أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها















المزيد.....

الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع المشهد السياسي العراقي المتحرك بسرعة والمتفاقم حدة في صراعاته حالياً ويمتلك وعياً مناسباً وحساً وطنياً وسياسياً جيداً, سيتسنى له تشخيص الوضع الراهن بدقة والتعرف على طبيعة التشابك المخل الجاري في الصراعات السياسية والطائفية بين القوى المشاركة في السلطة السياسية. فبعد مرور عشر سنوات على سقوط الدكتاتورية البعثية الصدامية نواجه الأوضاع التالية:
1 . يطرح الشعب بقوة وإلحاح مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية عادلة ومشروعة وملحة لم تجد آذانا صاغية لها حتى الآن من قبل الحكومة ورئيسها والقوى المشاركة فيها.
2 . وتوزيع السلطة ومجلس النواب وأجهزة الدولة على أساس نظام المحاصصة الطائفي والأثني القائم يسمح بتبادل قوى الإسلام السياسي الطائفية الاتهامات بطائفية كل منها, وهي بذلك تؤكد المثل الشعبي القائل (غراب يگله لغراب وجهك آبگع), إذ إنها تنطلق من مواقع طائفية صارخة ومفتتة للوحدة الوطنية ومفهوم وروح المواطنة الحرة والمتساوية.
3 . وتشير الوقائع إلى زيادة كبيرة في نشاط وعمليات قوى الإرهاب الدموي من تنظيم القاعدة الإرهابي ومن تنظيم البعث المسلح الذي يقوده عزة الدوري وتطوير التحالف بين هذين التنظيمين إلى جانب مشاركة تنظيم هيئة علماء المسلمين السنة السياسي والعسكري في هذا التحالف المشؤوم.
4 . ولا يغيب عن البال التهميش والإقصاء الفعلي الذي يعاني مواطنون عراقيون ومواطنات عراقيات من محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين وغيرها, مما يدفع بها إلى اتخاذ مواقع الدفاع عن النفس المصالح والاحتجاج على هذا التهميش.
5 . ولا شك في أن الخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية لم تعالج وهي التي تزيد في توتر الوضع السياسي والاجتماعي والتي لا يريد رئيس الوزراء إيجاد حلول منطقية وعملية لها, مما يجعل الطرف الكردي متوتراً ويفسح في المجال إلى صدور تصريحات متشنجة غير مبررة ايضاً.
6 . وهنا لا يمكن إغفال الدور الذي تمارسه القوى والدول المجاورة في تشديد هذه الصراعات وتوتير الأجواء بما لا يخدم الشعب العراق ووحدة البلاد.
إن غياب الحكمة والعقلانية والرؤية الثاقبة لما يجري على أرض العراق ويتجلى في سياسة الحكومة العراقية ولدى الأطراف السياسية الحاكمة الأخرى والمتصارعة في ما بينها يسمح هو الآخر إلى نشوء تشابك شديد بين الأهداف والمطالب العادلة للشعب العراقي التي ظهرت في شباط عام 2011 والتي تصاعدت وتعمقت واتسعت لاحقاً, وهي مطالب عادلة ومشروعة, ولكن لم يستجب لها رئيس الحكومة وعموم السلطة التنفيذية ولا مجلس النواب, وتلك الأهداف والمشاريع الطائفية الداخلية لبعض أبرز قوى الإسلام السياسي الشيعية منها والسنية. وهذا التشابك والتداخل هو الذي يتطلب تحقيق الفرز السليم لصالح مطالب الشعب ونبذ مشاريع قوى الطائفية والإرهاب.
إن البلاد حبلى بالأحداث التي يمكن أن تتحول في غفلة من الزمن إلى قتال دام ومرير. ومن المؤلم حقاً إن السلطتين التشريعية والتنفيذية ليست بمستوى الأحداث وغير قادرة على استيعاب العواقب الأليمة لما يمكن أن يحصل في العراق, حين يستهان بمطالب الشعب وبالمظاهرات الشعبية التي يمكن أن تستثمر من قوى معادية للتطور السلمي والديمقراطي للعراق والتي لا تريد الخير لشعب العراق.
إن المطالب المطروحة كثيرة ولا بد من أخذها بنظر الاعتبار والعمل على الاستجابة لأهم تلك الأهداف التي تضع حداً للواقع المرير الراهن, وأخص بالذكر هنا ضرورة إطلاق سراح الأبرياء من المعتقلين والمسجونين أو الذين انتهت محكوميتهم وإعادة النظر السريعة بمدى صواب وجود الآلاف منهم في السجون. ولكن لا يمكن ولا يجوز إطلاق سراح من تلطخت أيديهم وغاصوا حتى قمة رأسهم بدماء الشعب العراقي خلال السنوات المنصرمة. كما لا بد من إعادة النظر بقانون المساءلة والعدالة بما يساعد على التمييز الحصيف بين من كان مجرماً حقاً, وبين من كان بالرغم منه بعثياً ومن كان بعثياً بروح انتهازية أو بعثياً لم يشارك بما يحمله العار والشنار. كما يفترض أن يكف رئيس الوزراء, الذي برهن على إنه ليس برجل دولة, إذ لا يملك الحكمة والحصافة والوعي بالمسؤولية إزاء مصير الوطن, بل همه وهم من يماثله هي السلطة وليس غيرها, عن عملية التهميش والإقصاء للمواطنات والمواطنين لأسباب طائفية أو فكرية وسياسية أو شن حملات اعتقال دون أوامر قضائية ودون معرفة عائلات المعتقلين بمواقع اعتقالهم, أو تعريض المتعلقين للتعذيب النفسي والجسدي أثناء التحقيق, كما حصل في جمهورية الرعب البعثية الصدامية, أو كما حصل في فترة الاحتلال الأمريكي في "أبي غريب". إن غالبية المطالب المطروحة, ليست قابلة للنقاش فحسب, بل وضرورة العمل على تنفيذها وبسرعة لأنها مطالب شعبية عادلة وملحة.
