أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - محمد عبد الوهاب ... شباب دائم














المزيد.....

محمد عبد الوهاب ... شباب دائم


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 2 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


الكتابة عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ليست سهلة على الإطلاق. مبعث الصعوبة فيها تطرف الآراء بشأنه حماسة وأستهانة. لكننا يجب أن نقر أولا وقبل كل شيء أن لقب موسيقار الأجيال الذي حازه، لا يتصل فقط بعمره المديد، بل بتجدده المستمر مع كل جيل. فعبدالوهاب لحنيا له أكثر من مئة وجه ووجه. وأنسانيا يمكن أعتباره مثلا لقدرة الأنسان، فنانا وغير فنان، على الأغناء المستمر لجوهره، قد لا يتمكن كل أنسان من استنهاض مثل هذه القدرة، لكنها كإمكانية موجودة وكامنة في كل أنسان، يرتبط تفعيلها لديه بشروط ذاتية وموضوعيه.

في قرية بني عباس في محافظة الشرقية، أو حي باب الشعرية الشعبي في القاهرة ولد مطلع القرن العشرين محمد عبدالوهاب، وهو أسمه الأول، وليس أسمه ولقبه، وتلقى في طفولته وصباه ــ كما تلقت أم كلثوم ــ تعليما دينيا، وأرتدى الزي الأزهري، الجبة والعمامة. وتخلى عنهما في مطلع شبابه لصالح الطربوش الذي تخلى عنه لاحقا، في مجرى إنغماره، في مسيرة فنية مجيدة، تتالت مراحلها كان يكتسي في كل منها وجها جديدا، يثري فنه شكلا ومضمونا.

لم يكن لعبدالوهاب مبدأ ثابت على صعيد الموقف الإجتماعي ـ السياسي، وكما كان يتغير لحنيا، كان يتكيف إجتماعيا وسياسيا مع كل التحولات الأجتماعية ــ السياسية في بلده، وحتى في البلدان لأخرى. غنى لملوك مصر، ولملوك بلدان عربية أخرى، وأتاح له ذلك التكيف الإضطراري، أن يتجنب ردود فعل سياسية تعيق نهر إبداعه الفني الدفاق.

غير أن هذا لا يعني أنه لم يتعرض للإساءة و التنديد من جانب جهات خارج السلطة، في بلده مصر، ومن جهات سلطوية خارج مصر. داخليا تحركت مؤسسة الأزهر ضد لحنه لقصيدة أيليا أبي ماضي، (( لست أدري )) التي غناها عبدالحليم حافظ في فيلم الخطايا، أستنادا الى الرؤية الدينية التي تؤكد (( أن الله خالق الوجود والأنسان، وإليه المصير))، وهي رؤسة تتعارض مع التساؤلات الفلسفية التي أثارتها القصيدة. وثارت إعتراضات مماثلة على أخر ألحانة وهي أغنية (( من غير ليه )) التي غناها عبدالوهاب بنفسه، والتي أنتقل فيها من التساؤل عن مغزى وجود الأنسان الى تأكيد جهلنا لمغزى ذلك الوجود (( جايين الدنيا ما ننعرف ليه )).

أما خارج مصر فقد منع بث أعمال عبدالوهاب لفترة ما، من قبل سلطة البعث في العراق، على خلفية، أعداده لأغنية سيد درويش (( بلادي لك حبي وفؤادي )) كنشيد وطني لمصر، بدلا من النشيد الوطني الذي كان معتمدا منذ حقبة عبدالناصر، والذي كان مبنيا على أغنية (( والله زمن يا سلاحي ))، وكانت السلطة البعثية قد تينت النشيد الوطني، نشيدا وطنيا للعراق. ورأت في تخلي سلطة السادات عنه تخليا عن السلاح وعن المواجهة مع إسرائيل بالسلاح.

وفيما كانت الجماهير تحتفي بابداعات عبد الوهاب، كان البعض يتصيد عن ما يعتبره عمليات سطو من جانب موسيقار الأجيال على ألحان شرقية وعالمية يرون أنه قام بها ودمجها في ألحانه. والواقع أنه وإن كان قد قام بمثل تلك العمليات، فأنها لم تشكل أبدا، شيئا ذا بال في ما أنجز من أعمال لا حصر لها، ولا تضاهيها إبداعات أي مبدع آخر من حيث الكم والقيمة الفنية. وأذا شبهنا الموسيقى العربية المعاصرة بالجسد الأنساني، فأن ذلك الجسد سيكون أعرجا ومشوها، دون إبداعات عبدالوهاب.

أعظم ما في عبدالوهاب أنه لم يكرر نفسه لحنيا، وإذا كنا حين نستمع الى لحن شرقي أصيل نقول أن هذا لحن رياض السنباظي، أو لحن شرقي مطور ونقول هذا لحن محمد الموجي، فأن ألحان عبدالوهاب كانت تفاجئنا باختلاف مراحلها، وباختلافها عن بعضها في المرحلة الواحدة ذاتها. وهو من فتح أبواب الموسيقى التعبيرية في الغناء، بأغنية ((ساكن قصادي )) التي لحنها لنجاة الصغيرة.

وفاجئنا عبدالوهاب بابتعاده التام عن التزمت الفني، وبإدخال آلات موسيقية غربية في موسيقاه، كان عبدالوهب يلتقط بكل ذكاء أشارات التطور والتحول في الذائقة الموسيقية الشعبية وينسجم معها، ويهذبها ويثريها، ويفاجي الملحنين الشباب بأنه أكثر شبابا منهم وهو في الستينات والسبعينات والثمانينات من عمره.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوكرانيا ومخاطر الغزو الروسي المزعوم
- 25 يناير 2011 باختصار
- الملوك على دين شعوبهم
- المشترك بين التجربتين الناصرية والقاسمية
- بين التيار والإطار
- أمريكا ومستقبل الديمقراطية في العالم
- من سرخس الى سرخس
- دور العامل الطبقي في تشوه الفكر القومي العربي
- لماذا يتعين علينا أن نكره لغتنا؟
- هل من جدوى لدعوات تجديد الخطاب الديني؟
- كاسترو ..حقائق غائبة!
- القرآنيون والإصلاح الديني
- العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة
- عوذة .. عوذة .. عوذة (*)
- أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!
- حول الحق في مناقشة العقائد والمقدسات
- هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟
- قداسة زائفة
- نحنا وذياب الغابات ربينا
- حين يصنف كل انتقاد لإسرائيل كمعاداة للسامية


المزيد.....




- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - محمد عبد الوهاب ... شباب دائم