أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأحلام المريضة لشيخ دين سادي النزعة وعنصري الهوى














المزيد.....

الأحلام المريضة لشيخ دين سادي النزعة وعنصري الهوى


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد أبرز شيوخ الدين الأعضاء في حزب المجلس الإسلامي الأعلى في العراق وإمام وخطيب جامع براثا في بغداد والنائب السابق عن التحالف الوطني في مجلس النواب العراقي ألقى خطبة رعناء أفرزت رائحة كريهة جسدت فكراً عنصرياً ومزاجاً سادياً مريضاً وحقداً دفيناً ضد الشعب الكردي ومسايرة كريهة وتأييداً للسياسة الخطرة التي تدعو إلى تشديد الصراع مع الكرد من أجل تفجير حرب عدوانية جديدة في الوقت الحاضر بسبب العلاقات الحميمة بين الحكومتين الإيرانية والعراقية وبسبب الموقف التركي المناهض للحركة الكردية في سوريا ولوجود الفيدرالية الكردستانية على أرض الواقع في العراق. نها الرغبة العارمة التي تتلبسه لرؤية رؤوس الشعب الكردي تقطع بسيف المهدي المنتظر , تماماً كما فعلت اسلحة النظام الدكتاتوري البغيض بالشعب الكردي في حلبجة والأنفال وغيرهما.
استعاد شيخ جامع براثا الأحاديث الطائفية العدوانية في التراث الماضي الخرافي ليجعل منه مادة تثقيفية لأتباع المذهب الشيعي في العراق وفي إيران والمنطقة حين راح يتحدث عن الكرد المارقين أو الخارجين عن الدين الإسلامي والرافضين للدولة الإسلامية والذين سيظهر المهدي المنتظر ليقطع رؤوسهم جميعاً. إذ إنه بهذا يقترب من مضمون خطبة أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي (41 هـ - 95 هـ) الذي قال فيها يوماُ عن أهل العراق "أرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها وأني لصاحبها". إنها المهزلة لمأساة سابقة حقاً حين يظهر رجل في القرن الحادي والعشرين ليتحدث بلغة الحجاج أثناء الحكم الأموي في العراق ولكن لا على العراقيين جميعاً , بل على الأكراد المراقين.
كيف يمكن لهذا الرجل الخرافي والعنصري النزعة والسادي المزاج أن يكون عضو في حزب إسلامي سياسي يدعي أنه صديق الكرد وأن جد قائد الحزب الحالي , السيد محسن الحكيم , قد حرم في العام 1965 القتال ضد الأكراد في العراق في فترة حكم عبد السلام محمد عارف. هل سيبقى هذا الرجل في هذا الحزب أم سيفصل منه وسيقيم رئيس الحزب عليه دعوى قضائية بسبب إساءته لشعب يشاركنا الوطن وشاركنا بكل المحن والعذابات السابقة؟ نحن بانتظار ما سيفعل السيد عمار الحكيم وما سيفعله رئيس التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري! إن كانوا لا يشاركونه الرأي فليتفضلوا ويعلنوا عن ذلك نهاراً جهارا.
قبل فترة وجيزة تحدث السيد عادل مراد عن الصداقة الحميمة والتاريخية بين الشيعة والكُرد, لا اعتراض على الوجهة العامة من حيث المبدأ ولكن حديثه حمل طابع الإطلاق والشمولية غير الدقيقة من ناحيتين:
1. أظهر وكأن الشيعة جميعاً دون استثناء مع العرب ودون تمييز بينهم , في حين هو وأنا الجميع يعرفون أن هناك أحزاباً شيعية تقف ضد الفدرالية وضد تمتع الكرد بحقوقهم المشروعة؛
2. ثم أظهر وكأن السنة العرب كافة هم ضد الكُرد وحقوقهم المشروعة , وهذا غير صحيح أيضاً.
ولم تمض فترة طويلة على كلمة الأخ عادل مراد في المجلس الوطني للاتحاد الوطني الكردستاني حتى انبرى الصغير جلال الدين ليبرهن له على خطأ استنتاج الأستاذ عادل مراد المطلق والشامل حين تحدث عن المهدي المنتظر الذي يحمل سيفه ليقاتل ويقتل الكرد المارقين. وهذا الصغير ليس وحده في قوى التحالف الوطني فهناك الكثير من هذا النمط المعوج والعنصري الذي يكره ليس الشعب الكردي فحسب , بل وبقية القوميات في العراق ويميل إلى الفكر الصفوي الإيراني في نظرته , ولكن ليس كل الشيعة من نمط الصغير بل كثرة كاثرة منهم من أصدقاء الشعب الكردي لا من منطلق ديني بل من منطلق إنساني عام وعراقي أيضاً.
إن الصغير يحاول بخطبته الرعناء إثارة الشيعة في العراق والمنطقة ضد الكرد ليروج لموقف عدائي ضد الكرد تماماً كما فعل صدام حسين ولكن بأسلوب آخر يعتمد الميثولوجيا الشيعية القائلة باحتمال ظهور المهدي المنتظر الذي يفترض أن "يعجل الله فرجه ويسهل مخرجه!" لينشر العدل في العالم بعد أن يكون الظلم قد ساد وعم العالم.
إن ميثولوجيا المهدي المنتظر, حسب فهم الشيعة لها , تؤكد على ظهوره لنصر للفقراء والكادحين والمعدمين والمظلومين على هذه الأرض وضد الظالمين , وليست ضد شعب ما , فكيف حرف شيخ الدين الصغير هذا الهدف في الميثولوجيا ليكون ضد الكرد واعتبرهم تعسفاً من المارقين وترك نفسه وبقية النخبة الحاكمة المسؤولة عما يجري في البلاد وفي أنحاء أخرى من العالم من ظلم وقهر وفساد وإرهاب وسجن وتعذيب , كيف وجه جام غضب المهدي ضد الكرد ونسى قوى الإرهاب من أتباع القاعدة وأنصار الإسلام السنة وجند الإسلام وعصائب الحق وهيئة علماء الدين السنة ...الخ, وكأن المهدي المنتظر مسؤول عن العراق فقط.
أشعر بضرورة إبداء الاحتجاج والإدانة من النساء العاقلات والرجال العقلاء من الشيعية والسنة في العراق ضد خطبة الصغير وأن تقوم جمهرة منهم بإقامة دعوى قضائية ضد شيخ الدين جلال الدين الصغير لإثارته البغضاء والكراهية والأحقاد بين القوميات في العراق وضد الشعب الكردي مباشرة , ولأنه يشجع بصورة غير مباشرة على القتل حتى قبل ظهور المهدي لأن من يعتقد بالمهدي يريد أن يمارس مهمته حتى قبل ظهوره ليسهل عليه مهمته.
كم أتمنى أن يفكر بنات وأبناء الشعب العراقي بعمق ومسؤولية بأن الطائفية السياسية اللعينة الحاكمة والفاعلة في هذه الأيام في العراق هي التي تخلق مثل هذا التعصب والتزمت والكراهية ضد أتباع الديانات والمذاهب الأخرى , وهي التي تنشط العداء المتبادل تماماً كما فعل ويفعل أتباع القاعدة وعصائب الحق وزمر البعثيين المسلحة. كم أتمنى وأرجو أن يصلوا إلى قناعة بأن الحل الوحيد للسلم الوطني والخلاص من مثل هذه الشخصيات المريضة والكثيرة في العراق هو العودة إلى روح المواطنة الحرة والمتساوية , هو القناعة بأن العراق بلد جميع القوميات وبلد أتباع جميع الديانات والمذاهب الدينية , بلد كل العراقيات والعراقيين ولا يمكن العيش الآمن والمستقر والمتطور بدون ذلك وإن المشكلات لا تحل بالقوة والسلاح والتعبئة ضد الآخر الذي هو منا بل عبر التفاوض السلمي والديمقراطي.
18/8/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من القضية الكردية: نقاش مع أفكار المهندس السيد ثائر ع ...
- نقاش ودي مع الصديق الأستاذ عبد السلام برواري
- تعلم من دروس الماضي يا رئيس وزراء العراق!!
- العراق: الحريات الديمقراطية أولاً ... وفاقد الشيء لا يعطيه!!
- ملاحظات حول مقال الزميل الأستاذ حمزة الجواهري الموسوم -تهريب ...
- هل الحكم في العراق يملك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- بشار الأسد يلعب بالوقت الضائع ولن يربح!
- رسالة تهنئة بمناسبة عيد دهوا-ربا ونجاح المؤتمر السادس لاتحاد ...
- لعنة الشعب ستلاحق من يلاحق موقع -المدى- الإلكتروني!
- المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!
- انتصار انتفاضة الجيش 1958 (سقوط الملكية وإعلان الجمهورية)
- الحزب الشيوعي العراقي والعملية السياسية في المرحلة الراهنة
- تحية إلى المؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
- هل هناك إمكانية لإقامة بديل ديمقراطي في العراق؟
- الشارع العريض الذي تلتقي عنده قوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل من خشية وراء التهرب من الاستجواب في البرلمان العراقي؟
- الخطوط العامة لمحاضرة في ضيافة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ...
- هل من سبيل لمعالجة مشكلات العراق الملتهبة؟
- الدكتور برهم صالح وبرنامجه الاقتصادي لمستقبل إقليم كردستان ا ...
- هل هناك من دهليز أسوأ من الذي يعيش تحت وطأته العراق حالياً؟


المزيد.....




- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- مكتب زيلينسكي يصدر تصريحا غريبا حول الحرب بين الهند وباكستان ...
- أربعة سيناريوهات لمستقبل سوريا
- الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية يقدم استقالته
- وداع غير تقليدي.. ترامب لماسك: -كنت مذهلا!-
- مدفيديف: ترامب -يحطم نهائيا- عناد نظام كييف حول التسديد بواس ...
- مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في قصف القوات الإسرائيلية على مناط ...
- طفل في حالة حرجة و6 مصابين بحادث دهس في اليابان
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- العنف الطائفي في سوريا، بين تحديات الداخل ومطامع الخارج


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأحلام المريضة لشيخ دين سادي النزعة وعنصري الهوى