أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟














المزيد.....

هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت حدة الصراعات والاتهامات بين أطراف القوى والأحزاب والكتل السياسية الحاكمة. وشهرت الأطراف كافة سلاح التهديد بنشر الملفات المحفوظة في دواليب هذه الأحزاب والكتل السياسية إذا ما أُجبرت على ذلك. ولكن السؤال الذي يطرحه كل إنسان عاقل هو: لماذا لا تنشر هذه الأحزاب مضامين تلك الملفات تلك الملفات خاصة وإنها تمس حياة الشعب ومصالحه وموارده المالية ومستوى عيشه مباشرة؟ علينا أن نساهم في الإجابة عن هذا السؤال.
في هذه التهديدات تبرز ثلاث مسائل لا بد من وضعها أمام القارئة والقارئ هي:
1. بدأت الأحزاب السياسية المشاركة في حكم البلاد منذ إسقاط النظام السياسي الشمولي في العراق بممارسة عملية رصد وتربص وجمع وتصنيف المعلومات والبيانات المتنوعة حول شخصيات الأحزاب الأخرى وتضعها في دواليبها لاستخدامها أو التهديد باستخدامها عند الحاجة.
2. إن شخصيات الأحزاب السياسية العراقية كافة المشاركة في الحكم لها اليوم ملفات منظمة تحوي على معلومات متنوعة حول مخالفات سياسية ومالية أو حتى إرهابية أو غيرها محفوظة في دواليب الأحزاب "الحليفة" أو "المؤتلفة" أو حتى شخصيات من أحزابها تستعين بها عند الحاجة.
3. إن التهديد بنشر الملفات وعدم نشرها يدلل على ثلاث مسائل أخرى:
أ‌. إن الجميع, أو الغالبية, متورط وبيوتهم من زجاج ويخشى بعضهم رمي الحجارة على البعض الآخر, إذ سيتلقى بالمقابل حجارة من الآخرين.
ب‌. وعلى هذا الأساس يخشى البعض من البعض الأخر أو الجميع يخشى الجميع, وبالتالي يمارس الجميع سياسية "تسكت عني, اسكت عنك", "داريني, أداريك"!
ت‌. ونتيجة لهذا السكوت المتبادل يمكن أن تكون قد وقعت الكثير من الجرائم الكبيرة, سواء في حقل الفساد أو المشاركة في تنظيم أو توجيه عمليات إرهابية, كما كشف عن ذلك السيد رئيس الوزراء حين أشار إلى موضوع طارق الهاشمي. كما برز ذلك في التهديد المتبادل بين بعض قوى التحالف الوطني, حزب الدعوة ودولة القانون, والقائمة العراقية وكذلك مع التحالف الكردستاني لم نطلع على تفاصيل الملفات التي تم التهديد بها.
إن هذا الواقع الجاري خلف كواليس المسرح السياسي العراقي والمكشوف لجمهرة كبيرة من الناس الواعين يكشف عن طبيعة الحكم في العراق ومكوناته السياسية والمشكلات التي يواجهها.
ولا شك في إن هذه الحالة المأساوية هي جزء بسيط من عمق الأزمة الراهنة التي يمر بها الحكم ويعاني منها المجتمع ويزيد من تدهور حالة الدولة العراقية التي تعاني من تجاوز على الحريات العامة وعلى الحياة الديمقراطية المطلوبة للمجتمع.
صراعات الحكومة في واد, ومصالح الشعب العراقي وإرادته في وادٍ آخر, وما يجري بين الشعب والحكومة ليس إلا حوار بين طرشان.
حين تفاقم الصراع السياسي وهدد بنزاع سياسي فعلي, إذ جرى التهديد بـ"أشيلهم" أي أقلعهم, أو خوض الحرب ضدهم, وحين برز استعصاء حل الأزمة بين اطراف الحكومة المنفرط عقدها منذ تشكيلها الثاني, برزت المطالبة بسحب الثقة عن رئيس الوزراء, كما هدد رئيس الوزراء بسحب الثقة عن رئيس مجلس النواب. وحين توقف هذا الطلب قليلاً ليطرح موضوع استجواب رئيس الوزراء في البرلمان, استعصى على رئيس الوزراء الموافقة على حضور جلسة مجلس النواب وخوض الاستجواب. ولم يمض على ذلك سوى ايام قليلة حتى تراجع البعض عن الاستجواب وأشار إلى إنه لم يطالب بالاستجواب تماماً! ماذا يعني ذلك؟ لا يمكن للإنسان السوي أن يفهم هذا الموقف بغير الهروب الفعلي من الاستجواب ليس من جانب رئيس الوزراء فحسب, بل ومن جانب ذلك البعض الذي طالب ثم تراجع أيضاً. والعلة تكمن في تلك الملفات المحفوظة في دواليبهم كافة.
إن التربص المتبادل يعني غياب الثقة المتبادلة, ويعني الرغبة في الإيقاع المتبادل, ويعني وجود ما لا يجوز وجوده في السلوك العام للأفراد والجماعات والكتل والأحزاب السياسية.
إن وقائع الحياة الجارية في العراق تؤكد بأن الغالبية العظمى ستلجأ إلى التهدئة لا عن رغبة فعلية للتفاهم والتفاعل وخدمة الشعب, بل من أجل تجنب الفضائح التي يمكن أن تزكم الأنوف وتثير من الغرائب والعجائب ما لا يمكن تصوره.
سيكون الشعب شاهداً على ما يجري في مجلس النواب إن تم عقد الجلسة وتم القبول باستجواب رئيس الوزراء الذي سيحاول التملص مما يطرح عليه, ولكن إذا وجد نفسه في زاوية حادة وكشف الكثير من أوراقه وملفاته أو ملفات من جاوره أو قريب له...الخ, فإنه سيلجأ دون أدنى ريب إلى كشف أوراق وملفات الآخرين, وهي اللحظة المهمة للشعب العراقي لكي يعرف لمن أعطى صوته ووضع ثقته في المرات السابقة وكيف عليه ان يتعامل مع هذه الوقائع وما هو دور البرلمان في المحاسبة من جهة, وما هو دور القضاء العراقي من جهة أخرى في البرلمان من جهة ثانية, وما هو دور القضاء العراقي في التعامل مع هذه الملفات التي كشفت وتلك التي لم تكشف من جهة ثالثة. المثل العراقي يقول "بالعَبرة يبين أبو گروه".
ليس فينا من لا يريد الاستجواب لأنه الطريق السليم للوصول إلى الشفافية المفقودة في العراق "الجديد!", ومن يسعى للتملص منه ينطبق عليه مضمون المثل الشعبي العراقي القائل "اللي جوه ابطه عنز يبغج".
1/7/2012 كاظم حبيب






#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟
- وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق!
- السيد كاظم الحسيني الحائري والعلمانية!
- هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟
- هل يعي الجميع مسؤوليته إزاء الكُرد الفيلية في العراق؟
- هل من اسس معقولة في التحالفات الجارية في العراق
- الأول من أيار في مواجهة حكومة وأجهزة أمن حزب الدعوة (أو) دور ...
- تحية إلى عمال العراق, إلى منتجي ثروة البلاد. ولمصلحة من يمنع ...
- المالكي ... إلى أين؟
- نحو المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية في أربي ...
- هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى ...
- عزة الدوري والجرائم البشعة التي تثقل كاهله وكاهل حزبه الفاشي ...
- من أجل أن لا يتحول الضحية إلى جلاد في سوريا!
- محنة الكُرد الفيلة, محنة سياسية واجتماعية واقتصادية, محنة إن ...
- مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!
- طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