أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!















المزيد.....

مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من غير المفهوم وغير المعروف حقاً ما هو السبب الحقيقي وراء منح مجلس الأمن الدولي فرصة تمتد إلى يوم 10/4/2012 لسحب الأسلحة الثقيلة من المدن السورية وإيقاف إطلاق النار بناء على التقرير الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة لمعالجة الأزمة السورية كوفي عنان. والسؤال المشروع لماذا لم يطالب مجلس الأمن من الحكم السوري إيقاف قتل البشر فوراً أو خلال يوم واحدٍ أو يومين لسحب الأسلحة الثقيلة والقوات المسلحة من المدن السورية. لماذا يسمح مجلس الأمن للدكتاتورية السورية بقتل المزيد من البشر خلال الأيام القادمة, إذ أصبح معدل عدد الشهداء الذين يسقطون بنيران وقصف القوات الحكومية أكثر من 50 شخصاً يومياً, أي ما يزيد عن 500 شهيد جديد, إضافة إلى المزيد من المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب والقتل في سراديب ودهاليز قوات الأمن السورية, إضافة إلى الهاربين من القمع والموت.
إن المساومة الدولية الجارية على قدم وساق من أجل إجهاض الثورة السورية ومنح الحكم السوري فرصة استعادة أنفاسه وزيادة الضغط على السكان الآمنين بأساليب أخرى بعد العاشر من شهر نيسان/ابريل الجاري ومن أجل الحصول على دعم القوى المماثلة له بالفكر الشمولي, اياً كانت وجهته ومضمونه, ولسياساته الإرهابية والاستبدادية الموجه ضد الشعب.
لست ممن يؤيد التدخل العسكري الخارجي لإسقاط النظام السوري, بل إن الضرورة تستوجب من المجتمع الدولي والرأي العام العالمي تقديم الدعم السياسي للشعب السوري وزيادة مختلف أنواع الضغط على الحكم السوري للتراجع أمام الشعب والاستجابة لإرادته في مغادرة بشار الأسد سوريا وتغيير الوضع القائم وإقامة نظام مدني ديمقراطي, بدلاً من المساومة معه ومنحه فرصة جديدة للقتل والبقاء في السلطة.
ومن المؤسف حقاً إن قوى المعارضة السورية ما تزال غير موحدة وغير قادرة على التنسيق في ما بينها للوقوف بوجه النظام السوري. كما إن في قوى المعارضة السورية من لا يمكن الثقة بها حتى لو أصدرت مئات البيانات التي تؤكد عدم رغبتها في الهيمنة على الحكم في سوريا واقصد جماعة الإخوان المسلمين التي كانت وستبقى متمسكة شعارها " الإسلام دين ودنيا , مصحف وسيف "!, على حد تعبير حسن البنا, أو "الإسلام هو الحل" و "الحاكية لله" ..الخ. فنحن شهود على ما يجري في مصر حين عمدت هذه الجماعة "المؤمنة بالمال" لا بالإسلام إلى تغيير مستمر في مواقفها. فبعد أن أكدت تأييدها غير المتحمس للثورة, ثم شاركت حين لاحظت احتمال فعلي بسقوط حسني مبارك, راحت تهيمن بتنظيم معد سلفاً على حركة الشارع والمجتمع, وتريد الآن وضع نهجها "الإسلامي المتطرف" في الدستور المصري عبر الأكثرية البرلمانية, إضافة إلى أنها أكدت عدم ترشيح عضو منها لرئاسة الجمهورية, وإذا بها ترشح المليونير المصر العضو القيادي في جماعة الأخوان محمد خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية. وهكذا سيكون الأمر مع الأخوان المسلمين في سوريا ومع القوى الإسلامية السياسية, سنية كانت أم شيعية, في كل مكان. فما أن تتسلم قوى الإسلام السياسي الحكم بـ "آلية ديمقراطية", مع "تزوير محترم!" حتى تغيب الديمقراطية كفلسفة, لأنها لا تؤمن بها كفلسفةو بل تؤمن بفلسفة واحدة هي الحكم لها وليس لغيرها. وها نحن أما رئيس الوزراء العراقي الذي جاء بـ "آلية ديمقراطية" ولا يريد أن يتركها بل يتشبث بها كما يتشبث الغريق بقشة, ويقول بصراحة أخذناها بعد ما نعطيها لغيرنا!
إن على القوى الديمقراطية أن تعي بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة ديمقراطية ولا يمكن أن تكون في المعسكر الديمقراطي. ولهذا فأن الحيطة والحذرة ضروريتان لمواجهة احتمال سرقة الثورة كما سُرقت في إيران قبل 33 عاماً تقريباً وكما تسرق اليوم في مصر وفي غيرها.
