أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الهوا - عصر الربوتات الإنسانية














المزيد.....

عصر الربوتات الإنسانية


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع غير المسبوق في انتخابات الرئاسة الاميركية القريبة، الذي وصل إلى حدود تأييد الفوضى في شوارع بعض عواصم الولايات، وتبرير التدمير الممنهج والاعتداء على البنايات الفيدرالية طلباً للعدالة (؟!)، والمطالبة بإلغاء جهاز الشرطة حتى بواسطة بعض أعضاء الكونغرس، يبدو ظاهرياً أنه بين رئيس جُيشت كل وسائل الإعلام الاميركية والعالمية لتفشيله وتحطيم صورته، ومرشح تؤكد سلوكياته وعدة مصادر أنه يعيش بداية مرض الزهامير ويمثل تدهور حزبه فكرياً، لكنه يناسب التصريح الغريب الذي صدر في ميشيغان في العاشر من أيلول الجاري "إذا أردتم أن يحكم باراك حسين أوباما مرة ثانية انتخبوا بادين". هكذا قال حرفياً حسين أوباما. فما هو الجانب غير المرئي في هذا الصراع الانتخابي العنيف لفظاً وأفعالا؟
تؤكد كل مظاهر بؤر الصراع في العالم أن هناك حرب عالمية يتجنب الجميع حدوثها، لأن الخراب الذي سيأتي بعدها أعظم بكثير من فوائدها الاقتصادية وتشكيل العالم وفق خريطة جديدة، وأعتقد أن أردوغان قد يكون فتيل اشتعال هذه الحرب العالمية التي ستكون بالوكالة، وليس بين أطراف النزاع الأساسيين لتجنب وقوع كوارث نووية، لأن نقض المعاهدات، وافتعال المشاكل مع الجيران، ومحاولة إحياء إمبراطورية ماتت، والتبجح بحقوق تركيا في الموصل وليبيا وسوريا لأنهل كانت من أوقاف السلطان العثمنلي، ولغة البلطجة السياسية والدينية لقارة أوروبا، كلها مظاهر أردوغانية تشبه ما فعله أدولف هتلر تماماً، وتغاضت عنه بريطانيا أكبر إمبراطورية آنذاك، لأن هدفها كان هزيمة الاتحاد السوفياتي بواسطة هتلر، لكن رياح الحرب أتت بما لا تشتهيه نوايا لندن، فجلس يوسف ستالين مع الحلفاء في يالطا رغما عنهم، وخسر تشرشل انتخابات ما بعد الحرب مباشرة رغم ربحها، لكنهم سرعان ما اعتبروا ستالين عدوا بعد نهاية الحرب العالمية.
صورة الصراع العالمي لتشكيل العالم تغيرت الآن، فأمراء المال في "مؤتمر دافوس" يريدون إعادة تشكيل reset العالم اقتصاديا وثقافيا على قياس مصالحهم المالية، التي تتوافق حتى مع اقتصاد البابا فرنسيس The economy of Francesco ، ويحاول كل الرؤساء المؤثرين في العالم ركوب هذا القطار المستقبلي الذي سيقوم على تقليص عدد سكان العالم (قد يكون كوفيد 19 مجرد تجربة ستعقبها تجارب أخرى) و تقليص استخدام الصناعة في الاقتصاد وتحديدها في بعض الدول فقط، وتدمير الدول القومية، وتشكيل حكومة عالمية تحكمها المصارف وسوق المال.
يبدو أن الجميع متفقون على إعادة هيكلة العالم مرة ثانية، ما عدا سيد الكرملين بموقفه المبهم بسبب دروس تقويض دولته التي تعلمها من التاريخ، والرئيس ترامب صاحب الموقف الواضح، لأن أميركا ستفقد دورها وكيانها في هذه الخلطة العجيبة، التي هدفها حياة ونجاح الشركات، وتدمير الدول والثقافات وخلق عصر الربوتات الإنسانية، التي تراقبها وتحكمها وتوجهها التقنية الصينية العالية.
لكن ما هو الدور الذي سيلعبه المتشددون المسلمون الذين يسيّرون أكثر من مليار مسلم في إعادة هيكلة العالم؟
رغم عدم وجود أمير مسلم متمول قوي، بشكل علني على الأقل، بين أمراء مال "مؤتمر دافوس"، إلا أن دور التشدد الإسلامي مهم جدا في تدمير الدول القومية، وهو الامر الوحيد الذي يفسر عدم تصدي الدول الأوروبية بحزم لهم.
دور أمراء التشدد الإسلامي الفعلي، وليس ما يدور في رؤوسهم، هو كونهم مجرد موظفين يمهدون أكثر من مليار نسمة معظمهم أميين ثقافيين لخريطة طريق جديدة، فلديهم القوة العقائدية الأخطر والأكثر فعالية لتدمير القوميات والدول، وحسين أوباما أُختير منذ أكثر من عقدين للعب هذا الدور في أميركا والشرق الاوسط (الربيع العربي بأدوات السوشيال ميديا وليس الثورات العسكرية)، وكل ما فعله وهو رئيس لزرع بذور تدمير القومية الاميركية متعددة الثقافات، باستعادة أحقاد وبدايات تاريخ الأقليات المهاجرة إلى أميركا، التي كان لابد لها أن تعمل في الاشغال المتواضعة لأنها لا تملك اللغة ولا المهارات ولا المال لتكون مؤثرة منذ قرنين.
كل هذه الامور بدأت تنطمر مع تطور المجتمع الاميركي وظهور الحقوق المدنية وبدء حصول أحفاد هذه الأقليات على مناصب قيادية وامتلاكهم أسهما في الصناعات كافة ومناصب في الوزارات والجيش، لدرجة وصول مسلم من أصول كينية حكم أميركا لمدة ثمانية سنوات، لكن باراك حسين اوباما ومن يقف خلفه من قوة عالمية وداخلية أميركية، يستغلون الماضي لسحب الثقة من ترامب الذي يقف بدون أي مواربة ضد عصر الربوتات الإنسانية وتدمير الدول القومية.
صراع الانتخابات الاميركية يعكس بشكل ما صراعاً عالمياً على تغيير وجه مجتمعات العالم. والرئيس ترامب فعل ثلاثة أشياء خطرة جدا ضد هذا التوجه: رفضه الفكرة علانية في دافوس وتمسكه بأميركا كقوة رأسمالية ذات كيان منفرد لا يذوب، ومحاربة التشدد الاسلامي فعليا وليس من على المنابر، وتمسكه بالاقتصاد الصناعي على حساب اقتصاد أسواق المال والشركات الافتراضية كقوة لأميركا.
من المرجح بشكل كبير جداً أن يخسر حسين/جو الانتخابات في تشرين الثاني القادم، فترامب ومن يقف ورائه لا يُستهان بهم، وقد توسعت قاعدته الشعبية بواسطة جهازّي الشرطة والقضاء الذين يعتبروه "مرشح النظام والقانون"، والتدمير الممنهج الذي يحدث في بعض الولايات الاميركية سينعكس سلباً على مسيرة حسين/جو، علاوة على تفاهة اللاعبين الأساسيين في الحزب الديمقراطي وعدم وجود كاريزما، ولا أحد يعرف ما المفاجأة التي سيطلقها ترامب والذين يقفون معه داخلياً وعالمياً قبل الانتخابات.
الاسئلة عن سبب اهتمام دول العالم بنتائج الانتخابات الاميركية، ودعم حسين/جو علانية، وعمل بعض الجهات والرؤساء ومعظم وسائل الاعلام على تشويه سمعة ترامب واتهامه بالعنصرية تثبت بما لا شك فيه أن الانتخابات الاميركية لم تعد شأناً داخليا هذه المرة.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو ربح أوباما ولاية ثالثة
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟ (2)
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟
- الغرب يحتضر على مشنقة الحرية
- أين لجنة حوار الاديان؟
- تجارة الكبتاغون حلال والخمور حرام
- القيادة من الخلف تحاول اسقاط ترامب (2)
- القيادة من الخلف تحاول إسقاط ترامب
- محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية
- حقوق الانسان وعقوبات الله
- محاكمة الأسد وبراءة داعش
- حصان حسين أوباما الطروادي
- سياسيون وعلماء وفتاوى
- فشل أيديولوجية القرآن المدني
- ماكرون أبصر وميركل تفضّل التعامي
- مجدي يعقوب ليس بحاجة لجنّةٍ عنصرية
- نانسي بيلوسي وأخوتها ينعون سليماني
- تعقيب على المرأة في التراث الاسلامي لمجدي خليل
- لماذا لم يقطعوا يد عمر البشير؟
- بول البعير وبول الشيطان


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الهوا - عصر الربوتات الإنسانية