أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يبقى العراق حائراً بين مدينتي - نعم - و - لا - ؟















المزيد.....

هل يبقى العراق حائراً بين مدينتي - نعم - و - لا - ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تطالع الصحف اليومية والأخبار والكثير من مقالات الإنترنيت ستجد أمامك مجموعة كبيرة من العناوين التي تجعلك فعلاً شديد القلق على الشعب المبتلى وغير مرتاح من العواقب الوخيمة المترتبة عن التحرك غير المعقول والعقيم والمتواصل منذ ثلاث سنوات لهذا البلد لسياسات ومواقف تتراوح بين مدينتي "نعم" و "لا". فالكاتب س مثلاً يؤكد سعي السيد رئيس الجمهورية لتحقيق "المصالحة" وأنه على وشك أن يتوصل قريباً إلى جمع الأطراف المتصارعة والمتنازعة في مؤتمر وطني عام يحقق نتائج باهرة للعراق. أما الكاتب ص فيؤكد عكس ذلك تماماً حين يشير إلى أن السيد رئيس الجمهورية قد فشل في مسعاه لجمع الأطراف المتنازعة أو أخذ موافقتهم على اللقاء والبحث في المشكلات القائمة. ولم يمض على ذلك سوى عدة أيام حتى تنشر تعليقات جديدة معاكسة لما قاله الكاتب س والكاتب ص قبل ذاك. وهكذا تمر الأيام بين التفاؤل والتشاؤم. ولكن في المحصلة النهائية لم تثمر عن نتيجة إيجابية حتى تقرأ خبراً جديداً يقول بأن السيد رئيس الجمهورية عجز عن جمع الأطراف المتصارعة ويجد نفسه مجبراً على دعوة للقاء الرئاسات الثلاث ليرى ما يمكن عمله.
وعلى صعيد آخر نشرت الصحف أخبراً مفاده وصول وفد كبير من إقليم كردستان إلى بغداد وتباحث وتوصل إلى تحديد المشكلات وغادر ليعود بعد العيد لمواصلة النقاش ومعالجة المشكلات القائمة. وما أن وصل الوفد برئاسة الدكتور برهم صالح إلى إقليم كردستان العراق حتى انبرت مجموعة من نواب وقادة حزب الدعوة الإسلامية وقائمة دولة القانون لتنسف المفاوضات بتصريحات متشنجة لا تساعد على عودة الوفد إلى بغداد لمواصلة الحوار.
السؤال الذي يدور في البال هو: هل الحزب الرئيسي الحاكم , حزب الدعوة الإسلامية , الذي يترأسه السيد رئيس الوزراء , ورئيس الوزراء ذاته يريدان حقاً حل المشكلات القائمة أم إنهما يسعيان إلى تمديد فترة الفوضى الجارية والانفراد بالسلطة إلى حين إجراء الانتخابات القادمة في موعدها مع افتعال الكثير من الأزمات الأخرى والدفع باتجاه المزيد من الزيارات للعتبات المقدسة حيث يمارس الإرهابيون القتلة وغيرهم من جديد بالزوار وبالتالي يشتد الاصطفاف والاستقطاب الطائفي وينتهي إلى انتخاب قوى طائفية من الأطراف الحاكمة ليبقى رئيس الوزراء بالسلطة للمرة الثالثة... وهلمجرا.
لا يمكن للسيد رئيس الجمهورية أن يواصل هذه المسيرة المعقدة وغير المنتجة. إذ يتطلب الأمر أن يضع النقاط على الحروف ويعلن عن حقيقة الوضع السياسي الجاري في الواقع العراقي ويشير صراحة إلى من يعرقل الوصول إلى نتائج إيجابية ومن يريد الحفاظ على الوضع القائم والمعقد ليواصل وجوده على رأس السلطة. إن استمرار هذا الوضع لا يعني سوى استمرار القتل اليومي والفساد المالي والهيمنة التدريجية لرئيس الوزراء على كل السلطات في البلاد. فرجل الإسلام السياسي الطائفي يحتل المواقع التالية: رئيس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية والأمن الوطني وكالة والقائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن قوات عمليات بغداد والقوات الخاصة , كما يمسك بيده زمام القضاء , وحين لا يعجبه أي قرار صادر عن مجلس القضاء العالي يدوس عليه بقدميه , كما حصل مع تحريم سرقة أصوات الناخبين , وشاركه في ذلك رئيس مجلس النواب, إضافة إلى إقالة محافظ البنك المركزي إصدار أمر باعتقاله أو ما جرى ويجري مع المفوضية المستقلة للانتخابات وكذلك مع النوادي والجمعيات ... والقائمة طويلة للسياسات والإجراءات الفردية التي تسهم بزحف الاستبداد على مقاليد الحكم في البلاد. إنها كلها مخالفات فاضحة وفظة ضد الدستور العراقي.
إن استمرار هذا الوضع يساهم في مزيد من القتلى في البلاد وفي مزيد من سرقة أموال الشعب. وتعلن الكثير من المنظمات الدولية , وخاصة تلك التي تراقب تصرفات وسياسات العراق المالية , إلى بروز المزيد من أصحاب المليارات في العراق في مقابل المزيد من الفقر المدقع لفئات عراقية مسحوقة وأرامل وأطفال مشردين في الشوارع. إن مسؤولية استمرار هذا الوضع لا يتحملها رئيس الوزراء وحده, رغم كونه المسؤول الأول عن كل ذلك لسبب كونه رئيس الحكومة , فحسب, بل يتحملها أيضاً المسؤولون الذين يدركون ما يجري في البلاد ولكنهم لا يسعون إلى المساهمة الفعالة في تغيير هذا الواقع المزري , وكذلك القوى السياسية القادرة على الفعل والمشاركة في التغيير ولا تقوم بذلك.
إن المرجعيات الدينية التي لعبت دوراً رئيسيا في وصول هذه المجموعة من الأحزاب الإسلامية السياسية إلى السلطة عبر توجيه المؤمنين بهم من العراقيات والعراقيين إلى انتخاب تلك الأحزاب الإسلامية السياسية باسم الدين, والدين في واقع الحال برئ من أغلبهم , لا يحركون اليوم ساكناً , بل ربما يجدون في هذه الفوضى ما يساعد على استمرار الوضع ويحقق لهم مصالحهم. حتى إن بعضهم يدعو إلى المزايدة مع الحكومة بطرح اللاءات الأربعة التي يعتبر تطبيقها جريمة بحق الناس في العراق , إنه حازم الأعرجي الذي تميز بالعنف واستخدام القوة ضد المعارضين له , وهو من نفس التيار الصدري الذي تسبب بالكثير من الأذى والمصائب للمجتمع العراقي وما يزال لم يكف عن ذلك وبصيغ مختلفة.
العراق لا يعيش ردة فكرية واجتماعية ومصادرة تدريجية متواصلة للحريات الفردية فحسب , إذ إن هذه الظاهرة الصارخة برزت قبل ذاك في فترة الحكم الدكتاتوري البعثي وحين أصبح الحكم طائفياً بعد اسقاط الدكتاتورية واستقر على المحاصصة الطائفية السياسية المفجعة , بل إن العراق يعيش اليوم إمعاناً في الردة الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية والحياة الديمقراطية. ونحن أما مشكلة كبيرة هي إن الكثير من المسؤولين في العراق لا يريد رؤية ذلك ولا يساهم في مواجهتها, بل بسكوته يساعد على مواصلتها وتعميقها وتكريسها. والغريب إن بعض السياسيين السذج يتصور بإمكانية تطبيق المثل الشعبي المعروف " شيم المعيدي وأخذ عباته" مع رئيس الوزراء حين يمتدحه , في حين هو يوغل في سياساته الفردية والطائفية ويمعن في تعميق وتوسيع الاصطفاف الطائفي في المجتمع.

علينا أن نعترف بأن العراق يعاني من انقلاب حقيقي وفعلي متفاقم على الدستور يمارسه رئيس الوزراء بشكل خاص , ولكنه يمارس من رئيس مجلس النواب وقوى سياسية أخرى أيضاً , وكذلك من مجلس القضاء العالي الذي لا يسعى لجلب انتباه المجتمع لما يجري في العراق من تجاوزات على الدستور. وبالتالي فأن المسؤولين عن حماية الدستور يتحملون اليوم مسؤولية مباشرة وفعلية لما يجري في العراق من تجاوزات فظة على الدستور والتي تعني مزيد من التجاوزات على الحريات الفردية وعلى الحريات العامة التي كفلها الدستور وعلى حقوق الإنسان وحقوق المواطنة.
المجتمع العراقي يشهد زحفاً متواصلاً للفردية والاستبداد في الحياة اليومية وفي السياسات المختلفة ولا يجوز السكوت على ما يجري في البلاد , إذ إن هذا السكوت سيوصلنا إلى ما كنا عليه قبل عقد من السنين تقريباً , وسيشارك الساكت عن هذه الحقائق في العواقب الوخيمة التي تنتظر العراق وسيحاسبه الشعب على ذلك.
إن الواقع العراقي يتطلب تحريك المرأة التي تواجه ظلماً وتجاوزاً كبيراً عليها ولدورها في الحياة العامة واحتقاراً لكرامتها , يتطلب تحريك الشباب الذي يعيش فراغاً قاتلاً ويتم إبعاده عن الحياة الفعلية بقضايا بائسة وحزينة تساهم في تدمير قدراته وكفاءاته التي يفترض أن تنطلق بعد انتهاء عصر الدكتاتورية الغاشمة التي عانى منها طويلاً , وإذا به يعاني من هيمنة الفكر الديني الرجعي المتخلف لجمهرة من قوى الإسلام السياسي غير المتنورة وسكوت القلة المتنورة منهم عما يجري في البلاد.
إن هذا الواقع المزري يضع على عاتق القوى الديمقراطية والمدنية والعلمانية في جميع أرجاء العراق ضرورة التحرك الفعلي لمواجهة الطائفية المتفاقمة والمهيمنة على فكر وسياسات وممارسات غالبية الأحزاب الإسلامية السياسية , الشيعية منها والسنية. إن مهمة القوى الديمقراطية هو توسيع الجبهة المناضلة بالطرق السلمية لصالح التغيير. لأن من واجب القوى الديمقراطية في لجنة التنسيق توسيع الشارع العريض الذي يلتقي فيه ويتسع لمزيد من القوى المناضلة ضد الفردية واستبداد التيار الإسلامي السياسي الطائفي الذي يقوده رئيس الوزراء والتيار "المضاد" له و "المتحالف" معه في أمور كثيرة , الذي ينطلق من مواقع طائفية أيضاً. إن جبهة عريضة للقوى المناهضة للإرهاب والفساد وفي سبيل الديمقراطية والحريات العامة هي السبيل الوحيد لتعبئة الشعب بصورة تدريجية ومستمرة لكي يتسنى لها تغيير الحكام وبالأساليب الديمقراطية والسلمية.
علينا تشخيص الخطر الداهم , إنه الفردية والاستبداد والتشدد الديني والطائفي وما ينشأ عن ذلك من مصادرة فعلية للحريات العامة ولروح ومفهوم المواطنة وحقوق الإنسان ومن استمرار للقتل والفساد والعودة إلى ما كنا عليه قبل عقد من الزمان. وحين يتم الاتفاق على الخطر الداهم , عندها تصبح المهمة المشتركة هي النضال ضد هذا الخطر الداهم بمختلف جوانبه واتجاهاته وقواه الفاعلة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب: دراسة معمقة في حياة وأعمال ونقاد هاينريش هاين ...
- لنعمل جميعاً من أجل إنجاح المؤتمر الأول لهيئة الدفاع عن أتبا ...
- هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق تهن ...
- هل من لغز محير وراء الإقالة القسرية ومذكرة اعتقال الدكتور سن ...
- هل من سبيل لامتلاك ثقافة شعبية جديدة لمواجهة مشكلات العالمين ...
- المجس الأكثر عتمة في سياسة نوري المالكي!!!
- هل الحكم في العراق يمتلك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- رسالة مفتوحة الى موقع صوت العراق والى الاعلام العراقي : لصال ...
- تفاقم محن النساء في العراق : الأرامل نموذجاً !
- رسالة مفتوحة إلى السيدة أشواق الجاف والسيد محسن السعدون : إن ...
- ما العمل يا دولة رئيس الوزراء؟
- الأحلام المريضة لشيخ دين سادي النزعة وعنصري الهوى
- الموقف من القضية الكردية: نقاش مع أفكار المهندس السيد ثائر ع ...
- نقاش ودي مع الصديق الأستاذ عبد السلام برواري
- تعلم من دروس الماضي يا رئيس وزراء العراق!!
- العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!
- ملاحظات حول مقال الزميل الأستاذ حمزة الجواهري الموسوم -تهريب ...
- هل الحكم في العراق يملك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!
- رسالة تهنئة بمناسبة عيد دهوا-ربا ونجاح المؤتمر السادس لاتحاد ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يبقى العراق حائراً بين مدينتي - نعم - و - لا - ؟