أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول العربية














المزيد.....

اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول العربية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تك الانتفاضات والمظاهرات الشعبية التي انطلقت منذ ما يزيد عن عامين في العديد من الدول العربية التي سميت بـ"الربيع العربي" مجرد حركة عفوية خاطفة في صفوف شبيبة الدول العربية الراغبة في إزالة نظم سياسية فردية واستبدادية قاهرة واستبدالها بنظم سياسية مماثلة ولكن تحت عباءات أخرى مهلهلة عاجزة عن ستر عورة النهج الفردي وممارسة أساليب وأدوات الحكم الاستبدادي والزحف التدريجي بالبلاد صوب الدولة الدينية المتحجرة , بل كانت تجسد التعبير الصارخ والواعي الرافض لتلك النظم بسياساتها الخرقاء والمعادية لمصالح الشعب والمصادرة لحقوقه وحرياته العامة ومستقبله, والهادفة في الوقت نفسه إلى إجراء تغيير عميق وحقيقي في طبيعة الدولة وبنية الحكم ووجهته السياسية وسياساته بما يحقق إرادة ومصالح شعوب هذه الدول ويستجيب لإرادتها ويتناغم مع روح العصر. وهي لم تكن عفوية وبنت يومها , بل كانت التجسيد الحي لتراكم القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي من جهة, والنضال المديد للقوى السياسية التي رفضت تلك النظم وقاومتها وعانت من ويلاتها , كما نشرت الوعي الرافض لتلك النظم وسياساتها من جهة أخرى , والذي تفجر دفعة واحدة بأمل وهدف إعادة بناء الدولة والمجتمع على أسس جديدة ديمقراطية.
إلا إن ما حصل في هذه الدول كان وما يزال يسير بالاتجاه المعاكس , أي بالضد من الإرادة الواعية لشعوب هذه البلدان ومصالحها الحيوية ومستقبلها الأفضل, أي مستغلاً الوعي المزيف الذي غرسته القوى السلفية والمتطرفة والشوفينية والطائفية فترة غياب الحرية والديمقراطية واستخدمت المساجد والجوامع والحسينيات لغرض تزييف الوعي وتشويه وجهته وفرض ما يطلق عليه بـ "الشريعة الإسلامية" , والدين من هذه القوى وفهمها المشوه للدين ابراء , على شعوب هذه البلدان. إذ اتجهت القوى الإسلامية السياسية التي تسلمت السلطة عبر انتخابات متعجلة كما في مصر وتونس, وتلك التي سلمت لها السلطة, كما في العراق, إلى انتهاج سياسات ابتعدت بدولها عن آمال وطموحات مجتمعاتها في التمتع بالحرية والحياة الديمقراطية وممارسة حقوق الإنسان والتخلص من التخلف والبطالة والحرمان والفقر الذي يعرض كرامة غالبية السكان إلى الإساءة والتجريح.
تصور الحكام الجدد , سواء أكانوا جماعة الأخوان المسلمين بمصر , أم جماعة حزب النهضة الإخواني بتونس , أم حزب الدعوة الإسلامية بالعراق , إن الروح الثورية لدي شعوبهم قد خفتت وأن في مقدورهم ممارسة السياسات التي مارسها أسلافهم في الحكم بعد أن جرى تغيير المجموعة القيادية الحاكمة وأسماء الأحزاب الحاكمة وارتداء عباءات أخرى. ولكن خاب فألهم وبدأت الحركة الثورية تتفاعل من جديد لتهز هذه النظم السياسية المهلهلة التي لم تجلب الخير للشعب رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها شعوب هذه الدول لصالح التغيير الديمقراطي والحياة الحرة.
