أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟














المزيد.....

الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع الوضع السياسي والاجتماعي في العراق يدرك بوضوح المخاطر المتفاقمة التي تهدد البلاد بكارثة تختلف تماماً عن بقية الكوارث التي مر بها المجتمع العراقي خلال العقود المنصرمة. فإذا كانت الكوارث والمآسي السابقة قد نشأت بفعل صراع بين السلطة السياسية الاستبدادية من جهة وغالبية الشعب العراقي بكل قومياته وأحزابه السياسية الوطنية وأتباع دياناته ومذاهبه العديدة من جهة أخرى, التي كلفت الشعب العراقي ما يقرب من مليون قتيل وما يقرب من هذا الرقم من الجرحى وإلى خراب اقتصادي واسع وديون ثقيلة وبؤس وفاقة في صفوف الشعب, فإن الكارثة المحدقة في هذه الفترة لم تنشأ بين السلطة السياسية السائرة نحو الاستبداد والشعب فحسب, بل إنها تتسبب في دفع الصراع الطائفي نحو الشارع العراقي وحملته أبعاداً مدمرة, إضافة إلى تشديد الخلاف واحتمال تفجره بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم, وبتعبير أدق إنها بين السلطة الاتحادية والشعب الكردي. والسياسة التي تمارسها القوى الحاكمة والتفاقم المحتدم في خلافاتها وعجز رئيس الحكومة وفريقه في الحكم وحزب الدعوة ودولة القانون عن إدارة الصراع بما يعالج المشكلات القائمة في أجواء الديمقراطية وبالاستناد إلى الدستور العراقي, بل هو يتحمل المسؤولية الأولى والرئيسية في ما وصل إليه العراق في هذه المرحلة الحرجة جداً من حياة وتاريخ البلاد.
إن ما ينتظر العراق في حال مواصلة رئيس الحكومة سياسته الراهنة الدافعة باتجاه المزيد من الاصطفاف الطائفي واستقطابه الشديد يتجسد في احتمال وقوع كارثة فعلية تقود إلى حرب طائفية مريرة في البلاد تساهم فيها ليس قوى الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية منها والسنية وميليشياتها المسلحة وقوى الإرهاب الدموي مثل القاعدة وجماعة عزة الدوري البعثية المسلحة فحسب, بل إنها ستسحب إليها, شئنا ذلك أم أبينا, أبناء الشعب من أتباع المذهبين في الإسلام, الشيعة والسنة, وستقود إلى موت ودمار هائلين لم يشهد مثلهما العراق, إنها ستكون أسوأ مما يجري اليوم في سوريا وأمر كثيراً.
لا بد للقوى الديمقراطية من القوميات العراقية كافة وعقلاء العراق كافة بذل أقصى الجهود لتدارك هذه المحنة الجديدة والكارثة المحدقة من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تجري في أقرب فرصة ممكنة بعد دراسة المطالب العادلة والمشروعة المتناغمة مع الدستور للجماهير المتظاهرة وإجراء التعديلات الضرورية على بعض أهم مواد الدستور العراقي وقوانين الانتخابات والأحزاب وغيرها لإجراء الانتخابات العامة في أجواء غير الأجواء الراهنة, وبعيداً عن الاحتقان الراهن الذي يمنع ممارسة سياسة هادئة وعقلانية تسهم في تحقيق وحدة الشعب العراقي.
لم يعد في مقدور رئيس الوزراء الحالي تحقيق وحدة الحكومة, فهو مفرق للصفوف بدلاً من أن يكون الجامع والموحد لها بسبب سياساته الطائفية الشيعية التي دفعت قوى أخرى إلى التخندق الطائفي السني, وهو الخطر الفعلي الراهن. وهل بإمكان قوى المعارضة لسياسات رئيس الحكومة فرض تغيير نهجه الطائفي والاستبدادي الرهن؟ هل سينجح الشعب العراقي تحقيق هذه المهمة, مهمة تشكيل حكومة إنقاذ وطني غير طائفية وتلتزم مبدأ المواطنة العراقية الحرة والمتساوية؟ هل يستطيع فرض نهج جديد في سياسة الحكومة الراهنة ؟ إن الشعب وقواه السليمة أمام امتحان عسير ويرجو كل الخيرين النجاح والخلاص له ولهذه القوى من هذه المحنة الخانقة والكارثة المحدقة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغ ...
- 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق
- سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير
- السياسة الاقتصادية والبنية الطبقية للنخبة الحاكمة بالعراق
- اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول ...
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...
- أفرج عن الدكتور مظهر محمد صالح بكفالة, ولكن..!
- محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