أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبقى خزينة الدولة مثقوبة لمن هبَّ ودب والخدمات غائبة عن الشعب ؟















المزيد.....

هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبقى خزينة الدولة مثقوبة لمن هبَّ ودب والخدمات غائبة عن الشعب ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تسع سنوات والشعب العراق يلعق جراحه ولا يعرف متى سينتهي نزيف الدم. كل المؤشرات التي تحت تصرفنا تنذر بتصعيد التوتر السياسي بين الأطراف السياسية الحاكمة. ورغم حقيقة أن الحكم لم يستطع حتى الآن السيطرة على الأمن وحماية المواطنات والمواطنين من إرهاب قوى الإرهاب الإسلامي السياسية المتطرفة والعدوانية والمتمثلة بقوى القاعدة الداخلية والمصدرة للعراق وما تشعب عنها من تنظيمات إرهابية أو ما يمثلها في أطراف العملية السياسية الإسلامية السنية منها والشيعية , ورغم إن المجتمع العراقي ما يزال يعاني من أوجاع كثيرة سابقة وما يزال ترهق ذاكرته الحروب العدوانية الداخلية والخارجية التي شنها نظام البعث الاستبدادي ورئيس الدولة الأهوج صدام حسين والحصار الاقتصادي والبؤس والفاقة وما نتج عنها من موت لمئات ألوف الناس الأبرياء في الحروب العديدة وفي الحصار الدولي وفي القتل اليومي من جانب أجهزة أمن البعث ومؤسساته القمعية الأخرى وعمليات التهجير القسري والتشريد ..الخ , وما حصل بعد إسقاط الدكتاتورية عبر الحرب والاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق على مختلف المستويات والمجالات , فإن رئيس حكومة النظام الجديد نوري المالكي , نظام المحاصصة الطائفية البائس , يهدد بالويل والثبور , يقرع طبول الحرب ضد إقليم كردستان العراق , فنسمع صرخاته في مؤتمره الصحفي يوم السبت المصادف 8/12/2012 حيث يقول حول الصراع ما يلي: ...إذا تفجر الصراع هذه المرة سيكون صراعاً مؤلماً مؤسفاً , صراعاً قومياً ليس كالصراع السابق منطقة ضد حكومة طاغية مثل ما كان عندنا في كردستان أم عندنا في الجنوب , هذه المرة ستكون ذات أبعاد خطيرة ليس لمصلحة الكرد ولا لمصلحة العرب ..." (أخذ المقطع من نص الخطاب المنشور على المواقع الإلكترونية).
لقد كانت تلك الحروب التي خاضتها النظم السابقة قومية شوفينية متغطرسة واستبدادية وذات مضامين وأساليب فاشية عدوانية. هذا صحيح. ولكن هل ستكون , إن بدأ المالكي بحربه ضد إقليم كردستان العراق , شيئاً غير ذلك ؟ كلا بأي حال , لأنها ستكون حرباً قومية شوفينية وطائفية مغرقة بالرجعية والعدوانية وليس غير ذلك. وهو ما يفترض أن ينتبه إليه الشعب ويتصدى لمحاولة التأليب والدفع باتجاه الحرب التي ذاق الشعب مرارتها لعقود عدة.
بدلاً من الحديث عن الإرهاب والفساد ونقص الخدمات وغياب عملية التنمية والمستنقعات المائية بالعاصمة بغداد , وبدلاً من الحديث عن الفقر والبطالة وسبل مكافحتهما وتحسين مستوى حياة ومعيشة وظروف عمل الشعب , بدلاً من كل ذلك يزبد ويرعد كأنه البطل الجديد لحرب جديدة لن تكون إلا ظالمة ومشينة.
إن المالكي رجل معقد وسطحي الرؤية الاستراتيجية لتطور العراق , كما إنه يزداد انحداراً في جنون العظمة والنرجسية المرضية , يتحدث بما لا يؤمن به ويمارس السياسة بذهنية مخادعة ولا يتورع عن عدم قول الحقيقة أو الفرية , كما اشار إلى ذلك بصواب مقال الأستاذ فخري كريم يوم 13/12/2012 المنشور في افتتاحية جريدة المدى , حين تطرق إلى الحديث الذي جرى في لقاء ثلاثي جمع السيد رئيس الجمهورية ونوري المالكي والأخ فخري كريم , حين كان يدور حول تنصيب نوري المالكي رئيساً لوزراء العراق لدورة جديدة.
إن صيحات الحرب لن تنفع أحداً ولن تساعد على إيجاد حلول للواقع المزري الذي يعيش فيه الشعب ولا للمشكلات العالقة التي تتسبب في هذا التوتر الدائم والمتفاقم. إن المالكي رجل غير ديمقراطي بل فردي واستبدادي ومفرط في حبه للذات والسلطة ودفء الكرسي حتى لو كان على حساب شن حرب وموت الآلاف من البشر أو فقرهم المدقع.
النظام السياسي الحالي نظام فاسد لا لأنه يقوم على المحاصصة الطائفية والأثنية وبعيداً عن روح الوطن والمواطنة الإيجابية وينأى عن قاعدة "الدين لله والوطن للجميع" فحسب , بل ولأن الفساد يُمارس يومياً كنظام معمول به في البلاد , يمارسه أغلب الحكام المشاركين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية , فهذه الغالبية تسرف في نهب البلاد وإفقار الخزينة , فما يدخل إليها ويبدو وكأنه يدخل إلى خزينة مثقوبة بثقوب كثيرة وكبيرة يتسرب منها المال إلى جيوب تلك الغالبية بطرق وأساليب شتى. وليس في هذا القول أية مبالغة , بل كل الدلائل التي تنشر على الصعيد الدولي وخاصة من منظمة الشفافية الدولية تؤكد هذه الحالة. اليكم ما ورد بشأن العراق بصدد الفساد : احتل العراق في العامين 2009 و2010 المرتبة 175 من مجموع 178 دولة شُملت بالتحري عن الفساد فيها. وجاء في شبكة الرقاب الدولية بشأن موقع العراق في جدول الشفافية الدولية في العام 2011 ما يلي: " وبالإضافة إلى الصومال وكوريا الشمالية ، واللتان تشاركتا في المركز 182 ، قبعت دول أخرى في المنطقة في أسفل القائمة ، وتضم ميانمار وأفغانستان وأوزبكستان وتركمانستان والسودان والعراق وهايتي وفنزويلا." ولم يتغير الوضع في العام 2012 عن العام الذي سبقه. ومثل هذه الحقيقة هي التي تؤكد إن العراق غارق في الفساد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه , وإن الفساد لا يدور حول مئات ألوف أو ملايين الدولارات الأمريكية , بل عن المليارات من الدولارات الأمريكية. ومن هنا نستطيع أن نفهم بوضوح , ومعنا الشعب في غالبيته , ندرك اسباب نشوء هذه الآلاف من اصحاب المليارات والملايين من الدولارات الأمريكية وليس المليارات من الدنانير العراقية. رئيس الوزراء يدعي وجود ملفات فساد لديه , فهل يعني عدم إعلانه عنها أنه مشمول بذلك أم إنه وأفراد عائلته مشمولون بذلك؟ هذا مجرد سؤال يفرض نفسه على كل إنسان يتحرى عن الفساد ويسمع رئيس الوزراء يقول إن لديه ملفات الفساد , وإن كذا شخص مشمول بالفساد دون أن يذكر اسمه أو يدفع بملفه إلى القضاء. إن من حق الشعب أن يسأل هؤلاء الأثرياء من القطط السمان الذي طرحته المطربة العراقية المتوفاة في أوائل الخمسينات من إذاعة صوت أمريكا في أغنية لها من أين لك هذا؟ وتجيب عليه هذا من فضل ربي ..ثم تقول قابل الله أنزله ألك بالزنبيل .. , كما قدم المونولوجست عزيز علي من نفس الإذاعة وفي نفس الوقت منولوجه المشهور "صل على النبي" ويقول فيه: "صل على النبي صل على النبي ... وأخذ أياغه هالصبي ... مختار ذاك الصوب هم ممنون منه والنبي .." , إذ اصبح مختار ذاك الصوب (ابو ناجي رمزاً لبريطانيا حينذاك) في الوقت الحاضر "العم سام" رمز الولايات المتحدة في هذه المرحلة.
الشعب العراقي يعيش اليوم في ظل نظام سياسي يُهدر فيه دم العراقي ويُهدد بحرب قومية شوفينية وطائفية جديدة مدمرة وفساد مالي يسرق أموال الشعب بغير حساب وسقوط أخلاقي لما مثيل له طيلة عمر العراق الحديث. واليوم يندفع بذريعة تقوية العراق لمواجهة الأعداء وليس الكرد وليس الشعب , حسب إدعاءه , ليشتري المزيد من السلاح ويكون ثقباً جديداً في خزينة الدولة لعقود الأسلحة والفساد , تماماً كما فعل صدام حسين ومن بعده حازم الشعلان ومن جاء من بعدهما حتى الآن , كما تشير إلى ذلك وسائل الإعلام والسيد صادق الموسوي , رئيس مؤسسة الأعلام العراقي في ندوة تلفزيونية على برنامج الساعة التاسعة في قناة البغدادية مكملاً تصريحات الشابندر ومتوسعاً في ملف الفساد الخاصة بالصفقة الروسية.
إن رئيس الوزراء يذهب إلى العشائر العراقية ليكسبها إلى جانبه , تماماً كما فعل صدام حسين , ويريد أن يدفع بها إلى الموت ايضاً , تماما كما فعل صدام حسين. ولكن الغريب بالأمر إن غالبية الشعب لم تدرك بعد عمق الهوة التي يدفع رئيس الوزراء العراقي إليها والعواقب الوخيمة على المجتمع العراقي وعلى وحدة نسيجه الوطني ولحمة أهله.
إن دعاة الديمقراطية والمدنية والتآلف والسلام في العراق كافة يتحملون مسؤولية فضح النهج السياسي الجديد لرئيس الوزراء العراقي الذي أصبح خلال السنوات الأربع الأخيرة أحد الصقور الأشد فتكاً في حزب الدعوة الإسلامية وفي المعسكر الشيعي , لكن الرجل بدأ ينخر بالتحالف الوطني وبقائمة دولة القانون وطرح البديل الديمقراطي في انتخابات المحافظات القادم وفي الانتخابات العامة القادمة التي نأمل أن يكون الشعب قد ادرك مخاطر استمرار المالكي على رأس السلطة التنفيذية ويمسك بزمام القوات المسلحة وبالسلطة القضائية إلى حدود بعيدة ويمتلك تاثيراً مباشراً على السلطة التشريعية ويسعى إلى تحقيق تحالفات جديدة للمضي في نهجه العسكري والحربي ضد إقليم كردستان.
14/12/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...
- ما هي العوامل الكامنة وراء تشنجات السياسة المالكية؟
- حملة واسعة من أجل إنقاذ حياة الصابئة المندائيين في سوريا من ...
- مناقشة مع الأفكار الواردة في تعقيب السيد طالب العبودي
- مرة أخرى يغوص المجرمون القتلة بدماء نساء ورجال الشعب العراقي
- المهمات التي تواجه هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ال ...
- مهمات هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العر ...
- ألا يقدم -الأخوان المسلمون- في مصر النموذج الاستبدادي المحتم ...
- الإخوان المسلمون في مصر يكشفون عن وجههم الاستبدادي الكالح وا ...
- القاعدة العامة تقول: لا يحترم نفسه ومركزه من يتخذ قراراً لا ...
- المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق
- هل يمكن الثقة برئيس الوزراء العراقي ؟
- الشرق الأوسط في غليان .. والعراق إلى أين ؟
- ملاحظات على الاستفسارات النقدية للسيد بطرس نباتي - حول المؤت ...
- رسالة مفتوحة ونداء إلى الأخوات والأخوة محاميات ومحامي العراق ...
- الفقراء وحكومة المالكي والبطاقة التموينية
- تحية إلى منظمة جاك
- تحية إلى مؤتمر لجنة التنسيق لقوى التيار الديمقراطي في هولندا
- الإعلام الكردي والعرب
- هل يبقى العراق حائراً بين مدينتي - نعم - و - لا - ؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبقى خزينة الدولة مثقوبة لمن هبَّ ودب والخدمات غائبة عن الشعب ؟