أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - اللهم لا تنصر الثوار














المزيد.....

اللهم لا تنصر الثوار


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هي الثورة وماذا سيحدث؟ . في النهاية يتقيأ المجتمع أحشاءه على الجدران ، والشوارع . يعود كل فرد إلى بيته ، ومأساته الشخصية . الفقير لن يصبح غنياً ، والقبيح لن يصبح وسيماً ، الجاهل لن يصبح عالماً .

الثورة ، نوع من الصراخ الجماعي ، ضد العذاب الوجودي . شعب يخلع حكومته ليلبس قميصاً آخر . ليس أكثر نظافة بالضرورة ، ولكن الهواء الأسود المتراكم ، يحتاج إلى مجتمع يصرخه ، ويتوهم وجود معنى وأهداف سامية . كالثورة المصرية على حسني مبارك عام 2011م ، التي لم تصنع سوى مأساة اسمها محمد مرسي . والثورة المصرية هذا اليوم 30/6/2013 على محمد مرسي ليأتي شيء آخر ، ربما إرهاب في مصر ليس له مثيل لا أحد يعرف . هي ثورات تلد أخرى بلا فائدة .

انتصر الشعب على محمد مرسي ، عجيييييب . ومن هو محمد مرسي ؟ . أنتم جلبتوه وأنتم رفعتوه ، والله قضية مملة حقاً ، لو سألتوني لقلت لكم لا تنتخبوا الإسلاميين . أرجو أن تختاروا جيدا هذه المرة . أعتقد الشعب المصري يحب الخروج إلى ساحة التحرير . لا سلاح كيمياوي مثل بشار الأسد ، ولا سحق بالدبابات مثل الحكومة الصينية .

أنا لا أفهم ماذا يفعل الإخوان المسلمون في مصر ؟ . حين جاء نظام الخميني إلى إيران ، أول شيء قام به تصفية القوى العلمانية و مطاردتها ، و زجهم في السجون والمشانق ، هل نسينا محاكمات خلخالي ؟ . الشيء الثاني الذي قام به الخميني إشاعة الكآبة و طقوس الموت ، والشيء الثالث البحث عن حرب للتخلص من الشباب ، وأخيرا لابد من رسالة وهمية كتصدير الثورة الإسلامية لأي نظام شوفيني معزول .

حزب الإخوان المسلمين هو حزب ديني ، يريد أن يحكم مصر بالتعايش مع القوى العلمانية ، وبالتعايش مع إعلام مصري ديمقراطي ، هذا مستحيل . سوف يسقط الإخوان بكل تأكيد ، إلا إذا أعلنوا حربا داخلية و خارجية . وإلا إذا أحكموا سيطرتهم على الجيش وتصفية العسكر المعارضين . يمكنهم الدخول في سورية . نعوش الشهداء ستطيل عمر النظام المصري ، وكلما طالت الحرب ، تزداد قبضتهم قوة .

هذا طبعا ، في حالة لم يسقط الرئيس الإخواني مرسي خلال الساعات القادمة بثورة شعبية وطنية مليونية مصرية كما يقول معارضوه .

مسكين الشعب الإيراني تحمل حكومة دينية ظلامية خمينية أكثر من ثلاثين سنة ، بينما الشعب المصري لم يتحمل الإخوان المسلمين سنتين . المشكلة سخرية المثقفين المصريين واضحة من أتباع ولاية الفقيه ، خصوصا كتاب حزب الدعوة العراقي ، وهم يشجعون المصريين على الثورة . يا أخي لا تخف على المصريين .

الله وحده يعلم لماذا الثورة نزهة على النيل في مصر ، بينما هي حرب عالمية في سورية . لماذا عشرة قتلى يغيرون النظام كل يوم في مصر ، بينما مئة ألف قتيل تعيد بشار الأسد إلى الحكم في سورية .

الثورة ، نوع من تأكيد الهوية الجماعية ، هرطقة تستحضر روح الشعب ، وعواطف بشرية لا جدوى منها . الثورة ، تشبه حفلات نهاية الأسبوع الصاخبة في كندا . حيث يفيق كل شخص في اليوم التالي مصاباً بالصداع والكآبة . تشبه المريض في الغرفة المجاورة الذي يملأ قسم الطواريء بالصراخ ، دون أن يعرف سبب وجعه .

هؤلاء الذين يكتبون هذا النهار ، يعبرون عن وجع ومرض . يظنون أنفسهم أطباء يكتبون وصفات شافية .

نحن شعب دونكيشوتي بامتياز . الشعوب تصنع ثورات ونحن نصفق لها بحماسة مشبوهة ، و ننتظر ثورة يبدأها رجل إيراني خرفان اسمه علي السيستاني ، يعطينا فتوى بالثوران .

