أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!















المزيد.....

تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تؤكد نظريات علوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد والبحوث التطبيقية في مجال معالجة وحل النزاعات أن التناقضات الاجتماعية والمشكلات القومية أو الدينية والطائفية في بلد ما أو النزاعات بين بلدين أو أكثر حول الحدود أو المياه أو الموارد الأولية أو غيرها حين لا تعالج من جانب الحكومة أو حكومات بلدين أو أكثر تلك المشكلات فإنها تتراكم وتتعقد ويمكن في كل لحظة أن تتحول إلى صراعات سياسية تحمل شعارات تطالب بحل تلك المشكلات والنزاعات, وحين لا تستمع الحكومة أو الحكومات إلى تلك النداءات والمطالب بإان صاغية ورؤية عقلانية وحكمة تتحول في أية لحظة إلى نوعية جديدة إلى نزاعات محتدمة تتخذ أبعاداً جديدة وصيغاً مختلفة بما في ذلك النزاع المسلح حتى لو أقسم الجميع بأنهم لن يحاولوا معالجة الأمور المختلف عليها بالقوة وعبر استخدام السلاح, أي إنها تحمل معها احتمال كبير بحصول انتفاضات شعبية أو مسلحة أو بوقوع حرب أهلية أو حرب خارجية. إن اصحاب هذه النظريات الذين ينتمون إلى مختلف المدارس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, لم يستنتجوا هذه المقولة إلا بعد أن برهنت الحياة لهم وعبر دراسة معمقة لتاريخ الشعوب والدول لقرون المنصرمة.
هذه الحقيقة تنطبق على العراق تماماً كما تنطبق على بقية شعوب ودول العالم. خير دليل على ذلك تاريخ العراق السياسي الحديث وتاريخ الدول المجاورة بما في ذلك ما يجري اليوم بسوريا وما جرى وسيجري بإيران أيضاً أو ما يجري اليوم بالعراق, إذ إن أوضاع العراق محمل باحتمالات كثيرة لا يمكن البت بأحدها, ولكنها كلها تشير إلى عجز النخب الحاكمة وخاصة الحكومة الحالية ورئيسها عن معالجة التراكمات المتواصلة في مشكلات وتناقضات اجتماعية وقومية ودينية وطائفية وكلها تحولت أو تتحول تدريجاً إلى صراعات سياسية, كما نعيشها اليوم أو إلى نزاعات قادمة محتملة.
الوضع بالعراق معقد جداً ومتشابك من حيث طبيعة مشكلاته, سواء أكانت تلك التي خلفها النظام الدكتاتوري البعثي الصدامي, أم التي نشأت في أعقاب سقوطه وبروز نظام طائفي وأثني محاصصي مقيت والتي تداخلت وتراكمت حتى أصبح المجتمع غير قادر على تحملها مما يمكن أن تتحول في كل لحظة إلى نزاع يحرق اليابس والأخضر في أن واحد.
إن عجز المالكي عن سلوك سياسات تساعد على حل المشكلات القائمة أو رفضه معالجتها وحلها لأي سبب كان من جهة, ورفضه الاستماع بأذان صاغية إلى صوت العقل, إلى الصوت الذي يطالبه بالاستجابة إلى مطالب الشعب ومعالجة أوضاعه المتردية من جهة ثانية, سيقود إلى ما يريده المجتمع إلى نزع فتيل الصراعات لكي لا تتحول إلى نزاعات دموية وحروب داخلية. وفي الوقت الذي عجز رئيس الوزراء ورفض إيجاد الحلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والفساد المالي وأوضاع المعتقلين والمساجين السياسيين ونقص الخدمات ومعالجة البطالة والفقر, إضافة إلى استمرار عدم إيجاد حلول للمشكلات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وتركها تتفاقم وتقترب من حافة الحرب, كما برز في الأشهر الأخيرة, وخاصة موضوع المادة 140 من الدستور العراقي, بدأت تتراكم وتتعقد وتتشابك في ما بينها, رفض في الوقت نفسه ترك الحكم لمن يستطيع معالجة المشكلات من نفس التحالف الحاكم أو عبر تحالفات جديدة أو عبر انتخابات مبكرة وأصر على البقاء والتشبث بالحكم لأي سبب كان, مما أدى إلى نشوء أوضاع تحمل معها مخاطر جديدة على الوضع في العراق وعلى احتمالات غير محمودة في كل الأحوال. نشير هنا إلى بعض الظواهر الجديدة التي نشأت بعد أن رفض الاستجابة لمطالب مظاهرات القوى السياسية والشعبية الديمقراطية التي طرحت في شباط/فبراير 2011 منها والتي سعى هو وجوقته إلى تشويه شعاراتها والإساءة للقوى المنظمة لها:
