أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2














المزيد.....

الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن وقد دقت الأمم المتحدة وقبل ممثلتها المقيمة في العراق جرس الإنذار والتنبيه للحكومة العراقية التي تتغافل عن حقائق الأرض، من أنها على علم ودراية في كل ما تنكره حكومة بغداد وما تحاول أن تستغشيه بمجموعة من القرارات الهزيلة واللا مجدية، وعليها أن تحزم أمرها بشكل جاد على أتخاذ القرار المر بالرحيل السريع قبل تفاقم الأمور نحو مزيد من السوء وما يجر ذلك عليها من عواقب وخيمة، يصاحب ذلك وهو المطلوب من الثورة أن تصفع الحكومة بطرقة قوية أخرى تزعزع أخر أمل لها بالمناورة عبر مجلس النواب أو القوة الخارجية التي تستند عليها لعلها تنجح فيما عجزت عنه سابقا.
هذه الصفعة وحتى تكون فعل حقيقي وليس ردة فعل إنعكاسية تتمثل في أمور عدة منها:.
• أن لا تسمح بإشغال نفسها في نقاشات حول ماهية الحاكم الجديد وأنتمائاته، وأن تتمسك بحقها وحدها بتقرير المصير بعيدا عن خطط للاعب الأجنبي مهما كانت قوته ووجوده على الساحة.
• تعزيز صفوف الحراك والأنتباه لما تفعله اليد الخبيثة من وسائل وخطط لتفجير قلب الثورة من الداخل وأقصد بها ساحات الفعل الثوري.
• تأطير رؤيتها السياسية القادمة ببرنامج عمل واضح ومفصل ومستوعب لعلات الخروج ومستفيد من الأخطاء التراكمية التي خلفتها حكومات الأحتلال منذ 2003 ولليوم.
• تجاوز كامل وحقيقي لكل الخطوط الطائفية والمحاصصية والعودة التامة لمفهوم المواطنة، والأنفتاح الكلي على جماهير الشعب في باقي مناطق العراق من خلال تواصلها وتطمينها أن الثورة هي صنع في العراق ولأجل العراق ومن صميم المعاناة، وليست حكرا على فئة أو منطقة، وأشاعة ثقافة التسامح وقبول الأخر بشرط أن يكون الأخر ممن يسير في أتجاه عرقنة الوعي كاملا.
• فتح قنوات الأتصال مع كل القوى الوطنية العراقية التي تؤمن بأهداف الثورة ومشروعها التغييري، شرط أن تعلن ذلك للجميع وأن تلتزم بقيادة وتوجيهات الثورة وأن تتخلى عن أي عنوان فرعي غير عنوان العراق، خاصة وأن زيادة زخم الحراك بزيادة جمهور الثورة يعري مقولة السلطة بأن هناك أغلبية صامته كبيرة جدا لم تقرر بعد أنضمامها للثوار أو الموافقة على حراكهم.
• التركيز على هدفية إحياء وتنشيط الأقتصاد العراقي في مشروع التغيير بأعتبار أن التطور الأقتصادي بشقيه الصناعي والزراعي عماد الأستقلال السياسي، وهو الكفيل بصنع طبقة وسطى واعية ومتعلمة تساهم في تثبيت أركان التغيير، بعيدا عن الطفيليات التجارية التي لا يهمها من الوضع الأقتصادي غير الربح السريع والعيش على الاستيراد الفوضوي الذي كان أحد أهم أسباب قتل المشروع الأقتصادي العراقي برمته وظهور مشاكل البطالة وأحادية السوق العراقية.
• وأيضا على الثورة وقادتها التعامل بعقلانية مع المؤسسة الدينية والتحاور معها، لا على أساس أنها صاحبة قرار حاسم وكلي ووكالة عن الشعب خاصة مع بعض الأصوات الوطنية فيها، هذا التعامل العقلاني سيحيد الكثير من الأصوات التي ترى وقصورا في فهمها أن بعض أهداف الثورة هو أبعاد الناس عن الدين ومقوماته، كذلك يحيد المتاجرين المزيفين من الطبقة الفاسدة، ويجردهم من شعارات حماية هذه المؤسسة من المتظاهرين وغضبهم مما يلقي على عاتقهم وحدهم واجب حمايتها، الثورة في مضمون أهدافها ليست ضد الدين ووجوده في حياة الناس أو حتى ضد المؤسسة الدينية ككيان حقيقي، بل هي ضد كل أوجه الفساد والتبعية والتجهيل والخرافة التي تمارس من أي جهة كانت بعنوان القداسة والعصمة.
• كذلك على قادة الثورة والحراك الأنفتاح والتواصل مع المؤسسة العسكرية المهنية المحترفة، وخاصة القادة والأمرين الذين كان لهم دور وطني محترم في التصدي لأعداء العراق والإرهاب والتطرف، حفاظا على كيان هذه المؤسسة بعد تهميشها ووضعها تحت رحمة قوى الفاسدين من الطبقة الحاكة، التي ما زالت تؤمن أن أستقلال وقوة هذه المؤسسة يشكل تحديا وجوديا لهم، لذا حاولوا في مرات عديدة وعلى نهج (جي غارنر) الأمريكي القذر أن تصفى بالكامل، وتحل محله قوة عقائدية أحادية بقيادة تبعية ذليلة ترهن العراق وقواه إلى رغبات من لا يضمر سوى الشر والخراب له.
السياسة كعملية فكرية متعددة الوجوه والتوقعات وتقليب الأمور للبحث عن حلول وإدارة هدف، تضحى فيها البرغماتية ضرورة بدية لا بد أن يتعاطى معها قادة الثورة بحنكة ومرونة، وهي أصلا من صميم عملها اليومي، عليه فالمرونة والعمل وفق فهم حقيقي لها وعلى أسس وضوابط تعتمد الثوابت في النهاية مع السماح بالحركة في التفصيلات سيضمن لها أن تكون ضرباتها مؤثرة على السلطة وقواها السياسية، وهذا ما يشجع الأممية الدولية من أتخاذ خطوات أكثر جدية للتعامل مع الأزمة العراقية بروح المسئولية، وبذلك نسارع من تحقيق أهداف الثورة ونقلل من حجم التضحيات المطلوبة للوصول إلى بداية عهد سياسي وأجتماعي مختلف يرتكز على حق الشعب في تقرير مصيره بعيدا عن تدخلات وتأثيرات القرار الخارجي عنه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1
- الخطوة التالية ح2
- الخطوة التالية ح1
- العراق في قلب العاصفة
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح2
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح1
- المسؤولية القانونية والدستورية لرئيس مجلس الوزراء في الدستور ...
- في نقد الدستور العراقي (مواد دستورية معطلة)
- ملاحظات على قراءة الدستور العراقي
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج2


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2