أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جان جينيه ( العرائش والجبايش )














المزيد.....

جان جينيه ( العرائش والجبايش )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 08:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العرائش مدينة مغربية تقع في جهة طنجة تطوان، على بعد حوالي 85 كم من طنجة و105 كم من تطوان شمال غرب البلاد. وهي تقع على ساحل المحيط الأطلسي، على الضفة اليسرى من واد لوكوس فيما مدينة الجبايش من اهم مدن الاهوار العراقية تقع شرق مدينة الناصرية وتقع على هور الحمار وقرب نهر الفرات ، والجبايش جمع كلمة جبيشة التي هي جزيرة صناعية تسبح على صفحة ماء الهور تم التحضير لها بعناية وتكونت من طبقات الطمي والقصب والبردي التي تتم تكديسها فوق بعضها حتى تصبح مثلها كمثل جزيرة عائمة يمكن أن تبنى عليها ديار القصب أو الصرايف.
بين العرائش والجبايش تشدني رغبة لأزور قبر جان جينيه في المدينة المغاربية التي تحتضن المحيط يوم كان هذا الرائي الفرنسي المسكون باللصوصية الجميلة وعدمية التشرد يسكننا بدهشة مسرحياته في قراءاتنا حين سألنا مرة امين المكتبة العامة في الجبايش أن كان يقبلُ منا كتاب يحتوي على مسرحيات جان جينيه ، فرد علينا :من لا يعرفه الناس هنا لا مكان له بين الرفوف.
والأن بعيدا عن تلك المدينة المائية التي ترتمي في حضن صرائف الحلم السومري ، أمشي على ساحل الأطلسي فقط من اجل توقيع متعة النظر الى شاهدة قبر جان جينيه القابع هنا في ابد الزرقة وارتعاش نوارس بيض تؤدي التحية له كل يوم لينام بهدوء في المدينة الجميلة بناء على وصيته.
أمسك نظرتي وأتذكر حماس المعلم الذي كانت اباحية جينيه في الاعلان عن نفسه تعجبه كثيرا والذي تذكرته وانا اجلس على ذات الاريكة التي يجلس عليها جينيه في طنجة يوم اختار المدينة لتكون مثوى الحلم والسهر الليلي ورفضه لدعوة بومبيدو لحضور حفل افتتاح الكاليري الشهير الذي حمل اسم الرئيس الفرنسي.
اضحك ، وأجدها معجزة أن تجلب صلعة جان جينيه الى ليل القراءة في قرية من قرى الأهوار ولهذا امسكَ مديح اجفاني لأمزج صورتين في حلم الرغبة أن يجيء معي أمام قبر جان جينيه كل المعلمين الذين كانوا يعشقون لغته الصارمة والتي ترتدي رداء الراهب والقديس ولص الميناء وأكتب :
للمكان رائيته ، هو يشاهدنا قبل أن نشاهده ، نختبئ فيه منذ طفولتنا ، ونلوذ بصدره كما العصافير في زخ المطر ، كما القصب في هبوب العاصفة ، ليس سوى الهور مأوى لأحلام طوله الفارع .
المكان سرنا المخبئ في رسائل الحب ودفاتر الإنشاء واشهر صيام أمهاتنا المكان شوقنا المخبئ في دبابيس الدشاديش كلما نعود أليه قلبنا يخفق ، دمعنا يهطل ورعشتنا تستمر ولا يوقفها سوى شعور الصبايا إن نهودهنَ بدأت تثمر كما المشمش في ربيع الذكرى الذي يوقفها فقط سعال آبائنا أنها أمكنة تشدنا من رقابنا كما مشانق الورد عطرها في المنافي شهقة غريق ونعومة أيامها ونزهة البحر حيث لا أستطيع أن أحصيَ كل تلك النوافذ ..
النوافذ التي نطل منها إليك أيها الفيلسوف الماهر جان جينيه يا مهد ذكورتي البدائية وصلواتي تحت أجفان الصوفي بوذا تلك الأمكنة دهشة فمن الخيال إلى الخيال تقودنا كما يقود قيصر خيوله إلى الحرب...
طوبى للمكان القديم الجبايش ...فبين أمكنته رائحة سريالية أبي وهو يوزع دموعه بين النجوم ..وكأنها هبات الأغنياء إلى فقراء بلاد الطير والقصب وبساطيل معونة الشتاء...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي


المزيد.....




- المشاط يعرب عن تضامن الشعب اليمني وحكومته مع إيران
- روسيا تجهز لإطلاق قمر صناعي للحصول على بيانات رقمية عن الموا ...
- مقتل 27 فلسطينيا في غارة جوية إسرائيلية وسط غزة
- الديوان الملكي السعودي يعلن إصابة الملك سلمان بالتهاب في الر ...
- سفارة روسيا لدى طهران: موسكو مستعدة لمساعدة إيران بعد -الهبو ...
- لقطات توثق الوضع الجوي في منطقة حادث مروحية الرئيس الإيراني ...
- أزمة دبلوماسية بعد تصريحات خطيرة من رئيس الأرجنتين عن زوجة ر ...
- خبير بريطاني: الأوكرانيون متخوفون من سيطرة روسيا على مدينة ز ...
- بأمر من بوتين.. طائرات روسية متطورة وفرق إنقاذ تصل لإيران لل ...
- إيران.. قائد الحرس الثوري يتوجه إلى منطقة حادث مروحية رئيس ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جان جينيه ( العرائش والجبايش )