** استمرار بقاء أو وصول قوى أكثر سوءاً من البعث الصدامي إلى مواقع مهمة في القوات المسلحة وفي أجهزة الدولة, مما أعطى الفرصة لممارسة التخريب في العلاقات وتعقيدها والمساهمة بعدم حل المشكلات القائمة.
** نمو ملموس في إمكانيات حزب البعث, بقيادة المتهم بالإجرام والمطلوب للعدالة عزة الدوري, السياسية والعسكرية ونشوء تحالف سياسي وعسكري بين قواته العسكرية وقوات تنظيم القاعدة وحصولها على مواقع مهمة في محافظات عراقية عديدة والتي تجلت في خطابي عزة الدوري الأخيرين.
** نشوء حالة من التذمر الشديد في أوساط الشعب من ابناء المحافظات الخمس مما سيقود إلى صدامات مسلحة بسبب السياسة الخرقاء لرئيس الحكومة وعجرفته وسعيه لمنع المظاهرات السلمية في الموصل أو في الفلوجة أو ..الخ.
** تنامي التظاهرات في بغداد ومدن أخرى التي يمكن أن تتصاعد لتصل إلى محافظات الوسط والجنوب بحكم الواقع السيئ في مجال الحريات العامة ونقص الخدمات واستمرار البطالة الواسعة والفقر والفساد في هذه المحافظات والتي لا يمكن للتحفيز الطائفي المقيت وإثارة قوى الشعب ضد بعضها الآخر, كما هو سلوك كل المستبدين, على تدارك الأمر بعد فترة وجيزة. ومظاهرات ذي قار حول مطالب أهالي المحافظة يمكن أن تتسع وتتحول إلى محافظات أخرى تعاني من ذات المشكلات ومن ثم تتخذ وجهة الصراع السياسي ضد السلطة والمطالبة بإسقاطها.
** تفاقم عزلة رئيس الحكومة عن الأحزاب السياسية الحاكمة معه ورفضها لسياساته ومشاركتها في المظاهرات ضده أو تأييدها, لأنها لا تجد أفقاً لحل المشكلات القائمة والتخلي عن سياسة الانفراد بالسلطة. ومن استمع إلى تصريحات قيادات القوى المتحالفة معه في داخل التحالف الوطني ذاته أو بين اقطاب التحالف الحكومي الراهن لأدرك حقيقة الأزمة المحتدمة التي تأخذ بخناق النظام والدولة والمجتمع في آن وتدفع بهم جميعاً إلى مخاطر جديدة.
إن استخدام القوة والاتكاء على تأييد إيران للمالكي وسكوت الولايات المتحدة عن سلوكه الاستبدادي وسياساته الخرقاء وإجراءاته المناهضة لبنود الدستور العراقي لن تنفع في نزع فتيل الصراع بأي حال, بل سيزيد الأمر سوءاً وتعقيداً. والحلول أمام رئيس الوزراء واضحة إذا أراد معالجة الوضع حقاً فأمامه الخيارات التالية:
1. حل الحكومة وطلب تشكيل وزارة انتقالية حيادية لإجراء انتخابات عامة جديدة في البلاد وتحت إشراف الأمم المتحدة ومراقبة منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية والمحلية.
2. أو الاستجابة لمطالب الشعب في إطلاق الحريات العامة والاستجابة لأغلب المطالب الشعبية المطروحة التي هي ضمن الدستور العراقي وليست خارجه مع إمكانية تعديل هذا المطلب أو ذلك, ولكنها تحمل في الغالب الأعم صفة الضرورة والإلحاح. إن هذا الحل يتطلب:
3. مغادرة نظام المحاصصة الطائفية والأثنية الراهن والمقيت والذي كان وما يزال السبب وراء ما استحدث من مشكلات في البلاد, إضافة إلى المشكلات السابقة من أجل نزع فتيل تفاقم الوضع وانفجاره بصيغ عديدة.
كم كان الصديق الأستاذ ضياء الشكرجي صادقاً وواقعياً وناصحاً حين قال في مقال له موجه لصديقه ورفيقه السابق أبي إسراء "كفى يا أبا إسراء .. آذيتنا والله ونفد صبرنا".
إن التشبث بالحكم على الطريقة الي يمارسها نوري المالكي ستقود إلى طامة كبيرة إلى عواقب محزنة للشعب العراقي بشكل خاص. وعلى المالكي أن يعي ذلك قبل فوات الأوان, فالتاريخ يعاقب من يتأخر في وعي الواقع واحتمالاته.
8/1/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...
- هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبق ...
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...
- ما هي العوامل الكامنة وراء تشنجات السياسة المالكية؟
- حملة واسعة من أجل إنقاذ حياة الصابئة المندائيين في سوريا من ...
- مناقشة مع الأفكار الواردة في تعقيب السيد طالب العبودي
- مرة أخرى يغوص المجرمون القتلة بدماء نساء ورجال الشعب العراقي
- المهمات التي تواجه هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ال ...
- مهمات هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العر ...
- ألا يقدم -الأخوان المسلمون- في مصر النموذج الاستبدادي المحتم ...
- الإخوان المسلمون في مصر يكشفون عن وجههم الاستبدادي الكالح وا ...
- القاعدة العامة تقول: لا يحترم نفسه ومركزه من يتخذ قراراً لا ...
- المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق
- هل يمكن الثقة برئيس الوزراء العراقي ؟
- الشرق الأوسط في غليان .. والعراق إلى أين ؟
- ملاحظات على الاستفسارات النقدية للسيد بطرس نباتي - حول المؤت ...
- رسالة مفتوحة ونداء إلى الأخوات والأخوة محاميات ومحامي العراق ...
- الفقراء وحكومة المالكي والبطاقة التموينية
- تحية إلى منظمة جاك
- تحية إلى مؤتمر لجنة التنسيق لقوى التيار الديمقراطي في هولندا


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!