إن الحكم في سوريا يحظى بـتأييد مستمر من جانب الحكم في إيران وكذلك من الحكم في العراق ومن حزب الله في لبنان بشكل خاص, إضافة إلى التأييد الذي يحظى به من جانب حكومة إسرائيل التي ترى ضرورة استمرار بشار الأسد ورهطه في السلطة الذي لم ولا يحرك ساكناً في موضوع الجولان المحتل, رغم إن إسرائيل تتحدث غير ذلك في العلن لكي لا يبدو وكأن إسرائيل إلى جانب الحكم الدكتاتوري في سوريا. وموقف الولايات المتحدة رغم صراخها ضد النظام السوري, فهي قد دخلت في مساومة دولية لاستمرار بقاء الأسد في السلطة, وهو ما يرفضه الشعب السوري جملة وتفصيلاً, وما دعوتها لتنحي الأسد إلا للحفاظ على النظام ذاته, كنظام شمولي مستبد ومناهض لمصالح الشعب.
لم يختلف نظام البعث في العراق عن النظام البعثي القائم في سوريا حالياً لا من حيث الأهداف ولا من حيث الوسائل والأساليب والأدوات التي يمارسها لتكريس نظامه وضرب مقاومة الشعب لهذا النظام. وها نحن أمام واقع يؤكد استشهاد أكثر من 10 آلاف إنسان سوري بين امرأة وطفل ورجل خلال سنة من نضال الشعب السوري للخلاص من هذا النظام. وقفت أكثر من 70 دولة حتى الآن إلى جانب قضية الشعب السوري للخلاص من النظام, والدول المؤيدة لذلك في تزايد. ولكن بالمقابل نجد أن العراق قد اتخذ موقفاً مناهضاً لمطلب الشعب السوري في إسقاط نظام البعث السوري, فماذا وراء هذه الموقف؟ لماذا يرفض حزب الدعوة الإسلامية الذي وقف ضد البعث في العراق وأيد التدخل العسكري والحرب لإنهاء وجود صدام حسين في السلطة, يرفض اليوم دعم نضال الشعب السوري للخلاص من النظام البعثي السوري ومن الدكتاتور الصغير بشار الأسد حتى من دون تدخل عسكري خارجي, بل يرى ضرورة استمرار وجود بشار الأسد في قمة السلطة؟
يبدو لي أن ثلاثة أمور تكمن وراء هذا الموقف الذي يتخذه المالكي:
1. الموقف الإيراني المساند للحكم في سوريا والضاغط بدوره على الحكومة العراقية لكي تتخذ الموقف ذاته.
2. التصرف من خلال الموقف الطائفي الذي يجمع بين الحكم في سوريا والحكم في إيران وكذا الغالبية الكبيرة للأحزاب الشيعية في الحكومة العراقية الحالية ومع حزب الله في لبنان, إذ أن هناك خشية كبيرة في بدء النهاية لدور وممارسات حزب الله في لبنان بعد سقوط النظام السوري.
3. التحول الجاري نحو الاستبداد في سياسة رئيس الحكومة العراقية وحزبه السياسي, حزب الدعوة الإسلامية, والمتجه صوب التماثل مع طبيعة حزب البعث من حيث سلوكية الهيمنة والاستبداد الشمولي, فـ "شبيه الشيء منجذب إليه".
وأخيراً أرى إن على المعارضة السورية أن توحد مواقفها والاتفاق على أبرز اساليب النضال وأدواته وعلى الخطاب السياسي المطلوب في هذه المرحلة. التنوع جيد في قوى المعارضة السورية, ولكن الشيء غير الجيد هو الخضوع للصراعات وممارسة الإساءات المتبادلة أو الاعتداءات, كما حصل في القاهرة وأمام بناية الجامعة العربية أولاً, وأن يكون بين قوى المعارضة من يريد إقامة نظام شمولي إسلامي على أنقاض النظام القومي الشمولي القائم حالياً في سوريا ثانياً.
4/4/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78
- تصريحات رئيس إقليم كردستان في الميزان
- جرائم بشعة جديدة يرتكبها -الإسلاميون- الفاشيون القتلة في الع ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- المثل الشعبي العراقي يقول: ليش هو -المستحة گطرة لو سطلة!-
- محنة المرأة العراقية من محنة المجتمع العراقي كله [في اليوم ا ...
- هل يتعظ الحكام العرب وحكام العراق من عواقب ما انتهى إليه بعض ...
- من المسؤول عن ذكورية قرارات وزيرة شؤون المرأة في العراق؟
- ما المهمات التي تنتظر حكومة السيد نيچرفان بارزاني
- ساعة الحقيقة: بين الحكم والقتلة ينزف الشعب دمه!
- هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟
- وداعاً لبشار الأسد.. وداعاً لطغمته الحاكمة ... فمكانكم مزبلة ...
- من أجل مناقشة جادة لمقترحات الأستاذ خالد القشطيني
- رسالة مفتوحة إلى المهندس المعماري المبدع منهل الحبوبي: -العر ...
- أول جريمة إبادة جماعية تركية ضد الشعب الأرمني في القرن العشر ...
- هل يمكن حل الأزمة الطاحنة في العراق؟
- حول تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني حول العراق
- المستبدون القتلة في سوريا والمحكمة الجنائية الدولية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!