أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صادق الازرقي - تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته














المزيد.....

تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 22:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما اطلقت تونس شرارة الانتفاضات في البلدان العربية، شعر معظم العرب بالزهو والفخر ايماناً منهم، ان الشعوب العربية بدأت تنهض من كبوتها التي ظلت تلازمها عشرات السنين، الا ان الاحداث اللاحقة في البلدان التي انطلقت فيها الثورات، ادخلت اليأس مرة اخرى الى نفوس الناس؛ بسبب تصاعد دور الاسلام السياسي بكل ما يحمله من رؤى تتقاطع مع متطلبات العصر الراهن.
لقد نعى كثير من اصحاب الرأي، الربيع العربي، وقال بعضهم انه تحول الى خريف!، لاسيما بعد تصاعد تيار الاخوان المسلمين في مصر، واتخاذه سياسات وقرارات بالضد من مطامح الشعب المصري وثورته، وكذلك اتخاذ الأوضاع في ليبيا المنحى ذاته، بسيادة التيار الاسلامي المتطرف، وخروجه عن المبادئ التي اطلقت انتفاضة الشعب الليبي ونزوعه الى التحرر، اضافة الى احداث سوريا وتوسع التيارات الاسلامية.
غير ان تدخل الجيش المصري وتحرك غالبية المصريين، بعد ادراكهم مخاطر ذلك التوجه، انقذ سفينتهم من الغرق؛ واعاد الأمل بمغزى انتفاضات الشعوب وثوراتها.
وقد عملت التطورات في تونس، والتصرف المتحضر للشعب التونسي وقواه السياسية، على تكريس هذا الأمل والتغلب على المخاوف التي ارتبطت بتصاعد التيارات الاسلامية المتطرفة؛ ولقد حاولت تلك التيارات بالفعل حرف الانتفاضة التونسية منذ وقت مبكر، وسعت الى تكفير الآخرين، ونفذت عمليات اغتيال بحق نشطاء يختلفون معها في التفكير، لكن الشعب التونسي وعى المخاطر منذ وقت مبكر ايضاً، وخرج في تظاهرات ادانت اعمال المتطرفين، حتى ان اغلبية التونسيين حولوا بوصلة تصويتهم من الاسلاميين الى العلمانيين، وتوج ذلك بتنافس شخصين غير دينيين على منصب الرئاسة، فاز فيها، الباجي قائد السبسي.
وبرأيي ان انتخابات تونس الرئاسية الأخيرة بعد عمليتين انتخابيتين نيابيتين ناجحتين، عتقت الشعب التونسي من مخاطر التطرف والانجرار وراء تياراته، مثلما حصل في بلدان اخرى ومنها ليبيا وسوريا والعراق وحتى اليمن؛ وذلك بالتأكيد يضيف عاملاً آخر لقوة التجربة التونسية، ويمنع عن الشارع التأثر بأعمال العنف الواسعة مثلما حصل ويحصل في البلدان المذكورة، وغيرها.
لقد اصبحت المراهنة الآن بعد الانتخابات الرئاسية التونسية، التي سيبقى الرئيس فيها في منصبه لخمس سنوات، على الوضع الاقتصادي الذي يجب ان يتحسن بما يخدم الشعب وبخاصة الشباب الذين كانوا الرافد الاساسي لثورة الحرية التونسية، اذ كانت معاناة الشباب من البطالة، احد العوامل الرئيسة التي اشعلتها، مثلما اشعلت الثورة في البلدان الاخرى.
ويشير المراقبون والمحللون الاقتصاديون، الى ان الكرة الآن اصبحت في خانة المجتمع الدولي، لاسيما الاتحاد الاوروبي الذي اعلن مباركته لنتائج الانتخابات؛ بدعم تونس ورفد اقتصادها، لكي تتمكن من النأي عن الاخفاقات المتوقعة، ولجم التيارات المتطرفة عن الظهور استغلالاً لحالة البؤس الاقتصادي والفقر لدى الشباب فيما لو تواصلت.
لقد قدمت تونس درساً ثميناً لشعوب المنطقة بتصرفها الحضاري المطلوب، ارتباطاً بوعي شعبها ومعرفته بما يضره وما ينفعه، وتصرفه على وفق تلك المعرفة التي جنبته وستجنبه مخاطر الانكفاء والتراجع.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبواب النواب مغلقة حتى حين
- مواسم القتل الجماعي.. ضحايا أبرياء و مبررات غير عقلانية
- السلم الاجتماعي هدف الديمقراطية و أساسها
- تحسين العلاقات مع الدول الأخرى مكسب للإنسان العراقي
- عن الموازنة مرة أخرى
- إشكالية المواطنة و عوامل جذب «التوطين»
- سوريالية الزمن العراقي الحزين
- لجان مجلس النواب المتكاثرة قرينة الإخفاق
- متوالية الموت العراقي.. هل من نهاية؟
- الوزراء الجدد ..العبرة فقط في النتائج
- وزارة العبادي.. مخاض عسير وتنافس ضار
- دماء سبايكر ومساعي إخفاء دلائل الجريمة
- المطلوب وزراء مستقلون مختصون
- فضائح مسؤولينا وحنكة الآخرين
- -ماراثون- الموازنة..لا نقطة شروع و لا خط نهاية
- في سبيل 10 وزارات فقط
- تسويق وجوه عتيقة فاشلة
- صراع الحقائب الوزارية يعيدنا الى نقطة الصفر
- اضطراب السياسة العراقية و تواصل الأمل بالتغيير
- هل العبادي.. أمل جديد؟


المزيد.....




- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...
- ماسك يؤيد مشاركة كينيدي جونيور في المناظرة مع بايدن وترامب
- الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان خيارات بديلة عن العملية في ...
- دول عدة تقدم التعازي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد ا ...
- واشنطن تعلن أنها تقترب والرياض من التوصل إلى اتفاق دفاعي
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صادق الازرقي - تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته