أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة














المزيد.....

سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتدم الصراع الطائفي ببغداد ويتعمق التباين في السياسات والمواقف ويعلو نجم الصقور ويندحر الحوار المطلوب في الأجواء المريبة السائدة وينشطر المجتمع بين المتصارعين ويقف العقلاء حائرين أمام الغيوم المتلبدة يتساءلون ما العمل وهم شهود عيان كيف ينحدر العراق بسرعة صوب الكارثة الطائفية. فجرّ الحبل بين المالكي والنجيفي هي العلامة المميزة للعبة السياسية الخطرة في هذه الأيام, فأحدهما يستند بظهره إلى حليف غارق بمشاكله المحلية والإقليمية والدولية (إيران), والثاني يستنجد بحلفاء لا يريدون الخير والتقدم للعراق, إنهما قطر والسعودية ,كذلك تركيا .. الخ.
لقد ترك عقل المتصارعين مكانه للقوة وفتل العضلات لكي تقرر الخطوة القادمة بدلاً من الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتحاور والبحث في معالجة المشكلات العالقة, وخاصة تنفيذ المطالب الشعبية العادلة والمشروعة وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ولوج قوى ضارية على خط الصراع, إنهم البعثيون بقيادة عزة الدوري وجمهرة من قوى الإسلام السياسي بقيادة حارث الضاري ومن هم حولهم, يتجلى ذلك بتفاقم دور تنظيم القاعدة ودولة العراق الإسلامية وغيرهم من القوى التي تعمل على تدمير العراق بتنفيذ المزيد من التفجيرات التي تقتل المزيد من الناس الأبرياء وتنشر الفوضى والخراب ببغداد وكركوك وديالى وغيرها.
يتخذ نوري المالكي موقفاً معانداً, كالثور الجامح, رافضاً أي إجراء فعلي من أجل تحريك الوضع باتجاه الحل العقلاني ويراهن على استخدام الوقت لصالحه وتجاوز المطالب العادلة للشعب وللمتظاهرين, كما يراهن على استخدام القوة في ضرب المطالبين بالتغيير وإنهاء صوتهم, وهو ينتظر استخدام السلاح ليستخدمه بعنف مضاعف, ولكن إنهاء صوتهم وهم خطير حقاً, إذ إن المالكي غير مدرك أو إنه لا يريد أن يدرك مخاطر وعواقب هذا الدرب! أما النجيفي, كالثور الجامح أيضاً الذي ترك أياد علاوي على قارعة الطريق حائراً بأمره, فراح يشدد النهج الطائفي في مطالبه وينَّشط تلك الأصوات المطالبة عملياً بعودة القوى السابقة إلى الساحة السياسية والسيطرة على المتظاهرين وقيادتهم فعلياً بهدف تعميق الصراع وتشديده لتحقيق النتائج المرجوة له ولجماعته بعيداً عن مصالح ومطالب الشعب الفعلية. وهو الآخر يعيش في وهم حقيقي, إذ لا يريد أن يرى العواقب المريعة التي تنتظر العراق حين يواصل السير على نهج ودرب الاستنجاد بقطر والسعودية وتركيا. هل يسعى الطرفان المتصارعان إلى إقلمة وتدويل المشكلة الراهنة في العراق؟ إن هذا الاتجاه هو ما يرمي إليه أسامة النجيفي ومن معه, ولكن لا يخلو من موافقة غير مباشرة من جانب نوري المالكي, وإلا لكان قد بادر إلى معالجة المطالب العادلة للشعب وليس تشكيل لجنة خماسية لا تحل ولا تربط وهي التي تعود بالنهاية إليه وهو لا يريد أي حل مرحلي للمشاكل القائمة, كما يتبين من تطور الأحداث وتفاقهما.
إن عراق اليوم بحاجة إلى مبادرات تسقط هذه المراهنة وعملية جرّ الحبل بين رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب, إذ اصبح الرجلان وباءً على الشعب العراق وعلى الحراك الفعلي لمعالجة المشكلات القائمة. ويمكن للمتتبع أن يلاحظ ما يتخذه كل منهما من إجراءات متعارضة مع الدستور العراقي ومع مصالح الشعب العراقي. ويكفي أن نلقي نظرة على الموقف من البنك المركزي ومن د. سنان الشبيبي ود. مظهر محمد صالح والسيدة فوزية كاظم علي أولاً , وعلى الموقف من مدحت المحمود وفلاح شنشل ثانياً وعشرات القضايا الأخرى التي تجسد ابتعادهما كلية عن الدستور العراقي ومصالح المجتمع وحياة الناس وسمعة أفراد المجتمع.
إن عراق اليوم بحاجة إلى حراك شعبي واسع تقوده القوى المدنية العراقية, القوى الديمقراطية, هذه القوى التي ترى بوضوح وتدرك تماماً المخاطر التي يراد دفع العراق إليها والعواقب الوخيمة لهذه الوجهة في تشديد الصراع. إنها مهمة جميع العقلاء في العراق بغض النظر عن موقعهم الفكري والسياسي.
إن الشعب العراقي لا يحتاج إلى سياسيين طائفيين متعصبين ومتشددين لمذهبهم وضد المذاهب أو الديانات الأخرى, بل يحتاج على مفكرين وسياسيين متشددين لصالح قضايا الشعب ووحدته. إن المتشددين لفكرهم الطائفي الأسود لا يخدم الناس بل يخدم اشخاصهم والحفنة التي تقف خلفهم وتساندهم, وتبقى مصالح الشعب بعيداً عن تفكيرهم وسياساتهم.
إن المبادرة المدنية التي انطلقت من القوى المدنية والديمقراطية العراقية وجدت صدى طيباً وتأييداً من جانب الكثير من الناس. وهو أمر سليم ويحتاج العراق إلى مواصلة وتعزيز وتوسيع وتطوير هذا الموقف من خلال كسب المزيد من البشر لصالح الضغط على المالكي بما يستجيب لمطالب الشعب, وكذلك الضغط على النجيفي ومن معه لتعديل الشعارات والفصل بين القوى الإرهابية التي تحاول حرف خط المظاهرات بالاتجاه غير السليم. كما يتطلب الموقف الابتعاد عن إيران وعن قطر والسعودية وتركيا, إذ إن هذه الأطراف كلها تسعى لتحقيق أهدافها بالعاق وليس أهداف الشعب العراقي, وهي بالأساس ذات توجه طائفي مقيت لا يناسب العراق ولا يجوز القبول بها بأي حال.
أتمنى أن يزداد نشاط شباب 25 شباط/فبراير 2011 وبقية المنظمات والقوى الشبابية الحرة الجماعات النسوية والأحزاب الديمقراطية والقوى السليمة في المجتمع للعمل في أوساط القوى المتصارعة لكسبها لصالح التهدئة مع الحث على معالجة المشكلات القائمة لصالح المطالب العادلة للشعب عموماً وللمتظاهرين على نحو خاص.
22/2/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير
- السياسة الاقتصادية والبنية الطبقية للنخبة الحاكمة بالعراق
- اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول ...
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...
- أفرج عن الدكتور مظهر محمد صالح بكفالة, ولكن..!
- محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...
- هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبق ...
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة