أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)















المزيد.....

مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 12:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)
طلعت رضوان
أثار مسلسل (صديق العمر) الكثير من اللغط بين السياسيين ، وبين أسرة عبد الناصر وأسرة عبد الحكيم عامر. البعض رأى أنّ المؤلف انحاز لعبد الناصر، والبعض رأى العكس أنه (ظلم) عبد الناصر، وهذا الرأى قاله أغلب الناصريين ومن بينهم أ. أحمد الجمّال (ناصرى / عروبى كبير) الذى قال أنّ المسلسل ((ظلم عبد الناصر والمُشاهد ولم يرصد الحقائق التاريخية. وقال هناك الكثير من النقط السلبية فى المسلسل منها إظهار عبد الناصر فى صورة الشخص الذى ينفرد بالقرار، ولا يستشير من حوله وذلك على خلاف من الحقيقة. وأغفل المسلسل الكثير من المُعطيات والأسباب حول الكثير من التصرفات والقرارات المهمة مثل الوحدة الثلاثية عام 1962وتفاصيل دور دول الحوض النفطى والشيوعيين والإخوان ضد الوحدة.. وأنّ القائمين على المسلسل ظلموا أنفسهم ولم يبحثوا كثيرًا فى الحقائق ، وتعجلوا فى عدم التدقيق حول عمق الحقيقة التاريخية فى العلاقة بين عبد الناصر والمشير عامر)) (أهرام 29/7/2014)
إنّ هذا النص الذى أدلى به أ. أحمد الجمّال تضمّن مجموعة من المغالطات أولها قوله أنّ المسلسل أظهر عبد الناصر فى صورة الشخص الذى ينفرد بالقرار..الخ وتكمن المغالطة فى أنّ ضباط يوليو1952 الذين كتبوا مذكراتهم أجمعوا على تلك الحقيقة ، ومع ملاحظة أنّ من انتقدوا عبد الناصر من هؤلاء الضباط أشادوا به باعتباره (بطل العروبة) و(قائد التحرر الوطنى) ومع ذلك أكــّدوا على انفراده بالسلطة ، من بينهم عبد اللطيف البغدادى الذى كتب أنّ عبد الناصر قال لزملائه أعضاء (مجلس قيادة الثورة) ((كل ما أطلبه منكم أنْ تـُعطونى حق التصرف دون الرجوع إليكم)) وأنه نطقها باللغة الإنجليزية (مذكرات عبد اللطيف البغدادى – ج1- المكتب المصرى الحديث – عام 77- ص115) وكتب أنّ عبد الناصر كان يتصرف فى ((مسائل تمس السياسة العامة دون الرجوع إلى المجلس ، والمجلس لا يعترض على هذه التصرفات. وقد أصبح المجلس بذلك هو عبد الناصر)) (ص169) وأنّ ((عبد الناصر كان من طبعه أنه يحب أنْ يُبيّن أنه هو كل شىء لكل فرد فى المجلس أو خارجه. وهو يرغب فى أنْ يلجأ إليه أعضاء المجلس فى كل موضوع قبل البت فيه)) (ص178) وكتب ((كان واضحًا للبعض من أعضاء المجلس أنّ عبد الناصر يسعى ويهدف لمحاولة تركيز السلطة بيديه. وقد اتضح هذا الاتجاه منه عندما اقترح تعيين عبد الحكيم عامر قائدًا عامًا للجيش وترقيته من رتبة الصاغ إلى رتبة اللواء بدلا من أنْ يتولى تلك القيادة ضباط محترفون ومتفرغون لها وبعيدين عن ممارسة السياسة. وبهذا التعيين انتقلتْ السيطرة على الجيش من مجلس قيادة