سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 08:29
المحور:
القضية الفلسطينية
قبل ثلاثة اعوام تعرفت على الفقيد الكبير فى بيروت اثناء انعقاد مؤتمر اللجنة المركزيه للجبهة الديموقراطيه لتحرير فلسطيين.حيث كان لى الشرف ان دعيت لاشارك فى المؤتمر بصفة ضيف او مراقب.و هناك فى المؤتمر تعرفت على العديد من المشاركين القادمين من امريكا اللاتينيه و من اوروبا و بينهم بالفعل مستويات مرموقة جدا من الكوادر و الاكاديميين الفلسطينين.
هناك تعرفت على ابا مكسيم الذى جاء يمثل منظمة الجبهة الديموقراطيه فى روسيا الاتحاديه. كانت النقاشات طويلة و مرهقه ,خاصة على ضوء احساس الجميع بحجم التحولات التى تجرى فى المنطقه , و محاولة فهم مدى تاثيرها على الكفاح الذى يقوم به الشعب الفلسطينى من اجل نيل حريته .
اما الوقت الباقى خاصة فى المساء فقد كنا نقضيه جالسين فى الباحة نتحدث فى قضايا عديده خارج قاعات المؤتمر حيث المكان الرائع الجمال الذى يطل على جبال لبنان الجميلة .
كان الامر فرصه لتبادل وجهة النظر مع هذا الحشد الرائع من الاكاديميين و الكوادر من ابناء و بنات الشعب الفلسطينى الذين رغم منافيهم البعيدة يحملون لواء قضية شعبهم ووطنهم ضمن خط اليسار الديموقراطى . كانت نقاشات رائعه و ناضجه خاصه ان المشاركين قادمين من بلدان عديد و بخبرات عديده رغم وحدة الاطار و الاهداف و المبادىء, الامر الذى اغنى النقاشات التى كانت تدور باجواء فى غاية المسوؤليه و الروح الطيبه..
. كان ابو مكسيم متميزا بدماثه اخلاقه و بمرونته فى الحوار و الاستماع .و اتذكر فى اليوم الثانى لاعمال المؤتمر حيث كان بعض المشاركين يتهياوون ان يذهبوا ليزوروا معالم مدينة بيروت خاصة, ان قسما من المشاركين كان يزور لبنان لاول مره .جرت هناك احاديث حول الاوضاع كان ابو مكسيم احد ابرز المشاركين .
كان النضج و المرونة تبدو فى سلوكه و طريقته فى الحوار .و كان من الواضح لى انه يحظى بالاحترام و التقدير من المشاركين .و من خلال احاديثنا كان الانطباع الذى تاكد فيما بعد ,ان ابو مكسيم من النوع المخلص و الملتزم بافكاره و بقضية وطنه, كما كان يبدو شديد الاضطلاع على ما يجرى لجهة القضيه الفلسطينيه فى العالم . و كان ابو مكسيم من القلائل ممن تعرفت عليهم فى المؤتمر ممن حافظنا على الصداقه لاحقا.
اكتب هذا و انا اشعر بحزن شديد على الفقيد الغالى الذى خسرناه جميعا ,عائلته و فلسطين و الجبهة وا صدقاؤه .لم اكن اتصور انى ساكتب عنه فقيدا, و هو الصغير نسبيا حيث ولد فى مخيم خان الشيح لللاجئين الفلسطينين فى سوريا عام 1967 .لقد كانت الصدمة موجعة جدا .الوداع يا ابا مكسيم , لروحك السلام !
.سنظل نحمل مشعل الحريه رغم قسوة و الام الطريق !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