عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خطبة الجمعة
أيها الجالسون والجالسات النائمون والنائمات من يدري ومن لا يدري لا سلام عليكم ولا هم يحزنون فقد خاب فيكم الرجاء وأنتم تتعوذون من الشيطان بلسانكم الأخرس وتتوددون لهم في قلبكم بكل أسباب المودة.
أيها الجاهلون المستجهلون الجهلة ما زلت أشتم بكم منذ ألف عام وأنتم تستلذون شتيمتي وتعتقدون أن الله شتام لعان كاره لكم، أستمرئتموها فقدستم الشتيمة وأمنتم بالنميمة وخنتم الحميمة... فلاحقتكم اللعنات في كل وقت وحين.
قوموا لها أو عليها فقد قبحكم الله وأنتم القبح ذاته فمالكم تأكلون من جزء من حقكم بذله، وتمدون رقابكم لسيفي بذلة، وتمنعون كل حديث يشعل النار في برد أوصالك الميتة بذله.... تصرخون وتستطرخون مع أنفسكم هيهات منا الذلة، فكيف وقد صرتم لها مثلا وبها لعبة يسيركم هذا الخشب الذي أقف عليه كالخراف المحمومة.
أما وحق من أعبد إنه قسم لو تفهمون ما أقول، لمزقتم دجاها وأشعلتم لواها وأخذتم حقكم وحق أباءكم وأبنائكم من كهنة الشيطان ذوي اللحايا والقمصان وعرفت أن ربكم الذي تعبدون ليس برب حق وإله حق والحق أحق أن يتبع حتى ولو على مسالك من جمر وبحار من ألم، فهو يريد بكم اليسر ولا يريد لكم التعقيد والتمجيد بغير ممجد، فكونوا يا عبيد الرب عبادا لله صالحين ، ولعنة الله على الظالمين من الأول والأخرين ممن علا وأستعلى أو طغى وأستطغى، فكلهم تحت أقدامي وتحت نعلي هذا والسلام على من أتبع العقل نبيا وكل الأنبياء عقول تحررت فصارت رسلا لرب العقول والإفهمام.... فمن وعى سعى ومن سعى وصل ومن وصل فقد حصل وما للجالسين منكم والنائمين فوق بعضكم غير الهوان وغلبة الشيطان.... قوموا لا بارك الله بكم حتى تقيموا الصلاة وأنتم عاقلون...
أيها الموتى بلا قبور مبنية والأحياء في نصب وثبور تمشون بها عوجا وتذرعون سهلها وصعبها وأنتم في تيه الإحساس وإدراك الشعور، لا تقوم لكم قائمة ولا ترفع فوق سطوحكم رايات النصر على أنفسكم الظالمة، ما لم تعودوا إلى طينتكم الأولى وتنتصروا لفطرتكم السليمة، فلا المعبد يمدكم بأموال ولا بنين ولا العمائم المترفة تداوي لكم جرح نازف أو أنين ألم.
فهل ترون ما أرى أم أن الخدر المخدر والقدر المقدر الذي منحكم إياه هذا الخشب المبجل الذي أعتليه أمات فيكم إنسانيتكم وجعلكم كالأبقار والحمير والنعاج المذهولة بصرخات الراعي أو أشد تضليلا، أقول لكم قولي هذا وأكرر شتيمتي لكم أن لعنة الله على القوم الظالمين أنفسهم ولات حين مندم.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