أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد أولاد الصغير - في حالك الظلمة...














المزيد.....

في حالك الظلمة...


سعيد أولاد الصغير
كاتب من المغرب

(Said Ouladsghir)


الحوار المتمدن-العدد: 6785 - 2021 / 1 / 11 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


في حالك الظلمة بقرية نائية... تساقط الثّلج وجرف السّيل البيت والحلم. فُقِدت الأم وعمَّ الحزن... انتصبت خيمة عزاء جنب البيت... فباتت مسكن الأسرة الدائم... بكت ليلى على أمّها بكاء الضّرير... احترقت أشواقها... واعتصر الألم قلبها الصّغير... ما أشدّ وطـأة الفراق على صبيّة أضحت في هذا الكون سفينة بلا شراع...! ما أن خفّ الألم قليلا، حتّى حملت كِسرة تفكيرها... عازمة على استئناف دراستها... صحيح، هي لا تركب المزلج... ومذياعهم فقد صوته، وسلَّمهم لا درج له... لكنها لا تعرف نصف الحلم؛ هي تريد بإصرار شديد أن تصعد يوماً المصعد... في منتصف الطريق سمعت نبض أعماقها ينادي: أمّـاه، أمّـاه... رفعت رأسها فرأت روح أمّها تجوب السّماء، عثرت... فتناثرت رجالاً... جمعت حدودها ورتّبت وجودها... ثم واصلت سيرها بثبات، نحو مدرسة الأوس والخزرج المختلطة... لمّا وصلت، وقفت في الصّفّ منهكة القوى، خلف زمن متخلّف...، في الفصل، جلست ترتّب أفكارها المبتلّة وهي ترتجف... وما أن همست لها صديقتها بعنوان النّص القرائي الجديد"علاء الدين والمصباح السحري" حتّى شعرت بجدران الفصل تضيق؛ ضمّت يديها على صدرها ووضعت رأسها فوق الطّاولة وشردت... اقترب منها المعلّم وعيناه تبرقان. مسح على شعرها، ثمّ رفع كتفها الأيمن النّحيف وأخبرها بما حدث في مجلس الشّعب البارحة. حيث قُرأت الفاتحة على روح أمِّها الطاهرة. وبعد نقاش طويل وصهيل ولغط وغضب... هل يحقّ، أو لا يحقّ، ومَن يستحقّ، من ليس له الحقّ،... تقرّر حذف درس "علاء الدّين والمصباح السّحري"، نهائيا من المقرر... وشكلت لجان بحث وتقص... لمعرفة من فضح المعنى، وأخرج المارد من المصباح...!؟ ومن أتى بالسيل وأسقط الثلج في حالك الظلمة... وهلك الأمّ والأمّة... وكيف صار علاء الدّين تميمة الجسد من الحسد... وكيف نما الظلم... ونام الكنز في حضن المجهول... وماتت لقمة العيش في سلّة المسئول...
ليتقرّر في الأخير درس جديد عن "النظام الشّمسي"... دون أن تفقه الصّبيّة المسكينة من جعل شمس منظومتها دائمة الانعطاف... ولِما يلتئم النوّاب في المجلس كالخراف، فينددون ويشجبون ويستنكرون... فيختلفون على الاختلاف.



#سعيد_أولاد_الصغير (هاشتاغ)       Said_Ouladsghir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيّد الكلام...!
- بين ألمي وأملي..
- بُرعم الأمل..
- قصدٌ وقصائد..
- كأنّك ثري..
- ابن النّسب وسليل الأدب
- وجعُ السّطر السّابع
- ْحِـبـرٌ مُغـمّـس في مَـسخـرة
- همس أبي
- ثمن تلميع صورتي
- حذاء أمّي
- ضرب زيد عمراَ
- قصور وقصور
- صبر وسلوان
- زكام في ضريح مجهول


المزيد.....




- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد أولاد الصغير - في حالك الظلمة...