لم ولن تنفع العجرفة والتعالي واستخدام إجراءات فظة وعنيفة واستهانة بالمطالب الشعبية وبالمتظاهرين من جانب ؤرئيس الوزراء, إذ لا بد له أن يدرك بأن هذا السلوك هو "درب الصد ما رد" وعواقبه تكون في غير صالح البلاد والعملية السياسية. إن نوري المالكي حين يمارس المنع وقطع الطرق ومنع المتظاهرين من الوصول إلى مواقع التظاهر باستخدام أجهزة الشرطة والأمن وقوات عمليات بغداد والجيش العراقي, ستقود لا محالة إلى مزيد من التعقيد والكراهية والحقد على حكومته وعليه شخصياً ويمكن أن تقترن بعواقب محزنه له وللجميع.
إن الحفاظ على سلمية المظاهرات وديمقراطيتها ومنع العنف عنها وإبعاد الطائفيين المتطرفين والإرهابيين وشعاراتهم الطائفية والعدوانية الاستفزازية عنها من جهة, والاستجابة الفعلية لجملة من تلك المطالب ستقود إلى نتائج إيجابية من جهة أخرى, سيسقط بأيدي أولئك الذي يسعون لتشديد الصراع والاحتكاك والاستقطاب الطائفي من قوى الإسلام السياسي السنية والشيعية الذين يسعون إلى ذلك بسبب قرب انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة أيضاً. فهم يسعون إلى تصعيد الصراع لأنهم يعتقدون بهذه الطريقة يمكنهم الحصول على مزيد من أصوات الناخبين السنة أو الشيعة. وهو أمر غير وطني لا يثير المزيد من التعقيد والحقد والكراهية فحسب, بل ويؤدي إلى مزيد من تمزيق الوحدة الوطنية المفككة حالياً والتي يحتاجها العراق ليفسد بها الفتنة والاقتتال التي يريد الطائفيون والإرهابيون اثارتها في البلاد.
إن قوى التيار الديمقراطي العراقي والقوى الخيرة في البلاد تتحمل اليوم مسؤولية كبرى لا في تبني واضح لشعارات ومطالب الشعب فحسب, إذ إن هذا أمر واضح, بل والتبشير بها أكثر وأكثر بين صفوف المواطنات والمواطنين وتعبئتها لصالح تلك المطالب من جهة وفضح القوى الإرهابية والطائفية في صفوف قوى الإسلام السياسي السنية والشيعية, من جهة أخرى, لأنها السبيل الوحيد لضمان وصول الشعب إلى تحقيق إرادته الحرة ومصالحه الأساسية.
إن شبيبة وأبطال الخامس والعشرين من شباط/فبراير 2011 مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى أن يلعبوا دورهم الفكري والسياسي والتنظيمي والتعبوي لصالح الحريات الديمقراطية ومطالب الشعب العادلة ورفض العنف الحكومي أو من أية جهة جاء, وكذلك السعي لمعالجة الأوضاع بالطرق السلمية والتفاوضية واستخدام الوسائل التي يتيحها الدستور العراقي بما فيها ممارسة الإضراب والاعتصام والتظاهر السلمي المتواصل حتى تحقيق الأهداف المنشودة.
11/1/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...
- هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبق ...
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...
- ما هي العوامل الكامنة وراء تشنجات السياسة المالكية؟
- حملة واسعة من أجل إنقاذ حياة الصابئة المندائيين في سوريا من ...
- مناقشة مع الأفكار الواردة في تعقيب السيد طالب العبودي
- مرة أخرى يغوص المجرمون القتلة بدماء نساء ورجال الشعب العراقي
- المهمات التي تواجه هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ال ...
- مهمات هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العر ...
- ألا يقدم -الأخوان المسلمون- في مصر النموذج الاستبدادي المحتم ...
- الإخوان المسلمون في مصر يكشفون عن وجههم الاستبدادي الكالح وا ...
- القاعدة العامة تقول: لا يحترم نفسه ومركزه من يتخذ قراراً لا ...
- المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق
- هل يمكن الثقة برئيس الوزراء العراقي ؟
- الشرق الأوسط في غليان .. والعراق إلى أين ؟
- ملاحظات على الاستفسارات النقدية للسيد بطرس نباتي - حول المؤت ...
- رسالة مفتوحة ونداء إلى الأخوات والأخوة محاميات ومحامي العراق ...
- الفقراء وحكومة المالكي والبطاقة التموينية


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها