أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!














المزيد.....

بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل عدة أشهر كتبت مقالاً أكدت فيه ان نظام الأسد في طريقه إلى الرحيل الأبدي وأنه لا محالة سيلحق بنظام صدام حسين, إذ إن كلا النظامين بنيا على باطل ومارسا الإرهاب والقتل والتشريد على نطاق واسع وكلاهما رضعا من حليب فاسد لأم واحدة هي الشوفينية والتعصب الأعمى والكراهية للآخر والقسوة السادية المرضية, ولأب فاسق تعلم العداء القاتل للشيوعية والاشتراكية والديمقراطية والحياة الدستورية وحقوق الإنسان منذ ولادته في العام 1947, إنه حزب البعث العربي الاشتراكي. وما حصل في الأسابيع الأخيرة يؤكد أن هذا النظام الجائر يلعب بالوقت الضائع, يلعب من أجل إطالة عمر نظامه ولو لأسابيع أو اشهر أخرى, ولكنه في حقيقة الأمر يلفظ النظام أنفاسه الأخيرة, إنه ميت سريرياً, أنتهى عمره ولم يعد ينفعه القتل العشوائي للناس الأبرياء في المدن والقرى السورية.
لقد سقط يوم أول أمس البعض من قادة النظام الكبار ومن أقرب الناس إلى الدكتاتور الصغير الأسد, فراح, وبدلاً من أن يذعن لإرادة الشعب ويتنحى عن السلطة, يمعن بقتل الناس الأبرياء للثأر ممن قتل من جلاوزته وأقطاب نظامه. فقتل في هجوم بمختلف الأسلحة أكثر من 200 إنسان ومئات الرحى. إنها مجزرة بشعة جديدة.
اطلق وزير إعلامه, المماثل لآخر وزير أعلام صدام حسين, على تلك المعركة والمعارك القادمة ضد الشعب بأنها ستكون المعركة الحاسمة وردد بذلك صدى تصريح وزير خارجية روسيا الاتحادية الذي رأى في سقوط نظام الأسد آخر معقل من معاقل مصالح روسيا الاقتصادية والسياسية والجيو-سياسية في المنطقة, وهو موقف ليس خاطئا حسب, بل وقاتل أيضاً.
إن استمرار الصراع في سوريا واستمرار المعارك اليومية واستمرار تأييد النظام السوري في حمامات الدم التي ينظمها ستساهم في نشوء عدد من السلبيات في الوضع في سوريا وفي المنطقة أشير إليها باختصار:
1 . إنها ستساهم أولاً وقبل كل شيء إلى سقوط المزيد من الضحايا من قوى المعارضة السياسية ومن ابناء الشعب السوري, وكذلك قتلى في صفوف الجيش السوري والشرطة السورية.
2 . إنها ستساهم بنشوء مزيد من مشاعر الثأر لدى المزيد من البشر, سواء أكانوا في صف قوى المعارضة ام في صف قوى الجيش والشرطة والتي يمكن أن تقود إلى عواقب سلبية في أعقاب سقوط النظام وإلى عمليات ثأرية لا أول لها ولا آخر.
3 . إن استمرار المعارك سيخلق في أعقاب ذلك احتمال كبير بنشوء فوضى في البلاد يصعب السيطرة عليها خاصة وأن السلاح أصبح في أيدي الجميع وبكميات كبيرة جداً. إضافة إلى احتمال الصراع الطائفي الذي يمكن أن يكرر ما حصل ويحصل في العراق من كوارث دامية ذات مضمون ديني وطائفي تعصبي متطرف. يحرق الأخضر بسعر اليابس وكل الظروف في المنطقة متاحة لمثل هذا الاحتمال, وخاصة الصراع الطائفي المحتدم حالياً على صعيد الدول العربية وبين غيران وتركيا وبين الدول العربية وإيران ...الخ.
4 . كما إن استمرار وجود النظام الدموي واستمرار المعارك سيدمر المزيد من البنية التحتية الأساسية للاقتصاد السوري والمجتمع ويشلَّ العملية الاقتصادية بمجملها ويزيد من حجم البطالة والفقر والفساد والعنف في البلاد.
