أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة














المزيد.....

الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، كنا في الجامعة . الشباب ، الحب ، الشعر ، الفكر ، الكون ، الطموح . نعم كانت هناك حروب و دكتاتورية ، غير أننا رأينا الحياة أكبر بكثير من أن تتشوه بشكل كامل . ربما نشكو من دكتاتورية النظام و ظلمه ، فأهلنا ينتقدون الحكومة كثيرا ويشتمونها . لكننا لم نر في ذلك ما يوقف الحياة . نحتفل ، و نسهر و نغني ، كانت السياسة جزءا صغيرا من الحياة فقط . كنا نرى الشباب الذين يئنون ، أنين الناقة التي فقدت ولدها في محرم . يسمعون محاضرات الشيخ الوائلي ، يتحدثون عن رجل دين عبقري أعدمه النظام اسمه محمد باقر الصدر ، تغرق عيون بعضهم بالدمع حين يذكرون الخميني ، بعض هؤلاء عندهم أخوة و أقارب أُعْدموا في حزب الدعوة ، أو في التنظيمات الشيعية . كان هاجس السياسة ، و نقد النظام ، بالنسبة لهؤلاء الناس قضية حياة ، حلم عاشق ، رغبة مكبوتة . السياسة هي كل الحياة . كنت أعتقد بأنهم أصحاب مزاج سيّيء فقط . الآن وأنا أرى غضب السنة العرب في العراق ، و حرقتهم ، عدم رغبتهم بالحوار الهاديء ، شكوكهم بكل مَن يختلف معهم ، مزاجهم الحاد العنيف الكئيب أحيانا . أتذكر أولائك الأصدقاء الشيعة الطلاب ، و عذابهم . صديقي أمجد السواد واحد منهم ، أخوه معدوم شابا بحزب الدعوة ، و هو سجين سياسي في بداية العشرينات من عمره ل خمس سنوات . كان مجنونا بالحزن ، والغضب ، والسياسة ، والحقد . هو اليوم دكتوراه فيزياء كونية من جامعة توركو ب فنلندا ، و نائب رئيس البعثات العلمية الدراسية في وزارة التعليم العالي ، و أحد رجالات حزب الدعوة ، الجعفري تحديدا . إن الوجدان الجريح ، المكسور ، الذليل لا تستطيب له الحياة مهما كانت جميلة . وهذا حال السنة العرب اليوم ، وربما كان هذا هو حال بعض الشيعة زمن النظام السابق . لم أكن لأتمكن أن أفهم معاناة أمجد السواد ، فماذا أستطيع أن أفعل له ؟؟ ..هو سجين سابق ، أخوه معدوم بحزب الدعوة ، و يحب الخميني و الصدر . لا أستطيع أن أشعر بهذه الأشياء مهما حاولت . لأنها ببساطة لا تمسني وجدانيا ، ولا رمزيا . هذا بالضبط ما يحدث اليوم للسنة العرب ، يحاولون إصابة الشيعة بعدوى معاناتهم ، و كآبتهم ، و وجدانهم المسحوق ، وظلمات سجونهم ، و مقابرهم الجماعية ، واغتصابهم . هذه قضية مستحيلة . لا يمكن لهم أن يسمعوكم على هذه الموجة ، و هذا التردد . لهذا ، ربما ، نحن بحاجة إلى أبطال ... أبطال وطنيين كبار ، وليس فقاعات تظهر بسرعة ، و تكبر بسرعه ، و تنفجر بسرعة .



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير والهجرة ، عصر الحروب المقدسة
- حاجتي ليست في قوافلكم
- الجواهري و مديح الطغاة
- عذابات السني العراقي
- الحرب الحبيبة
- وما هو ضرر الحروب ؟
- البحرين قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية
- عَمّتِيْ أَمِيْنة ، و جَرَّتُها الثّقِيْلة
- النخبة والعامة
- شَهْوَةُ الحرب
- وَجَعُ الحياة
- أوديسيوس
- الشُّعَراء من نَفْسٍ واحدةٍ
- الصَّلاة
- الإسلام تجربة روحيّة ، و ثقافة
- الشاعر علوان حسين و دموعه
- أدب الصَّمْت عند هنري ميللر
- عن الشاعر المسلم
- الحرية والإغتراب
- رَحْمَةُ الله


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة