أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تعلم من دروس الماضي يا رئيس وزراء العراق!!















المزيد.....

تعلم من دروس الماضي يا رئيس وزراء العراق!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يشكل تاريخ بلد مثل العراق , كحال بقية بلدان العالم , وحدة واحدة مترابطة عضوياً ومتفاعلة في العلاقة الجدلية بين الماضي والحاضر والمستقبل , رغم إن الماضي بأحداثه السالفة أصبح في خبر كان , ولكن نتائج أو عواقب السياسات والإجراءات والسلوكيات والطباع المتأصلة , إضافة إلى التقاليد والعادات الموروثة , تبقى فاعلة ومؤثرة في الحاضر وتتجلى بوضوح في حياة وسلوك الفرد والقوى والأحزاب السياسية والمجتمع. كما لعبت الأيديولوجيات دورها البارز في الماضي , فإنها تلعب دورها في الحاضر وستمارس دورها وتأثيرها في المستقبل أيضاً.
والماضي بأحداثه الفائتة يمكن أن يساهم في تجنيب الفرد والقوى والأحزاب والحكومات والمجتمع في الحاضر والمستقبل حين يدرس بعناية وموضوعية كبيرتين وحين يتم وعي واستيعاب دروس الماضي وعبره ويستفاد منها في وضع السياسات واتخاذ الإجراءات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. ويحتل أهمية استثنائية وعي الدروس والتعامل معها بعناية كبيرة حين يكون هذا الفريق السياسي أو ذاك يمسك بزمام الحكم في البلاد.
التجارب المنصرمة تشير بما لا يقبل الشك بأن النزوع إلى السلاح لحل المشكلات القائمة والمستعصية أو ممارسة القتال وخوض الحرب على الصعيدين الداخلي والخارجي لن يعالج المشكلات القائمة بل يزيدها تعقيداً ويخلق مشكلات إضافية للدولة والحكومة والمجتمع , في حين أن الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض بروح سلمية وديمقراطية وباستعداد كامل ومتبادل للمساومة لصالح الجميع هو الدرب الوحيد المفضي إلى نتائج جيدة ويبعد عن المجتمع العواقب السيئة.
وحين يعود الإنسان إلى أحداث العقود الخمسة المنصرمة على أقل تقدير, دع عنك عقود العهد الملكي , سيتيقن من هذا الدرس المهم. وهذا الدرس يمس بالدرجة الأولى الموقف من القضية الكردية ومن نضال الشعب الكردي في سبيل حقوقه القومية المشروعة. فسياسة شن الحرب ضد الشعب الكردي لم تنته بالفشل الذريع فحسب بل وقادت إلى ثلاث عواقب سيئة جداً هي:
1 . المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الشعب الكردي وفي صفوف قوات الجيش العراقي من جهة ومزيد من الدمار والخراب الاقتصادي وتعطل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنامي البطالة والفقر وتدهور الخدمات العامة من جهة أخرى , وخسارة المليارات من الدولارات الأمريكية في الصرف على تلك الحروب من جهة ثالثة.
2 . سقوط النظم السياسية التي شنت الحروب أو تسببت في نشوبها , لأن تلك الحروب لم تكن غير عادلة ولا معبرة عن مصالح الشعب العراقي ولا مجسدة لطموحاته وتطلعاته فحسب , بل وكانت ظالمة وحملت الشعب العراقي كله ما لا طاقة له.
3 . تفاقم المشكلات التي كانت قائمة وتعقدها أكثر ونشوء مشكلات جديدة قادت إلى مطالب وشعارات جديدة واستحقاقات جديدة.
والسؤال العادل هو: هل تعلم رئيس الوزراء العراقي الحالي من هذه الدروس؟
إن السنوات الثلاث الأخيرة , والأشهر الأخيرة بشكل خاص , تؤكد بما لا يقبل الشك إن رئيس الوزراء العراقي لم يتعلم من دروس الماضي ليس في مجال العلاقة مع الشعب الكردي فحسب , بل ومن مجمل دروس الماضي بما في ذلك الموقف من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , ومن التداول السلمي والديمقراطي للسلطة ... الخ , وأنه لا يريد أن يتعلم حتى الآن رغم كل الكوارث السابقة!
فمنذ سنوات لا يتشبث رئيس الوزراء بالسلطة فحسب , بل يسعى بكل السبل إلى محاولة صرف الأنظار عن المشكلات الداخلية المتفاقمة في محافظات الوسط والجنوب وبغداد والموصل وكركوك وعجزه عن حل عملي لأبرز تلك المشكلات والتي يعاني منها المجتمع الأمرين من خلال إثارة الصراع وإشاعة التوتر السياسي مع إقليم كردستان العراق وإرسال بعض الوزراء والنواب والشخصيات السياسية من حزب الدعوة الإسلامية لإثارة الشعب ضد حكومة إقليم كردستان العراق. وآخر إجراء قام به هو إرسال وحدات من الجيش العراقي إلى منطقة الحدود العراقية السورية في إقليم كردستان العراق لأخذ مواقع لها دون التنسيق المتفق عليه مسبقاً منذ العام 2007 مع حكومة الإقليم وقوات البيشمركة التي هي جزء من القوات العراقية. لقد كُلفت قوات البيشمركة بمهمة حراسة الحدود وهي تقوم بذلك على افضل وجه ممكن منذ سنوات وبالتالي لم يكن ضرورياً إرسال تلك الوحدات دون الاتفاق المسبق مع المسؤولين هناك حول مدى الحاجة إلى تعزيز تلك القوات بقوات عراقية إضافية أو بالسلاح.