5 . ويبدو لي أيضاً بأن هذه الأجواء مواتية لتنظيم القاعدة الإجرامي لإعادة بناء بنيته التحتية وتنظيماته العسكرية وتوفير السلاح والعتاد له ليلعب دوراً في مواجهة الحكومة الجديدة التي ستقام على انقاض حكومة البعث المجرمة ويلحق أضراراً فادحة بالمجتمع, إذ أن هذا التنظيم في سوريا سيشكل حلقة وصل تربط بين تنظيمات القاعدة في العراق والسعودية واليمن يسَّهل عليها التنقل ومد يد عون بعضها للبعض الآخر. وعندها يصعب مواجهة هذا التنظيم الذي يمد بالدعم من جهات كثيرة لينتشر ويمارس التأثير في دول الخليج العربي.
إن الحكام في روسيا والصين ينتظرون مساومة دولية على المنطقة وعلى سوريا على نحو خاص, إذ أنهم يخشون من النفوذ الأمريكي السائد حالياً في منطقة الشرق الأوسط, كما يخشون من نشوء نظم إسلامية سياسية متطرفة كما حصل في مصر, إضافة للموجود في السودان وغيرها, وبالتالي سوف تخلق لهم إشكاليات جديدة في الشيشان وفي بعض أجزاء الدولة الروسية الاتحادية ذات الأكثرية المسلمة, خاصة وإن النظم الإسلامية القائمة تخضع لعلاقة دولية مسيرة لها ومؤثرة سياسياً على الأجزاء المحلية منها.
إن مهمة القوى الديمقراطية السورية الفاعلة في المعارضة السورية اليوم تتلخص في ضرورة ترتيب أمورها وإعادة تنظيم صفوفها وتحقيق التحالف الجبهوي في ما بينها في إطار المجلس الوطني أو المعارضة الداخلية أو غيرها, لكي يتسنى لها مواجهة الفترة التي تلي سقوط الدكتاتورية مباشرة لكي لا تسمح بقفز القوى الإسلامية السياسية, ومنها الأخوان المسلمون, على السلطة وسرقة مكاسبها, كما يحصل اليوم في مصر. إن نعومة الأخوان المسلمين وهم في المعارضة السورية حالياً, سيكشرون عن أنيابهم حال وصولهم إلى السلطة وسيمارسون ذات السياسة التي بدأت تمارس في مصر أو ما يفعله السلفيون في تونس حالياً.
حين يسقط هذا النظام البعثي الدموي لن تذرف عليه دمعة من إنسان عاقل, بل ستصب عليه اللعنات لما تسبب به من موت لعشرات الوف الناس طيلة عمر النظام ومن خراب ودمار كبيرين للاقتصاد السوري والبنية التحتية ودور السكن وغيرها. ولكن يجب الحذر من الثأر ومحاولة حلول البعض محل القانون والقضاء والمباشرة بقتل أقطاب النظام أو الجماعات البعثية التي واصلت تأييد النظام لأي سبب كان, إذ لا بد من ترك هذه الأمور لقضاء مستقل وعادل وحريص على إعادة الوحدة للنسيج الوطني السوري.
20/7/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة بمناسبة عيد دهوا-ربا ونجاح المؤتمر السادس لاتحاد ...
- لعنة الشعب ستلاحق من يلاحق موقع -المدى- الإلكتروني!
- المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!
- انتصار انتفاضة الجيش 1958 (سقوط الملكية وإعلان الجمهورية)
- الحزب الشيوعي العراقي والعملية السياسية في المرحلة الراهنة
- تحية إلى المؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
- هل هناك إمكانية لإقامة بديل ديمقراطي في العراق؟
- الشارع العريض الذي تلتقي عنده قوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟
- وعاظ سلاطين العراق وتشويه الحقائق!
- السيد كاظم الحسيني الحائري والعلمانية!
- هل يمكننا حل المشكلات العراقية بالنداءات؟
- هل يعي الجميع مسؤوليته إزاء الكُرد الفيلية في العراق؟
- هل من اسس معقولة في التحالفات الجارية في العراق
- الأول من أيار في مواجهة حكومة وأجهزة أمن حزب الدعوة (أو) دور ...
- تحية إلى عمال العراق, إلى منتجي ثروة البلاد. ولمصلحة من يمنع ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!