كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 20:45
المحور:
الادب والفن
يَنْــزِفُ لَيْلُــهُ،
يَــنْزِلُ المَــوْجُ عَلَيْهِ كَنَشِيــجٍ،
قَــدْ غَــدَا
ضَيْفًــا مُــذْ ضَيَّــعَ ضِفَّتَيْهِ
واخْتَــلَّتْ خَيْـــلُهُ،
لَــمْ يَــعُدْ لِلْبَــحْرِ شَـــاطِئٌ
حَتَّــى يَسْتَــرِقَ السَّمْعَ
مِنْ جِــرَارِ اللُّؤْلُؤِ والصَّــدَى،
غَيَّــبَ البَــغْيُ
صَــهْوَتَــيْهِ:
رَمْلًا يَــرْسُمُ دَرْبَ الغَيْمِ
وصُــخُــورًا تُثْلِجُ الدَّمْعَ،
أيْنَ ألْقَــــاكِ وَعَيْنَـــيْكِ؟
أَيْنَ أَلْقَــاكِ وَقِطَــارُ المَسَــاءِ
يَــنْسَــخُهُ ظِلُّـــهُ؟
لَــمْ يَــعُدْ لِلْــجُرْحِ رَافـــِـــئٌ
حَتَّـــى نَسْتَبِقَ الوَرْدَ
بِــدِلاَءٍ نُــثْــقِــلُــهَــا بِثُــغَاءِ الفَجْرِ،
فَــالقَـــتْـــلُ
فِي سُــوقٍ يَــهْوَى الــنَّــــرْدَ
شَـــهْــوَةٌ بِــكْرُ،
أكْثَــرُ؟
أمْ أَقَــلُّ؟
غِـــيــلَــةٌ؟
أمْ طُــعْمُ؟
أَمْ وَشَّـــاهُ الذِّكْـــرُ؟
هَـــذَا حَشْــوٌ؛ هُــوَ الأَصْلُ
هُــوَ الأَصْلُ
والإِنْبَــــاءُ بِــهِ نَــفْـــلُ.
حُــرِّفَ مَــيْلُــهُ،
وغَــدَا
الحجَّــاجُ جَــرَّاحَ الخُــرُوجِ،
فَـعَـــصَـــاهُ سِــفْــرُ،
هَــلْ تَــرَيْنَ الأَسْــوَارَ؟
رَصَّـــعُوهَــا بِالعُيُــونِ:
وَاحِــدَةٌ تَــرْصُدُ الأَنْفَـــــــاسَ
والأُخْــرَى تَسْــرُدُ الأَحْــلاَمَ
أمَّــا تِلْكَ فَــتُحْصِي الأَعْرَاسَ
فِي رَبِـــيعِ كَفَّيْــــــــــــــــكِ؛
كَــلاَّ، لاَ تُبْصِــرُ إلاَّ الإصْــرَارَ!
عَيْنُ الحَجَّـــاجِ كالعَــشْــوَاءِ
عِنْــدَ آذَانِ الرَّصَــــــــاصِ
وشَــمَـــارِيخِ العِشَـــــــاءِ،
عَيْــنُ الحَــجَّــاجِ لاَ تَــصْفُــو
إلاَّ عِنْــدَ اكْتِنَــازِ الجَــمْــرِ
فِي رِئَـــتَــــيْكِ؛
جُــفِّـــفَ نَـــوْلُــهُ،
غَــمَّــدَ الحَجَّــاجُ رَأْسَ الحَــلاَّجِ
بِـــبَرِيقِ النَّــصْلِ
وأَشَــــاعَ الأَخْبَـــارَ:
"كُلُّ قَــلْبٍ يَـــطْفُــو
أوْ يَـــزْدَادُ الخَفْــقُ فِيــهِ
أَوْ إلَــى بُــحَيْــرَاتِ التِّيهِ
يَـــهْفُــو
يَــدْهَــسُهُ صَــمْتٌ طَــارِئٌ ..."
وعَلَى الجِسْــرِ
عَــلَّـــقَ قَــرْيَــتَــيْــهِ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