أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية حكيم لباي ج3














المزيد.....

رواية حكيم لباي ج3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 06:16
المحور: الادب والفن
    


_ هل جنت؟ .... حتى أرواحك أيها المجنون دوريب أصبحت تتصرف وكأن اللعنة أصابتها هي الأخرى.. لا أظن أن الرجل يمل شيئا من العقل...
_ أظن كان علي أن لا أيقظ تلك المخلوقات من سبات غفلتها .... ما ذا عملت أنا؟ .... هل حقا هي قالت ذلك؟
_ ماذا لو لم أذهب إليه.... من المؤكد أنني المجنونة.. يا ترى ماذا لو لم أفتح لها مصاريع أبواب الخروج.... كم أنا سيئة الحظ؟...
_ ليس أنا سبئة الحظ بل لباي كل يوم تفتح علينا بابا جديدا من أبواب اللعنة.... ما أصابك أيتها الوديعة الجميلة؟... لا.. لا .. ليس لباي من تستحق أن تمزقها اللعنة وتشرد أهلها خارج الأسوار.
_منذ أن عرفت لباي الحياة كانت جنة فما هذا الجحيم الذي أغرقها بالدموع؟؟؟ .... من يقول أنها لعنة... حتى الساحر دوريب كان منكرا أن ما حصل شيء غريب.... ماذا فعلت أنا.... لن أرحل .. لماذا؟.... أرحل... لا ...لا.... لن أرحل وليكن ما يكون... ولكن ما الفائدة أن أموت هنا... الموت واحد.... ههههههه أبدو كمجنونة، .. لا بأس مجنونة وهل الجنون عار أو عيب...
وصلت سليلة إلى الدار ولم يبقى من تلك الإناقة الفاخرة التي خرجت بها من أثر، إنها أشبه بالثكلى الفاقدة أعز أعزتها، حتى الكحل الذي وضعته رسم أنهارا من حزن على خديها، لم يلتفت إليها أحد ولم يسألها أحد الكل مشغول بحاله وكأن القيامة أزفت، قد تكون هي أفضل حالا من كل الذين مرت بهم أو شاهدوها على الطريق، لا جديد على لباي الغارقة بمتهات الحزن والأسى.... يا ويلتي عليك أيتها السيدة ... لعلك كنت الأشرف من بين سكانها بل أجزم أنك أكثر وفائها من الحكيم ومن حاكمها الذي سلم مفاتيحها لليأس والضياع.
أستغرقت السيدة بنوم عميق لا تدري هل هو حاجة بدنية لها أم هروب من تلك الفاجعة التي أخبرها بها الساحر دوريب، لكنها نامت دون أن نلتفت للأسباب المهم لديها أن تتخلص من ذلك الشد العصبي الذي فتك بجسدها وهي تستمع لتصريحاته، حتى أنها لم تفكر كم هي بحاجة إلى طعام أو شيء أخر فقدت شهيتها لكل ما يربطها بالحياة.... رغبة في الموت العاجل أو غياب مؤقت عن الإحساس بمرارة الفشل.....لا تعرف كم من الوقت نامت.... هنا الزمن أيضا مات أو ربما فقدت ما تحسبه زمنا ضروريا وهي التي لا يعزب عنها الحسن بتنظيم كل شيء بوقته وعلى أتم الوجوه... نائمة أو شبه غيبوبة مرت بها.
_ أه كم هو مزعج أن ترى كابوسا هزيلا في الوقت الذي تحتاج فيه إلى جرعة أكسير يشفيك من سم ما يجري من حولك....
_ إذا يريد الرحيل.... لا يمكنني أن أدعه يرحل..... سيكون ذلك بمثابة اللعنة القاضية على ما تبقى في المدينة... من يمكنه أن يمنع الساحر الكبير من الرحيل؟...... يا ترى من؟...من؟....من...
_عليه أن أفعل شيء.... أعرف أن الصلاة لم تعد تقبل مني.. الدعاء طرقه مسدودة.... يا ترى كيف سأتصل بالرب لأحكي له ما يدور..... أكيد أنه يعلم بكل شيء ويرى كل شيء... لماذا إذا أدعو وهو لا يحرك ساكنا..... لكنه قد يفعل... وأيضا قد لا يفعل.... ما هذا الهراء الذي أنا فيه....
_ المطلوب الآن وقبل أن تتحرك السماء أن نعيد للساحر المجنون عقله أولا .... إنه مصاب بلوثة.... لا أعرف كم من الوقت بقى لي حتى أتحرك.... لا يوجد أحد اسأله ... لا أحد ممكن أن يعرف لي أخبار هذا المعتوه.... يا ويلتي يكاد جسدي يشل... أنا أرتجف.... هذا ليس فصل الشتاء.... ما زال الجو هنا فيه من الدف ما يمنعني أن أشعر بهذا الاهتزاز فيه .... أووووووو... قد أكون جائعة أو ربما مريضة .... لا أعرف سأقوم لأدبر أمر ما.
_ من سيكون ذلك القادر على وقف هذا الهراء السخيف... من؟.... من .... لا أحد الكاهن الحكيم قد فر أول الناس... الحاكم العاجز النائم تحت ظلال قصر يكاد يخرب هو الأخر.... من؟ ... من؟... إنه ذيلام... قد يكون قادرا على فعل شيء... حدسي يخبرني أنه قادر وقادر أيضا على بعث الحياة في لباي... سأزور ذات الوجه المشرق أولا.... لقد كانت أمها قبل أن تكون أميرة في بيت فيروزي صاحب الشرطة وقبل ان يفتن بها .... هنا في داري جاء بها القدر.
اوديسا الجميلة ذات القوام المتكامل وكأن الخالق أودع فيها كل صنوف الفتنة وآيات الجمال فخلقها أستثناء من قواعد التكوين، لكنها مع كل ذلك كانت بنت مطيعة لأم شريرة باعت نفسها لرغباتها المجنونة، نشأت أوديسا ولم تعرف من هو ذلك الرجل الذي زرعها في رحم يستقبل كل من يريد أن يكون طالب هوى... بلغت السادسة عشر من العمر وقدمتها الشريرة والدتها طعما لأحدهم ورغبة في ما عند الرجل من مال... تكررت الحالة مع أكثر من مار ومقيم.. لم تنجو من مطامح أمها إلا ذات يوم أخبروها أن تلك الأم القاسية وجدوها مقتولة خارج أسوار لباي.... حاولت أن تتشبث بما بقى من رغبة أن تكون غير أوديسا بائعة الهوى.... فشلت أن تكون كذلك حتى وجدت نفسها ذات مرة بين يدي سليلة..... القدر وحده هو من جاء بالسيد فيروزي ليعاقبها... فأكتشف أن أوديسا ثمن مناسب للعفو عنها.... هكذا تمت الصفقة وغاب أسم أوديسا عن مسمع ومرأى سكان المدينة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية حكيم لباي ج2
- رواية حكيم لباي ج1
- قراءة دستورية في تركيب النظام التشريعي في الدستور العراقي.
- رواية (السوارية) ح8 _1
- رواية (السوارية) ح7 _2
- رواية (السوارية) ح7 _1
- رواية (السوارية) ح6
- رواية (السوارية) ح5 _2
- رواية (السوارية) ح5 _1
- رواية (السوارية) ح4 _2
- رواية (السوارية) ح4 _1
- رواية (السوارية) ح3 _2
- رواية (السوارية) ح3 _1
- أختلاجات في عرض الحقيقة
- رواية (السوارية) ح3
- رواية (السوارية) ح2 _2
- لعنة ال لو
- رواية (السوارية) ح2
- رواية (السوارية) ح1
- القانون بين وجوبية التطبيق ورغبة الخارجين عنه.


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية حكيم لباي ج3