إن هذه النظم السياسية الجديدة , ذات الرؤية والأساليب والأدوات القديمة في الحكم كانت وما تزال تعتقد بأن الانتخابات وحدها هي المحك للديمقراطية ومعرفة طبيعة النظم السائدة. وهي في هذا مخطئة تماماً. إذ إن المحك الفعلي للديمقراطية يبرز في كامل الوجهة التي تمارسها السلطات الثلاث في البلاد وأدوات واساليب الحكم والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية, في الموقف من التنمية واستخدام ثروات المجتمع وفي مكافحة البطالة والفقر والفجوة المتسعة في المدخولات السنوية للأفراد والحقوق التي يتمتع بها الإنسان وواجباته وفي مكافحة التمييز بين الأفراد على اساس القومية والدين والمذهب والاتجاه الفكري وضد التمييز إزاء المرأة واغتصاب حقوقها مع أهمية وضرورة وجود انتخابات حرة ونزيهة ووجود معارضة مستقلة وقادرة على ممارسة دورها في نقد الحكم ...الخ. لقد عبر عن هذه الوجهة الخاطئة أحد قادة حزب الدعوة الإسلامية بالعراق والمدعو علي الأديب , الذي يحتل اليوم حقيبة وزارة التعليم العالي في غفلة من الزمن والوعي , بأن هو وحزبه يأخذان بالديمقراطية كأسلوب للوصول إلى السلطة وليس كفلسفة للحكام والحكم, وهذا يعني استخدام الانتخابات كأسلوب في الوصول إلى السلطة , ثم ممارسة فلسفة حزب الدعوة الإسلامية التي تعني ضمن ما تعني تطبيق الشريعة الإسلامية الشيعية الجعفرية على البلاد وليس الديمقراطية كنظام سياسي واجتماعي واقتصادي. وهو ما يعيشه المجتمع اليوم. وهذا يذكرني بنظام هتلر الذي وصل عبر الانتخابات غلى الحكم ثم مارس فلسفته وفلسفة حزبه في الحكم والتي كانت الطامة الكبرى على الشعب الألماني وعلى الشعوب الأوروبية على نحو خاص وعلى اليهود بشكل أخص.
إن الديمقراطية أيها السادة بمصر وتونس والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية سلة واحدة لا تتجزأ ولا يمكن ممارسة الانتقاء منها بما يتناغم وحاجة هذا الحزب أو ذاك في هذه الفترة أو تلك ويصطدم بمصالح وحاجات الشعب.
إن الروح الثورية لدى الشعوب بالدول العربية لم تنطفئ ولن يكون بمقدور أحد إخمادها, فهي شعلة متقدة ومضيئة تتجه صوب تغيير هذه الأوضاع وسيتحقق لها ذلك شاء الحكام الجديد من أتباع الإسلام السياسي أم أبوا. إن موجة المظاهرات والانتفاضات الجديدة في هذه الدول ستأخذ مداها وستتسع الجماهير التي تشارك فيها وسيخيب ظن هادي العامري , الوزير الذي وصل لوزارته بغفلة أخرى من الزمن والوعي , الذي دعا أهل بغداد وديالى إلى عدم التظاهر بل طلب من كل محافظات العراق, بدعوى الخشية من الصراع الطائفي, إلى عدم التظاهر, ولا يريد أن يعترف بأن سياسات الأحزاب الإسلامية السياسية هي التي تسببت وتتسبب بهذه الانتفاضة الشعبية الجديدة المتسعة, والتي ستتواصل إلى أن يجري التغيير المناسب لصالح الشعب وحياته وحرياته ومستقبله. كما إنهم المسؤولون عن استفادة قوى إرهابية وبعثية مسلحة من هذا الوضع لتشويه جوهر وأهداف مطالب الشعب العادلة والمشروعة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...
- أفرج عن الدكتور مظهر محمد صالح بكفالة, ولكن..!
- محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...
- هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبق ...
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...
- ما هي العوامل الكامنة وراء تشنجات السياسة المالكية؟
- حملة واسعة من أجل إنقاذ حياة الصابئة المندائيين في سوريا من ...
- مناقشة مع الأفكار الواردة في تعقيب السيد طالب العبودي
- مرة أخرى يغوص المجرمون القتلة بدماء نساء ورجال الشعب العراقي


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول العربية