أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية














المزيد.....

بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
ماتت الطفلة الفلسطينية ، الغزية " عائشة اللولو " خبر عادي ، فكل يوم يطارد الموت الأطفال الفلسطينيين، وأسماء الشهداء الأطفال وصورهم التي تعطرت بالدموع سرعان ما هجرت اللافتات والأوراق المثقلة بنواح الأمهات ، واكتفت بالوقوف إلى جانب الشهداء الآباء في مخازن الأيام، نعرف أن أيام المواطن الفلسطيني أصبحت ثرثارة ، حيث يعاد يومياً وصف الدم والرصاص والاهانات وإقامة المستوطنات وقلع أشجار الزيتون واستباحة البيوت والشوارع وعربدة الجيش والمستوطنين، وأصبح ارتداء النظارات السوداء من الأمور المتوفق عليها، لأن رؤية الحقيقة سيهز خصر السلام الراقص في بارات العهر العربية والدولية .
أما الطفلة " عائشة اللولو " خمس سنوات ، فحكايتها تختصر حكاية الذئب مع ليلى ، فبعد عدة فحوصات تبين أن الطفلة " عائشة " مصابة بورم في الدماغ، وقد تنقلت في عدة مستشفيات في غزة ، وقد تبين أن المستشفيات في غزة تفتقر للمستلزمات الطبية.
وبعد محاولات إنسانية قدمت " عائشة " إلى القدس ورقدت في احد المستشفيات ، لكن أثناء وجودها في مدينة القدس منع الاحتلال والدة الطفلة من مرافقتها أو والدها أو أحد أقاربها ، وأجريت لها عملية جراحية، و بقيت الطفلة في المستشفى تنادي والدتها حتى دخلت في الغيبوبة ، وماتت وحيدة، وتم نقل جثمانها إلى غزة . – وأكد كل من حضر وفاتها أنها ماتت وهي تبكي تريد والدتها .
تخيلوا لو عائشة طفلة يهودية في إحدى الدول الأوروبية، وتعاملوا معها بهذا الأسلوب كيف كان العالم سيرد، بطبع سيخرج العالم قلبه الحنون الدافىء، ويفرشه سجادة أمام وسائل الاعلام ، ويبدأ بالبكاء والصراخ على الطفولة المهانة، أما الديناصور العاطفي الاحتلالي الإسرائيلي فسيرتدي عباءة اللطم ويبدأ بالغارات اللفظية والكلامية ضد الفلسطينيين في جميع القنوات والفضائيات التي ستدخل الدورة الدموية لكل مشاهد، والذي سيفك شيفرة الاحتلال ويقوم بإضافة اسمه عليها، مؤيداً لسوطها وعذوبة استيطانها .
هل تذكرون في عام 2001 في الانتفاضة الثانية، حين قُتلت في الخليل الرضيعة " شالهفيت باس" التي كانت تبلغ من العمر 10 أشهر، وكيف قامت قيامة الجمهور الإسرائيلي، وأخذ يتساءل بغضب " كيف تم قتل طفلة" واتهم القناص الفلسطيني بأنه قتلها بشكل متعمد ، وأصبحت " شالهفيت" الطفلة الضحية البريئة للعنف – حسب الصحف العالمية – وآنذاك طالب شارون اليهود المستوطنين في الخليل باحتلال حي أبو سنينة ، وقد أخذت تردد عائلة الطفلة أن الطفلة لن تدفن حتى يحتل الجيش الحي .
وبقيت تفتش السلطات الإسرائيلية على القناص حتى اعتقلته عام 2004 ويدعى " محمود عمر " وقد حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة . عدا عن القضاة الذين أصدروا الحكم، وقد كتبوا أن القاتل حكم بالإعدام على الطفلة والصورة محفورة في أذهاننا ولا تعطي السلام لأرواحنا . ونعرف أن والد الطفلة انضم لاحقاً إلى جماعة إرهابية يهودية خططت لتفجير مدرسة فلسطينية للفتيات في مدينة القدس وتم القبض عليه بتهمة حيازة كمية من المتفجرات ، وقضى عقوبة بالسجن لمدة عامين .
أما الصحف العالمية فقد نشرت قصة الطفلة اليهودية التي قتلت في الضفة الغربية ، وفي كتاب " عذاب الأرض الموعودة انتقد " جوشوا ليفي " الوكالة اليهودية التي قللت من أهمية قتل الطفلة " شالهفيت " .وقد تمت كتابة أغنية لذكراها غناها " ابراهام فرايد" في حفل موسيقى في الخليل وقد وضع عمدة لندن آنذاك صورة " شالهفيت " على مكتبه .
كانت ستي تردد المثل الشعبي " اثنين ما حدا يدري فيهم " موت الفقير وتعريص الغني " وإسرائيل الغني ... وتبقى حكاية الطفل الفلسطيني، الحكاية الاستثنائية في عالم الاحتلال .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع


المزيد.....




- 13 ألف صورة جنسية.. جريمة -ذكاء اصطناعي- أمام التحقيقات الفي ...
- توقيف جنرال روسي بتهمة -الاحتيال- بعد انتقاده العمليات في أو ...
- مصرع 9 وإصابة 9 آخرين في حادثة سقوط حافلة ركاب بنهر النيل ب ...
- أردوغان: يجب وضع حد لسياسة الإبادة الجماعية التي يتبعها نتني ...
- مراسل RT: العراق يعلن سريان تقليص الأجواء المخصصة للطيران ال ...
- الدفاع الروسية تعرض مشاهد للتدريبات على استخدام الأسلحة النو ...
- -أنصار الله- تدعو قيادة التحالف لـ-تصفير الأزمات والصراعات ك ...
- من المسافة صفر.. -سرايا القدس- تفجر جرافة عسكرية إسرائيلية أ ...
- توسك يطلب أموالا أوروبية لتحصين الحدود الشرقية لبولندا وينفي ...
- القضاء البريطاني يرفض طلب الأمير هاري بإضافة تهم أخرى لدعواه ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية