أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - عراقيون أم بدون














المزيد.....

عراقيون أم بدون


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 16:46
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن دفنوا أبنهم الوحيد وأنهوا طقوسهم أبتداءا بتلقي الخبر مع الصدمة والترويع مرورا بالفاتحة حتى الأربعينية بقي الأب والأم (من بيت المندلاوي) لاينامان لفترة طويلة , فأبنهم بالنسبة لهم المستقبل وثمرة الحياة الوحيدة , كان متفوقا في دراسته الاعدادية و تم قبوله في كلية الطب جامعة الموصل , توفي على الفور في حادث أنحراف قطار (موصل - بغداد) عندما كان متوجها الى كليّته ووجدوا قربه (الكليچه) و (العروگ) كانت مبعثرة , كذلك الدولمة بعد أن (تعقّچت الجدرية) السبب كان تقصيرا تتحمل مسؤوليته الحكومة
هكذا تأكد الوالدان ورفعا قضية ضد وزارة المواصلات في العام 1976 تم الحكم بها في العام 1987 بتعويض مدني مقداره (خمسون دينارا لاغيرها) , لم تغطي تكاليف المعاملات والمراجعات التي أستمرت 11 سنة , حصل ذلك في نفس العام الذي حكمت به محكمة سويدية على شركة حليب للأطفال بدفع مبلغ (أربعمائه وخمسين ألف دولار ) لصالح أم عثرت على قطعة زجاج صغيره في علبة حليب طفلها , رغم أن قطعة الزجاج لم تؤدي الى أي ضررلسببين , الأول أنها أكتشفت مبكرا و الثاني أنها لم تكن لتسبب خطرا لكون فتحة زجاجة الحليب جدا صغيرة , حسمت القضية بعد أن تأكدت الحكومة أن شظية الزجاج أتت فعلا أثناء التصنيع وتأكدوا من ذلك مختبريا , من أستيضاح الأجحاف الصارخ دعونا ننتقل الى مكان مرعب , حيث (مركز تسليم الشهداء في الصويرة ) بمجرد أن يذكر تعتصر القلوب مع غصّة طويلة , شباب مقتولين لا ديّة لهم سوى بضع كلمات و مكرمة مهينة مقيتة , وكما القطار الذي قتل طالب الطب , تأتي لهذا المركز شحنات من الجثث , تتباين أعدادها , قفزت في هجوم المحمرة و البسيتين والخفاجية , لتسجل أرقاما قياسية في هجومي الفاو و نهر جاسم , الأول مات أثنائه أكثر من أربعمائه , لتستمر كذلك الأشهر التالية , والثاني فاقت الأرقام الخمسمائة لتبقى كذلك حتى آخر حرب أذا أستثنينا جريمة ملجأ العامرية والفلوجة والزركّه و الصولات الأميركية , , وبعد وصول قطار العمر الى أيامنا الحالية دعونا نعرّج على دوائر الطب العدلي لنقارن الأعداد , نراها تتضاعف , يقتل من الناس (هذه المرة مختلف الأعمار ) ألف وماحولها , قتل ممنهج منساب كما الوحش العملاق الذي كلما ألتهم أزداد في الأملاق , لا زال الأكبر في كل القارات السبعة , لا بصيص في الخروج من هذا الظلم والأجحاف الا بخروج (مهدي) أو (فولتير) يعيد لنا قيمتنا , من هوية و مواطنة و حقوق أنسانية , ويخلصنا من الصدمة والترويع المستمرة يوميا , سنبقى نردد بيتي الشاعر (مهجج) والتي قالها قبل قرن من الآن وكأن الزمن توقف بل تراجع الى الوحشية , نهمس بها خلسه خشية أن تسمعها حكومتنا (الديمقراطية) :
تعالوا يا رفاگه نصير جمعية
الكل منّا يشاگف عن خصاويّه
خصاوينه أصبحت بالدين مطلوبه
وذاك كحيل من يلحگ جرد ثوبه

نفس الطاس ونفس الحمّام ولازالنا كومبارس ندفع أرواحنا بدون ديّة في أحقر مسرحية

[email protected]



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكالمة هاتفية من الجنّه الهويّه
- حين أنقذ أستكان الشاي مدينة بريئة
- رسالة لص متقاعد الى جماعتنا
- فجّر فاتحة وأربح بايسكل
- لولا لحاهم طرّحناهم
- المسودن ماينسى سالفته
- خربشات على مسّلة صماء
- شبعت زبيد وطَرطرَت
- الشعب حي لم يمت .. ياخايبين الرجا
- تساؤلات في ليلة سقوط الفراشات
- أم سعد وحملها الثقيل
- سؤال من صديقتي في بيفرلي هيلز
- بصاق مختارين المحلة
- عراقيون بسرعة الضوء
- تعلولة عراقية تماشيا مع دعوة شيل وشمر
- مرحبا- بكم في مصانع تعليب الأرهاب
- آسفين يا جدعان الأعلام الغربي خاين من زمان
- الحدائق الخلفية تغادر العراق
- ماع المسمار .. يا أحرار
- حكومة بريئة و شعب في صمت يذبح


المزيد.....




- رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما
- حفل ختام مهرجان كان السينمائي: عودة أمريكية قوية وموضوعات نس ...
- مهرجان كان بنكهة شرقية.. جوائز وتكريم لفيلم مصري ومخرجين من ...
- الثقافة العربية والإسلامية بين الأمس واليوم
- طرابلس اللبنانية -عاصمة للثقافة العربية-
- شروط التسجيل في مسابقة الترجمة وزارة العدل 2024 بالجزائر
- الفيلم الأمريكي -أنورا- يتوج بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان ...
- تردد قناة النهار الجديد 2024 .. باقة مميزة من المسلسلات والب ...
- فرح أولادك بأفلام الكرتون المدبلجه .. تردد قناة سبونج بوب ال ...
- فوز فيلم -أنورا- الأمريكي بالسعفة الذهبية في كان.. ومخرج إير ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - عراقيون أم بدون