أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - السيرُ للوراء














المزيد.....

السيرُ للوراء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 06:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوجه البلدانُ العربية للسير للوراء بشكل مستمر خلال العقود الأخيرة، وقد لاحظنا ذلك في تحولات العراق وفي غيره من البلدان كنماذج لسيرورة التطور، يقول مفكرٌ لبناني:
(لماذا يستمر الصراع الطائفي والمذهبي إلى هذا الحد الذي تستنفر فيه كل طائفة وكل مذهب اقصى الغرائز في الدفاع عن ذاتها وذاته، ضد كل الآخرين من الطوائف والمذاهب وصولاً إلى استنفار قوى خارجية هنا وقوى خارجية هناك في هذا الصراع)، كريم مروة، نحو جمهورية ثالثة.
حين يناقش الكاتب أسباب تدهور الوضع السياسي الاجتماعي وتفاقم الطائفية وتحلل المجتمع عائداً للوراء، لا يتوجه للبُنية الاجتماعية الإقطاعية لتحليلها، بل يقوم برصد ظاهرات سياسية في ذلك الحين، عندما يعتبرُ رحيل حافظ الأسد وقتذاك لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، لكن ما هي دلالات حكمه؟ ولماذا إن ظاهرة المقاومة في الجنوب لم تصبح لبنانية شاملة بل اقتصرت على فريق؟
ككلِ بنيةٍ عربية رفضتْ تجاوزَ زمن النظام التقليدي مبقية على النظام المذهبي، وغياب الرأسمالية الحرة والعلمانية والتداول السلمي للسلطة فإن البنية اللبنانية اتجهت للغرق في تناقضاتها.
لم تستطع القوى الطائفيةُ والعشائرية أن تشكل نظام إنتاج متطور حر، وقام أصحابها بخلق دول مصغرة في الدولة الكبيرة المفتتة، ودولُ الطوئف هذه أُبقيتْ عبر الهيمنتين الفرنسية والسورية اللتين واصلتا ثقافة الإقطاع.
العجز عن إنتاج ثقافة ديمقراطية حديثة من قبل المثقفين والأحزاب وغياب انتشارها بين الجمهور وأسبابها معروفة في صراعات الطوائف خلال قرون في لبنان وسوريا، حيث لم يقم السابقون بتنحية الثقافات الدينية عن السياسة، بل تواصلت هذه العملية، ولم يقم أسلوب التجارة بتخطي هذا المستوى.
التراجع للوراء بسبب تكريس الثقافة الطائفية والعشائرية يؤدي لتدهور كافة العلاقات الاجتماعية والسياسية وصولاً لتمزق المجتمع.
وتداخل التأثير السلبي المشترك بين المجتمعين اللبناني والسوري واضح للعيان، فالنظامُ السوري بعجزه عن التحول لرأسماليةٍ حرة ديمقراطية، وهيمنة العسكر الاقتصادي على موارده الذي كان يحتاج لفوائض مستمرة لبيروقراطيته الاستغلالية ووجوده على حساب المجتمع اللبناني، ثم واصل هذا الاستغلال عبرَ الدخول في الشراكة الإيرانية، فإن هذه التحولات الاقتصادية السياسية لم تقم بإنتاج مجتمع رأسمالي متطور، بل عمّقت تناقضاته بين رأسمالية دولة بيروقراطية عسكرية ساحقة وقوى شعبية حِرفية وعاملة فقيرة، فراح الطرفان يدمران بعضهما بعضاً.
الشكلُ العسكري من الاقتصاد الذي جمّد المجتمع السوري عن التطور وخلق هيمنة متخلفة، أثرّ على المجتمع اللبناني الذي كانت لديه إمكانيات أكبر من التفتح والازدهار التجاري.
هنا تقوم العلاقاتُ ما قبل الرأسمالية بجر مجتمعين للوراء، فتتأثر الميزانية ويتفاقم العجز وتضرر كافة المفردات الاقتصادية والاجتماعية.
أي هو الغرق في الظاهرات السلبية والسير للوراء، ولكن نظراً للطبيعة المغامرة لرأسمالية الدولة السورية تصاعدت نتائجُها السياسية والعسكرية المناطقية التي تغمر عدة دول بمشكلاتها.
الرأسمالية المُلجمةُ بالعلاقات العتيقة في لبنان لها ضررٌ كبير، ولكنه أقل من ضررِ رأسمالية الدولة العسكرية، حيث توجه الفوائض لخدمة مغامرات الضباط الكبار، والأضرار الناتجة من القواقع الاجتماعية اللبنانية تفاعلت مع رأسمالية الدولة على مدى عقود، ووصلتها تأثيرات النظام العسكري المأزوم، فتنجر هنا إلى حرب أهلية طائفية في مكان آخر.
لا تتعلق الأمور بشخص حافظ الأسد أو ابنه بل بنمط إنتاج، ورغم أهمية الشخصية وموقعها فإن النمط هو الذي يحدد دور الفرد، لقد عجز المجتمعُ السوري من السير في طريق الرأسمالية الحرة الديمقراطية فجرَّ لبنان إلى تخلفه وأزمته وهو الذي كان يحمل بودار مهمة لذلك التطور، وكانت البنية اللبنانية ذاتها تحمل سببيات تأثر عميقة لهيمنة الأسر الإقطاعية المختلفة على المذاهب والجماعات الدينية لكنها لم تكن مركزية حكومية قاهرة وجاء ذلك عبر التدخلات مرةً من خلال الجيش السوري ومرة من خلال حزب الله.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)


المزيد.....




- فيديو هبوط اضطراري لمروحية رئيس وزراء أرمينيا بسبب الظروف ال ...
- هل تريد تجربة فاكهة -الأناناس الأحمر-؟ هذا سعر الحبة الواحدة ...
- اختبار بسيط لقياس درجة ترطيب الجسم
- -ولادة جبل جليدي جديد- في صور مذهلة!
- تحليق طائرات حربية بولندية تزامنا مع عمليات للطيران الروسي غ ...
- بيونغ يانغ تتهم سيئول وواشنطن بالتجسس عليها
- لبنان.. خطف شاب سوري يتيم الأبوين والمطالبة بفدية لإطلاق سرا ...
- -هل تستطيع السلطة الفلسطينية القيام بدور أفضل في غزة منه في ...
- الأولى منذ نحو ربع قرن... الرئيس الفرنسي ماكرون يزور ألمانيا ...
- بعد احتجاجات.. الرئيس التونسي يقيل وزيري الداخلية والشؤون ال ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - السيرُ للوراء