أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق الهوا - لماذا لم يقطعوا يد عمر البشير؟














المزيد.....

لماذا لم يقطعوا يد عمر البشير؟


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 05:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مظاهر ازدواجية شروط الانتساب لحزب أو جماعة، تطبيق عقابها على الضعفاء منهم، ومن المفترض عدم وجود هذه الازدواجية في الدين أو العقيدة، لكن هذا ما حدث ولم يزل في الادبيات الابراهيمية كافة حتى الفرع الاسلامي منها، إذ طبّق المسلمون الحدود كافة على المنتمي العادي ولم يطبقوها على الخلفاء أو القادة الكبار.
على سبيل المثال، تبرأ الرسول من خالد بن الوليد عندما قتل مسلمين، وتم عزل ولاة سرقوا ولم تُقطع أياديهم، ولم تُرجم أي امرأة زنى خليفة بها رغم تاريخ بعضهم الحافل بالزنا والمدون في سيرهم، بينما أمر البغدادي برجم إمرأة حضّت ابنها على ترك دولة الخلافة وأجبروا ابنها على المشاركة في رجمها علانية، وأخيرا أرسلوا المجرم السارق عمر البشير إلى اصلاحية لمدة سنتين حتى تقوّم سلوك السرقة المتأصل فيه.
نادى عمر البشير بتطبيق حدود الشريعة الصحراوية التي صارت إلهية لمدة ثلاثين سنة حكم فيها، قطع خلالها صلة السودان بالمدنية، وشارك مع مجرمي حرب آخرين في شطر السودان إلى سودانين، وساهم في تحويل السودان من سلة طعام أفريقيا إلى بلد يتسول المساعدات الانسانية، وأفتعل مجازر عرقية أشهرها دارفور، المطلوب مثوله بسببها أمام المحكمة الجنائية الدولية، لإطلاق ميليشيا لمهاجمة قرى تقطنها مجموعات أفريقية، سقط بسببها 300 ألف قتيل ونزح 2.5 مليون شخص من منازلهم.
ثلاثون سنة من البلطجة والدجل والجهل والتنمّر السياسي وعدم المساءلة والاستخفاف بحقوق وعقل الإنسان، أنهاها الاخواني الكبير في غرفة بها ملايين من عملات مختلفة، وزعها نقداً على من يشاء لانقاذ رقبته من ثورة شعبية، وعندما تيقن الاخوان المسلمون من شدة موجتها تخلوا عن بشيرهم السفاح وأعلنوا برائتهم منه ومن أفعاله!
مسيرة تاريخ لن يتنهي من الخسة والعهر السياسي والتخويف بالحدود الصحرواية وحُكم البشر بصك إلهي لم يره أحد، ورغم ذلك يرى الغرب فيهم النموذج الديمقراطي الأمثل لحكم دول الشرق، ويعتبرهم عناصر تثري المجتمعات الغربية بتنوعها الثقافي.
لماذا لم يُنفذ حد السرقة على عمر البشير وزوجته تنفيذا لحكم واضح لا لُبس فيه "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم". الجواب معروف، لكن تسلط السيف الغاشم أدى إلى انفصام الشخصية وفساد العقول ومنعها من التفكير الحر السليم المنطقي، ناهيك عن عدم مشروعية السؤال إيمانيا "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم".
الامر برمته عقيدة سياسية متوارثة قطعت الطرق بأساليب ناسبت كل عصر من أجل الغنائم، فلا عبادة أو إيمان، ولا انسانية ولا اعتراف بالآخر ولا حقوق سوى حق الخضوع والخنوع، وعمر البشير نفسه لم يخرج عن هذه العقيدة السياسية الخطيرة، فقد قال بوضوح:"إذا قرر جنوب السودان الانفصال، فسنغير الدستور ولن يكون هناك حديث عن التنوع الثقافي والعرقي في السودان".
كاذب محترف أصيل أيضا، فكلمة دستور لا توجد أصلا في عقيدته السياسية.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بول البعير وبول الشيطان
- الشيوخ السلاطين وشيوخ مجلس النواب الاميركي
- إن جاء القرشي أو انتحر البغدادي


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق الهوا - لماذا لم يقطعوا يد عمر البشير؟