أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - سعدي يوسف رجلٌ مُتْعِب















المزيد.....

سعدي يوسف رجلٌ مُتْعِب


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 21:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بتاريخ 21 فبراير الجاري كتب الأستاذ رشيد الخيون مقالا بعنوان ( السيستاني ... بين آخر شيوعي وآخر إخواني ) نشره في ( المجلة ) السعودية و في جريدة المدى العراقية . هاجم فيه الشاعر سعدي يوسف على خلفية شتمه للحاخام الشيعي السيد علي السيستاني بقصيدته الشهيرة " الفلوجة تنهض " ... وقال الأستاذ رشيد الخيون في ذلك المقال " أما الشِّيوعي الأخير فيؤمن أن هناك مؤامرة ذهبت بحلمه الأممي، ومَن يقترب مِن هذا الرَّجل لا يجد لديه حلمًا سوى نفسه. يوهمك أنه المقاوم الوحيد والبطل الأممي، شتم حزبه السابق وما زال يشتم، لكن هذا الحزب ليس فيه جرأة ليكف عن تعظيم مَن ليس بعظيم، أو تكبير مَن ليس بكبير، حتى صار ظاهرة لغو لا أكثر . " والكل يعلم بأن صاحب ديوان " الشيوعي الأخير " هو سعدي يوسف .

الأستاذ الخيون يدعو أهل السنة والجماعة في العراق خلال هذا المقال إلى نبذ الطائفية ، و العيش بسلام في دولة شيعية طائفية تقودها أحزاب دينية شيعية مرتبطة بإيران و تبث الثقافة الصفوية من إعلامها و فضائياتها الحكومية الرسمية .

تهجير للسنة من بغداد لا مشكلة يجب أن ننتظر بعد مئة سنة حتى نحصل على وثائق دقيقة يقتنع بها الأستاذ رشيد الخيون لنبدأ بمعاينة الموضوع . إرسال مجاهدين عراقيين إلى سوريا للدفاع عن بشار الأسد ؟ . لا مشكلة ننتظر خمسين عاما حتى تكتمل التحقيقات العالمية والإحصائيات المتخصصة حتى نفهم بالضبط ما هو الموضوع بالأرقام . تحالف شيعي أمريكي في العراق لا مشكلة ننتظر مئة و خمسين سنة حتى تفتح وكالة المخابرات الأمريكية ملفاتها بعد سنوات طويلة ثم ننظر بالقضية .... أهم شيء الدقة العلمية .

مقال الأستاذ الخيون ارتكز على نفي سكرتير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد أنه اتصل بالسيستاني ، أو اتفق معه على عدم الإفتاء ضد احتلال العراق ، أو انه قدم له رشوة قيمتها مئتا مليون دولار . لم يتطرق الأستاذ رشيد الخيون إلى مذكرات الحاكم العسكري بول بريمر الصادرة سنة 2005 م حيث ذكر في صفحة 165 بما لا يقبل الشك وجود تفاهم و تنسيق و رسائل متبادلة بينه وبين المرجع السيستاني . هذه أمور لا تتحمل التشكيك فالشيعة أرادوا تصحيح موقفهم السابق في ثورة العشرين 1920 م ضد الإنگليز و الإتفاق مع الأمريكان على تأسيس دولة شيعية طائفية بالتفاهم مع الإحتلال .

لماذا لم تنتظروا الوثائق الدقيقة بحق صدام حسين ؟ على الأقل الرجل لم يكن عنده سلاح دمار شامل مثل بشار الأسد الذي ضرب بالغازات السامة شعبه ثلاث مرات . عندما كان صدام حسين يحكم لم ير الشيعة أي حل آخر سوى القضاء عليه مهما كان الثمن ، بينما في حالة بشار الأسد صاروا دعاة عقلانية و صلح و حلول سلمية .

سعدي يوسف شاعر له تاريخ طويل ، مضروب عليه حصار و عزلة قوية واضحة . هنا الخيون يستغل أن سعدي يوسف شتم الإمارات في ساعة غضب وتم سحب جائزة سلطان العويس منه ، كما تم حذف اسمه من الفائزين بالجائزة . هناك حظر على اسمه ، أرجو مخلصا من الإخوة الكرام في الإمارات رفع الحظر ، و تفهم روحية الشاعر ، فهو بكل تأكيد لم يقصد ما قال بحقكم .

