أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية















المزيد.....

محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 09:53
المحور: كتابات ساخرة
    


موضوع المقال في منتهى الجدية لكني سأكتبه في قالب فكاهي وبكلمات سوقية أحياناً، لأنه ينتمي إلى كوميديا سوداء سوقية، تريد تزوير الحقائق وفرض أفكاره عن طريق إستحمار الآخرين.
في ميديا ترحّب وتنشر التغابي لاستغفال الناس بإسم حقوق الانسان والأقليات المهمشة، قارنت مريم خان في مقال لها بين البرقع وقناع الوجه الواقي من فيروس كوفيد19 في فرنسا في موقع "أي"، وكانت مقارنتها نموذجاً كاملاً لمحامي الشيطان الذي لا يسعى للوصول للعدل، بل إلى ثغرة يلّفق منها مسرحية لربح قضية.
الفصل الأول
استهلت محامية الشيطان فصل مسرحيتها الأول بالقول "أنه من خلال فرضها أقنعة الوجه بينما يظل البرقع محظورا، تُظهر فرنسا كيف يوّجه "الإسلاموفوبيا" السياسة"، وذكرت وقائع يستحيل تجاوزها "إنه مع وفاة أكثر من 26000 شخص بسبب فيروس كورونا، فرضت فرنسا ارتداء أقنعة وسوف تخلق آثار ما بعد كوفيد 19 عالما جديدا تماما، لكن هذه الآثار ستتحدى أيضا السوابق القانونية التي فُرضت من قبل على الناس، وخاصة المجموعات المهمشة".
يعني بالعربي الفصيح تعتبر مريم 8 مليون مسلم مهمشين في فرنسا. وما قالته يعبّر تماما عن عدم المرؤة لدى محامي الشيطان.
ثم بدأت اتهاماتها "فرنسا كانت أول دولة أوروبية تطبق حظرا على ارتداء البرقع عام 2010، ثم فرضت قيودا إضافية على الحجاب في المدارس والعديد من الأماكن العامة، و"في ظل الإسلاموفوبيا الذي تفرضه الدولة والتحيز والتعصب، قادت فرنسا الطريق أمام العديد من البلدان في أوروبا بما في ذلك النمسا وبلجيكا وبلغاريا والدنمارك وهولندا لفرض قيود على النساء المسلمات وكيفية ارتداء ملابسهن".
ثم أحالت مريم قارىء مسرحيتها إلى دراسة للبرلمان الفرنسي أجريت عام 2010 أيضا، وخلصت إلى أن "لإخفاء الوجه في الأماكن العامة أثره وهو تحطيم العلاقات الاجتماعية"، ثم مضت الدراسة لتربط بين تغطية الوجه وعدم الرغبة في الاندماج في المجتمع الفرنسي".
الفصل الثاني
نقلت مريم القارىء إلى الفصل الثاني فأشارت "إلى أنه رغم هذه الدراسة و عندما تصبح أقنعة الوجه إلزامية، نرى الآن أن تغطية الوجه أمر يتعلق بالسياق والفرد"، و"اختلط السياق الذي اُنشيء حول النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بقضايا تتعلق بالأمن والعلمانية والاندماج، وكيف أن البرقع فرض القمع المفترض أنه يمارس على النساء المسلمات، بغض النظر عن أن هذا الزي هو اختيارهن".
ثم قالت بتعميم مدهش: "مُنعت المسلمات من حرية ارتداء ما يرغبن، ولم تكن تلك مجرد حملة ضد اختيارهن للملابس، بل كانت أيضا جهدا مستمرا على مدى السنوات العشر الماضية لمحاولة إهانة ما تنتمي إليه النساء وما يرى الآخرون أنهن يؤمن به".
سوّقت مريم استياءها من النتيجة بتلفيق مثير وهو أن "العديد من المسلمات واجهن وصمة عار اجتماعية، ومزيدا من العزلة الاجتماعية، وحتى هجمات معادية للإسلام من جانب أولئك الذين يشعرون بالتجرؤ، بموجب القانون، على نبذ المسلمات".
رغم أن البرقع لم يرد في القرآن، وما ورد كان الحجاب ولا علاقة له بالإيمان بل بزيارة الغرباء لمحمد وذهاب زوجاته إلى بيت الخلاء ليلا وخوف عمر بن الخطاب من تلصص الناس عليهم، ولولاه ولولا تلصصه هو شخصياً على سودة زوجة النبي وهي تذهب إلى بيت الخلاء ليلا ومناداته لها :عرفناك ياسودة، لما نزلت آية الحجاب، لكن كل شيء مقدر في اللوح المحفوظ.