لقد أشرت في مقال سابق لي إلى ملاحظاتي النقدية حول سياسة حكومة الإقليم ولست بحاجة إلى تكرارها. إلا إن هذه المشكلات لا تعالج بالعفترة والاستفزاز وإرسال القوات المسلحة , بل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حلول عملية للمشكلات القائمة بدلاً من تصعيدها , وإلى عقد المؤتمر الوطني الواسع , الذي دعا له الحزب الشيوعي العراقي أولاً ثم جرى تبنيه وطرح بشكل مستمر من جانب السيد رئيس الجمهورية , إذ يفترض في هذا المؤتمر أن يجد الحلول المناسبة للمشكلات القائمة مهما كانت معقدة وإرساء الوضع على اسس أفضل , بما في ذلك قضية المحاصصة الطائفية المقيتة التي يراد الآن تشكيل المفوضية "المستقلة" للانتخابات" على غرار ذات المحاصصة السيئة الصيت , فماذا يبقى من استقلاليتها يا سادة المحاصصة!
إن هدف رئيس الوزراء العراقي بإرساله القوات المسلحة العراقية إلى الحدود العراقية السورية هو ممارسة دور القوات السورية في منع الهاربين من طغيان النظام السوري وأجهزته العسكرية القمعية من دخول الحدود العراقية من جهة , ومنع المناضلين الكرد أو العرب السوريين من الدخول إلى سوريا لمساندة نضال شعبهم هناك من جهة أخرى , وهي مهمة غير مشرفة في كل الأحوال لا لرئيس الوزراء العراقي ولا للجيش العراقي , في حين احتضن الشعب السوري المعارضة العراقية طيلة عقود الطغيان البعثي في العراق واحتضن حزب الدعوة ورئيس الوزراء العراقي الحالي أيضاً.
إن رئيس الوزراء ورئيس حزب الدعوة الإسلامية يرتكب أفدح الأخطاء ويلحق أكبر الضرر حين يوافق على تنفيذ السياسة الإيرانية إزاء الشعب الكردي في العراق أولاً , وإزاء الوضع في سوريا وضد إرادة الشعب السوري ثانياً , وحين يحاول تصريف أزمته الداخلية وتراجع شعبيته ودوره ومكانته في التحالف الوطني من خلال إثارة الزوابع ضد إقليم كردستان العراق والتورط بتأييد الدكتاتورية البعثية المجرمة في سوريا.
إن من يحلم بتحقيق التحالف مع إيران لضرب الفيدرالية في إقليم كردستان وتصفية الحركة التحررية الكردي ينتهي إلى ذات المصير الذي أنتهى إليه صالح مهدي عماش الذي قال حينها بأن الحرب في كردستان ليست سوى نزهة ربيعية لا غير, وإلى ما انتهى إليه صدام حسين وعلي حسن المجيد وكامل الرهط البعثي القيادي المجرم.
إن على رئيس الوزراء أن يعي الحكمة القائلة : "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع" , و "لو دامت لغيره لما وصلت إليه" , عليه ان يعي بأن المشكلات كافة يمكن حلها بالطرق السلمية والتفاوضية , وعليه أن يعي أيضاً بأن سياسة المحاصصة الطائفية التي ينتهجها لن تقود إلى صلاح المجتمع والبلد وتقدمهما بل إلى المزيد من المشكلات والعثرات والأزمات ومن ثم الهرولة للحاق برئيس حزبه السابق إبراهيم الجعفري الذي تجبر ومارس الطائفية بأسوأ وأفدح أشكالها وكانت الحصيلة إجباره على ترك سدة الحكم , وعليه أن يعي ايضاً بأن شعار "أخذناها بعد ما ننطيها!" سينتهي لصالح الشعب والمواطنة كما انتهى قبل ذاك شعار"القائد الضرورة!" صدام حسين حين هّرج قائلاً "جئنا لنبقى!".
2/8/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!
- ملاحظات حول مقال الزميل الأستاذ حمزة الجواهري الموسوم -تهريب ...
- هل الحكم في العراق يملك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!
- رسالة تهنئة بمناسبة عيد دهوا-ربا ونجاح المؤتمر السادس لاتحاد ...
- لعنة الشعب ستلاحق من يلاحق موقع -المدى- الإلكتروني!
- المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!
- انتصار انتفاضة الجيش 1958 (سقوط الملكية وإعلان الجمهورية)
- الحزب الشيوعي العراقي والعملية السياسية في المرحلة الراهنة
- تحية إلى المؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
- هل هناك إمكانية لإقامة بديل ديمقراطي في العراق؟
- الشارع العريض الذي تلتقي عنده قوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟
- وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق!
- السيد كاظم الحسيني الحائري والعلمانية!
- هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تعلم من دروس الماضي يا رئيس وزراء العراق!!