أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأدب والقمع الدينى والسياسى















المزيد.....

الأدب والقمع الدينى والسياسى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأدب والقمع الدينى والسياسى
طلعت رضوان
الروائى السورى الكبير حيدر حيدر أحد الكتاب المُهيمن فى المنطقة العربية. ورغم أنّ أعماله الإبداعية تمتّْ ترجمتها إلى عدة لغات أوروبية (الألمانية، الإنجليزية، الإيطالية والنرويجية) فإنّ العديد من الدول العربية صادرتْ أعماله خاصة روايته (وليمة لأعشاب البحر) الصادرة عام 1984، وقد تزعم الأصوليون المسلمون والعروبيون الهجوم عليه وعلى روايته بزعم ((الازدراء من الله) ولم يلتفتوا إلى ما فى الرواية من نقد للأوضاع الاجتماعية السيئة التى تـُعانى منها الشعوب (العربية) خاصة (كما ورد فى الرواية) فى العراق والجزائر. كما لم يلتفتوا إلى دوره النضالى حيث انضم إلى المقاومة الفلسطينية.
والمفارقة الموجعة أنّ الهجوم على الكاتب وعلى روايته (وليمة لأعشاب البحر) بدأه أحد الروائيين المصريين (حسن نور) الذى كتب مقالا فى جريدة (الأسبوع 28/2/2000) بعنوان (تجديف وفـُحش فى رواية وليمة لأعشاب البحر) فكتب ((تعمّد الكاتب التجديف فى حق الله- سبحانه وتعالى- تعمدًا صريحًا ومفتعلا. وليس ذلك فقط بل لجأ أيضًا إلى السخرية من بعض المعتقدات الدينية ، هذا بالاضافة إلى الجنس الفاضح والألفاظ التى يُندى لها الجبين والتى لم ترد فى عمل إبداعى من قبل ولا حتى التى سبق رفض نشرها مثل (الخبز الحاف) وقد أخطأ (حسن نور) فى عنوان الرواية ، فاسمها (الخبز الحافى) وليس (الخبز الحاف) كما تعمّد تجاهل اسم مؤلفها (محمد شكرى) الكاتب المغربى الذى نال شهرة عالمية وتـُرجمتْ روايته إلى 38 لغة أجنبية. ورغم أنها نـُشرتْ عام 1972، فإنها لم تـُنشر فى بعض الدول العربية إلاّ فى عام 83.
بعد مقال حسن نور بأسبوع نشرتْ ذات الجريدة مقالا للروائى المصرى الكبير (خيرى شلبى) قال فيه إنّ ما كتبه حسن نور ليس مقالا بل بلاغ ضد الإبداع ((وأنه لشىء عجيب أنْ يتطوع من يقبل أنْ يكون مخلب قط للقوى الظلامية. ويجعل من نفسه مخبرًا ومعاونـًا ومرشدًا كأنه مفتش مباحثهم ، يحرص على تأدية عمله بدقة فيُعين أرقام الصفحات ويُحدّد السطور التى تحتوى من وجهة نظره على الفـُحش والتجديف ، بل ويُحدّد أسماء المسئولين عن نشر الرواية (فى هيئة قصور الثقافة) وعناوينهم ليستحث النيابة العامة على إصدار أمر بضبط وإحضار هؤلاء المجرمين الأشرار)) وركز المرحوم خيرى شلبى على أنّ حسن نور تعمّد اقتطاف جمل من سياقها واتخاذها كأدلة اتهام ، رغم أنّ ((جميع الكتب السماوية لن تنجو من الاتهام))