سعدي المولود في أبي الخصيب سنة 1934م محافظة البصرة يحق له في لحظة مرح شعري أن يقرر دخول السيستاني إلى جهنم في بيان أدبي ، ما هي المشكلة ؟ . السيستاني مواطن إيراني مواليد 1930م من سيستان بلوشستان دخل العراق عمره 21عاما سنة 1951م لدراسة علوم الدين في حوزة النجف . السيستاني ليس متفضلا على العراق بل منفذ لمشروع قومي إيراني .

سعدي كتب ثمانين سفرا أدبيا إنسانيا فكم قصيدة كتب السيستاني ؟ ومَن هو المقدس برأيك يا أستاذ رشيد ؟ و مَن هو المتطاول ؟ .

إن الدفاع عن سعدي يوسف كان يمكن أن يكون أسهل لو أنه لم يتورط بكل هذه المشاكل مع الإمارات و سلطنة عُمان والسعودية إضافة إلى مشاكله مع إيران والشيعة والسيستاني ... هذا دون أن نتطرق إلى موقفه الغريب من الأزمة في سوريا الذي أغضب الشعب السوري .

والذي جعل الأمر مرهقا حقاً تلك القصيدة الأخيرة عن السيدة عائشة أم المؤمنين والنبي العظيم محمد التي أفرح بها الكثير من الكتاب الشيعة . بعد بيانه الشعري عن السيستاني وقع سعدي بفخ كراهية متزايدة من المثقفين الشيعة فأراد دفع تهمة الطائفية عن نفسه فكتب قصيدة ( مرفوضة ) غير موفقة فيها إساءة لنبينا العظيم . لم يدفع بها كراهية الشيعة بل وقع في كراهية العرب و المسلمين السنة أيضا . إنها محنة المثقف السني في العراق الصفوي . مؤخراً أصدر الشاعر حسين القاصد بيانا دعا فيه إلى طرد الشعراء السنة أمثال محمود الدليمي و عمر عناز و اسماعيل حقي و علي الأنباري من اتحاد الأدباء وأطلق عليهم صفة " شعراء داعش " لأنهم ضد حملة السيد المالكي العسكرية على الأنبار . من جهة أخرى كتب الشاعر اليساري ابراهيم البهرزي مقالا حزينا يشكو اتهامه بالطائفية رغم أنه شيوعي منذ خمسين عاما . من الواضح أن الجماعة لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ، أو نبتلي أنفسنا بالكفر والجنون كما فعل سعدي .

إن كاتبا محترفا كرشيد خيون بعلاقاته الطيبة مع الخليج و وارتباطاته مع الإسلام الشيعي دخل بدهاء بين شتيمة سعدي للإمارات وبين شتيمة سعدي للسيستاني فأصابه بأذى .

أحمد شوقي مدح النبي ونال بذلك بعض الحب الذي يحتاجه الشاعر من الناس ، والجواهري مدح الحُسين و نال تعاطف الشيعة الضروري لحياته بينما سعدي يوسف يقول " يا سيوف خذيني " بحماقة . أنا مهما كان مجرد محب له لا أستطيع القيام بمعجزات ، رشيد الخيون كاتب ماكر وليس سهلا ... فقط أتألّم و أغضب لأجله .

مهما كانت مواهبنا يا سعدي فنحن لا نستطيع مواجهة التاريخ ، والكيمياء ، و طبيعة الأشياء . هناك كتاب يجمعون الدعم المتعاظم خلفهم بدهاء و حكمة معاوية و يحافظون على شعرته . يحصدون المال من النجف والجنادرية والإمارات و قم . لا أعرف لماذا تذكرت سيدنا علي بن أبي طالب الذي تخلى عنه أخوه عقيل بن أبي طالب و ذهب إلى خصمه في الشام ، كما تخلى عنه ابن عمه عبد الله بن عباس ( حبر الأمة ) حيث حمل بيت مال المسلمين معه إلى مكة بعد أن ولاه على البصرة وقال لعلي بأن يديه ملطخة بدماء المسلمين ، وقد انقلب عليه فقهاؤه فأصبحوا خوارج حاربوه بالسيف .

الباحث الخيون ينشر ضدك عند خصمك بجريدة المدى ، و عند الخليج لأنك شتمتهم بلا سبب بعد أن أكرموا مثواك و منحوك جائزة . هناك كتاب شيعة مقربون من المنابر الخليجية يضربونك دفاعا عن ملياردير مقدس كالسيستاني و لا يمكننا فعل شيء لأنك تشتم السنة كما تشتم الشيعة . هذا تهور وليس سياسة . رأسك يا شاعر العراق يتحول اليوم إلى ثلاثة آلاف دولار بجيب باحث ممتاز و كاتب محترف فوالله إن الرجل قد صوب فأصاب .

شاعر كبير سيرته الذاتية مأساوية حقاً ، فقد كان يوما من الأيام شاعر الحزب الشيوعي الأول ، لطالما وزعوا دواوينه على منتسبي الحزب مع كتب لينين . لكن موقفه من احتلال العراق عزله عن الحزب ، فاكتشف بأنه مجرد سني عربي عراقي وحيد . العزلة جعلته يشتم بعنف كما حدث للملك لير حين فقد مملكته التي وهبها لبناته و غدرن به ثم طردنه من القصر في العاصفة . اكتشف سعدي بأنه لم يعد ملكا ، لا وطن ولا حزب . أنا أفهمه لكنه شتم كثيرا ، أكثر من اللازم ، كان يحاول الإنتحار ربما . اليوم جاء كاتب محترف مثل الأستاذ رشيد الخيون ليكشف ذلك بقسوة . هذه حكاية حزينة ... حزينة جدا . سعدي شاعر لا يستطيع أن يعيش بلا حب ، هذه هي المشكلة .

من بين جميع الذين شتمهم سعدي يوسف أعجبني الروائي اللبناني المعروف الياس خوري والشاعر العراقي زعيم نصار . حين سألته صحفية عن شتيمة سعدي له قال إلياس بأنه تلميذ سعدي منذ صباه رغم أنه روائي و كاتب شهير مواليد 1948 م . كذلك الشاعر زعيم نصار حين قال عنه سعدي بأنه أحد أيتام المالكي قال بأنه يشعر باليُتم حقاً لأنه لا يرى سعدي الأب الشعري العراقي الجميل في شوارع بغداد . هذان هما الأمل وليس الكتبة الذين أطلقهم الصفويون لتنهش لحمه في الصحافة . غير أن الباحث رشيد الخيون أحزنني كثيرا بهجومه العنيف لأن الأستاذ رشيد كاتب و باحث من الوزن الثقيل وليس صحفيا صغيرا . حزنت لأنني شعرت بأن سعدي سيحزن .

الشيعة يقولون سعدي شتم السيستاني ، والسنة يقولون سعدي ربما أساء إلى النبي الكريم و زوجته ..... لا أعرف لماذا تجعل الأمر صعبا على محبيك و سهلا على أعدائك .

أنت رجلٌ مُتْعِب يا سعدي بمعنى الكلمة ..... و ربما لن نستطيع معك صبرا

" يقولون لِيْ ما أنت في كلّ بلدةٍ
وما تبتغي ؟ ما أبتغي جلَّ أَنْ يُسْمى "
أبو الطيب



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم لا تنصر الثوار
- متى تعمل المعارضة العلوية من بغداد؟
- مجدكم و مجدي
- حسن شحاتة الظلامي وهيباثيا الفيلسوفة قتلة مصرية واحدة
- الكيل بمكيالين ، سوري و عراقي
- مزارات لا تصلح للحجيج
- حلاوة التوحيد
- حياتك التي خربتها هنا
- القاريء كنزي ، و ثروتي ، و عشيرتي
- قصيدتان
- انتصار حسن نصر الله التاريخي
- الحنين ، اللغة ، برودسكي
- زيارة الإمام الكاظم رسالة سياسية إلى السنة
- الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة
- التكفير والهجرة ، عصر الحروب المقدسة
- حاجتي ليست في قوافلكم
- الجواهري و مديح الطغاة
- عذابات السني العراقي
- الحرب الحبيبة
- وما هو ضرر الحروب ؟


المزيد.....




- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...
- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - سعدي يوسف رجلٌ مُتْعِب