أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 11:49
المحور:
الادب والفن
" يا بني : إن من الكلام ، ما هو أشد من الحجر ، و أمر من الصبر ، و أحر من الجمر . و إن القلوب مزارع ، فازرع فيها طيب الكلام . فإن لم ينبت كله نبت بعضه " / لقمان الحكيم . أرستقراطية المعرفة هي قضية أصيلة لدى المفكرين . من أبي العلاء ، إلى الجاحظ ، إلى المتنبي ، إلى التوحيدي ؛ الذي كتب في الإمتاع والمؤانسة " إن التصدي للعامة خلوقة ، و طلب الرفعة بينهم ضعة . وما تعرض لهم أحد ، إلا أعطاهم ، من نفسه ، و علمه ، و عقله ، و لوثته ، و نفاقه ، و ريائه . أكثر مما يأخذ منهم ، من إجلالهم ، و قبولهم ، و عطائهم ، و بذلهم " . علي بن أبي طالب ، أول مثقف انتقد الغوغاء ، بقوله إن أكثر الناس همج رعاع ، ينعقون مع كل ناعق . وإنه لا يزيده قربهم منه ألفة ، ولا بعدهم وحشة . وهذا يؤكد اغتراب المثقف . أما المتنبي ، فيصف من يتساوى عنده الناس ، كالأعمى الذي يتساوى عنده النور والظلام . وفي أدب الغربيين يُعتبر الفيلسوف شبنجلر ؛ أول من حارب الديمقراطية ، لأنها تساوي العالم بالغوغائي ، بل بلغ غلوّه درجة نفي صفة " الوجود " عن العامّة . وكذلك الفيلسوف نيتشيه فقد قال : الغوغاء لم يولدوا ليموتوا . في الحقيقة الغوغائي يفضح نفسه حين يفتح فمه . كما قال عليّ بن أبي طالب " المرء مخبوءٌ تحت طيّ لسانه " . لأن مستوى لغته ، هو عينه مستوى عقله . والغوغائي يرث أفكاره ، من أسرته وبيئته . ثم يدافع عنها بعصبية قبلية ، قطيعية ، غريزية . كلامه لا إبداع ، ولا مفاجأة فيه . وسمعتُ أن الفقهاء العظام ، يخاطبون بعضهم بخطابات ، غير التي يكشفونها للعامة . والله أعلم .
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