أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - المالكي ... إلى أين؟














المزيد.....

المالكي ... إلى أين؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 18:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ أكثر من نصف قرن (1954) صدر كتاب وعاظ السلاطين لعالم الاجتماع العراقي الكبير الأستاذ الدكتور علي الوردي, وكان واحداً من ابرز وأهم الكتب التي صدرت في تلك الفترة في العراق والذي حظي حينذاك وحتى الآن باهتمام كبير من جانب علماء علم الاجتماع والقارئات والقراء في آن. واليوم يحس من يقرأ هذا الكتاب وكأن الكاتب يتحدث عن هذه الفترة التي يعيش تحت وطأتها الشعب العراقي. فهو يقول بوضوح تام:
"لقد حكم الطغاة هذا البلد أجيالاً متعاقبة. فاعتاد سكانه بدافع المحافظة على الحياة أن يحترموا الظالم ويحتقروا المظلوم وأخذ مفكرونا يصوغون مثلهم العليا صياغة تلائم هذه العادة الاجتماعية اللئيمة. إن شر الذنوب هو أن يكون الإنسان في هذا البلد ضعيفاً فقيراً". (د. علي الوردي. وعاظ السلاطين, المقدمة, ص 14).
هذه الفقرة القصيرة والمهمة تؤكد واقع وجود خمس ظواهر سلبية في العراق, والمؤسف حقاً إنها ما تزال موجودة وفاعلة ويعيشها المجتمع يومياً:
1. فظاهرة الحاكم الظالم أو الطاغية كانت وما تزال القاعدة المستمرة والفاعلة في العراق, وهو الخيط الذي شد ويشد الماضي بالحاضر ويشكل صورة الحاضر بالكثير من تفاصيله.
2. وظاهرة الأكثرية الساكتة على الظلم والخشية من الظالم بسبب قسوته واستخدامه اساليب تروع الناس.
3. ثم ظاهرة وعاظ السلاطين الذين يدعون ممارسة الفكر المستقل عن السلطة ولكنهم هم يساهمون في تكوين المستبد بأمره ويسعون إلى تحسين صورته وتكريس هذه الظاهرة العدوانية في المجتمع وضد المجتمع.
4. إن هذه الظاهرة السلبية هي جزء من واقع اجتماعي ما يزال يسود العراق, سواء من حيث طبيعة علاقات الإنتاج السائدة فيه أم من حيث هيمنة الفكر السلفي والعواقب الناشئة عنهما في الحكم والمجتمع.
5. وإن الفقراء, وهم يشكلون نسبة عالية من سكان البلاد, يعانون من ويلات هؤلاء الحكام ووعاظهم, في حين يتمتع الأغنياء ونهابة المال العام بصيغ الفساد المنتشرة والوعاظ بمكانة محترمة في الحكم وخارجه.
إن واقع المسيرة العراقية الراهنة تشير إلى سير البلاد على هذا الطريق الموروث بعد أن أصبحت يافطة قائمة الحاكم بأمره "دولة القانون" صفراء فاقعة اللون لصالح مشروع الحكم الطائفي في البلاد, إذ لم يكن تصريح رئيس الوزراء بأنه أولاً وثانياً وثالثا شيعي الهوية وعراقي بالتسلسل الثالث أو الرابع, سوى تأكيدا لهذه المسيرة المليئة بالمخاطر للشعب العراقي ومستقبل البلاد.
وأخيراً حسم رئيس الوزراء, كما يبدو, أمره باتجاهين:
أ‌. تشديد الصراع على الصعيد المحلي وشن حملة ظالمة ضد القوى الديمقراطية والعلمانية وإعادة إنتاج الفكر الرجعي المناهض للمدنية والعلمانية والديمقراطية, إضافة إلى تشديد الصراع مع القوى المتحالفة معه والتي يشعر أنها منافسة له في قيادة الحكمً.
ب‌. تشديد الصراع على مستوى الإقليم من خلال شن حملة شعواء ضد تركيا من جهة, والقبول باحتضان إيران التبعي للحكم الطائفي وله (المالكي) في العراق من جهة ثانية.
إن المشكلتين ستثيران للعراق مصاعب جمة يعاني من عواقبهما الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع أديانه ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية. إن هذه السياسية ستصب الزيت على النيران المشتعلة في العراق, ستزيد من الصراع وتحوله تدريجاً إلى نزاع ساخن, وستنشط الإرهاب الدموي وتزيد من حركة وفعل القوى الفاسدة الناهبة لموارد العراق بطرق شتى.
لقد كان العربون الذي قدمه المالكي لإيران قبل زيارته لها لتأمين احتضانه وتحسين علاقاته بالقوى الصدرية قد تبلور بعدة مواقف نشير إليها كرؤوس أقلام:
** تفجير الصراع مع القائمة العراقية عبر الموقف من طارق الهاشمي وخلط الأوراق السياسية بالقانونية وتعقيد القدرة على عقد المؤتمر الوطني المطلوب.
** تشديد الصراع مع التحالف الكردستاني الذي قوبل برد فعل مماثل مما زاد من صعوبة عقد المؤتمر الوطني وحل المشكلات بأسلوب تفاوضي ديمقراطي هادئ ورصين.
** اعتداء قوات عمليات بغداد على مقر طريق الشعب واعتقال حراسه واستفزازهم ومصادرة بعض أسلحة الحراس.
** الخطاب العدواني الذي ألقاه المالكي في الذكرى السنوية لإعدام محمد باقر الصدر والذي هاجم فيه الماركسية والعلمانية بأمل إثارة أحقاد وضغائن الماضي والاستعداء ضد القوى الديمقراطية والعلمانية. إنه الثمن الذي يجسد بؤس الثمن المدفوع لإيران للاقتراب منها والسقوط في احضانها.
إن رئيس الوزراء العراقي يلج درباً خطراً, درباً لا يقوده إلى الشموخ والعزة والكرامة, درباً سلكه العديد من الحكام من قبل وسقطوا في الحفرة التي حفروها لغيرهم.
25/4/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية في أربي ...
- هل يسير نوري المالكي على خطى صدام ويدفع بحزب الدعوة على خطى ...
- عزة الدوري والجرائم البشعة التي تثقل كاهله وكاهل حزبه الفاشي ...
- من أجل أن لا يتحول الضحية إلى جلاد في سوريا!
- محنة الكُرد الفيلة, محنة سياسية واجتماعية واقتصادية, محنة إن ...
- مجلس الأمن يمنح دكتاتور سوريا فرصة لقتل المزيد من الأبرياء!
- طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78
- تصريحات رئيس إقليم كردستان في الميزان
- جرائم بشعة جديدة يرتكبها -الإسلاميون- الفاشيون القتلة في الع ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- المثل الشعبي العراقي يقول: ليش هو -المستحة گطرة لو سطلة!-
- محنة المرأة العراقية من محنة المجتمع العراقي كله [في اليوم ا ...
- هل يتعظ الحكام العرب وحكام العراق من عواقب ما انتهى إليه بعض ...
- من المسؤول عن ذكورية قرارات وزيرة شؤون المرأة في العراق؟
- ما المهمات التي تنتظر حكومة السيد نيچرفان بارزاني
- ساعة الحقيقة: بين الحكم والقتلة ينزف الشعب دمه!
- هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟
- وداعاً لبشار الأسد.. وداعاً لطغمته الحاكمة ... فمكانكم مزبلة ...


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - المالكي ... إلى أين؟