ولأنّ صاحب الجريدة من الأصوليين الإسلاميين والعروبيين، لذلك تعمّد أنْ ينشر مقالا بعنوان (عدم مهاجمة الفحش هو الذى يجعلنا فى نصف هدومنا) بجوار مقال خيرى شلبى. ولأنّ المقال بدون توقيع لذلك فهويحمل وجهة نظر الصحيفة وجاء به ((هناك فرق بين إبلاغ المباحث عن كاتب وإبلاغ المجتمع بحقيقة موجعة – ضمن تيار جارف– يستهدف قيمه ودينه)) وفى رده على خيرى شلبى قال كاتب الصحيفة ((كنا نقاوم الفـُحش ولم نقصد التحريض صراحة أو ضمنـًا على كاتب أو على المسئولين عن إصدار الرواية. إذْ ظننا أننا نقاوم طوفانـًا من الانحلال الأخلاقى والجرأة على الذات الإلهية وكتاب الإسلام القرآن)) وطبقــًا لما كتبه مجدى شندى (جريدة الأسبوع 8/5/2000) فإنّ د. محمد عباس الكاتب بجريدة الشعب اتصل بمحمود بكرى (نائب رئيس تحرير الأسبوع وشقيق مصطفى بكرى رئيس التحرير) وتناقشا حول ما نشرته الجريدة وطلب نسخة من الرواية. وبعد نصف ساعة أرسل محمود إليه النسخة. وفى عدد 28 إبريل2000خرجتْ جريدة الشعب وعلى صفحتها الأولى مانشيت تحريضى ((وزارة الثقافة أصدرتْ رواية تسب الرسول وتهاجم الذات الإلهية وتصف القرآن الكريم بالخراء)) وتلك العناوين مأخوذة من مقال د. محمد عباس بالصفحة الأخيرة. والمقال ترديد لما كتبه حسن نور. وما أضافه د. عباس هو حالة من التدليس الصريح كما كتب أ. حلمى النمنم ((انتزع عباس كلمة من فقرة وحذف النقطة التى بين الفقرة وما بعدها وهى كلمة (خراء) وبدلا من أنْ تعود الكلمة على الفقرة التى تنتقد التجربة الجزائرية فى الاشتراكية جعلها تعود على القرآن)) (وليمة للإرهاب الدينى- دار الحرية للنشر- عام 2000- من ص48- 55) والاضافة الثانية فى مقال عباس وصف الرواية بأنها ((كتاب داعر. والكلمات الفاسقة الكافرة التى أوردها كاتب فاسق داعر فاجر، نشرته هيئة لابد أنْ تكون فاسقة داعرة كافرة تحت رئاسة مسئول لابد أنْ يكون داعرًا فاسقــًا كافرًا)) ووزارة الثقافة كافرة (رغم أنها شخصية اعتبارية) ولشدة غيرته على الإسلام كتب أنه يود أنْ يصعد فوق منبر الأزهر ويُنادى ((من يبايعنى على الموت؟)) أى أنّ دعوته تحريض على إراقة الدماء. كما وجّه حديثه إلى رئيس الدولة (مبارك) وتوجه إلى رؤساء الدول الإسلامية وطلب منهم التحدث مع مبارك لاتخاذ موقف ضد وزارة الثقافة.
ولأنّ أنيس منصور يدّعى الحكمة و(الفلسفة) ويتظاهر ب (التنوير) لذلك لم يستخدم لغة التكفير، وإنما ركز على تشويه الرواية وتحريض القارىء على عدم قراءتها فكتب أنها ((رواية متواضعة فنيًا وقادرة على أنْ تهزم أكثر الناس صبرًا لأنها مملة وهى عقوبة يستحقها كل من قرأها وهى لا تستأهل كل ذلك التشنج من الذين لم يقرأوها)) (أهرام 28/5/2000) وهكذا تتأكد مقولة (توزيع الأدوار) فى كل أنظمة الحكم الدكتاتورية : كتيبة دينية مُباشرة وكتيبة تدعى الحكمة و(الفلسفة) وفى نفس الوقت تـُحرض القارىء على عدم قراءة أى عمل إبداعى أو فكرى لا ينال رضا الأصوليين الإسلاميين والعروبيين كما فعلوا مع رواية (آيات شيطانية) للكاتب الهندى / الإنجليزى سلمان رشدى وهى الرواية التى هاجمها (نقاد) مصريون كثيرون دون أنْ يقرأواها . وذكر المفكر السورى الكبير(صادق جلال العظم) أسماءهم فى كتابه (ذهنية التحريم) وكتب أنّ الناقد غالى شكرى رصد أسماء ثلاثة عشر عينة مصرية من الكتاب والمثقفين (بما فيهم رجاء النقاش) ممن تنالوا رواية رشدى بالاستنكار والتجريح والهجوم ، وتبيّن له أنّ عدد الذين قرأوا الرواية لا يتعدى الشخصيْن)) فكتب العظم ((يؤلمنى أنْ ينحنى رجاء النقاش إلى مستوى إطلاق الأحكام الاعتباطية على رواية لم يقرأها أصلا متهمًا إياها بتعزيز صورة الغرب السيئة عن الشعوب (العربية) حول ما يُقال أنها تعانى – كما كتب النقاش ((وحشة وتخلف وميل إلى البداوة وكراهية للتقدم والحضارة)) وكتب العظم أيضًا ((لا أعتقد أنّ أحمد بهاء الدين قرأ (الآيات الشيطانية) قراءة فيها أى شىء من التمعن أو التأنى لأنّ الأحكام التى أطلقها على الرواية تشى بالعكس تمامًا وإلاّ كيف نفسر حكمًا مبتذلا من النوع التالى كما كتب أحد بهاء الدين ((إنّ الكتاب حقير صادر عن نفس مريضة رضيتْ لنفسها أنْ تـُغرّب بأنْ تبيع روحها وتراثها)) (أهرام 1/3/89- نقلا عن العظم- كتاب الناقد- رياض الريس للنشر- نوفمبر92- من ص224- 231)
وكما هاجم رجاء النقاش وأحمد بهاء الدين سلمان رشدى ، فإنهما لا يختلفان عن الأصولى العتيد د. عبد الصبور شاهين الذى كفـّر د. نصر حامد أبو زيد ، ثم تدور الأيام ويخرج عليه أصوليون مثله ويُكفرونه بسبب كتابه (أبى آدام) الذى صدر عام99. ورغم ذلك يعود للأصولية عام 2000، حيث قال فى تحقيق صحفى بجريدة (صوت الأزهر- 2يونيو2000) عن رواية (وليمة لأعشاب البحر) أنّ الذين ((يتحدثون عن الإبداع أبعد الناس عنه. فهم يتصورون أنهم يبنون المجتمع ولكنهم عاجزون عن أى إبداع وتلك المظاهرات التى زعموا أنها تـُدافع عن حرية الإبداع هى أكبر إهانة للإبداع . فما الإبداع فى أنْ يستخدم كاتب سخيف العقل والرأى ألفاظــًا سوقية وحقيرة يعرفها أحط الناس عقلا ولا يستخدمها إلاّ الحقراء السفلة. ثمّ يأتى من يقول أنه يُدافع عن هذا الإبداع . فإذا كان الإبداع اعتداء على المقدسات ووقاحة على ذات الله وكتابه ورسوله فلعنة الله على هذا الإبداع وعلى المُبدعين)) ويجب ملاحظة تطابق كلام د. شاهين (الأصولى) مع كلام أحمد بهاء الدين ، حيث استخدم الإثنان لفظة (حقير) فى وصف الإبداع والمُبدعين. أما أ. عادل حسين الذى غيّر جلده من الأصولية الماركسية إلى الأصولية الإسلامية فكتب عن رواية (الوليمة) أنها ((فى مجملها كافرة وسافلة وليس فى بعض جملها وفقراتها فقط ، وكذلك فإنه كما نعلم ونؤمن فملعون أبو الحبكة الروائية وأبو متطلبات الإبداع إذا كان هذا يعنى أنْ نكتب على الورق وننشر على الناس سبًا فى الله تعالى)) قال ذلك رغم تصريحه المنشور فى جريدة القاهرة (16/5/2000) حيث قال ((أنا لم أقرأ الرواية كلها.. وأنا لستُ معنيًا بها ولا بقيمتها الفنية. ربما تكون هائلة ولكنها تـُسبّب خروجًا على النص . نحن لا نـُقدم نقدًا أدبيًا أو فنيًا للرواية)) ولم يكتف بذلك وإنما انزلق (هذا الماركسى التائب الذى لجأ لحظيرة الإيمان) إلى الاسفاف والانحطاط الأخلاقى عندما قال ((لو حيدر حيدر هذا أعظم روائى ح أضربه بالجزمة. وإذا قال كلامًا غير مسموح به سأقول له : ملعون أبوك وأبو الفن)) ثم صرعه الوحى غير الأخلاقى فأضاف ((لو قال هذا الكلام نفسه شيخ الأزهر سأضربه بالجزمه)) ورغم أنّ عادل حسين أحد العروبيين الكبار( أثناء أصوليته الماركسية وأثناء أصوليته الإسلامية) ومع ذلك أخطأ فى قواعد اللغة العربية عندما قال أنّ الرواية (كافرة) وهذا يعتبره اللغويون خطأ أسلوبى لأنّ الرواية لا تكتب نفسها. أما خطيئته فهى استخدامه للغة عتاة المُجرمين عندما أباح لنفسه حق ضرب خصومه (بالجزمه) ولم يستثن أحدًا حتى شيخ الأزهر.
أما د. محمد عباس فعاد ليكتب من جديد عن رواية (الوليمة) وعن الذين دافعوا عن حق الإبداع وأنّ الاختلاف يكون بأدوات النقد وليس بالتجريح ، فوصفَ هؤلاء الكتاب بأنهم ((تربوا فى أحضان الفكر الغربى الاستشراقى الاستعمارى والتبشيرى الذى يحمل للإسلام كل الحقد والازدراء ، فهؤلاء الكتاب الكبار يلعبون بالنسبة لفكر التغريب دورًا أشبه بدور البودى جارد أو البلطجى)) (جريدة الشعب 5/5/2000) مع ملاحظة أنّ هذا الكلام لا يختلف كثيرًا عن كلام د. أنور عبد الملك ود. حسن حنفى والشاعر أدونيس ود. إدوارد سعيد فى هجومهم على الاستشراق، رغم أنهم يستخدمون أدوات المستشرفين الأوروبيين، على حد قول المفكر السورى صادق جلال العظم الذى اتهمه أدونيس بأنه قال أنّ إدوارد سعيد عميل للمخابرات الأمريكية. لمجرد أنّ العظم نشر دراسة بعنوان (الاستشراق والاستشراق معكوسًا) وكتب أنّ ((الاستشراق الإسلامانى المعكوس بائس إلى حد افتقاره حتى إلى ما يشابه التعريفات الأولية والدلالات البدائية)) كما أنّ العظم لم يتهم إدوارد سعيد بالعمالة للمخابرات الأمريكية وإنما كتب أنّ سعيد يريد من كتاباته ((الاسهام فى تحسين شروط علاقة التبعية والتخلص من جوانبها السلبية (بما يخدم الجانب التابع) وليس الدعوة للتخلص منها كليًا وتحطيمها نهائيًا)) هذا ما أغضب أدونيس خاصة أنّ العظم أشار إلى ((حرص سعيد على سلامة الاستثمارات أو التوظيفات الأمريكية الهائلة فى الشرق الأوسط)) يضاف إلى ذلك أنّ إدوارد سعيد ((لا يُـخفى علاقته فى مجلس (العلاقات الخارجية الأمريكية ، أى الهيئة المسئولة عن إصدار مجلة (فورين أفيرز) وغيرها من الكتب والنشرات والدراسات المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية)) (العظم- مصدر سابق- من ص47- 96)
ولأنّ الأصوليين متشابهون فى العداء للحداثة (تحت الاسم الحركى الصليبية والصيهونية والغرب الكافر الخ) فإنّ الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم لم يُفوّت الفرصة ، واشترك فى تحريض طلاب جامعة الأزهر (بعد أنْ كانوا على وشك فض مظاهرتهم ضد المسئولين الذين أصدروا رواية الوليمة) ووفق الوصف الدقيق الذى كتبه أ. حلمى النمنم ((وبدا أنّ أزمة الرواية قد مرّتْ وانتهتْ أو أوشكتْ على النهاية ، لكن كان هناك من هو جاهز لأنْ يلقى على بقايا النيران كمية من البنزين فأعادتْ (أى كمية البنزين) لإشعالها وتوهحها ، وكان د. أحمد عمر هاشم هو الذى فعل ذلك)) ونظرًا لأنّ أى نظام دكتاتورى يستند إلى أبشع مؤسستيْن فى التاريخ (المؤسسة الدينية وسلطة القمع البوليسية) لذلك لم تكن مصادفة أنْ يكون د. هاشم أحد المُـقربين من السلطة المصرية والمرضى عنهم وأحد المُبشرين بدخول أروقة النظام فى أغلب مؤسساته بما فيها الجمعيات الثقافية. ولعلّ نظرة مُـتأنية لما جمعه من وظائف وعضويته فى العديد من الأنشطة (الثقافية) توضح مدى أهميته للنظام الحاكم الذى منحه مؤخرًا جائزة النيل (وهى أعلى جائزة) لعام 2014. ولأنّ د. هاشم أحد الخدم المُطيعين للنظام الحاكم ، لذلك دخل جنته ونال رضاه وسمح له النظام أنْ يشغل مناصب وعضوية الجهات التالية :
1- رئيس جامعة الأزهر بفروعها العديدة فى كل محافظات مصر، ولعدة سنوات طوال فترة حكم مبارك .
2- عضو الأمانة العامة بحزب الدولة ، أى أنه كما كتب أ. نمنم ((أحد القيادات النافذة بالحزب الحاكم .
3- رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب .
4- مسئول اللجنة الدينية بحزب الدولة.
5- المشرف العام على جريدة (صوت الأزهر)
6- أستاذ مُحاضر بجامعة الأزهر .
7- عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر (والسؤال : ما علاقة هذا الأصولى العتيد باتحاد الكتاب؟)
8- عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون (نفس السؤال السابق)
9- عضو المجلس الأعلى للثقافة (نفس السؤال السابق)
وكان تعليق أ. نمنم الذى ذكر هذه المعلومات ((وكل موقع من هذه المواقع يحتاج إلى التفرغ الكامل ، ومع ذلك فإنّ الرجل يشغلها جمعيها ، لذلك فإنه لا يحضر اجتماعات مجلس اتحاد الكتاب ولا يظهر هناك إلاّ مع كل انتخابات)) ورغم أنّ لائحة الاتحاد تنص على أنّ من لا يحضر ثلاثة اجتماعات متتالية يُـفصل ، فإنّ أحدًا لم يجرؤ على فصله.
ورغم ضعف مستوى طلاب جامعة الأزهر، ورغم انتشار ظاهرة الزواج العرفى بين طلاب جامعة الأزهر (19%) كما قالت الوزيرة د. أمينة الجندى ، رغم ذلك لم يهتم د. هاشم ، لا بتطوير التعليم ولا بعلاج الزواج العرفى واستمر فى مواقعه فكتب أ. إبراهيم سعدة مقالا فى جريدة الأخبار (13مايو2000) قال فيه أنّ الرجل مشغولٌ بمناصبه العديدة ورحلاته واجتماعاته ومؤتمراته وحواراته المقروءة والمسموعة والمرئية فى كل الفضائيات العربية ، لدرجة أنه لم ينتبه إلى الشرارة التى أشعلها الانتهازيون والمخربون داخل الجامعة المؤتمن عليها)) وبعد أنْ هتف مع الطلبة بأنّ رواية الوليمة مليئة بالكفر، وبعد أنْ طالب فى اللجنة الدينية بمجلس الشعب بحرق الرواية وطالب شعبنا بعدم قراءتها ، رغم كل ذلك صرّح فى حديث مع الصحفية إيمان الحفناوى بأنّ الرواية لا يوجد فيها أبدًا ما يُسيىء للدين . ولما سألته الصحفية عن أنّ البعض يقول أنّ الرواية بها ما يُسيىء للدين وتسب الذات الإلهية قال ((جاءتْ هذه العبارات فى شكل حوار على لسان إنسان ملحد ، فكيف نـُخرجها من سياقها)) (مجلة المصور12مايو2000)
ومن بين تناقضات أى نظام دكتاتورى مُـتهرىء ، حدث أنّ وزير الثقافة آنذاك (فاروق حسنى) عيّن د. هاشم فى اللجنة المُـكلفة بكتابة تقرير عنها. فكيف ولماذا ارتكب فاروق حسنى تلك الجريمة؟ وماذا كان ينتظر من أصولى عتيد مثل د. هاشم؟ وما علاقته – أساسًا- بالنقد الأدبى؟ فهل هناك إجابة غير التهرؤ الدكتاتورى؟ أما الإجابة (الواقعية) فكانت أنّ د. هاشم اتهم الوزير بأنه مسئول ومشارك فى إصدار الرواية ، وذلك فى بيان علنى فى مجلس الشعب ، فكان تعليق فاروق حسنى أنّ ((البيان صدمنى)) (روزا ليوسف 19مايو2000) فكيف فات على الوزير (المفترض أنه فنان تشكيلى) أنْ تأتيه الطعنة من أصولى عتيد مثل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد عمر هاشم؟ (لمزيد من التفاصيل – كتاب أ. حلمى النمنم- مصدر سابق)
إنّ الدروس المُستفادة من تجربة نشر رواية (وليمة لأعشاب البحر) فى مصر:
1- أنّ أول من حمل سلاح الهجوم والتحريض ضدها (أديب) مصرى اسمه حسن نور. وبذلك ترتسم صورة سريالية/ عبثية/ سوداوية : أديب المُـفترض أنه قرأ الأدب العالمى وقرأ فى مجالات العلوم الإنسانية (فلسفة- اجتماع الخ) ومع ذلك عشـّـشتْ فى رأسه أفكار الأصوليين الإسلاميين .
2- أنّ طلبة جامعة الأزهر لم يسمعوا عن الرواية إلاّ بعد مقالات جريدة الأسبوع وجريدة الشعب (الصادرة عن حزب العمل المؤيد للأصوليين الإسلاميين)
3- أنّ رئيس جامعة الأزهر يقود المظاهرات (مع الطلبة) ضد الرواية ويُطالب بمحاكمة المسئولين المصريين الذين وافقوا على نشرها .
وبذلك اكتملتْ تلك العبثية الكافكاوية التى لم تخطر على بال كافكا نفسه.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين العدوان الإسرائيلى والإرهاب الحمساوى
- الترجمة من المصرى للعربى
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (9)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (8)
- أحزان السياب السبعة
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (7)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (6)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (5)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (4)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (3)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (2)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)
- الفكر الأحادى وأثره على البشرية
- التعريف العلمى لمصطلح (العامية)
- رد على الأستاذ طاهر النجار
- لماذا يتكلم العرب بالمصرى ؟
- القوميات بين تقدم الشعوب وتخلفها
- جريمة تأسيس أحزاب دينية
- الإسلاميون والماركسيون والأممية
- مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية


المزيد.....




- روسيا.. محكمة في بيلغورود تقرر طرد كاميروني متورط في دعم جما ...
- من هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟
- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأدب والقمع الدينى والسياسى