الثورة إلى عبد الحكيم وبالتالى إلى عبد الناصر)) (217) وفى جلسة 19يونيو55 قال جمال سالم أنه ليس من المعقول ألاّ يكون رأيهم إلزاميًا ويُصبح عبد الناصر حرًا فى إصدار ما يراه من قرارت دون التقيد برأى الأغلبية. وقال صلاح سالم ((إنْ كان عبد الناصر سيتحمل كل المسئولية وليس ملزمًا برأى الأغلبية ، فكيف نناقش النظام الذى سيُـتبع بعد انتهاء فترة الانتقال . وما دام سيتحمل المسئولية وحده ، فلنترك له حرية اختيار النظام الذى يراه وعلينا أنْ نـُخلى أنفسنا من هذه المسئولية)) وفى نفس الجلسة قال عبد الناصر ((أنه لا يعقل أنْ أكون مسئولا وفى نفس الوقت أكون مقيدًا برأى الأغلبية)) وكان تعقيب البغدادى ((كان المعنى الذى أشار إليه عبد الناصر أنْ نتخلى عن القيادة الجماعية وأنْ نـُسلم له (الثورة) وأنْ تنتقل البلاد من حكم الجماعة إلى حكم الفرد)) (234، 235) وكتب ((كان واضحًا أثناء المناقشات أنّ عبد الناصر يرغب فى أنْ تنتقل السلطة إليه دون باقى أعضاء المجلس . كما كان يهدف أيضًا بعد أنْ تنتقل السلطة إليه ألاّ يـُصبح ملتزمًا ولو أدبيًا برأى الأغلبية من زملائه حتى فى المسائل الهامة التى لها مساس بالكيان العام فى البلاد. وكانت أغلبية أعضاء المجلس تتفق معه فى هذا الاتجاه وتؤيده) (249) وفى أثناء أزمة مارس 54 التى كانت التمهيد (أو الفصل الأخير) للاطاحة بمحمد نجيب ، إذ عندما عاد محمد نجيب، ازداد تعلق الشعب به، وازدادتْ كراهية الشعب لعبد الناصر، ((باعتقاد أنه السبب فيما حدث وأنه يسعى وراء السلطة والسلطان)) (113) وكتب أنّ جمال لا يريد للمجلس أنْ تكون له قوة وفعالية ((وكنت أظن – فى البداية - أنه جاد فى قيام قيادة جماعية. وقد أصبتُ بخيبة أمل عندما اتضح لى غير ذلك)) خاصة تمسكه بعبد الحكيم عامر كقائد عام للقوات المسلحة رغم اعتراض أعضاء المجلس (ج2- ص 225) وكانت النتيجة أنّ (مجلس قيادة الثورة) مجرد ديكور(ص224، 226)
وإذا كان البعض يرى أنّ البغدادى كان مـُـتحاملا على عبد الناصر، فهل الناصرى الكبير (خالد محيى الدين) من المتحاملين عليه أيضًا ، خاصة وقد مدحه كثيرًا فى مذكراته، ولكنه كان موضوعيًا وهو يكتب عن بعض المواقف مثل قوله ((للحقيقة فإنّ عبد الناصر تغيّر سريعًا. وما أنْ وصلنا للحكم حتى بدأ يستشعر حساسية فائقة من أصدقاء الأمس)) (والآن أتكلم - مركز الأهرام للترجمة والنشر- عام 92- ص98) ولتحقيق انفراد الضباط بالسلطة دبّر عبد الناصر جريمة خروج العمال فى مظاهرات تهتف بسقوط الديمقراطية. فكتب خالد محيى الدين ((اعتقد عبد الناصر وكثير من ضباط مجلس (الثورة) أنه إما الثورة أو الديمقراطية. وأنه لا سبيل للالتقاء بينهما. وطوال هذه المدة انهمك عبد الناصر فى تنفيذ خطته ، فحشد أكبر قدر من ضباط الجيش حوله. وبالتحديد حشدهم حوله على أساس رفض الديمقراطية. وبدأ عن طريق طعيمة والطحاوى فى ترتيب اتصالات بقيادات عمال النقل العام لترتيب الاضراب الشهير. وسأورد هنا ما سمعته بنفسى من عبد الناصر. فبعد عودتى من (المنفى) التقيتُ مع عبد الناصر وبدأ يحكى لى ما خفى عنى من أحداث مارس 54وقال بصراحة نادرة ((لما لقيتْ المسألة مش نافعه قررت أتحرك وقد كلفنى الأمر أربعة آلاف جنيه)) (من ص 289- 298) وطبعًا هذا المبلغ من خزينة الدولة حتى يستقر عبد الناصر على كرسى السلطة ويكون منهج المرحلة كلها ((تسقط الديمقراطية..تسقط الأحزاب)) وأنّ عبد الناصر(( ردّد كثيرًا فى حماس مثير للدهشة : إما الثورة أو الديمقراطية. وقد ساعد عبد الناصر على ذلك أنْ ((كان معه روافد التفكير المُعادى للديمقراطية. ومعه الإذاعة والأمن والمخابرات وهيئة التحرير)) (من ص 289- 313) وللتأكيد على صفة الدكتاتور التى كتبها البغدادى كثيرًا فى مذكراته ذكر خالد محيى الدين أنه هو وزملاؤه تعوّدوا مخاطبة عبدالناصر باسمه (يا جمال) ولكن بعد أنْ عاد من أوروبا ((وجدتُ الجميع ينادونه (يا ريس) وعندما أقام عبد الناصر فى بيته حفل عشاء وقام ليذهب لدورة المياه وقف الجميع . وعندما عاد وقف الجميع حتى جلس)) (331) وللتدليل على أنّ شهادة خالد محيى الدين غير مجروحة ، ولأنه جزء من الضباط الذين استولوا على الحكم وساهموا فى تخريب مصر، أشاد بهم فكتب ((أهم ما أريد أنْ أسجله هو أنّ مصر كانت حسنة الحظ بهؤلاء الرجال ، فقد كانوا يمتلكون قدرًا كافيًا من إنكار الذات مكنهم من أنْ يتباعدوا عن أى تفكير فى الانقضاض على بعضهم البعض ومن ثم الانقضاض على (الثورة) بل وعلى مصر نفسها)) (ص327) وزايد أكثر فى دفاعه عن عبد الناصر فكتب أنه ((كان لا يتخذ أى قرار إلاّ بناءً على معلومات، لهذا كان شديد الاهتمام بجهاز المخابرات العامة كأحد أجهزة جمع المعلومات)) (329) وهنا يتأكد الانحياز السافر لضباط يوليو ضد الحقيقة ، فإذا كان الأمر كما ذكر محيى الدين وأنه كان يعتمد على جهاز المخابرات ، فلماذا كانت الكوارث المتتالية مثل تدمير مدن القناة عام 56 وقتل جنودنا فى اليمن ثم كارثة يونيو67؟ فى حين أثبت الواقع أنّ المخابرات العامة كانت مشغولة بالتجسس على المواطنين المصريين ، وذلك بشهادة ضابط آخر هو ثروت عكاشة الذى كتب أنّ عبد الناصر كان يتضايق من النكت التى أطلقها شعبنا ضد الضباط ، حتى النكتة التى تـُـقال بين شخصيْن فى جلسة ودية داخل جدران البيوت عن طريق استراق السمع بالأساليب البوليسية المختلفة)) وذكر ما جاء على لسان شعراوى جمعة (وزير الداخلية) فى التحقيق معه فى شهر أغسطس 71حول تسجيل مكالمات ثروت عكاشة. وعندما سأله المُحقق : هل أنت الذى وضعتَ تليفونه تحت المراقبة؟ قال ((أى مكالمات تليفونية لغاية 28ديسمبر70كانت بأمر الرئيس عبد الناصر وبيطلع عليها ونظام البوستة عندى من صورتين: صورة للمعلومات للرئيس وصورة لى بوزارة الداخلية)) (مذكراتى فى السياسة والثقافة- دار الهلال- عام 88- ج2- من ص 461- 463) وأكد عكاشة ما ذكره آخرون عن انفراد عبد الناصر بالسلطة فكتب ((مضى عبد الناصر منفردًا بالسلطة. وهى مسئولية يستحيل أنْ يضطلع بها فرد واحد مهما أوتى من مواهب وقدرات)) وعكاشة مثله مثل كل ضباط يوليو الذين تسببوا فى كوارث شعبنا وعلى رأسهم عبد الناصر فكتب ((وما من شك فى أنّ عبد الناصر كان يتميّز بحس سياسى مرهف يُدرك به نبض الجماهير سياسيًا واجتماعيًا وسرعان ما يستجيب لها ، فإذا هو يصوغها قرارات تتفق وتلك النبضات والأحاسيس)) (ص129) ورغم ذلك كتب فى الصفحة التالية عن انفراد عبد الناصر بالسلطة بما فيها السياسية والأمنية ((وكان لهذا أثره فى نفسى وظلّ هذا الأثر حبيسًا فى أعماقى حتى صار مصدر عذاب لى)) وكتب أنه فى ((صحوة الضمير ومحاسبتى لذاتى عن سلبيات نظام الحكم الذى أنتمى إليه كان معها القهر والتنكيل ولم يؤخذ لى فيهل برأى.. وكم تمثلتُ أنى تحت سقف بيت متداع يكاد ينقض حجرًا بعد حجر)) (133، 134) وذكر واقعة اعتقال إثنيْن من أعضاء مكتبه. وكانت حجة عبد الحكيم عامر أنهما كانا يمدان شقيقه د. أحمد عكاشة بنكت تمس عبد الناصر وأسلوب حكمه. وأنّ شقيقه ينقلها لأحمد أبو الفتح المـُـقيم فى جنيف لتكون مادة للتشهير بالنظام فى كتاب يعده لهذا الغرض . فى حين كان شقيقه فى لندن وأنّ المدير الفنى المُـتهم بنقل تلك النكت كان فى يوغسلافيا ((ومعنى هذا أنه لم يكن ثمة لقاء بينهما ، فكيف فات هذا كله على جهازىْ المخابرات العامة والحربية اللذيْن حاكا تلك المكيدة ؟ ولقد حاول عبد الحكيم عامر أنْ يسترضينى ولكنه لم يُحرك ساكنًا. إنّ أحمد أبو الفتح زوج شقيقتى . وإنى أتساءل هل يؤخذ أى إنسان بجريرة قريب له ؟ وإنْ صح أنّ أحمد أبو الفتح له صلة بالموضوع فما ذنبى وما جريرتى؟ هل استطاعتْ أجهزة المخابرات بجبروتها وقوتها أنْ تـُديننى أية إدانة ؟ ثم أين الكتاب الذى ادعوا أنّ أبو الفتح سيُصدره وبه تلك النكت ؟ اللهم إنى أعلم علم اليقين أنّ شيئـًا من هذا لم يكن. والانصاف يقتضينى أنْ أقول أنّ هذا الرجل الشريف (أبو الفتح) الذى لا شكّ فى نزاهته ووطنيته قد لقى على يد قيادة (الثورة) جزاء سنمار لاختلافه معها حول تطبيق الديمقراطية ، فناله منها ظلم فادح جارح دون أنْ تشفع له مواقفه الشجاعة السابقة لنصرتها وتأييد رجالها . وقد كنتُ الشاهد الأول على ما كان . ومن هذا كله يتبيّن أنّ كل ما صدر عن أجهزة المخابرات كان هراءً فى هراء . وفى يوم 23سبتمبر62 طلب عبد الناصر مقابلتى فقال ((إنى لم أطلق سراح عضوىْ مكتبك إلاّ إكرامًا لك)) ثم سأله : هل لازلتَ على صلة بأحمد أبو الفتح ؟ وأضاف عبد الناصر((إنى قبل أنْ أوافق على القبض عليهما جاءنى المشير عامر وطلب إرجاء القبض عليهما حتى تعود إلى القاهرة ولكننى لم آخذ برأيه وأمضيتُ أمر القبض عليهما)) وعندما أعرب عكاشة عن استيائه من اعتقال الأبرياء وتقدم بالاستقالة قال عبدالناصر((إنّ نظامنا الرئاسى لا يعرف استقالة الوزير)) (من 139- 145) وكانت النتيجة الحتمية ((فى نهاية الأمر ما تفشى فى صفوفنا من عبث واستهتار، ومرد هذا كله هو أنّ الحاكم المطلق – أى حاكم مطلق – لا يعنيه من التجاوزات إلاّ ما يمس شخصه والولاء له. وعلى نمط الحاكم الفرد (مثل عبد الناصر) تكون غالبية أعوانه)) (277، 278)
وذكر عكاشة واقعة فيها أحد مفاتيح فهم شخصية عبد الناصر، وملخصها أنه فى عام 54 اختار عبد الناصر سكرتيرًا له أحد الضباط الصغار (سامى شرف) وعلــّـل عبد الناصر سبب اختياره - مع أنه ليس من الضباط (الأحرار) – بأنه شديد الولاء (للثورة) فسأله عكاشة كيف تأكد من هذا الولاء ؟ قال عبد الناصر((لقد شهد ضد شقيقه فى أعمال مضادة للثورة . وأقسم لى أنه على استعداد لأنْ يذبح أبناءه إذا أمرته بذلك)) فكان تعليق عكاشة المُـفعم بروح المثقف المُـتمرد على الضابط الوزير((وكاد حلقى يغص بالطعام . وعاجلنى إحساس غريب بالخشية والتشاؤم والذهول . ولم أتمالك نفسى أنْ قلتُ له : إنّ هذه الشهادة من هذا الضابط تسلخه من إنسانيته. وأنّ هذا القسم منه شطط كله. وبعيدًا أنْ يصدر عن إنسان سوى . وإنى لأعجب كيف يغيب عنك هذا)) ويستمر عكاشة فكتب ((وقرّ فى أعماقى لحظتها أنّ بقاء هذا الضابط إلى جوار الرئيس سيكون مصدر شر بغير حدود لا عليه وحده بل على الوطن كله. ولم يخب ظنى فقد أخذتْ السلطة تتركز فى يديه شيئـًا فشيئـًا ولم تمض عدة سنوات حتى نصّبَ من نفسه قيصرًا يدين له الوزراء والسفراء وأصحاب المراكز العليا الحساسة بالولاء. وأصبح مُـفزع كل موظف صغر أم كبر. وسرعان ما سارتْ على ألسنة الناس النكتة التى تقول : إذا كان لأحدكم حاجة عند سامى شرف فليتوسط لها جمال عبدالناصر)) وذكر أيضًا ((كم أحسستُ وأحسّ غيرى من الوزراء بعقبات وعراقيل لا حصر لها فى تصريف شئون وزاراتنا كان وراءها سامى شرف مدير مكتب الرئيس للمعلومات . وكان الرئيس قد وثق به وترك له بعد هزيمة 67 الحبل على الغارب ليقوم بالتصرف فى عديد من الأمور على هواه)) وفى المُـلحق الذى نشره عكاشة ، اعترف سامى شرف فى التحقيق الذى أجرى معه عام 71 أنه قام بالوشاية ضد شقيقيه مما ألحق بهما أضرارًا بالغة. وكان أحدهما ضابطـًا بالشرطة وينتمى لجماعة الإخوان المسلمين والثانى كان ضابطـًا بالقوات المسلحة (نقلا عن المؤرخ العسكرى جمال حماد فى كتابه "الحكومة الخفية فى عهد عبد الناصر" ص111، 112) وقد أقام سامى شرف دعوى ضد جمال حماد طلب فيها بتعويض مليون جنيه. وصدر حكم محكمة جنايات القاهرة ببراءة المدعى عليه (جمال حماد) وإلزام المدعى (سامى شرف) بالمصروفات (من 435- 437، 450)
سامى شرف آحد الذين وثق فيهم عبد الناصر، لمجرد أنه وشى بشقيقيه وعلى أتم الاستعداد لذبح أولاده إذا طلب منه عبد الناصر ذلك ، وهكذا يمكن فهم شخصية عبد الناصر، فتلك العلاقة بينه وبين سامى شرف تـُقدّم المفتاح لأصغر محلل سياسى ولأصغر محلل نفسى لمعرفة شخصية عبد الناصر الذى (تمتــّع بموهبة التآمر) فتخلــّص من رفقاء السلاح (يوسف صديق، خالد محيى الدين) وغدر بالشخص الواجهة (محمد نجيب) واعتقل الشرفاء (المقدم حسنى الدمنهورى الذى كاد أنْ يموت من التعذيب وحكم عليه بالاعدام ثم خفف الحكم للمؤبد) وتخلص من الخصوم السياسيين (وفديين وليبراليين وشيوعيين) وتخلــّص من المنافسين (الإخوان المسلمين) والسؤال المسكوت عنه هل كان عبدالناصر يمتلك (عبقرية الأشرار) وعمره 34سنة فى عام 52 ليُخطط لكل تلك المؤامرات ، أم كانت وراءه أجهزة عالمية تـُخطط له ؟ خاصة وعلاقته بالسفارة الأمريكية- قبل وبعد يوليو52- اعترف بها كل ضباط يوليو الذين كتبوا مذكراتهم ، وتطابقه مع الأمريكان فى أنّ ((أخطر ما يُهدّد مصر هو وباء الشيوعية)) وهو ما استغله الضباط الأشرار (وفق تعبير محمد نجيب) فانتهزوا إضراب عمال كفر الدوار وقاموا بتدبير المذبحة الشهيرة لهم فى شهر أغسطس 52 أى بعد استيلائهم على مصر بعشرين يومًا ، وإعدام العامليْن مصطفى خميس ومحمد البقرى واتهامهما بالشيوعية. ورغم كل ذلك فإنّ أغلب الناصريين وأغلب الماركسيين المصريين وأغلب العروبيين (المصريين) يرون أنّ مسلسل (صديق العمر) ظلم عبد الناصر، رغم أنّ المؤلف تجنـّب الاقتراب من حقول الألغام التى أثبتتها الوقائع وتسبّبت فى العديد من الكوارث (على شعبنا المصرى وعلى الدول العربية وعلى الشعب الفلسطينى) وكانت حجة المؤلف أنه كتب المسلسل فى ثلاثة شهور (أهرام 29/7/2014) علمًا بأنه يحتاج – لو توفرّتْ النية لعمل إبداعى يجمع بين الصدق التاريخى والمتعة الفنية- لثلاث سنوات على أقل تقدير.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الأحادى وأثره على البشرية
- التعريف العلمى لمصطلح (العامية)
- رد على الأستاذ طاهر النجار
- لماذا يتكلم العرب بالمصرى ؟
- القوميات بين تقدم الشعوب وتخلفها
- جريمة تأسيس أحزاب دينية
- الإسلاميون والماركسيون والأممية
- مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية
- متى يدخل الإسلام مصر ؟
- جريمة الاحتفال بمولد النبى
- فى البدء كان الخيال
- شخصيات فى حياتى : ع . س . م
- شخصيات فى حياتى : الأستاذ المنيلاوى
- شخصيات فى حياتى : ثابت الأسيوطى
- العلاقة بين العروبة والبعث
- الصراع بين الوحدة الإسلامية والوحدة العربية
- الإعدام = رصاصة الرحمة
- عودة الروح وعودة الوعى
- مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية (2)


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)