحن أمام تحديات متعددة ومتنوعة، لا سبيل لنا جميعا أمامها إلا التعاضد والتعاون لربح رهاناتها وترسيخ السلم الاجتماعي، وبما يكفل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية كأهم مقومات الدولة الاجتماعية التي أرسى أسسها جلالة الملك".
أخنوش حسم "المعركة" بضربة "مقص" وحتى قبل أن تبدأ. هل هناك ما يُقال بعد تسطيره بالبنط العريض "لا سبيل لنا جميعا أمامها إلا التعاضد والتعاون لربح رهاناتها وترسيخ السلم الاجتماعي"؟
وماذا عن الأحزاب السياسية، اليقظ منها والنائم؟
طبعا، لا حياة لمن تُنادي...
باختصار مفيد وصريح، لا رهان على مسلسلات تعبث بالمشاعر عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي.. إن الكرة في مرمى أصحابها، خاصة والاحتدام الشديد للصراع الطبقي ببلادنا..
إن الحوار الذي يُنتظر منه انتزاع المكاسب وفرض المطالب هو الحوار/التفاوض الذي يأتي بعد النضالات المتواصلة والمعارك القوية، سياسيا ونقابيا، أي الحوار الذي يفرضه الضغط المنظم للشارع الذي تصنعه الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة. أما الحوارات المغشوشة، فقد عودتنا على حلقات ماراطونية لامتصاص الغضب وبالتالي استمرار المعاناة، بل تفاقمها مع التنزيل المحكم للمخططات الطبقية المدمرة.
وسيكون من باب التضليل ربط وقفات يوم الأحد 20 فبراير التي دعت لها "الجبهة الاجتماعية المغربية" والتي مر جلها تحت الحراسة "الآمنة" وتوثيق بعض فعالياتها بواسطة طائرات "درون" (وقفة الرباط)، كآلية ضغط، بدعوة أخنوش رئيس الحكومة الى "عقد أول جلسة للحوار الاجتماعي يوم الخميس المقبل".
وفي سياق الحديث المؤلم (الحديث ذي شجون) عن الجبهات، ما هو موقف الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع بمناسبة حضور وزيرة الاقتصاد للكيان الصهيوني بالمغرب وتوقيع "اتفاق تعاون اقتصادي يسعى للرفع من التبادل التجاري" وزيارتها لمصنع صهيوني خاص بصناعة ملابس السباحة بالرباط (المصنع منذ 2008)؟
أكرر، إن الكرة في مرمى أصحابها الحقيقيين، خاصة والاحتدام الشديد للصراع الطبقي ببلادنا..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى 11 لانتفاضة 20 فبراير: محاولات الطمس..
- تخليد ذكرى انتفاضة 20 فبراير أم ذكرى حركة 20 فبراير...؟
- مصطفى معهود: معركة مفتوحة حتى انتزاع حقوقه المشروعة..
- المسكوت عنه..!!
- شمبانزي CHIMPANZE
- محنة الشهيد بلهواري قبل اعتقاله..
- الكوكب المراكشي..
- تأمل البحر جيدا..
- -الرفاق- تائهون..
- شعارات ضعيفة في محطة قوية.. هل نُناهض التطبيع حقا؟
- الشهيدة سعيدة: هل بقي ما نقول للشهداء أو عنهم..؟
- شكر على التكريم والاحتفاء..
- هدية بنموسى للنقابات التعليمية
- إننا نُكرر أخطاء الماضي ببشاعة..!!
- النقابات التعليمية تعانق الوهم..
- هل الشهداء -فرحانين- حقا؟
- نقد ذاتي
- معتقل سياسي سابق ومحنة التقاعد المُجحف..
- سوق الخميس بمراكش.. تُحف نادرة
- أمي (قيد حياتها) بين جناحين دافئين..


المزيد.....




- في حصيلة غير مسبوقة.. اعتقال 2200 مؤيد لغزة من الطلاب والعام ...
- وزير الدفاع الأمريكي يكشف حقيقة وجود تهديدات من حماس للقوات ...
- زيادة 850 ألف دينار!.. “وزارة المالية” تُعلن تعديل مفاجئ في ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1795 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- بشرى بمناسبة عيد العمال العالمي.. زيادة رواتب المتقاعدين في ...
- بالوثيقة الرسمية.. “وزارة التربية” توجه تحذير عاجل لمصرف الر ...
- -الحريديم- يغلقون شارعا في تل أبيب احتجاجا على قانون التجنيد ...
- جدول العطل الرسمية في العراق 2024 بالتاريخ للطلبة والموظفين ...
- طلاب جامعة الكوفة في وقفة احتجاجية تنديدا بالعدوان على غزة + ...
- مصر.. منع -بلوغر- شهير من دخول نقابة الصحفيين بسبب أطباق كشر ...


المزيد.....

- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - هرولة النقابات نحو طاولة النظام..