ما في مشكلة لكن، من أين أتت كاتبة المسرحية بكلمات :عزلة اجتماعية ووصمة عار ونبذ المسلمات؟ والتجرؤ بالقانون، والهجمات الإرهابية التي واجهت المرأة المسلمة في فرنسا؟ من قاموس مدرسة إثارة الرأي العام المسلم الذي لم يقرأ كتابا في التراث لكن التعصب أعماه، ولم يشتر مجلدات البخاري ليضعها كديكور في منزله، لكنه يتهم أي إنسان يشكك فيه بعداء الاسلام!!
الفصل الثالث
كان أحد شخوص الفصل الثالث (لزوم حبكة المسرحية الفرنسية) هو المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش، كينيث روث، الذي لم ينبس ببنت شفة (عجبتكم بنت شفة؟ إذا ما عجبتكم مستعد تغييرها إلى بنت هيفاء وهبه) عن الشهيد أبو بكر البغدادي ولا النساء اللاتي تسبب في عزلتهن أو ترملهن أن اغتصابهن أو رجمهن، فيبدو أن هذه الامور تقع في بند حقوق الكفار الطبيعية.
شو عليهن نسوان الإيزيديات إذا إغتصبوهن أو باعوهن كعبيد أو جعلوهن جوائز مسابقات رمضان للصائمين؟ موهيك؟ هني كفّار على كل حال وبيستاهلوا.
قال كينيث روث لا فض فوه (إنشالله عجبتكم لا فض فوه وما فيني غيرها لشي تاني منشان الآداب العامة) على تويتر: "هل يمكن أن تكون كراهية الإسلام أكثر وضوحا من ذلك؟ الحكومة الفرنسية تفرض الأقنعة لكنها ما زالت تحظر البرقع. يبدو أن القلق بشأن الاندماج والأمن قد اختفى وسط وباء كوفيد 19".
تلقفت مؤلفة المسرحية أطال الله عمرها هذه التغريدة وردت بأفضل منها في مسرحيتها: "هذا التشريع هو الذي أظهر أن حظر البرقع واستهداف المسلمات وكيفية ستر أجسادهن قد تم تأسيسه دائما في ظل التمييز. لا بأس إذا كان جميع الفرنسيين يغطون وجوههم الآن طالما أنهم يفعلون ذلك لفرنسا وليس الإسلام".
وأنهت الكاتبة مسرحيتها بموعظة حسنة تحريضية: "بينما ننشئ حياة طبيعية جديدة بعد كوفيد، أعتقد أن كراهية الإسلام والتمييز اللذين تواجههما المرأة المسلمة سيستمران حتى في مواجهة النفاق الصارخ. هذا فقط لأن أولئك الذين يختارون اضطهاد المرأة المسلمة سيظلون في السلطة، حتى في هذا العالم الجديد والحياة الطبيعية الجديدة، اللذين يتعين علينا جميعا إلى التعايش معها".
أفكار تبحث عن كاتب مسرحي
ما العلاقة بين لبس الأقنعة لوقاية الناس من انتشار وباء، وإرتداء البرقع لتنفيذ عمليات استشهادية، أو استعماله كبطاقة عضوية إلى مجتمع يدعو علانية للإنفصال عن الجمهورية الفرنسية؟ ولماذا يحق لدول إسلامية منع البرقع لأسباب أمنية بينما يهاجم الخواجه كينيث روث فرنسا للسبب نفسه؟ لماذا تهاجر المرأة المسلمة دار الإسلام إلى دار حرب تعلم مُسبقاً أن النساء فيها سافرات؟ لماذا كان المسلم حتى منتصف القرن الماضي يذهب إلى الغرب ويعود مبهورا، بينما اليوم يكفّر الغرب الذي أواه من تخلف بلاده أو حروبها الأهلية أو عدم احترام إنسانية الفرد فيها؟

للموضوع مسرحية أخرى



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان وعقوبات الله
- محاكمة الأسد وبراءة داعش
- حصان حسين أوباما الطروادي
- سياسيون وعلماء وفتاوى
- فشل أيديولوجية القرآن المدني
- ماكرون أبصر وميركل تفضّل التعامي
- مجدي يعقوب ليس بحاجة لجنّةٍ عنصرية
- نانسي بيلوسي وأخوتها ينعون سليماني
- تعقيب على المرأة في التراث الاسلامي لمجدي خليل
- لماذا لم يقطعوا يد عمر البشير؟
- بول البعير وبول الشيطان
- الشيوخ السلاطين وشيوخ مجلس النواب الاميركي
- إن جاء القرشي أو انتحر البغدادي


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية