أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى حزب البعث؟















المزيد.....

هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى حزب البعث؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 20:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب لي صديق فاضل رسالة قصيرة يشير فيها إلى خطاب نوري المالكي في الحفل التأبيني في ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر جاء فيها ما يلي:
"أمس رأيتُ واستمعتُ الى خطاب المالكي بمناسبة ذكرى استشهاد الصدر. لقد كشّر عن أنيابه بالتهديد المبطّن في الموجه الى العلمانيين والماركسيين والحداثويين . أسأل السؤال التالي – لقد خرجنا من دهليز البعث المظلم ، فهل دخلنا في دهليز مظلم جديد – الإسلام السياسي - ؟ المالكي أفصَحَ عن مكنونه الفكري المتخلف والمتطرّف في خطبته، وبالتدريج سينهج ذات النهج البعثي ضد الحزب الشيوعي وكل القوى الوطنية الديمقراطية حينذاك...". هذا هو نص الرسالة. هل كان الصديق على حق في هذا التشخيص؟ وهل في مقدور نوري المالكي تنفيذ هذا النهج في الواقع الراهن للعراق والمنطقة والعالم؟
لقد تحدث نوري المالكي بصفته رئيساً لحزب الدعوة الإسلامية, ولكنه في الوقت نفسه تحدث وبصورة واضحة بصفته رئيساً لوزراء العراق وبالعناوين الأخرى التي يحملها, ومنها القائد العام للقوات المسلحة العراقية والمشرف المباشر عن قيادة قوات عمليات بغداد, والمسؤول عن أجهزة الأمن والحاكم بأمره, إضافة إلى حفظه الله ورعاه!
قال المالكي ما يلي:
"إن الدولة التي تتنوع بمكوناتها لا يمكن أن تبنى بمكون واحد على حساب مكون آخر، واليوم ونحن نستذكر استشهاد الصدر الذي هو مدرسة للفكر التي نشأنا وتسلحنا بها في وقت كانت التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية، والتي استطعنا بفكره تهديم كل هذه الأفكار الغربية". نقرأ في هذا النص ثلاث مسائل:
1. لا يمكن أن تبنى أي دولة بمكون واحد وهي تتنوع بمكوناتها, وهو أمر صحيح. إلا إذا اريد بناء دولة مستبدة وحكم مستبد وأن لا يعمرا طويلاً.
2. استطاع حزب الدعوة بفكر مدرسة الصدر أن يهدم التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية, وهو تعبير عن مجافاته للتعدد الفكري من جهة ولمبدأ فصل الدين عن الدولة من جهة أخرى, إضافة إلى اتهام الناس بالكفر والإلحاد على طريقة القاعدة في اتهام الآخرين بالكفر والإلحاد. وهذه الفكرة تتناقض كلية مع الفكرة الأولى وتجسد محاولة نوري المالكي انتهاجها في الوقت الحاضر, وهي التي ستدفع به إلى مستنقع معاداة الفكر الديمقراطي والعلماني, وكلنا شاهد على العواقب التي انتهى إليها كافة الذين ناهضوا الديمقراطية والديمقراطيين والمجتمع المدني والعلمانية.
يبدو إن نوري المالكي يعتقد بأن حزبه استطاع تهديم الفكر الماركسي, بهذا يؤكد قصر نظره ومحدودية تفكيره والمستشارين حوله الذين لا ينصحوه بترك مثل هذه الإدعاءات. وأرى إن الرجل ليس واهماً فحسب, بل كما يقول المثل الإنكليزي إنه يسعى إلى أن ينطح الحقائق القائمة على الأرض, وهي صخور صلدة تكسر رأس من يحاول نطحها.
3. وهو تهديد واضح وغير مبطن لكل القوى السياسية في التيار الديمقراطي العراقي, بل وكل القوى السياسية التي لا تؤمن بفكر حزب الدعوة الإسلامية. وهو بهذا يذكرني بمسالتين: بحزب البعث وسياساته أولاً وقبل ذلك بمرسوم نوري السعيد الذي أطلق عليه اسم في العام 1955 بمرسوم "... وما شاكل ذلك" الذي قرر فيه حبس من يعمل مع اتحاد الطلبة والشبيبة الديمقراطية وأنصار السلام .. وما شاكل ذلك!
لقد توقع الكثيرون, بعد سنتين من وجود نوري المالكي على رأس الحكم في العراق, أن الرجل لم يعد يقف على أرض الواقع وجنح إلى الفردية التدريجية والاستبداد والهيمنة على كل مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلام الحكومي مع سكوت واسع من جانب حلفاء المالكي وسوء عمل معارضيه وخاصة القائمة العراقية في اسلوب التعاطي مع الواقع العراقي. كما لم يعلن التحالف الكردستاني عن مواقفه صراحة إلا في الآونة الأخيرة, كما جاء في تصريحا رئيس إقليم كردستان, مسعود البارزاني لجريدة الحياة البيروتية.
لقد كشف المالكي عن حقيقة مواقفه لا إزاء القوى الديمقراطية والعلمانية والحزب الشيوعي العراقي والحداثة فحسب, بل وأعلن عن كفره بالحريات العامة والحياة الديمقراطية, لهو يحث الخطى على طريق صدام حسين وسياساته اللعينة, وهو يدفع بحزب الدعوة ليكون بديلاً لحزب البعث في الواقع والسياسة العراقية, وهي النهاية غير المشرفة له ولحزبه إن واصل السير على هذا الطريق وإن توافق حزبه معه في هذه المسيرة المعوجة.
لقد دق ناقوس الخطر ليس الآن, بل منذ أن أرسل شرطته ليفرضوا على الحزب الشيوعي إخلاء مقراته, ثم تبعها إرسال شرطته لتفتيش وتحطيم اثاث مقر جريدة طريق الشعب واعتقال 12 حارساً وأحد أعضاء اللجنة المركزية وفرض على الحراس التوقيع على وثيقة لا يعرفون نصها, وهي الطريقة التي مارستها أجهزة صدام حسين, سواء أكان ذلك بعصب العينين أم بفرض التوقيع على وثيقة لا يعرفون نصها!
لقد تجاوز المالكي كل الخطوط الحمر التي لا يجوز له تجاوزها, سواء أكان ذلك في الموقف من المعارضة أم في الموقف من القوى الديمقراطية, أم في الموقف من حلفائه في التحالف الوطني أم في الموقف من التحالف الكردستاني ورئاسة وحكومة الإقليم. لقد تجاوز المالكي قبل هذا وذاك على الدستور العراقي وهو يدفع بالعراق ليسير على خطى صدام والبعث الفاشي, فهل سيتمكن من ذلك؟
لا اعتقد ذلك, فالوضع في العراق والمنطقة والعالم لا يسمح بنشوء دكتاتورية طائفية سياسية جديدة في العراق بعد أن أسقطت الدكتاتورية الشوفينية والعدوانية في البلاد. إن أوضاع العراق والتزاماته الدولية إزاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لن تسمح له بذلك, رغم تأييد النظام الثيوقراطي الطائفي والشوفيني في إيران له, وإذا ما تجاوزها سيكون أمره أمر الدجاجة التي حاولت أن تصيح صيحة الديك فاختنقت وانتهت إلى بئس المصير.
ولكن علينا ان نعي أهمية أن نتمسك بشعار أساسي لحركة شعبية واسعة, شعار حماية الحريات العامة والتصدي للدكتاتورية المالكية وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الحر, من أجل إجراء انتخابات مبكرة ورفض المحاصصة الطائفية السياسية في البلاد. من أجل بناء عراق اتحادي ديمقراطي حر وعادل.
من هنا يبدو لي إن الصديق كان على حق في تشخيصه الذي أوردته في بداية المقال, ولكن سيعجز عن ذلك, ولكن لا بد من العمل لإفشال مخططاته الجديدة البائسة.
12/4/2012



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزة الدوري والجرائم البشعة التي تثقل كاهله وكاهل حزبه الفاشي ...
- من أجل أن لا يتحول الضحية إلى جلاد في سوريا!
- محنة الكُرد الفيلة, محنة سياسية واجتماعية واقتصادية, محنة إن ...
- مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!
- طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78
- تصريحات رئيس إقليم كردستان في الميزان
- جرائم بشعة جديدة يرتكبها -الإسلاميون- الفاشيون القتلة في الع ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- المثل الشعبي العراقي يقول: ليش هو -المستحة گطرة لو سطلة!-
- محنة المرأة العراقية من محنة المجتمع العراقي كله [في اليوم ا ...
- هل يتعظ الحكام العرب وحكام العراق من عواقب ما انتهى إليه بعض ...
- من المسؤول عن ذكورية قرارات وزيرة شؤون المرأة في العراق؟
- ما المهمات التي تنتظر حكومة السيد نيچرفان بارزاني
- ساعة الحقيقة: بين الحكم والقتلة ينزف الشعب دمه!
- هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟
- وداعاً لبشار الأسد.. وداعاً لطغمته الحاكمة ... فمكانكم مزبلة ...
- من أجل مناقشة جادة لمقترحات الأستاذ خالد القشطيني
- رسالة مفتوحة إلى المهندس المعماري المبدع منهل الحبوبي: -العر ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى حزب البعث؟