خلال قرنٍ كامل توهمنا حروباً مع طواحين هواء كثيرة ، كالبعث ، والشيوعية الملحدة ، والعدو الفارسي ، وصدام حسين ، والخميني ، والصهيونية ، وإسرائيل ، والإمبريالية ، والقاعدة ، والوهابية . ثم عدنا مهزومين من حروبنا الخيالية ، ببلد محتل ومقسم .

لم ننتصر على صدام حسين ، بل هزمنا حتى في موته . لم ننتصر على الخميني ، بل تحول ضريحه إلى مزار . لم ننتصر على أمريكا ، بل قامت أمريكا باحتلالنا .

كل ما نريده الآن ، إسقاط السيد نوري المالكي " أبو إسراء " ، الذي كان قبل سنوات فقط ، متسكعاً في السيدة زينب . يصرف دولارات في الحسينية الحيدرية ، حتى هذا النصر السخيف ، يبدو بعيد المنال .

خلال قرن كامل لم يقدموا لنا سوى انتصار واحد ، هو انتصار الشيعة على السنة . يعني انتصاراً على أنفسنا ، وذاتنا .

نحن شعب دونكيشوتي أبعد من تصور الإسباني سرفانتس . لأن زعيقنا ، وحروبنا الوهمية ، جلبت لنا الهزيمة تلو الهزيمة . شعب مصاب بشيزوفرينيا دينية مزمنة ، وبعقائد موجعة . بوعي عذابي مخيف ، و كراهية شديدة لأنفسنا بسبب سؤال الهوية .

نحن مشكلة لاحل لها في الخيال ، فما بالك بالواقع . مازلنا نتوهم التشابيه حقيقة ، وأن هناك حرباً مازالت قائمة ، بين يزيد والحسين ، وأننا طرف أصيل فيها ، نخرج دائماً بالملايين ثائرين من مؤخرة الزمان ، لننضم إلى الحسين ضد معسكر يزيد ، ونرجع إلى بيوتنا منتصرين . نحمل معنا غنائم وفيرة ، من الطاعات والحسنات . هل رأيتم دونكيشوتية أكثر وضوحاً من هذه؟ .

كيف نثور ونحن امتداد للثورة الإيرانية ، التي ترى أن الصراخ في الشوارع لا ينفع ، ولا جدوى منه ، بل العبرة في القنابل النووية التي تجعل الحدود الفارسية مقدسة ، و محترمة في نظر الدول العظمى .


كان الكويتيون أيام الحرب بين العراق وإيران يتوجهون إلى الله بدعاء خبيث :" اللهمّ اهزم الخميني ، أللهم لا تنصر صدام حسين " . وبعد الضجيج ، والغبار الذي لقيته من الكتابات الثورية الحماسية هذا اليوم ، أتوجه إلى الله بذات الدعاء: اللهمّ اهزم الدكتاتوريات ، اللهم لا تنصر الثوار .



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تعمل المعارضة العلوية من بغداد؟
- مجدكم و مجدي
- حسن شحاتة الظلامي وهيباثيا الفيلسوفة قتلة مصرية واحدة
- الكيل بمكيالين ، سوري و عراقي
- مزارات لا تصلح للحجيج
- حلاوة التوحيد
- حياتك التي خربتها هنا
- القاريء كنزي ، و ثروتي ، و عشيرتي
- قصيدتان
- انتصار حسن نصر الله التاريخي
- الحنين ، اللغة ، برودسكي
- زيارة الإمام الكاظم رسالة سياسية إلى السنة
- الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة
- التكفير والهجرة ، عصر الحروب المقدسة
- حاجتي ليست في قوافلكم
- الجواهري و مديح الطغاة
- عذابات السني العراقي
- الحرب الحبيبة
- وما هو ضرر الحروب ؟
- البحرين قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية


المزيد.....




- سوريا.. تعبير السعودية عن -ارتياحها- وتعليق وئام وهاب يثير ت ...
- سوريا.. فيديو استهداف القوات السورية في السويداء ينشره الجيش ...
- جفاف تاريخي يضرب لبنان.. بحيرة القرعون في أدنى مستوياتها وته ...
- جندي إسرائيلي بحالة خطرة في رابع محاولة انتحار خلال 10 أيام ...
- أوقاف سوريا.. ثروة عقارية تحت أنقاض الفساد
- لماذا تزايدت هجمات الطائرات المسيّرة على كردستان العراق؟
- مصر.. علاء مبارك يعلق على ما قاله محمد متولي الشعراوي لوالده ...
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- البنتاغون يعلن عودة 2000 جندي من قوات الحرس الوطني المنتشرين ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو أعطى مرونة أكبر لفريق التفاوض


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - اللهم لا تنصر الثوار