أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - - دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا














المزيد.....

- دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 13:24
المحور: المجتمع المدني
    


* ( دُنيا سليمان عبدالله ) كانتْ طفلة لم تبلُغ الرابعة عشر من عُمرها بعد .. حينَ عُقِد قرانها من قِبَل أحد الملالي ، من خلال تزويجها " گصّه بگصّه " .. ذلك الإسلوب المتخلِف البائس ، الذي تلجأ إليهِ بعض العوائل الفقيرة ، عادةً ، إضطِراراً ، من أجل التخلُص من المَهَر الغالي والمصاريف الأخرى الباهضة التي لايستطيعون توفيرها . ولكن زواج " دُنيا " لم يكتَمِل .. حيث حدثتْ خلافات بين العائلتَين ، وتم الطلاق بدون أن يدخل بها زوجها . وبعد ذلك بأشهُر ، قامتْ عائلة دُنيا ، بتزويجها ، من رجُلٍ في الخامسة والأربعين من عُمرهِ ، ومُتزوج وله ستة أولاد ، بعضهم في عُمر " دُنيا " ! . وقبضَ والد الطفلة دُنيا ، المَهر .. وبالطبع لم يتُم عقد الزواج في المحكمة الرسمية المُختصة ، بل قامَ به أحد الملالي من الذين ، يستسيغونَ زواج الإنثى بعد إتمامها التاسعة من العُمُر ، خِلافاً للقانون الجاري المعمول بهِ في الدولة !.
* ولأنَ الطفلة " دُنيا " ، كانتْ في غاية الجمال والرِقة .. ولأنها في عُمر الورود وفي مُقتَبِل فترة المُراهقة .. فكانَ من الطبيعي ، ان تلفُتَ نظر الشباب المراهقين ، ويعجبون بها .. كما يحدث في أي مكانٍ في العالم . ولأن الجميع ( أبوها وأمها والمجتمع والملالي والفُقر والجَهل ) ، سرقوا منها طفولتها وبراءتها .. وزوجوها لرجلٍ له ستة أطفال ، وعمره ثلاثة أضعاف عُمرِها .. فما الذي ، كانَ ينتظرهُ جميع هؤلاء ، باللهِ عليكُم ؟ هل كانوا يُريدونها أن تصبح " جارية " في منزل زوجها ؟ عَبدة تأتمِر بأوامرهِ وأوامر أهلهِ وأولاده ؟ أسيرة بين أربع جُدران ؟ .. رُبما تكون قد إبتسمَتْ مرّةً لشابٍ في مثل عُمرها .. أو تبادلَتْ النظرات مع آخر ( ومَنْ لم يفعَل ذلك ، برَبكُم ؟ ) .
* ولأن الأساس الذي بُنِيَتْ عليهِ هذه الزيجة ، خاطئ ، ومُخالِف للقانون ومُنافٍ لحقوق الطفولةِ والإنسانيةِ عموماً .. فأن ما حصلَ لاحقاً بديهي ومُتوّقَع : سمع الزوج بأن زوجته دُنيا ، " رُبما " تكون على علاقة ، مع أحد الشباب .. ولأن الزوج عشائري تقليدي ، يفور دمه بِسُرعة ، فلم يُحّقِق ولم يستقصي .. بل أطلقَ تسعة رصاصاتٍ من كلاشينكوفهِ ، على زوجته الطفلة " دُنيا " ورمى جثتها ، قرب الشارع المُحاذي للقَرية ! .. وإختفى بعد ذلك عن الأنظار .
* هذه هي سيرة حياة الطفلة " دُنيا " ، هذه السيرة القصيرة للغاية . دُنيا الضّحِية الصغيرة الجميلة .. مَنْ يتحّمِل المسؤولية ؟ المُجتمع كُله يتحمل المسؤولية .. الأُم والأب .. الفُقر والجهل المُتفشي .. العادات والتقاليد البالية .. بعض الفقهاء الذين يتحدثون بإسم الدين الإسلامي ، فيبيحون تزويج الطفلة .. القوانين الوضعية التي لاتُطَبَق والمحاكم التي تتساهل مع الأشخاص المقترفين لجرائم ما يُسمى غسل العار .
.........................
يكادُ لا يمُرُ يومٌ في أقليم كردستان .. دون قتلِ أمرأةٍ ، أو إنتحار أخرى حرقاً .. ناهيك عن العُنف الذي يُمارَس ضِدها ، والإنتهاكات الجنسية التي تتعرض لها . ومن النادِر جداً ، تقديم الجُناة الى القضاء أوتنفيذ العقوبة بحقهم .
لم يجعلوا " دُنيا " تُغادِر طفولتها وبراءتها ، فقط .. بل غصبوها على مُغادرة الدُنيا بأسرِها .
عارٌ على المُجتَمع .. عارٌ على الحكومةِ والقضاء .. عارٌ علينا جميعاً .. أن تُغتال المرأة وحقوق الطفولةُ بهذا الشكل الصارخ ، ولا نتحّرَك .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينقصنا ؟
- لَعَنُ اللهُ مَنْ إخترعَ السكايبي والفايبر
- مُجّرَد إشاعات
- سِكْراب
- الغرور السياسي
- نظرة على نتائج إنتخابات 30/4/2014
- راتب - ليو ميسي -
- لقَد فَضَحْتَنا يا إبن الكَلب !
- توزيع الأراضي
- القروض
- الطبقة الحاكِمة ، تستحق العِقاب
- الديمقراطي الكردستاني .. الأوَل والأكثر إستقراراً
- - الإنتفاضة الإنتخابية - للإتحاد الوطني الكردستاني
- الإنتخابات العراقية .. مَلامِح أولِية 1
- كُلّهُم .. زِفت !
- تأمُلات بسيطة
- الإنتخابات .. وإنتقالات اللاعبين
- الإتحاد الوطني الكردستاني : هل - ينطيها - ؟!
- مُقاربات إنتخابية / أُمنِيات صَعبة
- مُقاربات إنتخابية / في ملعب كُرة القَدَم


المزيد.....




- الكنيست يصوت بقراءة تمهيدية على قطع العلاقات مع الأونروا وإع ...
- السعودية.. الأمن العام ينشر مقطع فيديو لاعتقال 3 مصريين ويكش ...
- معركة الاضراب عن الطعام المفتوح الذي يخوضها الأستاذ مصطفى مع ...
- الكنيست يصوت على تصنيف الأونروا منظمة إرهابية
- مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية: طلب مذكرات الاعتقال لا يع ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر أبريل لعام 2024
- مدعي عام الجنائية الدولية: لا أحد يملك رخصة لارتكاب جرائم حر ...
- إعلام إسرائيلي: اعتقال جندي هدد بتمرد عسكري في غزة
- بعد احتجاجهم على تقديم طعام متسخ لهم.. إدارة سجن عصيون تقمع ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو مطالبين بصفقة تب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - - دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا